الفصل الثاني

القرية الملعونة

. الفصل الثاني




البعض حين يرحل يترك خلفه أثراً جميلاً رغم غصَّة الفراق، والبعض الآخر يترك شوكاً يدمي قلبك كلما تذَّكرته، ويتعالى أنين الروح كلما دَّق ناقوس الذكريات كسكاكين صدأة لا تجيد الذبح، لكنها تلحق بنا كل أذى جسيم.

هذه هي الحقيقة التي لا يمكن لأحد منا نكرانها أو إخفائها، نحاول بشتى الطرق إخفاء مايؤلمنا عن الجميع، ولكن يصل بنا المطاف في النهاية إلى انفجار لا تُحمد عواقبه، انفجار يأتي من صميم القلب حاملًا معه مرارة الأيام وحزن الروح، لا نستطيع إخماده ولا كتمانه، فقد فاضت الروح بما فيها من وصب وصار الكتمان أشد وطأة مما يعتملنا.

تشكُ حالها لحالها، تخطو خطوات مُتثاقلة في منزلها غدوًا ورواح، تترقب ذاك الذي خرج من الظهيرة ولم يعد بعد، تحاول ترتيب أنفاسها وكلماتها، بحثًا عن تفسيرات أو مبررات تقولها لرحيم حين يعود.

شيء يعالج ما أفسده إنفجارها دون قصد، ولكن أي حديث ذاك الذي يداوي جراح الروح، تلك التي إن كُسرت لا تلتئم بسهولة، تلك النظرة التي رأتها في عينيه بعدما قالته أدمت قلبها قبل قلبه.

طال الغياب وملَّت الانتظار الذي بدأ ينحت في صلب قلبها قلقًا وخوفا، تساؤلات بدأت تتلاعب بعقلها يمنى ويسرى عن سبب غيابه الغير مبرر هذا وإن كان حزنٍا منها، كان الأولى عتابها على ما خرج منها دون حساب، لا أن يتركها وحدها بهذا الشكل وبوسط هذه الظروف ويغادر دون أن يلقي لها بال.

في وسط تلك الأفكار صدحت طرقات المنزل تعلن عن وجود أحد ما بالخارج، صوت أعاد إلى قلبها الحياة من جديد لثوانٍ ظنًا منها أن الطارق هو رحيم، لكنها أفات من ذاك الأمر سريعًا حين تذكرت أن رحيم يحمل نسخة من مفاتيح المنزل، فإن كان القادم هو لن يطرق الباب، بل سيدلف بنفسه، ما خرجت من تلك الفكرة إلا وقد جاءتها أخرى، أن الذي بالباب يحمل أخبار من رحيم مثلا، أو أنه هو رحيم نفسه لكنه نسي مفاتيحه قبل أن يخرج.

أنهت الطرقات التي وصلت لآذانها مجددا تلك الأفكار، فتقدمت بخطوات سريعة جهة الباب تُجيب:
_ من الطارق؟

_ عبد الرحمن يا جهاد، جئت في الموعد المتفق عليه لأصطحبك إلى القرية.

تنهدت جهاد بنفس عميق يخرج من صدرها بصعوبة، وكأنه يحمل في خروجه أحزان وجراح، تقدمت خطوات قليلة فاتحة باب منزلها مُتحدثة:
_ أهلا بك يا عبد الرحمن، تفضل.

أنهت جملته مشيرة إليه أن يدلف، فما تأخر عن تلبية الإشارة، تحرك إلى داخل المنزل ينظر حوله بحثًا عن رحيم، إلا أنه لم يجد أثر له، أمر أثار قلقة مما جعله ينظر إلى جهاد متسائلًا:
- أين رحيم، لا أسمع له صوتا؟

أشاحت ببصرها عنه قائلة بحزن تجلى على محياها:
- منذ أن غادر في الظهيرة لم يعد، لا أعلم أين ذهب، أو أين أراضيه الآن؟

زاد القلق على عبد الرحمن جليًا على صديقة، ليست بالعادة أن يخرج كل هذا الوقت وحده دون أن يُعلم أحدا بموضعه، بل وفي هذه الظروف بالتحديد، تحدث إلى جهاد بقلق:

_ ليس بعادة رحيم أن يخرج ويبقى بالخارج كل هذا الوقت؟ حاولتي الاتصال به.

أومأت بإيجاب قائلة:

_ كثيرا، ولكنه لا يجب على هاتفه، أنا قلقة عليه كثيرا يا عبد الرحمن، أعلم أني أحزنته بما قلت لكن هذا لا يعني أن يجعلنا نعيش هذا القلق مرة أخرى.

_ الأمر يثير القلق حقًا، يبدو أن ما قيل في الظهيرة أوجعه، ما كان عليك قول هذا يا جهاد.

نكست جهاد رأسها إلى الأرض، تعلم أن ما قالته ليس بالسهل على قلب لتحمله بسهولة، ولكن خرج مما فيها، أجابت:

- أعلم أني لم أحسن أختيار ألفاظي، ولكنه لم يقدر خوفي على ابني واشتياقي إليه، لم أطلب منه شيئا مستحيلا يا عبد الرحمن، لم أرد غير رؤية ابني ولا شيء آخر، هذا أقل حقوقي.

هتف بتؤدة بعدما استوعب حزنها:
_ أعلم والله أنك تشتاقين لجود وترغبين في الأطمئنان عليه، ولكن هو الآخر يشتاق لابنته ويرغب في رؤياها، لكن العقدة التي صعبت الأمر أن الطفلين في قرية الجبال.

لو أنهما في مكان آخر غير هذا، ما تأخر رحيم في اصطحابك إلى حيث يتواجدان، ولكن هذا القدر.

قراره بعدم العودة إلى تلك القرية ينبع من خوفه في المقام الأول والأخير عليكٍ أنت والأطفال يا جهاد، وليس لشيء آخر فما عاشه ليس بالهين حتى يخاطر بمواجهته مرة أخرى، لو كان الخطر عليه فقط لما تردد لهذه الدرجة.

نظرت الأخيرة إلى عبد الرحمن بعدم فهم، فتحدثت بغضب:
_ لمصلحة من؟ ما الذي تقوله هذا؟ أتصدق آذانك ما يتلفظ به فاهك يا عبد الرحمن؟ أين الخوف والمصلحة كما تقول في رفضت لرؤية ابني؟ أين؟

لا أجد أي مبرر في هذا وشدة رفضت غير مصلحته هو لخلافه مع الشيخ سامح ورغبته في عدم رؤياه ليس إلا، كل ما في الأمر أنه لا يود التنازل غروره لا يسمح له بالعودة لمكان غادره بكامل ارادته يوما ما.

ابتسم عبد الرحمن ابتسامة عابسة، فتحدث إلى جهاد قائلًا:
_ يبدو أنك لم تعرفي رحيم إلا الآن يا جهاد، الشيء الذي أستطيع أن أقسم عليه دون الخوف في السقوط بحلفان باطل هو حب رحيم وعشقه للشيخ سامح.

الشيخ سامح لرحيم هو الحياة والنور والدينا والأب والصحبة يا جهاد، لا يغرنك ثبات وحديث رحيم هذا، دام يحاول إثبات أنه قوي، وليس بحاجة للعودة أو لحتى الشيخ سامح ولا لأي شخص، لكن في حقيقة قلبه أنه يشتاق كثيرًا يرغب في العودة وإلقاء نفسه بين أحضانه، والشعور بحنانه الذي افتقده لسنوات كأنه طفل في الخامسة.

اليوم أثبت ليّ أنك لم تعرفي رحيم حق المعرفة بعد يا جهاد، ولكن رفض رحيم للذهاب إلى القرية ليس لرغبته هو ومصلحته هو كما تقولين، وإنما في حقيقة وباطن الأمر من أجلك والطفلين.

لا يود العودة حتى لا تُعاد أحزانه عليه مرة أخرى، لا يود الرجوع بكم إلى هنالك خوفًا من أن يصيب أحد منكم مكروه كما حدث في السابق.
منذ أن عرفك رحيم، ومنذ أن بدأت ابنته تكبر أمام عينيه، وبات لا يفكر في شيء إلاكم، يدرس كل خطوة يخطوها ألف مرة حتى لا تكون تلك الخطوة حاملة لخطر أو شييء يتسبب في ضرر لكم.

حياة رحيم لم تعد كما السابق، ذاك الفتى الطائش الذي لا يحدد لشيء قيمة أو مقدار، ما تهواه نفسه يسير وراءها دون التفات لمن حوله، أو إن كانت ستعود عليه بالنفع أو بالضرر، لكن بعد موت زوجته أصبح شديد التأني في كل شيئ يفعله من أجل ابنته، ومن أجلك بعد أن دخلت حياته، هذا صديقي ورفيق دربي هذا فلا أحد في هذه الدنيا يعرف داخله مثلما أعرفه أنا، رحيم توقف عن التفكير في رحيم منذ خسر زوجته وبات يخشى الفقد والحزن مرة أخرى.

وكأن صاعق كهربائي ضرب جهاد بعد حديث عبد الرحمن هذا، تحاول ترتيبه في فكرها ولكنها تفشل في هذا، أشياء للمرة الأولى تُفتح عينيها عليهال بالفعل، وكأنها كانت مخفية عن قلبها، أو بينها وبين فهم هذا غشاوة وجدار كان يمنعها من الرؤيا بالشكل الصحيح، كأن نجارًا يحمل مسمارًا يوجه مقدمته إلى قلبها، طارقًا على رأسه المدبدب بقوة يكاد يفتك به قلبها، تنهدت وكأنها تحمل الجبال فوق صدرها:

_ كل هذا؟ وأنا التي كنت أظن أني أعرف رحيم حق معرفة؟ صدقت حين أشبهته بالطفل فيما سبق، حزينة على ما سببته له من أذى نفسي، لم أكن أقصد هذا أبدًا، ولكن ما حدث لا يمكن إرجاعه.

_ صدقتٍ ما حدث لا يمكن إرجاعه، ولكن يمكن إصلاحه، حين نعود حاولي بقدر الإمكان أن تطيبي بخاطره، رفعت أنا تلك الغشاوة التي كانت على عينيك، الآن صارت الكرة بملعبك، وهي حتى لا نتأخر في الذهاب.

_ هل سنذهب دون أن نخبره؟ هو لم يعد منذ أن خرج.

_ ليس أمامنا خيار آخر، هو أوصى أن أعود في المساء لاصطحابك إلى القرية، لن أقدر على تحمل غضبه وحزنه إن لم أفعل ما قال.
_ ولكنـــ....

لم تكمل جهاد جملتها حتى قاطعها عبد الرحمن قائلا:
_ لا تكملي، لا نعلم متى يعود، والوقت يمر بنا، نود الخروج والذهاب دون أن نُلفت أنظار أحد إلينا، بالتأكيد سعيد أو أحد ن رجاله يراقبونك جيدًا يرون ما يحدث لكٍ وكيف ستمر هذه الضائقة.

أمائت جهاد بإستسلام لحديث عبد الرحمن، فتحركت لغرفتها لتبديل ملابسها والسير معه إلى تلك القرية اللعينة، سرعان ما بدلت ثيابها وتحركت معه باغين القرية، حاولا السير في طرقات مختلفه حتى لا ينتبه أحد لأمرهما إن كان يتبعهما شخص حقٍا وزيادة اطمئنان لقلبيهما، كانت جهاد طوال الطريق ورغم لهفتها لرؤية ابنها تجلد ذاتها وقلبها على ما ألحقته برحيم من ألم، تمنت أن ترتمي الآن بين ذراعيه تبثه ندمها على تلفظت به دون وعي، تمنت أن تعتذر له عن كل حزن اعتمل قلبه حتى تلك التي لم تكن سببا فيها.


****


- الآن أصبحت على علم بكل شيء هُنا سيادة العقيد، مكتبك، ومهامك وكل شيء تقريبًا..

ابتسم سامي إلى المقدم خالد بحنو، وكأنه يشكره على المجهود المضاعف الذي بذله معه طيلة هذا اليوم ليعلمه ويطلعه على كل شيء في هذا المكان، هنا يختلف الأمر كثيرا عما كان عليه في السابق، هتف بابتسامة هادئة:

- إلى حد ما سيادة المقدم، ولمن بالطبع ستبقى مع بعض الوقت حتى أتعود على هذا المكان أليس كذلك؟
-على الرحب والسعة سيدي، أنا معك دائما وفي كل شيء لا تقلق.

قال بامتنان حقيقي:
- أشكرك يا خالد أشكرك، ماذا؟ هل سنبقى هنا إلى الفجر؟ هيا بنا نعود إلى بيوتنا، ولكن قبل أن أعود إلى البيت أشعر بجوع شديد، ما رأيك أن نذهب إلى أحد المطاعم المجاورة نتناول عشائنا؟

ابتسم المقدم خالد ابتسامة زادت من جمال ملامحه وخصوبتها، ابتسامة تشعر منها بكم من الدفئ والأمان، تحدث:
- لا لا سيدي، نتناول العشاء في المنزل أفضل.

قهقه سامي على حديثه هذا فأكمل مازحًا:
- لا تقلق، فلن أجعلك تدفع الثمن، أنا من سيحاسب على العشاء لا تخف.

زادت قهقهات كل من سامي وخالد على المداعبات الهادئة بينهما، إلا أن خالد هدأ قليلا ثم تحدث بجدية قائلا:
- ليست الفكرة يا سيدي، ولكن لا أستطيع تناول الطعام أي كان خارج المنزل ودون أختي، فهي وحيدتي بعد موت والداي، ولا أتحمل ضجرها إن فعلت هذا.

هدوء حل على سامي هو الآخر بعد حديث خالد ذاك، يعلم ويقدر مثل تلك المشاعر النبيلة والعظيمة، فتحدث إليه متسائلا:
- هل أنت متزوج يا خالد؟

- لا يا سيدي، لم يحن الوقت بعد، فقط حياتي لا تحمل بين طياتها غير أختي وعملي، وهذا يكفيني في الوقت الحالي.

قال بإعجاب بشخصيته وحنانه اتجاه شقيقته الذي بدا جليا فور ذكر سيرتها:
- أعانك الله يا خالد وبارك لك فيها اللهم آمين، هيا اذهب حتى لا تتأخر عليها.

- اللهم آمين يا سيدي، إلى اللقاء.


أنهى المقدم خالد جملته تلك، ومن ثم غادر المكان عائدا إلى منزله، أما عن سامي فظل في مكتبه بعض من الوقت، يتصفح تلك الملفات التي أمامه وباتت هي عمله الجديد، ولكنه للحظة ترك جل الأوراق من بين يديه متذكرًا أمر ذلك البغيض سعيد وما يفعله، يود ولو يستطيع القبض عليه الآن وزجه في السجن عقابا لأفعاله الشنيعة في حق الجميع، ولكن كيف؟ يود أن يوقعه في فخ مُحكم لا يستطيع الهرب منه هذه المرة.

حمل هاتفه من على المكتب، باحثا فيه عن رقم رجله الخاص في جماعه سعيد، سرعان ما وجد ما يبغيه فضغط على زر الإتصال، لم يتأخر الطرف الآخر في الإجابة قائلًا:
- كيف حالك سيدي؟

-بخير يا محمود، ها أخبرني ما الجديد لديك؟

- لا شيء يا سيدي، الأمور باقية على ما هي عليه، سعيد لا يكف عن مراقبة جهاد ورحيم، ينتظر بين لحظة والأخرى خبر انتصاره في هذه المعركة بينهما، ينتظر أن تظهر جثة الطفلين إلى رحيم أو جهاد ليعلن نصره عليهم، لكن إلى الآن لا جديد في أي شيء.

فقط رحيم خرج منذ الظهيرة خارج الحارة ولم يعد من وقتها، أما جهاد و عبد الرحمن فقد خرجا منذ قليل، أظن أنهما ذاهبان إلى القرية، ولكنـ....


صمت محمود للحظات بعد جملته الأخيرة تلك، فانتبه إليه سامي الذي بادره بالحديث قائلا:
- لم صمتت يا محمود؟ ولكن ماذا؟

- ولكن أخشى ما أخشى أن يعود عبد الرحمن وتعود معه جهاد والطفلين، في تلك الحالة سيكشف أمري لا محالة ولن أنجو من يد سعيد عاجلا أو آجل.

- لا لا، لا تقلق يا محمود، أخبرت كل من جهاد ورحيم بضرورة عدم إخبار أي أحد أن الطفلين مازالا على قيد الحياة لمصلحتهما اولا، لن يفعلوا هذا لا تقلق، الأهم الأن ما الجديد في أمر العملية القادمة التي سيقوم بها سعيد؟

هذا العملية أود أن تكون هي الأخيرة له مهما كان الأمر يا محمود أتفهم، لا تفوت ولو طرف كلمة واحدة قد تكون هامة لنا في القبض عليه وانهاء أمره.

- أفهم جيدا يا سيدي لا تقلق، هو بالأساس أوقف كل شيء الآن ولا عمل له إلا ما أخبرتك به منذ لحظات، ولكن أعتقد أنه لن يدوم كثيرا وسرعان ما سيطلبونا مرة أخرى للعودة للعمل، ما زال موت خيري له أثر كبير في نفس سعيد، غضبه الآن يعمي عينيه وهذه فرصة ستكون سانحة لنا لإسقاطه يا سيدي، لأنه أضعف مما سبق.

قال بجدية ومكر:
- بالضبط هذا هو، فمقتل خيري لم يمر عليه مرور الكرام، الآن فقد أهم عنصر من عناصره، بل وعقله المدبر لكل جرائمه، لن يبقى كثيرا، أيامه في الحرية باتت معدودة، على أي حال انتبه على نفسك وإن حدث جديد أعلمني به مباشرة، إلى اللقاء.

أجابه محمود باحترام:
- أوامرك سيدي.

أنهى كل من العقيد سامي ومحمود حديثهما هذا، ومن ثم نهض من مجلسه مرتبا ثيابه ومن ثم غادر المكتب عائدا إلى منزله بعد يوم شاق في مهام وظيفته الجديدة، وعقل ما زال قابعا في فكره القديم وذاك اللعين، يشعر وأن القادم سيكون أصعب بكثير من كل ما مضى، لكن عزيمته في إنهاء سطو هذا السعيد إسما تعيس لفظا باتت قريبة جدا.

أما عن محمود فعاد إلى عمله هو الآخر يراقب أحوال الحارة وحال سعيد قبل الجميع، ينتظر حتى تسنح الفرصة لتُكشف كل ألاعيبه على الملئ فيُزال الستار ويرتاح الجميع من أذى هذا الطاغية.

مر اليوم على الجميع كل في ملكوته الخاص يسبح، رحيم الغارق في تفكيره وحيرته حول خطوته القادمة، وألمه بسبب حديث محبوبته التي ظن أنها ستكون أحن عليه من الجميع، وكان هي الأخرى تتلهف لرؤية صغيرها والعودة لتطيب جرح سببته فكانت المتألم الأكبر.


***
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي