الفصل الثاني

ريحان:ماذا ماذا؟هل انت فعلا عاقل ؟
لا لا طبعا ماذا اسال أنا انت سكير فاقد العقل اغلب الوقت لا يقاس عليك لم يكفك كل الالم الذي سببته لعمتي كل هذه السنين تأتي علي الآن؟
أحمد:من اين لك كل هذه الجرأة؟ام ان القطة الحليمة كسبت اظافرا للخدش فجاة؟؟
ريحان:كنت مرغمة على تحملك لأجل أن لا تنزعج عمتي وان لا تأذيها فقط والآن من كنت اخاف لاجلها ذهبت.
احمد:اها والآن ذهبت اسمعي قلت اتفقت معهم وستذهبين.
لم ترد ريحان عليه حتى دق الباب بقوة.
نظرت اليه مرتعبة ليتوجه هو سريعا لفتح الباب ليدخل رجلان ضخمان منه.
رحب بهما بينما هي كانت واقفة تنظر بترقب دون حديث مستغربة من هما ذالك الرجلان فهي لم ترهما ولا مرة من قبل.
تلفظ أحد الرجلين قائلا:هي؟؟
احمد:هي
سحب الرجل ظرفا به مبلغ كبير من المال ليقول:ديونك مدفوعة وهذه اكراميتك.
احمد:شكرا سيد مراد
ثما اقتربا من ريحان التي عادت للخلف مرتعبة لتقول:ماذا تريدان؟
ليقول الرجل الآخر:أصبحت ملكا للكازينو هيا معنا.
ريحان وهي تعود للخلف اكثر:ماذا؟هل انت مجنون؟لست ملكا لأحد ابتعدا عني حالا لن أذهب لاي مكان.
ثم بدأت بالصراخ:ساعدوني ساعدوووني
لكن لا أحد يسمعها فبيوت تلك القرية متفرقة نسبيا.
اقترب الذي يسمى مراد منها اكثر ليحكم قبضته على خصرها بينما هي أخذت تنتفض وتنادي:اتركني ايها النكرة اتركني اتركني دعني ايها الهمجي لن أذهب لاي مكان.
مراد:قلت ستذهبين يعني ستفعلين هيا.
سحبها بقوة وهي تصرخ وتبكي ما جعله يضع يده على فمها ليسكتها لكنها قامت بعضه بقوة ليغضب من فعلتها بشدة ثم قام برفع يده وضربها على وجهها بقوة ما جعلها تفقد وعيها لحظتها.
قام بعدها بحملها وإدخالها السيارة ثم انطلق إلى كازينو بوراك للقمار.
كان زوج عمتها سعيدا بالنقود ودفعه لدينه فهو كان قد عرض صورة ريحان على أحد عمال الكازينو منذ مدة ولانها حسناء بهية شابة فتية أحبوا أن تكون عاملة بالكازينو لاسعاد زبائنهم الأغنياء.
اخذ يعد النقود وهو سعيد ليقول:واخيرا استفدت منك بشيء رافقتك السلامة يا... عشق.
كانت هي راكبة بالسيارة لتستفيق بعد حين وتجد نفسها هناك
وما أن فتحت عيناها حتى همت بالصراخ لكن مراد الضخم أوقفها وهو يضع المسدس عند رقبتها ويقول:كلمة أخرى وافرغه برأسك دون رحمة.
اعتدلت بجلسوها وسحبت نفسها عند باب السيارة وهي تقول:من انتم؟ماذا تريدون مني؟اتركوني اتركوني
مراد:كفي عن الصراخ يا حمقاء أنت الآن ملك للكازينو
ريحان:هل نحن بعصر العبودية ام ماذا؟انا لست ملكا لأحد ولن اكون هيا انزلني والا
مراد:هشششش
ريحان:اتركني قلت اتركني والا اقسم سارمي نفسي دون أن أبالي لشيء الموت اهون من الذهاب معكم
مراد:افعليها إن شئت
ريحان:انا لا اخافك ثم حاولت فتح الباب دون أن تبالي لشيء لكن الباب كان مقفلا أخذت تفتحه مرة ومرتين لكن دون جدوى لتبدأ بعدها بضرب زجاج باب السيارة وهي تبكي اتركوني اتركوني حتى تعبت تماما لتبدأ بالدعاء لخالقها كي ينجيها من ما هي به.
كان أمير مجتمعا مع عائلته على طاولة الافطار ويتحدثون ليقول حكمت:أمير الى اين وصلت بالصفقة؟
أمير:اقتربنا ياابي كلها ايام ويكون المشروع لنا
حكمت:اتمنى ذلك اتمنى ان لا تخيب ظني واملي بك.
أمير:ابي منذ متى اخيب ظنك لقد قلت في اجتماع مجلس الإدارة ساتولى امر الصفقة وانالها وسانالها
حكمت:انت خفف من لا مبالاتك وستنالها
لتنتظر جافيدان ناحية حكمت وتشير له بأن يتوقف عن ر مي الكلام ثم تحدثت:وهل هذا وقت الحديث عن العمل ستذهبون للشركة وهناك تحدثوا بما شئتم وبينما هم كذلك أتت ناحيتهم نازلي طليقة أمير بفستانها الاسود القصير الجميل وشعرها المفرود لتقترب من الطاولة بابتسامتها العريضة لتقول:صباح الخير
رد الجميع عليها عدا أمير الذي تغيرت ملامحه فور رؤيتها
اسرعت اوزجي ناحيتها لتقول:ماما حبيبتي اشتقت اليك
نازلي:وانا طفلتي سامحيني تاخرت بزيارتك كان لدي عمل
جافيدان:نازلي سعدت بقدومك تعالي وشاركينا الافطار
نازلي:شكرا خالة اتبع حمية لا افطر الا اشياء خفيفة.
سونا:ان اكملت هكذا ستختفين لا محالة
نازلي:الجمال يحتاج تضخيات حبيبتي
جوناي:انت جميلة بدون تضحيات
نازلي:هذا من لطفك جوناي ثم نظرت لامير لتقول:كيف حالك أمير
رسم ابتسامة صفراء على وجهه ليقول:بخير نازلي وانت؟
نازلي:روعة اقتربت على إنهاء لوحات المعرض وانا سعيدة بذلك.
أمير:جميل على الأقل تهتمين بابنتك قليلا.
نازلي:سأعوضها لا تهتم انت لشيء.
أمير:اتمنى ذلك ثم قام من مكانه ليستاذنهم ويهم بالخروج لكن نازلي استوقفته وهي تلحق به خارجا.
توقف أمير وهو يفتح باب سيارته ليلتفت إليها ويقول:ماذا نازلي ماذا هناك؟
نازلي:أمير هل انت غاضب مني؟
أمير:انا لا طبعا
نازلي:ولم غادرت فور حظوري.
أمير:لأنه وقت عملي لا أكثر
نازلي:صدقا انا آسفة لعدم حضوري نهاية الأسبوع لأخذ اوزجي
أمير:نازلي اهتمي باوزجي وشعورها هي من يستحق اعتذارا طفلتك بحاجة اليك اكثر من لوحاتك.
نازلي:ساراضيها لا تقلق.
أمير:يحب أن تفعلي انك امها لا تنسي ،حسنا مع السلامة
نازلي:أمير لحظة فقط هل يمكن أن نجتمع الليلة انا وانت واوزجي في مطعم للعشاء؟؟
أمير:آسف نازلي لايمكنني ارتبطت بعمل.
نازلي:حسنا كما تشاء بغير مرة
أمير:ان شاء الله ثم ركب سيارته لينطلق وهو يتمتم أنانية دائما لا تهتمين الا بنفسك حتى ابنتك تهملينها لاجل المظاهر ثم انطلق متوجها لعمله.
مرت ساعات بعدها...
وصلت فيها ريحان مع الرجال للكازينو وما أن فتحوا الباب حتى أبت النزول وهي تقول:لن انزل اعيدوني من حيث اخذتموني والا ستندمون سابلغ عنكم يا مجرمين
مراد:هششش كفي عن صراخك الم تملي بعد وهيا انزلي يالك من عنيدة
ريحان:لن انزل ولن ادخل مستنقع القذارة هذا ولو على جثتي.
مراد:هذا اسهل شيء يمكن فعله اخذ روحك
لكنه انزلها قهرا وهو يسحبها من السيارة بقوة ليدخلها الى الداخل وسط مقاومتها ثم أخذها لغرفة بالفندق الواقع فوق الكازينو هناك وما أن فتح الباب حتى رماها أرضا بقوة ليقول:لم يسبق واتبعتني فتاة هكذا يالك من عنيدة اسمعي هذا هو مكانك من الآن وهذه غرفتك ناصليهان اشرحي لها طريقة عملنا ويجب أن تتجهز فهناك سهرة مهمة الليلة ولا نريد اغضاب بوراك بيك
ناصليهان:بامرك مراد
ثم خرج وأقفل الباب خلفه.
نهضت مسرعة متجهة إلى الباب وما أن فتحته حتى وجدته عند الباب ليقول:عودي والا ثم اعادها واقفل الباب.
وقفت عند الباب تتأمل تلك الغرفة وهي تبكي بحرقة وتتالم فقد اصيب مرفقها جراء سقوطها ارضا حتى انه كان ينزف.
تاملت زوايا الغرفة لتجد بها فتاة جميلة تجلس هناك عند النافذة
نظرت اليها ناصليهان باستغراب لتقول:يبدو انك جديدة هنا وغير متعودة على هذا الحال وهذا المكان؟
ريحان:انا مخطوفة ذلك الحقير والذي معه خطفوني من قريتي
ناصليهان:لا أحد مخطوف هنا كل يأت برضاه.
ريحان:الا انا ساخرج من هنا لن ابقى بهذا المكان العفن اموت ولا ابقى هنا.
ناصليهان:ستموتين ان خرجت صدقيتي سيقتلونك دون رحمة.
ريحان:في اي عصر نحن؟ساخرج وأبلغ عنهم
اقتربت ناصليهان من ريحان لتقوم بسحبها برفق ناحية الكرسي لكن ريحان سحب ذراعها من يد ناصليهان مرتعبة.
ناصليهان:اهدئي لن اؤذيك لا تخافي تعالي سأحضر لك ماء واعقم جرحك وبعدها نتحدث اخبريني ما اسمك.
ريحان:اسمي ريحان.
ناصليهان:اسمك جميل.
ريحان:اريد ان اخرج من هنا.
ناصليهان:إن أردت ستخرجين ولكن ليس هكذا.
ريحان:ساهرب.
ناصليهان:سيقتلونك الا تفهمين اصبري فقط فهناك طريقة للافلاة من قبضة بوراك ورجاله وبما انك جديدة يمكنك أن تناليها.
ريحان:كيف لم افهم؟
ناصليهان:من اين انت وكيف احضروك الى هنا,؟
ريحان:انا من ارزروم
أخذت ناصليهان تعقم جرحها لتقول:اهي بعيدة؟
ريحان:أجل بعيدة
ناصليهان:لا بأس ستتعودين على هذا المكان.
ريحان:لن اتعود انا لست عبدة ولن اكون.
تاصليهان:كما تشائين
ريحان:لكن ماذا تفعلون هنا؟
ناصليهان:هنا يأتي كل ليلة مجموعة من أصحاب المال والسلطة بالبلد حتى أصحاب الأمن وياتون يجتمعون ويسهرون على اللعب والتسلي أحدهم يربح المال بالملايين دون تعب والآخر يخسر دون اكتراث وهكذا كل ليلة ونحن عملنا هو أن نكون بمظهر حسن ووجه حسن ونقدم المشروب لأولئك الرجال.
ريحان:ماذا؟
ناصليهان:لا ترتعبي حلوتي هذا اقل شيء.
ريحان:لم افهم
ناصليهان:ستفهمين لاحقا
والآن ارتاحي وسأعود اليك لاحقا لايجب أن تصرخي وتعاندي كما اخبرتك فقط كوني مطيعة لبعض الوقت حينها ستتمكنين من الخروج.
ريحان:ومن انت حتى اصدقك؟
ناصليهان:انا؟؟؟ انا من اختارت هذا الطريق بنفسها حتى غرقت بالوحل.
خرجت ناصليهان لتتوجه ريحان سريعا للنافذة فتحتها لكن المكان كان عاليا ولايمكنها الهرب لتتوجه للباب سريعا لكن وجدته موصدا بأحكام حاولت فتحه وهي تجذبه بقوة لكن دون جدوى ثم عادت وجلست على الكرسي لتشرع بمد يديها والدعاء.
بعد مدة عادت ناصليهان بشطيرتين بيدها وبعض العصير وكيس كبير.
دخلت لتجد ريحان بمكانها كما تركتها اقتربت لتقول:لا تقولي لي انك على حالك منذ خرجت؟
ريحان:وماذا تريدين أن افعل؟
اسمعي اولا ستاكلين ثانيا ستغسلين وجهك وتغيرين ثيابك
ثالثا وهذا الاهم يجب أن ترسمي ابتسامة على وجهك الجميل وتتجهزي للسهرة.
ريحان:لن افعل لن افعل اتفهمين؟
ناصليهان:انت حرة لم يتبق على السهرة الكثير من الوقت ويجب أن تكوني جاهزة وفي البار وقتها والا ستنالين عقابا انا عن نفسي لا انصحك بتجربته.
ريحان:فقط اتركوني وشئني.
ناصليهان:اسمعي لما اقول لو كنت تريدين أن تخرجي من هنا افعلي ما ساطلب منك فقط لا تغضبي مراد فغضبه قاس وستاتيك فرصة التحرر من قبضة بوراك بيك بسهولة.
ريحان:وما المطلوب؟
البسي هذا الزي وتميكيجي قليلا ثم اخرجي لتقدمي المشروب للزبائن ولو اعجب بك أحد رجال الأعمال سياخذك معه وستنالين منه مبلغا معتبرا من المال يكفيكي لتعيشي شهرا بحاله وبعدها اهربي أو اطلبي منه أن يتركك أو افعلي ما شئت.
ريحان:ياخذني اين كيف؟ما قصدك؟
ناصليهان:قصدي واضح سيبدأ سهرته هنا ويكملها معك.
ريحان:اموت ولا افعلها.
ناصليهان:لا تتغابي ريحان يمكنك عدم فعلها بسهولة.
حسنا انا سارتدي ملابسي وأخرج لانظم الطاولات لا تتاخري حلوتي ساعود بعد ساعة وساترك الباب مفتوحا لن اقفله
بقيت ريحان مكانها تبكي وتلعن زوج عمتها وهي منهارة تفكر بحالها وبكلام ناصليهان فكرت وفكرت لياتيها صوت آذان العشاء.
لتبدأ بالدعاء اللهم اني لا اسالك رد القضاء ولكني اسالك اللطف فيه ارني الحق يا حي ياقيوم ثم ذهبت وتوضات ثم صلت فرضها وبكت بسجودها لتقوم بعدها وتتوجه لذلك اللباس الخاص بعاملات الكازينو حملته وهي تنظر إليه باشمأزاز لتقول:اعني ياالله واغفر لي.
ارتدت ذلك اللباس وحسنت شيئا من هيأتها وشعرها لتاتيها ناصليهان بعد مدة قصيرة حيث وجدتها جاهزة لتقول:انت جميلة جدا وجهك ملائكي كوجه الاطفال لكن يلزمك بعض المكياج.
ريحان:لا يمكنني لا أضعه البتة.
ناصليهان:قليلا فقط انت جميلة بدونه.
تجهزت ريحان بشق الأنفس وفؤادها يحترق على ما آل إليه حالها بين ليلة وضحاها وعيونها تحكي كل الآلام بالكون.
كانت واقفة كالجماد عند البار بينما ناصليهان تشرح لها طريقة العمل وهي تقول:ستقدمين المشروب كل حين اولا حين يجلسون على الطاولات وبالتحديد الطاولة الخاصة بك وستكون تلك الطاولة بالزاوية وبعد مدة حين يبدؤون اللعب يجب أن تنتبهي لطاولتك ان شرب أحدهم كاسه يجب أن يوضع أمامه كاس آخر قبل أن يتنتبه لكأس مشروبه الفارغ هل فهمت؟ ريحاااان يا ابنتي اين انت؟
ريحان:لا اصدق ما انا به الآن.
ناصليهان:حينما يأتي مراد ستصدقين انظري لقد مللت منك انا ساتولى عملي وانت افعلي ما يحلو لك اف ما اعندك وكانما أخاطب طفلة لا تفهم شيئا.
ريحان:ضعي نفسك مكاني للحظة.
ناصليهان:ستتعودين دائما البداية صعبة وبعدها تألفين ما وضعتي به.
ريحان:ما اجبروني عليه.
بقيت ريحان واقفة أمامها لحظات لتبدأ الصالة بالامتلاء باصحاب المال وأصحاب الساعات الفخمة المرصعة بالالماس وأصحاب البدل الراقية والعطور الباريسية الفاخرة والسيارات الألمانية المصفوفة خارجا بينما هي كانت بدوامة في بحر هائج تلف وتلف وتلف تلك الدوامة وتجذبها للاعماق شيئا فشيئا بينما هي داخلها تعتصر وتصرخ وا معتصماااه لكن لا معتصم يلبي صرخاتها المكبوتة تلك.
توقف أمير بموتوره الجديد الذي اتى به مسرعا كعادته عند باب الكازينو وما أن صفه حتى وجد صديقه بوراك يهم بالدخول،نزل ليجده ينتظره وهو يقول:واخيرا هل علينا هلال العيد.
أمير:اي عيد بالتحديد
بوراك:عيد الفطر لأنه يأتي بعد مشقة الصيام وينتظره الجميع.
أمير:لكني لا اصومه
بوراك:المهم اننا ننتظره ونسعد به منذ طفولتنا.
أمير:كيف حالك صديقي
بوراك:بخير بخير المهم وما هذا الموتور الضخم يامهندس.
امير:اول استعمال له.
بوراك:أنه جميل جدا اتبادله.
أمير:بسيارتك المرسيدس الأنيقة ولا افعلها.
بوراك:بخيل
امير:شكرا على الاطراء اخجلت تواضعي
بوراك:هيا لندخل هيا الجماعة هنا ايضا ينتظروننا سنتسلى الليلة وهناك فتياة جدد ايضا كما اخبرتك.
أمير:لااا لا اريد احتفظ بهن لنفسك ليس لدي رغبة بشيء غير النوم هذه الايام ولو لم تلح لما اتيت.
بوراك:انظروا من يتحدث
أمير:عندي عمل مهم سينتهي قريبا واتفرغ للهو.
بوراك:سنتواجه عند نهاية سهرتنا أمير بيك
أمير:مستفز سالغي الصداقة يوما ليكن بعلمك
دخلا ليرحب الجميع ببوراك وامير كانت القاعة مكتضة كعادتها فهي من اشهر صالات اسطنبول وما أن دخلوا حتى وقعت عين أمير بعين ريحان فجأة التي تقف بالزاوية وهي منزلة رأسها حزينة تتمتم بالدعاء لينجيها خالقها مما هي به ليست بذلك العالم بتاتا لكنه لم يهتم لحالها فقط نظر ثم أكمل حديثه مع بوراك وتوجه مباشرة لمكانه كعادته سلم على اصداقه الذي تعود اللعب معهم واحدا واحدا ورحبو به بعد غيابه مدة فهم تعودوا على حظوره كل ليلة للسهر حتى وإن كان للتسلية فقط دون اللعب لكن من سوء حظ ريحان أو من حسن حظها فلا نعلم ما سطره الخالق لنا في الغيب انها ستتولى خدمة أصحاب تلك الطاولة والتي هي اهم طاولة لان بها بوراك بيك.
بعد مدة امتلأت القاعة بزوارها المعهودين وبدأ اللعب وتعالت الضحكات والأحاديث منهم من كان غاضبا لأنه يخسر ويستمر باللعب ويخسر ومنهم من كان مبتهجا سعيدا ،كان ليلتها حظ أمير كبيرا فقد فاز بكل الجولات على بوراك وباقي أصدقائه ليقول بوراك:انك داهية كيف استطعت ذلك؟
أمير:الدنيا حظوظ صديقي هناك من ترفعه لفوق وهناك من تنزله لتحت.
بوراك:حاذر من أن تسقط أمير بيك وتكسر رقبتك.
أمير:عيب انا أمير تارهون لا تنسى
بوراك:ياصبر ياصبر
أمير:ماذا قلت منذ ايام؟ان لم تخني الذاكرة احضر دفتر شيكاتك لانني لن ارحمك.
بوراك:فهمنا
كانت ناصليهان تلف في القاعة وتتفقد الطاولات واصحابها لتنتبه لطاولة ريحان وانها غير واقفة بقربها بل بمكان بعيد تكاد لا ترى به لتاتيها مسرعة وتقول:لماذا تقفين هنا كالصنم؟
ريحان:واين اقف؟
ناصليهان:بالقرب من الطاولة المسؤولة عنها.
ريحان:بهذا اللباس الفاضح لن افعل لا يمكنني
ناصليهان:ريحان انا اريد مصلحتك لا اريد أن تتاذي لا تتغابي اكثر هيا اذهبي واحضري للسيد أمير فكأسه فارغ وتوجهي للطاولة مباشرة وابقي بقربها لا يجب أن يطلبوا الشيء يجب أن يكون كل ما يحتاجونه أمامهم قبل أن ينتبهوا لنفاذه.
ريحان:الهمني الصبر يا الهي ومن يكون امير هذا حتى اخدمه كالعبدة؟
ناصليهان:امير بيك وليس أمير ذلك الوسيم صاحب الشعر الطويل والغمازة اسرعي أنه صديق بوراك بيك المقرب صاحب الكازينو هيا.
ريحان:اذهبي انت واعفني لطفا هذا ليس مكاني انني واقفة بصعوبة انا اختنق واكاد اقع أرضا.
ناصليهان:لا تغضبيني هيا قومي بعملك وحين تنتهي السهرة اسقطي أو افعلي ما شئت يبدو انك لا تريدين مصلحتك.
رضخت ريحان لأوامر ناصليهان علها تجد بصيص أمل لتحررها مما هي به.
حملت ريحان كأس مشروب وتوجهت للطاولة ناحية أمير وهي ترتجف مرتعبة والقاعة تلف بها بينما هو كان سعيدا بنصره وربحه الوفير لحظتها فحتى هو لم يتوقع أنه سيحالفه الحظ ويهزم اغلب أصحابه رغم أنه أتى متثاقلا فقط لإرضاء بوراك.
وما أن وصلت ناحيته حتى كادت تتعثر قدماها من شدة الخوف وكادت تقع لتسقط كاس المشروب على امير مباشرة وبالتحديد على قميصه الابيض.
انتفظ أمير في مكانه وهو يعود للخلف ليتجنب التبلل لكنه لم يحدث.
وقفت ريحان مكانها متجمة لينظر إليها بوراك ويقول:هل انت عمياء؟
أمير:كيف تجرئين ياغبية؟
ريحان:آسفة آسفة لم اقصد لقد تعثرت فجأة سأحضر مناديلا ورقية واعود
بوراك:عودي لعملك هيا ولا تعودي هنا غبية.
أمير:يجب أن اغير قميصي الآن لقد تبلل منذ متى تشغل اغبياء عندك بوراك؟؟
بوراك:انها جديدة لا تهتم ستتعود على العمل يشفع لها جمالها فقط.
امير:لا بأس لا تهتم اعطني أحد قمصانك.
بوراك:لنتوجه للداخل.
اعتذر أمير من الجماعة ودخل لمكتب بوراك الذي احضر له قميصا نظيفا ليقوم بتغيير قميصه والعودة للطاولة.
جلسوا وبدؤوا اللعب مجددا لكن أمير لم ينزع عينيه من ريحان التي بقيت واقفة من بعيد تراقب فقط وهي ترى أمير ينظر إليها بتلك النظرة الغريبة التي تنهش جسدها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي