الفصل الثالث القيادة

الفصل الثالث (القيادة)

تقف نور أعلى منصة الإعدام، دموعها كالشلال، جسدها ينتفض، ترفض أن تُصدق ما يحدث، ومتى حدث كل هذا؟ والسؤال الأهم لماذا؟ كيف تتهم بالخيانة؟ وهي قالت له أنها تكرهها، كيف بعد كل ما قصت له ما زال يراها جاسوسة؟

أسئلة كثيرة تتكرر في عقل نور، تجول بعينيها في كل من حولها تبحث عنه، تأمل أن يغير شيء من الواقع، تأمل أن يوقف كل هذا الهراء الذي يحدث، ولكن أين هو؟ عقلها الآن لا يصدق أي شيء.

وفي ظل هذا البكاء المرير يصدع بكاء أخر، السيدة خولة التي أعتبرت نور ابنتها؛ فهي الآن تُعدم على جريمة لا تصدق أنها فعلتها، وضعت نور في حبل الإعدام، وفجأة منادي من بعيد ينادي:
_يا أهل أتلانتس توقفوا، توقفوا.

تحولت أنظار الناس إلى ذاك المنادي، ورأوه أيضًا رجال الأمير، أرتفعت أصوات الجنود:
_أمسكوا به، لا تدعوه يفلت منكم؛ فهذا الجاسوس.

أمسكت الناس بالرجل، وظلوا يضربوه، وهم يلقونه بأقذر الشتائم، والرجل يصرخ:
_دعوني أتحدث، سأتحدث بالحقيقة، توقفوا أرجوكم.

أرتفعت أصوات الناس، وأرتفع معها صوت صراخ الرجل؛ وفجأة يأتي صوت من مكان آخر:
_أتركوه؛ فأنا أريد سماعه.

لم يكن هذا سوى صوت الأمير، نزل الأمير من الأعلى حتى وقف أمام الرجل، ثم قال:
_أتي ما عندك، وإن كان غير الحق، أعدمناك معها.

تحدث الرجل في خوف:
_أنا عامل في مملكة العظماء، كنت في عمل في اليوم الذي قابلت فيه السيدة نور، ووجدتها فاقدة لوعيها، أتيت بها إلى هنا، وأخذها أهل قرية أتلانتس، قابلتها مرة أخرى مولاي، وكانت صدفة.

لم يحدث شيء سوى أنها شكرتني على إنقاذي لها، وأكملت طريقي، أقسم لك يا مولاي أنه لم يخنك أحد، علمت بالأمر؛ فأتيت مسرعًا؛ أشرح لجلالتكم الحقيقة.
أنا مضطر للعمل في مملكة العظماء؛ فقد أختطفت من بين أهلي، وأنا خادم عندهم، أكره حياتي، وأمقتهم، لا تجعلني أعيش بذنب هذه الفتاة مولاي.

قال الأمير في سخرية:
_وكيف لم تعرفك الناس؟ وأنت من أتيت بها إلى هنا.

قال الرجل:
_أتيت بها يا مولاي وأنا ملثم، وكنت لا أرتدي ملابس عملي.

نظر الأمير إلى نور، وهو يقول:
_أنا لا أعرف ماذا أفعل معكِ؟ فكل ما تفعلين ليس له تفسير إلا هذا، أنكِ خائنة، أن لم تتخذي حذرك، وتراقبي أفعالك؛ فهذه المرة لن تكون سوى الإعدام، ولن أتراجع في قراري مرة أخرى، أنزلوها، وأتركوها تعود لبيتها.

نزلت نور من على المنصة تجر أقدامها، ودموعها تنسكب دون توقف، عقلها رافض أن يستوعب أي شيء، ترفض كل ما حدث، هرولت السيدة خولة إليها، وأحتضنتها حضن الأم لفقيدها بعد عودة، أخذت تضمها، وتشد من ضمتها، وهي تتمتم:

_حمدًا لله على سلامتك بنيتي، لا عليكِ، كان كابوسًا، ومضى، أهدأي بنيتي.

ما أكملت السيدة خولة حديثها، ووجدت نور تصرخ بأعلى صوتها:
_أتركوني، أمي تعالي يا أمي، لما تركتيني يا أمي؟ لماذا حدث كل هذا يا أمي؟ لماذا أبعدوني عن حضنك يا أمي، أنا أريد أمي، أتركوني، لا أحد يقترب مني، دعوني وشأني.

ظلت نور تصرخ، ويرتفع صراخها أكثر، وأكثر، السيدة خولة تحاول أن تقترب منها؛ لتهدئها، ولكن ترفض أن يقترب منها أي شخص، ظلت نور تصرخ إلى أن ارتطمت بالأرض مغشى عليها، ركضت السيدة خولة إلى نور، وحشدت الناس حولها يحاولون المساعدة، تكلم الأمير:

_أفسحي لي الطريق سيدة خولة، أيها الناس أفترقوا، وأفسحوا لي الطريق.

تفرقت الناس، وحمل الأمير نور إلى بيت السيدة خولة، ثم حاول نور الدين معها أن تعود لوعيها، ولكن دون جدوى؛ فما حدث ليس بقليل، تحدثت السيدة خولة:
_دعها مولاي؛ فلنتركها تفيق وحدها، وستصبح بخير؛ فكل ما حدث ليس بهين أبدًا.

مرت الأيام، ونور كما هي غائبة تمامًا عن العالم إلا دقائق معدودة تصرخ باسم أمها أو يرتفع صراخها بأنها لا تريد الموت، وتترجاهم أن يتركوها، ندم الأمير ندمًا كبيرًا، وظل يلوم نفسه هو من أوصل بها إلى هنا

و أما السيدة خوله لم تتوقف عن البكاء، والنحيب حتى نور الدين ظل يتوارد عليها كل يوم يأمل أن تفيق، تحدثت السيدة خوله للأمير قائلةً:

_لأول مرة أراك تفعل فعلًا شنيعًا هكذا دون أن تتأكد يا مولاي، لا أعرف أين ذهبت إنسانيتك إتجاه هذه الفتاة، كيف تفعل هكذا بفتاة تعيش في عالم ليس بعالمها؟ تموت كل يوم من فقدان أمها، وأهلها، كيف نتحول إلى سجن، ومنصة إعدام؟

كيف ننقذها؛ لنقتلها يا مولاي؟ لم تفكر للحظة ما علاقة هذه البريئة بمملكة العظماء وهي لا تعرفهم.

قطع حديث السيدة خوله الامير قائلًا:
_يكفي سيدة خولة؛ فأنت تعديتي حدودك كثيرًا ماذا كنت تريدين أن أفعل؟ ألم يتكرر هذا الأمر قبل ذلك؟ أكنتِ تريدين أن أضحي بمملكتي؟ لأجل فتاة، تقول كلامًا غريبًا، لا نفهم منه شيء ولا نصدق منه شيء.

هذه مملكتي يا سيدة خولة أنا المسؤول فيها عن كل روح بها، فكيف أفرط في كل هذه الأرواح؛ لأجل فتاة؟ وهي ليس لها أي علاقة بقريه أتلانتس نهائيًا.

بكت السيدة خولة قائلًا:
_أنا أعتبرتها ابنتي يا مولاي؛ فأنت تعلم ما حدث وإني لن أنجب، وأحببتها كأنها من رحمي.

أشفق الامير على السيدة خولة، ثم قال:
_لا بأس سيدة خولة، ستفيق، وتكون بخير إن شاء الله، ولن أتهمها بهذه التهمة ثانية؛ فكل مرة يثبت أنها بريئة؛ فيكفي إلى هذا الحد.

فرحت السيدة خولة، وأطمئنت أن نور ستكون بأمان بعد ذلك، ظلت السيدة خوله بجانب نور لا تتحرك أبدا، تتحدث معها تارة، وتربت عليها تارة، أو تبكي على الحال التي وصلت إليه تارة أخرى، أمسكت بيديها، وهي تقول لها:

_نور يا ابنتي، ألم تشتاقي إلى أمك التي أحبتك وسكنتي فؤادها دون أن تحملك في رحمها؟ ولا أن تتولى نشأتك، من أين أنت يا نور؟ ولما أتيتِ؟ فكنت وحيدة.

أختبئ كل يوم مع جروحي، كنت أبكي وحدي، حتى تعودت، تعودت يا نور على الوحدة، والبكاء، والألم، بل وتعاشيت مع الحنين والشوق، لماذا أتيت يا نور؟ وفتحت جروح أضمد فيها من سنين.

حركت نور يديها، كأنها تقول لها أنا أسمعك، وأشعر بك، لم تصدق السيدة خولة ما يحدث فنور بدأت تفيق، أخذت خولة تصرخ على خادمتها؛ لتنادي إلى نور الدين، والأمير، جاء نور الدين، وهو وجهه يحمل كل معالم الفرح، ثم قال:
_أفاقت نور حقا سيدة خولة؟


هبت السيدة خولة واقفة، وهي تبكي، وتضحك في أن واحد قائلةً:
_لقد حركت يديها يا نور الدين.

فرح نور الدين، وقال للسيدة خولة:
_ستفيق عما قريب بأذن الله يا سيدة خولة؛ فلا تقلقي.

هدأت السيدة خولة، ورأت أن الأمير لم يأتِ؛ فسألت نور الدين متعجبة:
_أين الأمير يا نور الدين؟ أنا أرسلت إليه كي يرى نور، لما لم يأتي؟

قال نور الدين:
_كنت أجلس معه يا سيدة خولة حين أتت إلينا خادمتك، وكان الأمير سيأتي معي، ولكن اقترحت عليه أن لا يأتي خوفًا على نور حين تفيق، وتراه؛ حتما ستتذكر كل ما حدث، وهي لم تستعد صحتها كاملة.

وأحبذ يا سيدة خولة أن نور لا ترى الأمير يزن إلا بعدما تستعيد صحتها، وتنسى الأمر خوفًا أن تعود إلى نقطه الصفر مرة أخرى.

ابتسمت السيدة خولة ترحب بالفكرة كثيرا؛ فهي غير مستعدة؛ لعودة نور إلى البداية من جديد، ثم قالت:
_رأي صائب يا نور الدين، أوافق عليه، وأدعو الله أن تستعيد صحتها في أقرب وقت؛ فأنا أشتقت إليها كثيرًا.

أبتسم نور الدين، وسلم على السيدة خولة، وقال لها:
_لا تقلقي سيدة خولة وأنا سأرحل اطمئن الأمير؛ فهو قلق كثيرًا.

رحل نور الدين، وعادت السيدة خولة إلى جانب نور، تنتظر أن تفيق، مر يومان بعد هذا اليوم، والسيدة خولة، تجلس تتحدث إلى نور، بدأت نور تفتح عينيها قليلًا، وتغلقها مرة أخرى، وتعود؛ لتفتحها مرة ثانية، ثم أخذت نور تتمتم بصوت منخفض:
_ أمي خولة.

فزعت السيدة خولة حين سمعت صوت نور؛ فرأتها تنظر إليها، وعلى وجهها ابتسامة مشرقة، صرخت السيدة خولة من المفاجأة، ثم قالت:
_أنا لا أصدق، أشتقت إليكِ كثيرًا يا نور، أشتقت إليكِ يا بنيتي.

أخذت تحضنها، وتقبلها، وهي تصرخ بكلمات مبهمة، ونور تبكي على حال السيدة خوله، وبعد ساعات من الفرح الشديد الممزوج بالبكاء، والصراخ، جاء نور الدين، والخادمة، وكل من كان يعرف نور؛ فالجميع سعيد بعودتها، وحزينه على الوقوف دون أن يدافعوا عنها، الكل كان يهنئ نور بعودتها.

ذهب الجميع، وبقت نور، والسيدة خولة؛ فتحدثت نور قائلةً:
_أشتقت إليك يا أمي كثيرًا.

قالت السيدة خولة:
_ليس أكثر مني يا نور؛ فأنت ابنتي التي لم أنجبها لا اعلم من أين أتيت؟ ولكن ما أعلمه أنك مكافأة من الله على ما عانيته، وتحملته.

تعجبت نور ثم قالت:
_صحيح أمي، أنت لم تقصي لي أي شيء عن حياتك؛ فمثلًا أكنت متزوجة؟

أبتسمت السيدة خولة:
_أنا كنت أعيش قصة حب رائعة يا نور، سأقص عليك.

قصت السيدة خولة كل ما حدث معها بالماضي، وأكملت حديثها قائلةً:
_وها أنا الآن أعيش وحيدة؛ فرأيتك يا نور؛ فأصبحت كل شيء جميل في حياتي.

بكت نور من حديث السيدة خولة، ثم قالت:
_وأنتِ يا أمي، أصبحت كل شيء، لا أعرف ماذا كنت سأفعل بعد فقداني لأمي! ولا أعلم الآن كيف تعيش! أفتقدها جدًا أمي خولة.

أشفقت السيدة خولة عليها؛ فكيف يعيش المرء دون أهله! ثم قالت لها:
_عساه خيرًا يا بنيتي، كلما أفتقدتيها؛ أدعي الله أن يحفظها.

أبتسمت نور، وقالت:
_حسنًا أمي.

نظرت السيدة خولة إليها، تريد أن تتحدث، ولكن تخشى أن تمرض نور ثانية؛ فرأتها نور في حيرة؛ فتحدثت قائلةً:
_ما بك أمي؟ أتريدن أن تقولي شيئًا؟

ابتسمت السيدة خولة إبتسامة خفيفة، وقالت:
_أخشى أن تمرضي بنيتي.

فهمت نور ماذا تريد السيدة خولة قوله؛ فقالت:
_أين الأمير أمي؟ أنا لا أراه.

تهللت السيدة خولة فرحًا، ثم قالت:
_ألا تمانعين أن تري الأمير يا نور؟!

أبتسمت نور، وقالت:
_الأمير كان يحافظ على مملكته يا أمي، أريد أن أتحدث معه، أممكن؟

أسرعت السيدة خولة قائلةً:
_طبعًا بنيتي، هيا بنا نذهب إليه.

نهضت نور سريعًا، ثم قالت:
_هيا بنا.

ذهبتا الاثنتان إلى الأمير؛ فاستأذن الحارس من الأمير؛ فأذن لهم، وقابلهم الأمير في فرح، وسعادة غامرة بعودة نور مرة أخرى، فقال مُرحبًا:
_أهلًا ومرحبًا بكما، تفضلا.

تكلمت السيدة خولة قائلةً:
_نور كانت تريد أن تتحدث معك مولاي.

حول الأمير نظره إلى نور، ثم قال:
_أعلم أني مخطئ في حقك يا نور، أتمنى أن تسامحينى يا نور.

أبتسمت نور قائلةً:
_لا عليكَ مولاي، أنت تحافظ على مملكتك، أريد أن أعرف شيء.

أبتسم الأمير، ثم قال:
_تحدثي يا نور، أسألي ما تريدين؛ وسأجيب.

قالت نور:
_ما الذي يميز مملكة العظماء عن قرية أتلانتس؟ ولما كل هذه العداوة؟

تحدث الأمير في غبطة قائلًا:
_الأمر طويل يا نور، بدأت العداوة منذ زمن بعيد، خلاصة القول أن مملكة العظماء يعيش بها الأغنياء؛ فلديهم من الأموال ما تسد إحتياجتهم العسكرية، والأقتصادية على عكس أتلانتس.

تحدثت نور قائلةً:
_ولما يا مولاي لا يحدث بأتلانس كمملكة العظماء؟ أرى أن أهل أتلانتس قادرون أن يصنعوا الإكتفاء، وينهضون بمملكتهم.

عبس وجهه الأمير قائلًا:
_الأمر ليس بهذه السهولة يا نور؛ فمملكة العظماء لن تدعنا نفعل شيء يرفع من أتلانتس، كما لم تدعنا قبل؛ فكل ما فعلناه ذهب سُدى بعدما قضت عليه.

حزنت نور، ثم قالت:
_لا يا مولاي، لما كل هذا الإستسلام؟ أرى أننا نعمل بجد، وسيكون كل شيء على ما يرام.

أنتبه الأمير إلى نور، يعتقد أنها تريد أن تعرض فكرة؛ فقال:
_ماذا تريدين أن تقولي يا نور؟

أجابت نور قائلةً:
_سنعمل بجد يا مولاي، أول أمر لابد أن نعمل عليه أن نجعل أهل أتلانتس يأمنون بأنهم قادرين أن يصنعوا إكتفائهم بأنفسهم، وأن يصدقوا أنهم قادرين على النهوض بأتلانس، في هذه الحالة يا مولاي مهما فعلت مملكة العظماء؛ فسنكون قادرين على التصدي لهم باليقين الذي يملأ قلوب الشعب.

أبتهج الأمير، وأستبشر خيرًا، ثم قال:
_نور، سأحملكِ أمرًا ثقيلًا، سأجعلكِ معي يا نور، تتحدثين إلى الجميع، تكونين قريبة من أهل أتلانتس، وفي الوقت ذاته، سأجعلكِ من وزرائي بالمملكة، ماذا قلتِ؟

أبتسمت نور، ثم قالت:
_أصبحت من مملكتكِ يا مولاي، وأنا بطاعتك وقتما تريد.

فرح الأمير كثيرًا؛ فهو يريد أن يفعل شيء لأتلانس، ولكن لا يعرف ماذا يفعل، ثم نادى على حارسه، وقال له:
_أرسل إلى جميع الوزراء أن يأتوا إليّ في الحال.

قال الحارس:
_أمرك مولاي.

نظر الأمير إلى السيدة خولة، ثم قال:
_لا تقلقي على نور سيدة خولة؛ فهي أصبحت ركن مهم من أركان المملكة؛ فأذهبِ، وأستريحي، ولا تقلقي عليها.

فهمت السيدة خولة أن الأمير يريد منها الذهاب؛ لأجل الحديث عن شؤون المملكة؛ فقالت:
_وكيف أخاف عليها، وهي في أمان الله أولًا، ثم أمانك يا مولاي!

فأبتسم الأمير، وودع السيدة خولة، ثم ألتفت إلى نور، وقال لها:
_ستكونين القائد لشعب أتلانتس يا نور، والقيادة ليست سهلة أبدًا؛ فالأمر صعب، ولا بد أن تكوني قادرة على تحمله.

أبتسمت نور، ثم قالت:
_إن شاء الله يا مولاي، ولكن، هل لي بسؤال؟

أجاب الأمير في هدوء:
_تفضلي يا نور.

حاولت أن تتحدث بحرص، ثم قالت:
_هل مرت أتلانتس بخيانة قبل ذلك؟

عبس الأمير، ثم قال:
_نعم، وهذا ما جعلني أشك بكِ من البداية.

وقص الأمير عليها ما حدث، تفهمت نور الأمر، ثم قالت:
_أقسم لك يا مولاي أني لا أعرف عن هذه المملكة شيء، ولا كنت أعرف عن عالمكم أي شيء؛ فلا حقيقة سوى ما قلتها لك.

أبتسم الأمير، وقال:
_أصدقكِ نور؛ فكل ما حدث أثبت أنك لا دخل لك بشيء.

قاطع حديثهم حضور الوزراء، ثم أستأذنوا بالدخول؛ فأذن لهم الأمير، ثم قال:
_أيها الوزراء أجمعتكم اليوم؛ لأن القائدة نور لديها ما تريد قوله بما يخص أتلانتس.

علت الهمهمات بين الوزراء، كيف تكون قائد بعدما اُتهمت بالخيانة؟ كيف يأمن لها الأمير؟ فهم الأمير ما يفكر فيه الوزراء؛ فقال:
_نور لا علاقة لها بشيء، أنا المخطأ بالإتهام؛ فما حدث قبل ذلك أثر بالسلب.

وأثناء الحديث أتى الحارس بسرعة ينبه الأمير من هجوم مملكة العظماء على أتلانتس.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي