القرية الملعونة

Hazeem Mohameed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-02-21ضع على الرف
  • 41K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

القرية الملعونة

الفصل الاول





تنحني الشمس من مكانها جهة الغرب مُعلنة عن انتهاء يوم حمل فيه ما حمل على قلوب البشر، تختفي بشكل تدّرجي من أمام أعين رحيم القابع تحت ظل شجرة.

عائم في فكر لا نهاية له ولا آخر، تتحرك الشمس من مكانها الأزلي غائبة بشكل مؤقت وكأنها تبكي حالها وحال المنطوي على نفسه هذا، خرج من لجة أفكاره عندما شعر بوجود أحدهم ينظر إليه، استدار لجانبه فإذ به يجد رجلا عجوز جلس إلى جواره بعصاه الذي يستند عليها، وحقيبة سوداء بالية يبغي منها رزقه بتلك الأشياء البسيطة الذي يبتاعها.

يتوشح بملابس البالية تكفي لوصف حاله وفقره المدقع جيدا، بملامح هرمة التي ترك الدهر عليها آثاره على وجهه وظهره المنحني، إلا أن تلك المعاناة من الزمان والعمر لم تُذنب ابتسامته العذبة بعد، مسح بيده اليمنى على ظهر رحيم، متحدثا ببسمته العذبة هذه وحنوه الجلي على عينيه الواهنتين قائلا:
- وكأنك تحمل من الهموم جبالا، أراقبك منذ أن أتيت وجلست هنا، فما كل هذا الحزن الذي تحمله يا ولدي؟

نظر رحيم إلى العجوز وكأنه يقول لنفسه، لست بحمل شيء آخر أقسم لك، أموري لا تنقصك أنت الآخر، إلا أنه تنهد بهدوء مسترسلا:

- ومن بالدنيا لا يحمل هما يا سيد! جميعنا لنا نصيب من الهموم، ولكن كل شخص بمقدار، ويبدوا أن مقداري ونصيبي من الهم كبيرا إلى حد ما، كبير لدرجة أني لا أتذكر آخر مرة فرحت فيها من قلبي وابتسمت كسائر البشر.

انتبه العجوز إلى مسحة الحزن الظاهرة جليا في حديث رحيم، وعيناه الحاملتين من الكلمات الكثير والكثير، صمت لوهلة ثم تحدث قائلا:

- لا يعطي الله شخصا أكثر من طاقته، ولا يكلف نفسا إلا وسعها وقوتها، هذا هو الله وهكذا يعمل بين الناس، جميعاً كما قلت نحمل الهموم والأحزان، ولكن باختلاف، هذا مريض رغم كثرة أمواله يحمل هم مرضه، وذاك عقيم رغم صحة جسده الجيدة يحمل هم دنياه وموت نسله.

هذا فقير رغم سلامة عقله وبنيانه يحمل هم أطفاله والغد، وتلك رغم جمالها تأخر زواجها، وأخرى تزوجت لكنها تعيسة.

جميعا مرضى بالهم لكن باختلاف يا ولدي، فاحمد الله على ما أنت فيه وإن كبر همك فهو بلاء، ولا يبتلي الله عبدا إلا لأنه يحبه، قص لي ما الذي يحزنك إلى هذا الحد؟

- صدقت في كل ما قلته، رغم أنها المرة الأولى التي أراك فيها، إلا أن هناك شيء ما في قلبي أحبك، ضاقت عليّ دنياي يا سيدي.

هذه حياتي عِشتها كيف ما جاءت، وصلت إلى حد التيقّن ان الحياة في مراحل متعددة تعيشك ولا تعيشها، تأخذ منك وتُبخسك، تُرغمك في محطات كثيرة على التنازل والتغاضي والمُضيّ قدماً حتى ولو في الطريق المعاكس، تُرغمك على الضعف حتى ولو في غير موضعه.

على الانكسار حتى وإن كنت أقواهم قلباً، و أعتقد بعد هذا كله أنني في حلقة مُفرغة من "أجامل أيامي ولا أجاملنّي" وقائمة مطوّلة من الـ "تأخذ من أيامي ولا ترد العطيّه" ولو بالنُصف عفواً حتى ولو بالرُبع والثُلث إن وجِد، وبعدها هذا كله أعتقد أنني في صدام دائم مع قراراتي ومع أيامي ومع طباعي، في صِدام دائم مع كل شيء تقريباً بشكل صامت ومُريب.

صمت لوهلة يحاول ترتيب أنفاسه المتلعثمة ثم أكمل:
- ولدت يتيما لا أب لي ولا أخ ولا أم، لعم لم يهتم إلى حال ابن أخيه فأراد أن ينهب أمواله وما تركه والده له، فـ أخذه وكلف أحد رجاله بقتله، إلا أن الرجل رق قلبت فترك الطفل أمام منزل شيخ....

هذا الشيخ اعتنى بالطفل كأنه ابنه، علمه علما نافعا، وصناعة يأكل منها قوت يومه، وفوق كل هذا زوجه من فتاة جميلة.
يشاء القدر أن تموت زوجته أمام أعيننا تاركة له طفلته التي ما زالت رضيعة.

غادرت وتركته في في غياهب حياته لا يعلم له مستقر ولا مستودع، فقد غاليته وكل ما كان يرجوه من الدنيا ويبغيه فاسودت الحياة أمام عينيه، لكنه مجبر على المضي قدما وكتم أحزانه، هو مجبر على التغاضي عن ألمه من أجل صغيرته، يكفيها أنها فقدت والدتها قبل أن تحفظ تقاسيمها ورائحتها.

مرت عليه السنون وغادر أرضه إلى أرض أخرى يرغب منها الأمان والراحة، وحين وجد فتاة قد تعيد له روحه مرة أخرى، وتكون خير عوض عن تلك التي فقدها لسبب صار يحتقره، تحول يوم زفافه إلى مأتم فقد اختطفت ابنته يوم زفافه، وبل والاسم وقعا وأذى على القلب أن من اختطفها كان يود قتلها، إلا أن الرجل الذي كلفه بهذا لم يستطع فأخذها إلى أرض غير ذي الأرض، بل أن الأغرب في القصة أن من يجدها ذلك الشيخ الذي ربى وعلم إنشاء والدها.


صمت رحيم لوهلة راسمًا على. وجهه ابتسامة عابسه ثم أكمل استرساله قائلا:

- وكأن الأيام تعيد نفسها يا سيد، وكأن طفلتي تعيد حياة أبيها مرة أخرى، وفوق كل هذا يقال لي أني جاحد، وقاسي القلب لأني فقط لأني لا أود الذهاب إلى تلك الأرض، لا تحمل لي إلا المرار والأحزان،هان قلبها ولفظت تلك الكلمات وهي أعلم الناس بما أتجرعه، فما الذي يجبرني على العودة وتذكر الماضي البغيض؟ ها أجبني ما الذي يجبرني على هذا؟

- لا أحد يمكنه إجبار أي شخص كان على فعل شيء لا يريده، ولكن في الحقيقة أننا منساقون يا ولدي نحو أقدارنا سوقا، لمَ لا تأخذها من الجانب الإيجابي بدلا من السلبي الذي تفكر به؟

قد يكون ما حدث هذا إشارة لأن تعود إلى حيث نشأت، قد تكون إشارة لبدء حياة جديدة مع الشيخ الذي رباك، وبدأت الإشارة بابنتك؟

نهض رحيم من مجلسه بهالات بدأت تُسَطر على ملامحه ، فتحدث:
- ما بكم؟ لم كل هذا الإصرار من الجميع على العودة؟ لن أعود حتى وإن كلفني الأمر روحي لن أذهب، لن أعيش ما قاسيته مرة أخرى.


نهض العجوز من مجلسه، متكئا على عصاه حاملاً حقيبته على ظهره، زادت ابتسامته الهادئة على وجهه فتحدث:

- عنيد أنت أيها الفتى، تُذكرني بشبابي، كنت أُشبهك كثيرًا، إذ اتخذت قرارا فلا أعود عنه أبدا، كانت ميزة رائعه فييّ، وكان الجميع يهاب كلمتي لأنها لن تعاد مرتين، ولن أتراجع عنها وإن كلفني الأمر حياتي.
لكن في حقيقة الأمر كانت سبب هلاكي، لم أكن أستمع إلى حديث أو نصح أحد، كنت على صواب دائما إن كنت هذا أو لا فـ أنا على صواب، ولا أقول شيء خطأ، حتى خسرت أموالي وأسرتي وأهلي، وأصبحت على ما أنا عليه الآن، سأخبرك بشيء قبل أن أغادر.

تعلم أن تسمع أكثر مما تتحدث، وتفعل أكثر مما تقول، الجميع إن أجمعوا على رأي فهم على صواب وإن كانوا غير ذلك، تعلم كيف تساير أمورك جيدًا يا فتى، فـ التشبث بالرأي والبقاء على المبدأ شيء رائع بالتأكيد، ولكن ليس دائما ولن تربح بهذه الطريقة كثيرًا، تتغير مبادئ البشر بطبيعة المصالح والمرحلة التي فيها يا ولدي، إلى اللقاء، لا ترتكب نفس خطأي فتسقط صريعا لندمك الذي لن يزيدك إلا خسرانا وألما.

أنهى العجوز حديثه ومن ثم شرع في التحرك تاركًا المكان، إلا أن سؤال رحيم أوقفه حين قال:
- من أنت أيها الرجل؟

نظر له بشفى ابتسامة ثم أجابه وهو يتحرك تاركا المكان:
- أنا عجوز وحيد و كئيب، هجرني الفرح ولازمني الترح ما تبقى من عمري، جنبات ضلوعي مكسورة وجدران قلبي مشقوقة من الفراق، عجوز كان في شبابه يعشق الملابس السوداء الملطخة بوهن العمر، بعيون تشبه عيون السكارى من مكاييل الليل الحالكة، حتى بدأ اخضرارها يذبل، حديثي ممل ومزعج يسبب الإزعاج لكل من يتأمله.

كلماتي ساخرة تشبه طفل أراد أن يذهب لرحلة للأيتام قال لأبيه مُت هذه الليلة وعد بعد غدٍ، ضحكتي تشبه امراة حامل جاءها المخاض بعد سماعها خبر موت أخيها، في كل ليلة أتمنى أن أفجر شتاتي بحزام ناسف، أو أن أبيع ما تبقى من جسدي لحَطاب، أو أجمعه في حقيبتي هذه وأعرضه للبيع على أرصفة الشوارع.

أنا عجوز فقد روحه مبكرًا فعاش الحياة بجسد واهن مُثقل بخيبات وندوب الدهر، أنا عجوز كنت في ما مضى أمتلك السعادة لكنها انفرطت من بين أناملي كذرات رمل في قبضة مهما كانت محكمة، إياك وأن تكون مثلي.


أنهى حديثه هذا ومن ثم أكمل طريقه مغادرا المكان حتى تاه بين الناس، وغاب عن مُقلتي رحيم اللتان ما زالتا تنظران إلى اللاشيء أمامهما، بعقل تاه في كلماته العميقة تلك، كلمات دخلت إلى القلب مباشرة دون حاجب أو وسيط، لم يشعر الأخير إلا بقدميه هو الآخر تحملانه و تغادران المكان بعقل يقول:

- هل كان ينقصني هذا؟ متى تكف الحياة على التلاعب بيّ بهذا الشكل؟ متى؟


***

دائما ما تعطيك الحياة فرصة لإصلاح كل شيء، فما عليك فقط إلا استغلالها بالشكل الأمثل، لأنك إن أضعتها لن تعود لك مجددًا، لن تكون قادرا على تحمل ويلات الندم الذي سينخر روحك بلا رحمة كلما اصطدمت بقلبك الذكريات.

هي كلمات تمتم بها الشيخ سامح إلى غفران وهو يتأمل أرفف الكتب، نظر له غفران بعدم فهم لمَ يرمي ولا لكلماته تلك فتحدث:
- ماذا تقصد يا سامح؟

- لا شيء، هي جُمل خطرت ببالي لا أكثر، من الواضح أن مكتبتك هذه بقيت وقت طويل دون اعتناء منك، بعض الكتب غطاها التراب وهذا ليس بالعادة.

نهض غفران من المكتب الذي يجلس عليه، وقف بجوار الشيخ سامح مُربعًا يديه إلى صدره، ينظر إلى أرفف الكتب هو الآخر ثم أجاب:
- منذ متى تخرج كلمات من فاه الشيخ سامح ولا يقصد بها معنى؟ لا تحاول التهرب وتغيير الحديث.

أجابه بشرود لم يخلو من مسحة حزن:
- يبدو أن كل شيء يتغير يا غفران، حتى حديثي نفسه صارت متبذلا، لم تجبني على سؤالي، ما الذي شغلك عن الاعتناء بمكتبتك بهذا الشكل؟
هل ذاك الكتاب صار يأخذ كل وقتك؟

ألقى جملته وهو يرمي بعينه إلى الكتاب المتواجد على مكتب غفران، ذاك الذي يجمع المعلومات الأخيرة عن مدينة "هيراكليون"، المدينة التي ما زالت عاصية عليهم، رسم غفران شفى ابتسامة على وجهه فتحدث بينما يطالع هو الآخر ذلك الكتاب:

- هذا حقيقي، مر وقت طويل لم أتصفح هذه الكتب، انشغلت كثيرا بأمور أخرى.

تنهد الشيخ سامح بهدوء متحركا بناظرية إلى غفران، متسائلا:
- هل تظن أننا قادرون على الوصول إلى هنالك يا غفران؟ أم أننا نهدر ما تبقى من عمرنا سدى؟ أشعر وكأننا نبحث عن سراب لا أصل له ولا وجود.

هتف وهو يطالعه بشق عين:
- أمم، يبدوا حالة اليأس قد أتت مرة أخرى يا شيخ، لكن لا بأس، لو تسأل عن رؤيتي أنا؟

فقبل اليوم كنت أشعر أن الأمر شبه مستحيل ولن نصل إليها أبدًا.
قبل اليوم وصل بي الأمر إلى أني كنت أشعر أننا سنهلك دون الوصول إلى شيء، لكن اليوم تحديدا أشعر أننا أقرب إليها أكثر من أي وقت آخر يا سامح، أشعر أن الفاصل بيننا وبينها بات قليلا جدا جدا.

- ولمَ اليوم يا غفران بالتحديد؟

في تلك اللحظة تدخل ثالث في الحديث بعد أن ظهر من الخفاء، قائلا بصوت الباهت:

- من المؤكد أن يقينه هذا ينبع من الطفلين المتواجدين هنا، أليس كذلك يا غفران؟

نظر غفران والشيخ سامح سريعا خلفهما لمصدر الصوت الذي أتى إلى آذانهم دون مقدمات، فكانت نظرات كل منهما مليئة بالعتاب والسباب على هذا الرعب الذي ألقاه في قلوبهم بشكل مفاجئ، لكنها نظرات لم تطل كثيرًا حيث أنهاها الشيخ سامح سريعا متحدثا بغضب عارم:
- إلى متى ستظل تتعامل بهذه الطريقة يا بيهوجا؟

أخبرتك آلاف المرات أن تهيئ ظهورك قبل أن تخرج، لكنك لا تبالي بأي شيء، كف عن هذه التصرفات الهوجاء.

اقترب منهم المارد العملاق راسما على ملامحه الكالحة شفى ابتسامة، فتحدث إلى الشيخ سامح قائلا:

- ألم تعتد بعد يا سامح؟ لا تحزن، في المرة القادمة سأفعل ما تريد، هدء من روعك يا عزيزي، ها يا غفران أليس كذلك؟

- نعم يا بيهوجا هو كذلك، هذان الطفلان بحالتهما هذه سيقودان رحيم دون شك إلى هنا عاجل أم آجل، في النهاية سيأتي، وحين يصل إلى هنا لن يغادر مرة أخرى حتى نصل إلى تلك المدينة.

نظر الشيخ سامح إلى كلا من غفران وبيهوجا فتحدث:
- وما كل هذه الثقة التي تتحدثان بها؟ وكأنكما على يقين قاطع أنه قادم لا محالة، متناسين أن رحيم له رأس يابس لا يمكن التراجع عن أي قرار يتخذه!؟

- كحالك تمامَ يا سامح، هو يشبهك في كل شيء حتى التعنت الشديد في كل رأي يأخذه، ولكن لا بد من أن يأتي اليوم الذي يعود فيه إلى هنا، وها قد اقترب اليوم، أنتظر على أحر من الجمر رؤية أسوار تلك المدينة، أنتظر على أحر من الجمر الدلوف إليها، يا لها من رغبة عظيمة في فعل هذا.

كلمات خرجت من فاه بيهوجا، تحرك على أسرها الشيخ سامح إلى أحد المقاعد المتواجدين في المكان فجلس على أحد المقاعد قائلا:

- وماذا بعد؟ وماذا بعد أن نصل إلى أسوار المدينة، وكذا إن عاد رحيم حقا وقادنا إلى مكانها؟ ماذا بعد؟ كيف نمر إليها ولا نعلم لها مدخل؟ كيف نمر إليها وأبوابها ملصمة بطلاسم الكهنة، بطلاسم الجن والمردة؟
كيف سنمر إليها وعلى كل باب فيها ملك من الجن الأقوياء؟

أخبروني ماذا بعد؟ تتحدثون وكأن الدخول سيكون أسهل من إقناع رحيم بمرافقتنا.

تحرك غفران هو الآخر جالسا على أحد المقاعد، مشيرا إلى بيهوجا وهو يقول:
- هو يعلم كيف، أخبرني أنه يعلم الطريقة المناسبة للدخول الى المدينة فاسأله.

نظر الشيخ سامح إلى العملاق الواقف خلفه، يود سؤاله عن الكيفية التي سيدخلان بها إلى المدينة، إلا أن بيهوجا قاطع تفكيره سريعا متحدثا:

- نعم، على أي حال لن نلجأ للبوابات الرئيسة الدلوف إلى المدينة، فهذا ومهما حاولنا لن يجدي نفعا، فقط سنخسر الكثير من الطاقة والأتباع دون فائدة، لكن أعلم منطقة في السور هي الأضعف على الإطلاق، بل ومنها سنصل إلى القصر الملكي مباشرة.

هذه المنطقة ليست مراقبة من الجن، ولا يمر عليها مستكشفين منهم إلا قليلا، هذه المنطقة هي أعظم فرصة علينا اغتنامها للدلوف إلى الداخل والخروج من المدينة.

قال سامح وهو يطالعه باستغراب:
- ومن أخبرك عن هذه المنطقة يا بيهوجا؟ من أين علمت شيء كهذا؟
- لا تنسى يا سامح أني حفيد أحد الملوك المتواجدين على بوابات المدينة، أعلم عنها أضعاف ما تحكيه الكتب والمؤلفات.

- هذا جيد، الآن لم يتبقى فقط إلا عودة رحيم، ومن بعد ذالك إقناعه بشكل أو بآخر أن يبقى هنا، ولا يغادر حتى يقودنا إلى مكان المدينة.

قال سامح بسخرية مريرة:
- أما زلت تنتظر عودته يا غفران، لن يأتي لا تقلق وأرح نفسك.

- لنرى ما الذي ستأتي به الساعات القادمة يا سامح، على أي حال أين الأطفال وما حالهم؟

- ذهبوا إلى بيتي مع السيدة مليكة، لا تقلق عليهما فهي ستعتني بهما جيدا، أثق في ذلك.

- وجميعنا نصف في هذا يا فتى..

***
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي