الفصل٢

كانت تعيش حلمًا جميلًا، لكن ذلك الشعور بالإثارة أصاب معدتها وجعلها تشعر بأن عليها أن تستيقظ من حلمها. 

هي لا تعرف لماذا يجب عليها أن تستيقظ من هذا الجمال؟. 
ولكن شيء في أعماقها يخبرها أن هذا الحلم عبارة عن خطأ كبير، وليس من المفروض أن يحدث. 

 شعرت بالإثارة والرغبة في الاحتراق، شعرت وكأن شخص ما يقوم بلمسها، فتحت عينيها في حالة من الصدمة، لحظات وعيها عادت إليها تدريجياً وهي تحاول التركيز على حقيقة أنها كانت شبه عارية في السرير مع رجل ما.

 كان يقف أمامها نفس الرجل الذي كان معها في الحانة. حاولت استعادة القليل من وعيها المفقود، لكن حواسها كانت مشوشة وأخذتها رغبة عميقة.  

ثم تفاعلت حسيًا مع هذا رغمًا عنها، وتبادلت كل قبلة ولمسة بشغف، حاولت السيطرة على نفسها والهروب من هذا الوضع.

 لكن طبيعتها الأخرى المتوحشة تغلبت على عقلها وطبيعتها البشرية، وتمكن ليو بكل سهولة من قيادتها والتحكم فيها، جعلها هذا الرجل تصل إلى تلك العاطفة المثيرة، وبسبب ما يحدث لها كادت الوصول إلى حافة الانفجار. 

كانت تلهث بسبب ما وصلت إليه من مشاعر متفجرة على يد خبير، وشعرت أن جسدها على وشك الانفجار، أطلقت صرخة عالية. 

وفجأة صمتت الأصوات. نعم، هذا الرجل يعرف جيدًا مع يفعله بها، يعلم كيف يجعلها خاضعة له. 

وفي هذه اللحظة تريد إشباع رغبة قطتها التي دفنتها هى لفترة طويلة. فجأة تم نسيان التمسك بمبادئها. هذا الرجل المثالي يبدو محرّمًا وسيئًا، اخترق ليو دفاعاتها. 

من المفترض أن تكون غاضبة بشأن ما يحدث وأنها تعرضت للاختطاف. لكنها لا تشعر بالغضب، لكن هناك أشياء أخرى تتحكم فيها.
 قال لها بصوت مغرور: 
"أنا الرجل الذي تريده يا فتاة؟"

  قالت وهي ترتجف وعقلها فارغ: 
"هذا صحيح".
  قال ليو بهدوء شديد، ثم انحنى عليها لرفعها ووضعها على السرير في وضع أكثر راحة: 

"وهذا صحيح أيضًا بالنسبة لي، أريدك، لذا دعونا لا نجعل هذا الأمر أكثر تعقيدًا."
 لم تستطع التفكير، ولم يخطر ببالها أي تفكير عقلي.

 شعرت مارلين أن طبيعتها البشرية أصبحت ضعيفة ولا تستطيع المقاومة، ورأت أن ليو في حالة جيدة، يمتلك الجسد المثالي.
شعرت مارلين بالخمول والضعف يسيطر على جسدها وهى تراه يخلع قميصه أمامها.  
 
رأت مارلين عضلاته المتموجة مغطاة بالجلد البرونزي، رأته يخلع حذائه، ودفع جواربه في الهواء ليسقط على الأرض بجانب السرير.

 تراجعت مارلين بحذر شديد إلى الخلف وهى تراه أمامها مصمم وعازم، أغلقت عيناها بشدة وقالت لنفسها، هى أبدًا لم تكن خجولة، دئمًا كانت متمردة، تحب السهر والانطلاق. 

 تلك العيون الذهبية الثاقبة التي تنظر إليها لا تفوت شيئًا، وهى أكيد لا تريد إحراج نفسها، لا تريد أن تسمع كلمة ساخرة واحدة منه، عندما يعرف أنها ما زالت عذراء. 

 "أنت صامتة مثل السنجاب الصغير. أين تلك الفتاة المثيرة التي كانت موجودة منذ فترة قصيرة في الملهى؟ الفتاة القطة التي كانت مليئة بالإثارة والشهوة؟"

 همس ليو بهذه الكلمات وهو يخلع معطفها بلطف، بينما تمسكت مارلين بالمعطف ورفضت تركه. عندما نظرت في عينيه رأت رغبة شديدة مثل الجحيم.

  قالت له، فتحت عيناها الزرقاوان فجأة: "ماذا فعلت بي؟ هذا ليس أنا؟ انطق أيها المجرم المتوحش، لماذا أنا هكذا؟ خاضعة لك."

  قال لها بنبرة هادئة: 
"أنا لم أفعل شيئًا، أنا فعلت شيء واحد فقط، ولا أعتقد أن ما فعلته كان شيئًا سيئًا، قطتي الشقية."

  نظرت إليه بضعف وقالت: 
"قل لي ماذا فعلت؟ ولماذا أشعر بالضعف؟"
 أضاف ليو بابتسامة مغرية: 
"لقد صنعت لك كوبًا يجعلك يا فتاة تفعل ما يحلو لك وبدون قيود، وعدم قول لا، لأي شيء تريده القطة بداخلك".

 أضاءت عيناها بالوعي والمعرفة، ثم قالت بضعف: 
"أتذكر، لذلك أشعر أنني خارج عن السيطرة."
  هز رأسه وقال:
"نعم، قطتي الصغيرة."

 قالت بصوت خافت ضعيف: 
"يوجد الكثير من الضوء هنا".  
بدون كلمة، مد ليو يديه وخفت الضوء إلى مستوى مقبول أكثر. 
 ثم قال بابتسامة مغرية: 
"أفضل هكذا؟"

 أومأت مارلين برأسها مرتجفة، وبعد ثواني من الصمت بينهم، كان بالفعل على السرير بالقرب منها، شعرت بالتوتر والحيوية.

 قال ليو فجأة بهدوء: 
"مارلين، أريدك أن تعرف بالتأكيد، أنني لا يمكنني السماح لنفسي أن اتقدم وافعل اي شيء رغمًا عنك. هل تريدين تلك العلاقة أم لا؟ "

نظرت إليه مارلين بعيون راغبة، وأصبحت مشاعر القطة بداخلها هي المسيطرة عليها، ولم تهتم بما حدث وأن ليو كان ماكرًا وجعلها تفقد وعيها حتى أخذها إلى شقته. 
 
في هذه اللحظة، أرادت إشباع رغباتها وشعرت أيضًا بالخوف. فهي في الماضي كانت تهرب في كل مرة تصل فيها إلى مرحلة ما قبل اكتمال العلاقة حتى نهايتها.

  رفعت مارلين يديها بشكل لا إرادي إلى وجهه النحيف الوسيم، وركضت أصابعها المهدئة عبر حواجبه حيث كان عابسًا، ثم ارتفعت أطراف أصابعها إلى شعره الأسود الناعم، خصلات شعر مثيرة للاهتمام.

 تأثر ليون بعمق، وارتجف جسده من هذه اللمسة البسيطة. أدرك ليو في حالة من الذعر، أن اكتشافه لها وله وأنه تأثر بسهولة بامرأة مثل هذه المرأة التافهة جعله يشعر بالتوتر. 

 هز رأسه، ونفض تلك الأفكار من رأسه، ثم اتكأ عليها وقبلها، وكأن حياته تتوقف على تلك القبلة.
 في لحظة، تألقت حياتها، مثل صاروخ ضخم ينفجر في وسط المحيط. 
 
شعرت مارلين بالدوار عندما قبل شفتيها، اشتعل في داخلها نوع ما من الجوع. إصابتها صدمة كهربائية عالية، جعلت جسدها يهتز. 
 في هذه اللحظة، شعرت بأنها مدركة لكل جزء من جسدها النابض. 

  قال لها ليو: 
"هذه أفضل لحظة في يومي، يا قطتي" وهو يتحدث أزال شعرها ووضعه جانبًا، قبل أن يمرر أصابعه من خلال خصلات الخصلات المتشابكة حول وجهها.

 وفي هذه التوقيت، هرب كل خوفها لأنها لم تشعر أبدًا بأي شيء مهم جدا، سوى أن تكون بين ذراعيه. 

 رائحته الذكورية الحارة الممزوجة برائحة الكولونيا التي أصبحت مألوفة لها بالفعل جعلتها أكثر حماسًا، جعلتها راغبة أكثر. 

 غرقت في بحر اللذة، وشعرت وكأنها مصنوعة من لهب، تحترق أكثر فأكثر مع كل مداعبة ساحرة منه. زادت دقات قلبها، وأخذتها الرغبة، واضطرب جسدها كله في هذا الفرح الجسدي اللذيذ.

  قالت بصوت منخفض:
 "أنا عذراء".
  توقف عما كان يفعله، وتجمدت يديه، ونظر إليها بعيون مصدومة: 
"ماذا تقولِ يا مارلين؟"

  غضبت من ردة فعله، مما جعلها تنظر إليه بتحد ثم قالت: 
"لقد سمعت جيدًا ما قولته لك".
  لأول مرة في حياته شعر بهذا الشعور المرعب. غطت الصدمة لسانه للحظة. 

غمغم ليو بصوت خافت: 
"لا أصدق ذلك، إنه مستحيل".
  أغضبتها سخريته وحاولت دفعه بعيدًا، لكن يده القوية شدتها إلى أحضانه مرارًا وتكرارًا حتى توقفت عن الحركة، قال لها بقسوة وتغير لون عينيه: 

"لن ترحلِ ولن أتوقف. فقط قل أنك تريدي هذا". ثم ضغط جسده على جسدها، وظهرت بداية تحوله.

 لقد كان يسيطر عليها بحزم، فلهثت، وقالت لنفسها أنها غير قادرة على مقاومة هذا الرجل، وأجبرت نفسها على الاستسلام لقوته وإثارته.

 تلعثمت مارلين: 
"حسنًا". ما زالت نصف ضائعة في موجات السعادة التي ضاعت فيها، بينما كانت تشعر بقوته عليها، ولا تستطيع المقاومة. 
 
 لم يكن هناك شك في ذهنها بشأن ما كانت تفعله في تلك اللحظة، وقد هدأت خبرة ليو من مخاوفها. كانت عينيه الداكنتين ذهبيتان، صافيتان وجذابتين.

 وبينما كانا يحدقان في عيون بعضهما البعض، حركت يديها لأعلى ولأسفل على كتفيه البنيين الناعمين، مستمتعة بقوته وشعور لا يقاوم يتخللها وهو يأخذها ببطء.

  ارتجفت عندما ابتلعتها الحرارة مرة أخرى، ثم اخترقها ألم مفاجئ، كان كل عصب في جسدها لا يزال ينبض على حافة الإثارة الشديدة.  

كافحت من أجل الاسترخاء، ثم تحركت مرة أخرى وبقي الألم، لكنها هذه المرة دفنت وجهها في كتفه، وخنقت الألم في صمت.

 ما جعلها تشعر بالراحة أكثر، أن الألم كان يتلاشى، وسمعت آهات الرضا منه. شعرت أن جسدها كان مضيئًا مثل مصباح بألف واط، يضيء في مكان ما بداخلها.

 تسارعت دقات قلبها مع هذا الغزو، وتصاعدت الإثارة مرة أخرى بداخلها،  صرخت عندما اندفعت موجة أخرى من المتعة المتوحشة. 

 قال ليو بصوت ذكوري مشبع بالرضا: 
"كان هذا أمرًا لا يصدق".
ثم تدحرج واستلقى على ظهره ثم أخذها في حضنه.  
 
حدقت به مارلين بعيون خضراء ساطعة مثل النيران المشتعلة.
 ثم كرر نفس الجملة:
  "كان هذا لا يصدق، هل أنت بخير؟"  أومأت مارلين برأسها، غير قادرة على مواكبة الأمر، أو الإدلاء برأي.

 نظر إليها ليو وربت على شعرها بابتسامة شيطانية: 
"يبدو شعرك وكأنه قد أصابته برق من السماء."

 بعد حوالي ساعتين، كان في نوم عميق، فتسللت من السرير، ثم تحركت برفق حتى لا يستيقظ ويشعر بها، ونظرت حولها تبحث عن ملابسها، لكنها لم تجدها. 

هي  لا تعلم هل نزعتهم هنا أم في أي مكان آخر ؟! فعلًا هى لا تتذكر أي شيء.  لذلك تحركت، كنت تخشى أن يستيقظ ويراها وهي تحاول الهرب.  
 
لم تصدق ما حدث منذ فترة. إلى هذه الدرجة، كانت خارجة عن السيطرة، ولا تستطيع السيطرة على هذا الجسد، عندما تحرك مرة أخرى، لم يكن لديها مفر من الاستدارة بسرعة لتهرب من هذا المكان بسرعة.

 سرعان ما ركعت على يديها وقدميها ثم قلبت جسدها وشدت عظامها لتأخذ شكل قطة سوداء صغيرة بطريقة سحرية، رؤية العالم بعينيها، من خلال عيون القطط كان مختلف كثيراً.  
 
قفزت إلى النافذة، ومنها إلى الطابق السفلي، ولم تنظر خلفها وهي تسير في طريقها.
كانت الأرض مبللة من المطر الذي سقط في هذه الليلة، انعكاسها كان يظهر على الأرض كقطة وحيدة تمشي في الظلام.  
 
لم تكن حزينة أبدًا لكونها قطة، كانت فخورة بكونها قطة وكم كانت تحب المشي بحرية في الليل، ومشاهدة العالم بعيون القطط وكانت تحب هذا كثيرًا. 

 بعد كل شيء، هي قطة. إنها تعتبر نفسها من الأنواع الأكثر إثارة للاهتمام عن بقية الأنواع الأخرى، الفصائل الأخرى من مصاصي الدماء والمستذئبين كانت تنظر إليهم بكره شديد.

أطلقت مارلين صوت القطة وأخذت تئن بينما كانت تجري في الشارع، وهي تجري بأقصى سرعة. هذا الرجل اقتحم عقلها، الوسيم الذي أمضت معها الليلة. 

وكم كان هذا الرجل وسيمًا، اعترفت بهذا لنفسها، قفزت مارلين من فوق الإطار لعبور السياج، ودخلت شقتها من خلال النافذة الخلفية. 

حيث وضعت مدخلاً سريًا لدخول إلى شقتها في حالة الطوارئ، إذا تحولت إلى قطة أثناء تواجدها بالخارج، كما حدث لها الليلة.

 ثم ذهبت إلى الحمام وتحول شكلها من قطة إلى تلك المرأة الجميلة وهي تقف أمام مرايا حمامها، استحمت مارلين بسرعة قبل أن تذهب إلى النوم، حيث تقوم بالدراسة.

 كانت ترتدي طقمًا كلاسيكيًا يتكون من جاكيت أسود وقميص أبيض تحته، وتنورة تتعدى ركبتيها بشكل متواضع، وشعرها مرتب كالعادة بأناقة وهدوء فوق رأسها.

  في الصباح، تأخذ شكلاً مختلفًا، تكون أنثى ملتزمة، تختلف تمامًا عن شكل تلك الفتاة المغرية المتفجرة التي تظهر في الليل. 
 
إنها ليست مصابة بالفصام، إنها طبيعتها فقط، لا أكثر ولا أقل. تتمتع القطة بأكثر من شخصية متمردة ومتلاعبة، وتشعر أحيانًا بالملل الشديد، وعندما تشعر بالملل، تصبح متهورة وخارجة عن السيطرة.

 جاء الصباح لتتغير شخصية "ماو" إلى "مارلين".
   كان من الصعب على زملائها فهمها وقبول طبيعتها الحقيقة، لذلك اعتادت أن ترسم الوجه الصحيح لكل مكان تريد أن تكون فيه. إنها ليست مرحة بقدر ما هي متلاعبة وتحب الحياة.

 خرج كل من كان في قاعة المحاضرة، فجمعت أغراضها. أخذت الأوراق بهدوء وكانت سعيدة إلى حد ما بدراستها. تحب الكلية وتحب طبيعة الدراسة فيها. 
 
إنها متزمتة، مجتهدة في دراستها، وتحب الفصل بين العالمين، مما يضمن التوازن الذي تبحث عنه دائمًا.

  جاء صوت رجل من خلفها قائلاً: 
"مواء!"
 صُدمت مارلين لرؤيته أمامها في كليتها، قالت له بنبرة حادة وخافتة: 
"ماذا تفعل هنا؟"

 فابتسم لها وقال: 
"لا أعتقد أن هذه الكلمة مناسبة لما حدث بيننا الليلة الماضية، أيتها الفتاة المثيرة".

 احمر خديها من الغضب وليس من الخجل، فقالت له بصوت حاد وخافت: 
"اخرس ولا تقل هذا الكلام هنا".

 ألقيت عليها نظرة ساخرة ودرس ملامحها قبل أن يقول: 
"لماذا لا أقول هذا ونحن بالفعل عشاق؟"
تابعت شفتيها بإحكام وقالت بهدوء، تحاول عدم التفكير في البركان الذي بداخلها: 

"نحن لسنا عشاق ، وأمحو من دماغك هذه الفكرة السيئة عن كوننا عشاق، ما حدث بيننا كان مجرد علاقة عابرة ، علاقة فقط حدثت ذات يوم ، علاقة حدثت عن طريق الخداع وإعطائك لي شرابًا جعلني خارج نطاق السيطرة ".

 أشارت بإصبع تهديد في وجهه وقالت بنبرة تحذير: 
"لا أريد أن أسمع أي تفسير لما حدث بالأمس".  ثم تركته وغادرت بسرعة. 

 سارت مارلين بسرعة عبر الشارع المزدحم بالمارة، وكان حذائها يطرق الرصيف بصوت مسموع. كانت في تلك اللحظة تشعر بالغضب الشديد.  
 لم تكن هناك حاجة للإسراع بهذه الطريقة، لكن البركان بداخلها جعلها تفقد السيطرة على نفسها. عادة ما تكون هادئة معظم الوقت، لكن ما حدث منذ قليل ورؤيتها هذا الرجل جعلها متوترة. 
 
أرادت إنهاء هذه العلاقة بسرعة والتخلص من هذا الإزعاج في أسرع وقت ممكن. ما حدث بالأمس جعلها تشعر بالتوتر والحزن والألم.  بالرغم من أنها فتاة متحررة في كل أفعالها.

 جاء الآن رجل يحاول فرض سيطرته على علبها. هزت رأسها بعنف وصرخت: 
"لن يحدث هذا أبدا."

لم تهتم بنظرات الإعجاب لبعض الشباب عند مرورها بهم. كانت دائما معتادة على هذه النظرات. أشعة الشمس الدافئة تضرب سهامها إلى  تعكس لمعان جميل على بشرتها البيضاء الصافية.
 
 كانت ترتدي حلة رمادية تعبر عن حالتها النفسية ، وكان شعرها الأسود يزداد إشراقًا بسبب انعكاس ضوء الشمس على شعرها.  
 كان شكلها وجسدها الطويل الممتلئ وهي تمشي تؤكد أنها تمتلك الشكل الأنثوي المثالي ، رغبة كل رجل.

   فكرت وعادت ذكرياتها إلى عدة ساعات.  أثناء سيرها، كانت الأفكار متشابكة في ذهنها بشكل فوضوية كم كانت سعيدة عندما غادرت شقته وأخبرت نفسها أنها لن تراه مرة أخرى.

 في اليوم التالي ، كانت مارلين في طريقها إلى مكتب العميد.
  "مواء."
 صدمت مارلين من هذا الصوت الأجش، الذي أصبحت تسمعه دائمّا، وكادت تستجيب لنداء طبيعتها، لكن عندما كرر ندائه الناعم ، مرة أخرى، جعلها هذا صلبة في مكانها مثل الوثن. 
 
أنه الوسيم الذي قضت معه هذه الليلة المشؤمة، وأيضًا قابلته ليلة أمس؟  زين العبوس ملامحها الجميلة وسألت نفسها هل كان يتبعها؟

 هل هو من الرجال المهووسين؟ رمشت عينيها، رموشها كثيفة مثل مراوح الرياح، غطت لون عينيها الواسعتين، واقترب هذا الرجل بهدوء وثقة، يهمس:
 "هل من صفات القطط الهروب؟!"

 رائحته المثيرة، ميزتها بكل سهولة، فهي تمتلك حاسة شم خارقة، وتراجعت إلى الوراء وكأنها بذلك تستطيع الابتعاد عن رائحة صاحبها وما قد يثيره بداخلها. 
 
لم تنس أحداث تلك الليلة الغامضة وكانت متأكدة في تلك اللحظة أنه كان يلاحقها.  رفعت مارلين عينيها إليه بنظرة بريئة وقررت تجاهله كما لو أنها لم تقابله من قبل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي