الفصل ٥

بللت مارلين شفتيها السفلية المتورمتين، وركزت انتباهها على فمه الملطخ بالدماء من قبل قبلاتهم البرية، وبدا كما لو أن كيانها كله قد أحترق وتحول إلى رماد بسبب كل حركة منه، فهو كائن خارق مثير للغاية.

غمرتها رغبة عارمة عندما رفعت عيونها إليه، ورأت ما في داخل هذه العيون المشتعلة، القطة بداخلها أرادت لمسه مرة أخرى منه، أرادت اللهو معه.

أرادت القطة إشباع تلك الرغبة المتزايدة، التي ظهرت في هذه اللحظة، وجعلتها ترتجف، أرادت القطة الخروج والتحرر من هذا السجن التي سجنتها فيها مارلين، نصفها البشري.

"حبيبتي، أريدك". قال ليو لها، هذه الجملة بخشونة وهو يلامس شفتيها بشفتيه مرة أخرى، وفي نفس الوقت كان يضغط بيديها على صدره.

امتدت أصابعها رغمًا عنها ودون أرادة منها، ولمست خشونة هذا الجلد، الذي جعل جسدها يصاب بالقشعريرة، وبدون ذرة من الخجل كانت مارلين ترد بالمثل نفس الحركات التي كان يفعلها معها.

توقفت اصابعها عن العبث والحركة مرة واحدة، وفجأة أصبحت غير متأكدة مما تفعل، ولماذا هى مستسلمة هكذا له؟.

وفجأة مارلين مما تفعل، ووجدت نفسها في منطقة غير مألوفة بشكل مخيفة، لأنها لم تمر بهذه التجربة المثيرة والمخيفة من قبل، هي لم تكن مع أي رجل من قبل، حتى هذه اللحظة إلا هو.

الآن هي تتعامل مع مستوى جديد من الإغواء اللذيذ، لم يستطيع أي رجل من قبل إلى إيصالها إلى هذه النقطة من الإثارة، لدرجة أنها كانت تريد أكثر من قبلة واحدة، أصبحت تطمع إلى المزيد.

في غضون دقائق، حقق ليو الاثنين، فهو جعلها تنفجر بالإثارة، وصدمتها لأنها أدركت بين ذراعيه أنها مجرد مبتدئة في فنون الإغراء، لكنه كان خبيرًا في فنون الإغواء وفي كل دقيقة تمر بينهما. جعلها تريده أكثر وأكثر.

انفتحت عيناها المذهولتان فجأة على نظراته المشتعلة، هذه العيون اشتعلت بنيران متوهجة شديدة أصابتها بالصدمة.

ارتفعت درجة حرارتها استجابة مباشرة للجوع النهم الذي رأته في هذه العيون، وفي هذه المرحلة أرادت اكثر من ذلك، أكثر من مجرد لمسة منه.

قالت ليو بصوت أجش، ممسك بيديها بيديه لتقترب منه أكثر.
وعندما اقتربت من جسده الشبه عاري، تمتمت مارلين بصوت خافت:

"ليس هذا أكثر الأشياء المفضلة لدي؟"
"نعم، بالطبع مارلين أنا أعلم ذلك جيدًا، الجزء البشري بداخلك، أعلم أنه لا يريد ذلك، فمارلين البشرية أعلم أنها متزمتة.

لكن القطة التي بداخلك تريد الكثير من مجرد قبلة." أكد لها ليو ذلك بهدوء، ثم داعب أصابعها الصغيرة بين أصابعه لإبقائها قريبة منه ولا تتمكن من الهروب.
"ما نختار القيام به يعود إلينا، يا قطتي."

"حسنًا، نعم، لكن لا أعتقد أننا يجب أن نكون حميمين، وأنا لقد اكتفيت منك ولا أريدك." تمتمت مارلين بسرعة، ونزعت يديها من يده.

تأملها ليو وحدق في وجهها المتقلب مع عبوس متزايد.
"تبدو متوترة للغاية، قد أريدك ولكن أعدك بأنني لن أحاول إجبارك على فعل أي شيء لا تريده قطتي الشقية."

نظرت له مارلين في صمت، وتحركت إلى الوراء قليلًا، وشعرت بالضيق من نفسها، لأنها جعلته يشعر بأنه مضطر لطمأنتها.

قالت له مارلين بغضب:
"أنا لست مجرد طفل صغير حتى تريحه بكلمتين، لكني أشعر بالغضب لأنني ليس على نفس المستوى مثلك، لذلك ذهبت إلى صديقي جون اليوم لأؤكد لنفسي أنك كنت مجرد علاقة عابرة بالنسبة لي."

صرَّ ليو على أسنانه وقال:
"أنت لي، قطتي، وإذا حاولت أن تكون على علاقة برجل، فسوف أقتلكما معًا."

عانقها برفق وهمس بالقرب من أذنيها:
"كفى كلامًا يا فتاة، لقد انتهت قدرتي على التحمل."
ثم قربها في حضنه ثم غارق كلاهما في عالم حالم رومانسي.

"أنا أحب عينيك، قطتي الصغيرة."
أخبرها ليو بلا مبالاة عندما قام من السرير وذهب إلى الحمام.

"إلى أين تذهب؟"
سألت مارلين فجأة قبل أن تفكر في هذا بشكل أفضل.

تجمد ليو في مكانه، وأخذت مارلين تأوهًا، نظر إليها في صمت للحظات، ثم قال لنفسه إنه لا ينبغي أن يتجاهل قلة خبرتها على الرغم من ادعائها أنها تتمتع بخبرة كبيرة.

في الواقع، هو اكتشف أنها كانت عذراء وأنه كان الرجل الأول في حياتها وأنه أخذ عذريتها، كان شيء لم يتوقعه منها.

أرادت أن تعرف ماذا سوف يحدث بعد ذلك؟ عندما لم يعرف أحد ما سيحدث بعد ذلك، كان يعتقد أنه محبط، على الرغم من أن ما سيحدث بعد النوم مع امرأة مثلها كان أكثر من تلك الليالي المثيرة والمليئة بالرغبة.

أجاب ليو: "سأقوم بإعداد الحمام".
قالت لنفسها إن أعداد الحمام جاء في الوقت المناسب، فهي تشعر بالإجهاد، خنقت مارلين تثاؤب خرج من شفتيها، شعرت بنعاس شديد لدرجة أنها لا تريد التحرك.

قال لها ليو من باب الحمام:
"لدينا مشكلة." شيء ما في صوته ازعجها، اخترق استرخائها لـ يجعلها تقوم من على السرير وتجلس عليه.

"أعتقد أن هناك احتمال حدوث حمل."
تابع ليو متشائمًا.
دفعت مارلين بيد غير ثابتة، خصلات شعرها السوداء المتناثرة على جبهتها البيضاء، وأصيبت عيناها الخضراء بالصدمة وبرز النمش.

صرخت بغضب: "ماذا تقول؟"
قال ليو بصوت متوتر:
"هذا لم يحدث لي من قبل، ربما كنت متحمسًا بعض الشيء. هل تتناولين أي نوع من وسائل منع الحمل؟"


رأت بنيته العضلية القوية متوترة تحت بشرته البرونزية وهو يتحدث اليها.
صرخت مارلين بصوت عالٍ:
"لماذا أتناول حبوب منع الحمل؟ أنت الشخص المسؤول عما حدث الآن."

"كان يجب أن أسأل، أحيانًا تستخدم النساء موانع الحمل لأسباب أخرى". هز ليو كتفيه.

ثم استدار واختفى عائداً إلى الحمام مرة أخرى دون أن ينظر إلى وجه مارلين المرعوب.

تجمدت مارلين وهي جالسة، ثم نهضت من الفراش في حركة مفاجئة، فكادت تقع من على السرير.

ما فعلته مع هذا الرجل كان خطأ فادحا. الآن بدأت ترى أنه كان قرارًا جريئًا ومتهورًا. أغمضت عينها ببؤس لم تكن تعتقد قط أنها سوف تستخدم موانع الحمل.

لم تكن تتوقع أبدًا أنها ستقع في الفراش مع شخص مثل ليو، لذلك افترضت أنها ستدخل في علاقة فعلية من شأنها أن تتخذ جميع الاحتياطات، لكن ما حدث مع ليو كان علاقة غير مخطط لها.

تنفست بعمق ونظرة حزينة على وجهها وهي تتذكر بعضاً من ماضيها المؤلم، ثم جلست على الفراش مرة أخرى، ثم نظرت بشرود إلى الحائط المقابل لها.

وبينما هى على السرير وفي نفس الوضع الصامت، تذكرت بعض الذكريات المؤلمة، أنها كانت طفلة غير شرعية، والدها لا يريدها وأمها تخلت عنها عندما كانت رضيعة.

حتى الآن، لم تكن تعرف أي شيء عن والديها. همست لنفسها بغضب:
"أنت فتاة غبية، خالية العقل، كان يجب أن تكوني أكثر حرصًا من ذلك".

ثم نهضت من فوق الفراش، بشرتها كانت شاحبة مثل الحليب، لفت مارلين جسدها في منشفة كانت قريبة، ثم جلست على حافة السرير.

ارتجفت مارلين بعنف لمجرد أنها خاطرت بالحمل وآخر شيء تريد القيام به هو تربية طفل. إذا حملت طفلاً، فإنها تشك في أنه سوف تكون أمًا جيدة، لأنها مثل والدتها في سلوكها غير الطبيعي وغير العادي.

كان والداها أسوأ أب في العالم، أب كل ما تعرفه عنه أنه عندما علم بحمل والدتها هرب على الفور.

وأمها أيضا كانت سيئة، امها حاولت قتلها ثم هربت بعيدًا، وعلى مر السنين كانت مقتنعة بأنها ستكون سيئة مثلهم إذا تم وضعها في نفس الموقف. لهذا السبب لم تكن تريد أن تنجب أي طفل، فهي ليس لديها قلب ولا عاطفة.

كان ليو ممتنًا لإلهاء ملء حوض الاستحمام. لم يفعل شيئًا كهذا لامرأة من قبل، فهو عاملها معاملة سيئة.

فهو أخذ عذريتها في المرة الأولى بطريقة ملتوية، كما أقام علاقة غرامية مرة أخرى على الرغم من رفضها، شعر أنه أصبح متوترًا ومشتتًا. سأل نفسه في صمت:

"ماذا؟ إذا حملت مارلين؟" ابتسم ساخراً وهو يقول، "سيمنح أبيه الوريث الذي يريده، فيطمئن والده على سلالته الثمينة والنادرة".

لكن ماذا لو حملت مارلين؟ ماذا ستفعل في تلك الظروف؟ هل مارلين ترغب في مواصلة الحمل وإنجاب الطفل؟ سواء أحبت ذلك أم لا، فهو متأكد من شيء واحد سيتحمل جميع مسؤوليات الأبوة.

تمتم ليو من مدخل الحمام:
"حمامك جاهز، يا فتاة".
"سأستحم بسرعة وسأخرج بسرعة وعندما أفعل ذلك لا أريد أن أراك في منزلي".

نهضت مارلين من السرير ونظرت إليه بغضب وهي تتحدث.

قال بهدوء:
"لن أتركك مارلين".
صرخت في وجهه:
"لا أريد أن أراك، ابتعد عن طريقي".

"ماذا لو كنت حامل؟ ماذا علينا أن نفعل؟" قال لها بحدة
ردت بغضب: "هذا ليس من شأنك".
نظر إليه بعيونه الذهبية، وهو يكتم غضبه: "هذا عملي".

لوحة بإصبعها في وجهه مهددة:
"ارحل الآن وإلا".
تحدث ليو قاطعًا ما تقول من كلام فارغ، و عيناه الذهبيتان تخفيان غضبه:
"سنتعامل مع ذلك إذا حدث".

قالت مارلين لنفسها، متعبة وبدون أن ترد عليه، غادرت إلى الحمام، واستقرت في حوض الاستحمام، غير قادرة على الاسترخاء في المياه الدافئة.

لأنها كانت متوترة للغاية ومتشائمة للغاية ورأت من مكانها رأس ليو المتغطرس يتحرك خلف الجدار الرخامي المحيط بالدش.

شتمت في خفوت:
"شخص متغطرس، حقير. كان يجب عليك التفكير في تناول الحبوب بعد الليلة الأولى معه."

لم تتوقع مارلين أن هذا قد يحدث لها، هى ارتكبت خطأ فادح، في عدم تناول أي وسائل منع الحمل بعد أن أخذ ليو عذريتها؟.

لم تقض مارلين الكثير من الوقت في حوض الاستحمام، بل إنها في الواقع انزلقت من الحمام مثل اللص، وألقت المنشفة وارتدت بيجاماها بوتيرة محمومة، راغبة في الانتهاء بسرعة قبل أن يقتحم غرفة نومها.

في الصالون، رأى ليو أنه كان يحمل طفله، ولم يكن يريد أن يحدث ذلك. لم يكن يريد حتى التفكير في الاحتمالية، ولم يكن يريد أن يكون لديه طفل من هذا المخلوقة.

عندما خرجت من غرفة الاستحمام ودلفت إلى غرفة نومها، أول شيء فعلته، أنها نظرت في حولها لتتأكد من أنه ليس موجود.

تنفست براحة وتنهدت عندما لم تراها، ومرة أخرى تجولت بنظرتها البائسة في غرفة نومها البسيطة، وتنفست بعمق.

هي وليو من عالمين مختلفين تمامًا، هي فتاة هجرها والدها وأمها، هى لديها أصدقاء عاديون، كانوا طالبة جامعية وتعيش في شقة بسيطة في النهار، أما في الليل فهي تعيش حياة مختلفة تمامًا، حياة كلها لهو وعبث.

هى قطة لا مثيل لها، هزت رأسها ثم قالت لنفسها بصوت خافت:
"هذا الكائن، هذا الرجل هو الأكثر اثارة، ولا يوجد كائن أو رجل آخر تستطيع أن تقارنه به."

صمت مارلين للحظات ثم تنهدت، وأخذت تفكر، ثم قالت لنفسها بلهجة بائسة:
"لماذا؟ لماذا نمت معه؟ لماذا تركت نفسك يا مارلين لإغراء مثل هذا؟. أمرح قليلًا وأندم كثيرًا."

ثم رددت بحزن:
"عش قليلا، عش وتندم كثيرا".
ليو كان رجل غني جدًا كما علمت عنه، فهي شعرت بالفضول لمعرفة من هو، فقامت بالبحث على وسائل التواصل الاجتماعي. يمتلك ليو شركة ضخمة والعديد من السيارات من مختلف الأشكال والأنواع، ويرتدي بدلات مصممة بأناقة، ولديه الكثير من المال.

لم يتركها ليو وغادر. فهو عقد العزم على البقاء معها في شقتها الصغيرة، وعلى الرغم من شجارهما الصغير وأرادته أن يغادر منزلها.

ولكن عندما اقترب منها مرة أخرى وأخذها في حضنه، أسقطت دفاعات وحصون كليهما واصابتهما الرغبة مرة أخرى. لا يستطيعون إبقاء أيديهم بعيدة عن بعضهم البعض.

في اليوم التالي ظل كلاهما في الفراش حتى المساء، وبينما كانا سويًا، تم حل الخلاف بينهما مؤقت وكأن شيئًا لم يحدث.

لم يستطع أي منهما ترك الآخر. كان هناك مغناطيس خفي بينهما يجذب بعضهما البعض، وبينما كانا معًا، كان هناك شيء واحد مشترك بينهم، وهو تحقيق رغباتهم.

نهض ليو أولاً وأجرى بعض المكالمات المهمة وقال للطرف الآخر على الهاتف: "أريد ما طلبته الآن وفي أقل من نصف ساعة".

عندما انتهى من إعطاء الأوامر، ذهب إلى المطبخ، وهو عاقد النية على أعداد فطور مميز، للقطة النائمة في غرفة النوم.

دخلت مارلين المطبخ، وعندما رأها ليو قال لها بابتسامة ساحرة ونبرة مغرية:
"صباح الخير يا قطتي الشقية."

لاحظ ليو ملامح وجهها الناعسة، وشعرها الفوضوي، وعينيها الخضراوان اللامعتان، وأخذت نظراته تتجول ببطء فوق ملابسها.

أول شيء تركزت عيونه عليه، هذا الشورت الأسود المثير عليها، ثم ارتفعت نظراته ببطء حتى وصل إلى بلوزتها البيضاء التي تتناسب مع ذلك الجسد المغري، هذا الجسد الذي لم يستطع رفع يده عنه، على الرغم من أنه أراد ذلك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي