الفصل الثاني

الفصل الثاني
"لا أريد الرحيل"

لأنكِ نجمة أنتِ فقط تُضيئين، وتمنحين وتعطين، أنت فقط لا تطلُبين المدد إلا من رب السماء.

كانت أستيقظت هي ف الصباح الباكر، من أجل أن تستعد إلي السفر إلي عمتها بالخارج، و علي الرغم من عدم شعورها بالارتياح، لكن هي ليس لديها مجال إلي الرفض.

-صباح الخير "تالا".
لقد تحدثت بها السيدة "ود" في هدوء منها، لتنظر الأخر إليها في تبرم وهي تذم شفتها، لتردد هي بإنزعاج قائلة:

-والدتي الرائعة.

-لا أيتها الصغيرة.

-بالفعل هذا ليس عدل يا سيدة "ود"؛ لقد ظننت لوهلة أني المفضلة لديكِ من بين أبنائك الرجال.

ود بضحك
-لن أتأثر أيتها الفراشة المخادعة، والدك لن يبدل من
قراره.

لتجلس هي علي حافة السرير، وتنظر إلي الفراغ ببعض
من الشرود، لتتقدم والدتها منها وتضمها إليها، لا تعلم
سبب حزنها الشديد، لتردد هي بتساؤل قائلة:

-ما بكِ يا حبه الفستق الصغيرة.

-لا شيء يا حبيبتي، أنا بخير.!

-لا أظن.؟!

تالا بحزن
-أنا لا أريد السفر، وأيضا أخشي عدم العودة، وأيضا
ذلك لسبب ما لا أعلمه يا أمي.

-لا تقلقِ؛ سوف يكون كل شيء علي خير ما يرام،
أنا أعدك.!

لتتعجب هي من حديث والدتها، فهي علي الرغم من
لديها بعض الاضطرابات، والتي لا تساعدها علي تذكر
بعض الأشياء ف أغلب الأوقات.

تالا بتعجب
-ما بكِ يا أمي.؟!

لتحاول السيدة "ود" رسم إبتسامة مصطنعة، لتردد هي
بهدوء قائلة:
-لا شيء يا عزيزتي، فقط أنا سوف أحزن بعض الشيء علي رحيلك، يا حبه الفستق الصغيرة.

-أمي.
بعثرت هي خصلات شعرها البنية، لتحاول الشعور بالراحة من بعدها، علي الرغم من شعورها متذبذب، الذي يخبرها بـ نقصان شيء هام.

-حسنا؛ أنا سوف أسافر يا أمي.

أشرق بأحلامك كما تشرق الشمس في كل صباح، كن أنت شعاعَ الأملِ وبصيص النور لهذا العالم المنطفئ، لا تنتظر من أحدهم أن يمدك بالقوة، أصنع قوتكَ بنفسك وانطلق نحو حلمك بكل شغف.

يكفي أن يوجد تلك الفجوة، التي تظهر لكي تبدل شعور الراحة، إلي عدم الارتياح والألم.

-أرجو أن تحبني للأبد، صدقني قلبي لا يتسع للمراهقين، لطالما انعزلت عن الحب، ولطالما ابتعدت عن كل الذين حاولوا اقتحام قلبي، ربما الوحدة مؤذية لكن البقاء، مع شخص يُشعرك بوحدتك، أشد أذى من الوحدة، لن أطالبك بتضحيات عظيمة، ولن أطالبك إلا ببعض أيضا الأشياء التي قد تبدو لك تافهة.

-أرجو أن لا أنطفئ بداخلك، وأن يبقى الشغف في عينيك كلما إلتقينا، وأن تظل معي في وقت لا أستطيع حتى البقاء فيه مع نفسي، أحب أن أشعر أنني مؤثر في حياتك، أحب مشاركتك لتفاصيلي، أن لا تشعرني بأنني شخص ملل بلا تفاصيل تثير اهتمامك، لن أعاتبك على انشغالك لكن لا تهملني، إن تذكرتني ولو سهوًا في يومك هذا سوف يجعلني أطير فرحًا، تحمّل مزاجيتي لأنها ومهما طالت لن تؤثر على مكانتك في قلبي، لكن ما سيؤثر هو لومك الشديد على كوني أعاني من المزاجية، لستَ مضطرًا لخلق أحاديث جديدة، لستَ مضطرًا للكتابة كل يوم عني.

-يكفي أن أشعر حقًا أنني ما زلت الأجمل والأفضل في حياتك، يكفي أن نبقى معًا نتبادل الصمت أو الموسيقى أو حتى المناقشات التافهة، في غضبي قد أهدم كل شيء، لكن صدقني أنا كالأطفال، عندما أهدأ أشعر بحالة حزن، لا تطاق لأنني أفسدت كل شيء، فأرجوك لا تعاتبني على غضبي هذا سيؤلمني أكثر، فقط يمكنك معاتبتي بلطف، وأنا أقسم لك أني سأستحي أنا من تكرار غضبي، لا تجعلني أتذكر بدايتنا الرائعة ثم أبكي، بل حاول معي أن يكون كل يوم هو بداية جديدة لعلاقتنا، لا يغريني حب البدايات فالوقت أشد عدو للبدايات، أرجو أن تحبني للأبد؛ للأبد فقط .!

-ولأن داخل تلك العيون اللامعة، كان كل شيء فيك معتدل، كما لو كنت تعطي الجنة، أو تعطي الجحيم.!

أغلقت هي دفتر المذكرات خاصتها، لتنظر إلي السحاب
بلونه الأبيض، هي تعلم أن السبب وراء رحيلها سر، و
لكن لا داعي لأسرع في الحكم عليهم.

-وأنا التي ظننت أن قلبي لا يتألم، لكن أنا في الحقيقة فقط، أحاول قدر الإمكان عدم الإنهيار.

لو أن هناك شخص ما، يمثل سعادتك، ف هل هذا يعني أنك قبل معرفتك به، لم تعرف معني السعادة.!
تعليق سعادتك بإنسان، هو خطأ استراتيجي في جودة الحياة، له مضار مؤلمة، فهذا الإنسان جزء من السعادة، والحياة أوسع وأرحب بكثير، وقيل قديماً لا تضع بيضك
في سلة واحدة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي