2 إختفاء

تراجعت الطبيبة ( يتار ) للخلف خوفاً من مظهر هذه المرأة غريبة الأطوار،

وخصوصاً بعد أن رأتها تهبط من فوق سطح المنزل والغضب مسيطر على وجهها بالكامل،

ثم وجدتها تسرع في خطواتها وتتجه نحوها وهي تزمجر بخشونة.

- ماذا فعلتم بحفيدي، أين هو (أوان)؟

حاولت أن تتراجع مرة أخرى للخلف، لكنها ثبتت مكانها وكأنها تحولت إلى جماد لا تقوى على الحركة فقررت أن تهدئها.

- إهدائي سيدة (ريا)، فأنا قد جئت إلى هنا من أجل حماية الصغير.

- أنا من ستحمي صغيرها، أنا فقط من ستقف في وجه من يحاول إيذاء حفيدي،

سأعلن الحرب على أضنة وعلي أطبائها وعلى عمدتها، سأنهى حياتهم جميعاً،

قبل أن يمس أحدهما (أوان) بسوء، بل سألقي عليهم تعويذاتي وأجعلهم مجرد نعاج لا يقوون إلا على نطح أنفسهم، سأجعلهم يتمنون الموت جميعاً.

استمعت ( يتار ) إلى كل كلمة تقولها هذه المشعوذة الساحرة، لتوقفها عن حديثها الثائر هذا بسخرية قائلة.

- ألا تكفي عن هجومك غير المبرر هذا، وتفكري قليلا لنجد حلا ننقذ به الصغير من بين أيديهم. رمقتها (ريا) بنظرة غائرة ثم قالت.

- ولماذا تحاولين إنقاذه، أظن أنك قولتي أن مهنتك هي الطب، وتعملين معهم.

-نعم أنا طبيبة بمركز الأبحاث العلمية، وتفاجأت بحضور بعض الجنود والضباط،

وبحوزتهم دب برأس طفل، وبمكوثي بعض الوقت معه فاجئني بأنه يتحدث مثلي تماماً،

وبإلحاحي عليه ليتحدث، قال لي إنك أنت من فعلتي به هكذا بسحرك وتعويذاتك الشريرة،

فلما إذاً كل هذا الغضب، وأنتِ تريدين التخلص منه بأي طريقة.

انفعلت ريا أكثر، وبدأت تهاجمها بالحديث:

- من أدخل في رأسك هذا الهراء، أنا لا أستطيع العيش دون حفيدي، وسأعيده إلى حتى وإن اضطررت لقتل أحدهم،

هيا أخبريني أين هو الآن وكيف أصل إليه؟

- حسنا فقط أهدئي يا امرأة إن هذا ليس بأمر هين، فدخول مركز

الأبحاث أمر يصعب حدوثه على من لا يعمل به وخصوصاً أنه قد انتهى وقت الدوام اليومي،

لكني سأساعدك في ذلك حتى ننقذ ذلك الصغير، هيا اصعدي لداخل السيارة.

أما عند (أوان) كان الوضع مريبا، مخيفا بالنسبة للصغير فبعد أن رحلت الطبيبة وظل هو وحده حبيس هذا القفص الحديدي.

انخفضت الأضواء قليلا، ورحل الجميع كما قالت هيا له، فقرر أن يتكور على نفسه مثل باندا صغير مترقباً ما سيحدث له.

وكان ظنه في محله، عندما رأى مقبض الباب الرائيسي يتحرك ويلج منه كبير الأطباء ومعه عدداً من المساعدين ليستمع إلى وهو يأمرهم.

- هيا خدروا هذا الشيء وأحضروه إلى، حتى نسرع في إجراء الجراحة له.

اقترب أحد الأطباء الصغار من القفص ليحاول فتحه ثم نظر إليه قائلا:- الباب الحديدي مغلق بإحكام يا سيدي الطبيب، ولا يوجد مفتاح به.

-ماذا قولت! ماذا تعني بقولك إنه مغلق، ابحثوا عنه في كل مكان

بالغرفة، لا يمكن أن يعرقلني شيئاً ويعيق حركتي عن نجاحي.

ارتعب (أوان) من هيئتهم ومما أستمع إليه وبدء يثور بخوف ويقعقع مثل الدب. وقف كبير الأطباء ينظر إليه ويحك ذقنه  في حيرة ثم أشار لمساعده هاتف.

- ما بال هذا الدب هائجاً أظن أنه قد فهم حديثنا. التفت المساعد أيضاً له وتحدث بجدية.

- أيعقل هذا يا سيدي، أتفكر فيما أفكر فيه.- وما هو تفكيرك أيها المساعد هيا ألقى على ما في جعبتك.

- أظن أنا ذلك الجسد يحمل أعضاء دب عادية لكن رأس الطفل هذا بالطبع يحمل بداخله عقل، وهذا ما ميز الله الإنسان به عن باقي مخلوقاته.

لمعت عين الطبيب ببريق غريب، وبتفكير شيطاني همسا.

-وإن كان بالفعل لديه عقل، فلا بد أن يكون لديه لسان ويقوي على التحدث،

هيا افتحوا هذا القفص بأي طريقة وأعطوه حقنة تخدير حتى نفحصه جيداً، وإن كان هذا حقيقي سأستنسخ منه العديد والعديد.

وصلت الطبيبة ( يتار ) ومعها الجدة (ريا) إلى مركز الأبحاث ووقفت بسيارتها بجانب الطريق في الظلام ولم تترجل منها.

لتضم الجدة (ريا) حاجبيها بتعجب قائلة:

- لما ننتظر هنا ألم ندلف إلى داخل المركز بالسيارة.

- بالطبع لا فقد انتهى دوام العمل اليوم ولن يسمح لنا أمن المركز بالدخول.

- أنا لا يعيقيني أي أمن، وسألج لحفيدي مهما كلفني الأمر.

أمسكت الطبيبة ( يتار ) بيدها قبل أن تترجل من السيارة هاتفة.

- انتظري ما تفعليه هذا لم يجدي بشيء، ولن ينفع الصغير بل سيضره ويضرنا حتماً،

نحن لا يمكن أن نقترب أو يرانا أحد عند الباب الرئيسي، فإن حدث ذلك حتماً سيطلقون علينا كم هائل من الطلقات النارية ولن ننجو من أيديهم.

جلست (ريا) تنظر للأمام ترتب أفكارها، ثم التفت إليها وقالت...

- لا تخافي سندلف إلى الداخل ونبحث عن حفيدي دون أن يلمحنا أحد.

-وكيف سنفعل ذلك؟

أعتلي جانب شفاه (ريا) ساخرة مما قالت:

- بالسحر يا طبيبة، خذي اشربي هذا.

مدت يدها في حقيبتها وأخرجت منها زجاجتان صغيرتان ثم مدت يدها للطبيبة بإحداهما.

لكنها خشيت أن تأخذها منها وسألت:

- وماذا يوجد في هذه الزجاجة.

- قولت لكي لا تخافي، إنها مجرد زجاجة مياه صغيرة لكن مقروء عليها تعويذة سحرية ستجعلك تختفين عن الأنظار، ولن يرائي أحد.

تراجعت الطبيبة ولم تمد لها يدها بخوف...

- لكن أنا لا أؤمن بالسحر، وبمعني أوضح أنا أخاف من أن أطيعك في هذا وتسحريني ثم لا تعيدين إلى هيئتي مرة أخرى.

ابتسمت الساحرة وأسندت رأسها للخلف لتنبهها إلى شيء لم تتذكره.

- ألا تلاحظي أنني أحتاج أليكي ، كيف أقوى على إضرارك وأنت من تساعديني في إيجاد حفيدي ثم أنني شارب زجاجة مثلها تماماً مثلك.

أخذت ( يتار ) منها الزجاجة بتردد وقبل أن تفتحها قالت:

- إذاً ستشربين نصفها قبلي، ثم ستشربي نصف الزجاجة الأخرى وسأشرب أنا من بعدك.

ضحكت الجدة (ريا) ملء ثغرها ثم رفعت حاجبها الأيمن قائلة...

- حسناً سأفعل لكن في كلتا الحالتين أريد أن أخبرك أنك ستكونين تحت رحمتي أنا، وإن وجدت أي أذى بحفيدي لن أرحم أحد حتى أنتِ.

شربت من كل زجاجة نصفها بالفعل، وبعدها بدأت تختفي عن من علي مقعدها داخل السيارة.

اندهشت الطبيبة من اختفائها، لتستمع إلى صوتها فقط وهي تقول:

- هل ستظلي مندهشة هكذا، هيا خذي الزجاجات واشربي ما فيهم تحتي ننجز عملنا.

- حسنا حسناً سأشرب.

اخذت الزجاجتان من يدها وشربت ما بداخلهم
لترى جسدها بدء يختفي شيئاً فشئ؛ ثم انفزعت وقالت...

- ماذا فعلتي بي انا لا أرى نفسي، اعيديني إلى هيئتي حالا.

فُتح الباب الجانبي من السيارة، وأستمعت إلى صوت هذه الساحرة يبتعد وكأنها تترجل منها...

- لن اعيد إليك جسدك كما تقولي، إلا بعد أن أعيد حفيدي، هيا ترجلي من السيارة لنلج إلى داخل المركز.

فعلت كما أمرتها وتحركت معها ليقتربو سوياً من البوابة الرئيسية،

لكنها تراجعت عندما رأت حراس الأمن يقفون وبحوزتهم اسلحتهم.

أنا لن ألج معك إن دلفنا سوياً أمامهم سيقتلون.
زجرتها الجدة (ريا) بصوت هامس...

- كيف سيحدث ذلك إذا كنتي انتهى بنفسك لا ترى نفسك، إذاً كيف سيروكي هم أيتها البلهاء، هي تحركي معي لتدليني على طريق حفيدي.

وعند (أوان) اضطر كبير الأطباء بمعاونة مساعديه إلى قص القفص الحديدي، بعد أن فقدوا الأمل في إيجاد المفتاح،

ليثور الدب الصغير ويحاول الهجوم عليهم من شدة الخوف، لكنهم سيطروا عليه وقوة على تخديره، ليهتف الطبيب بانتصار...

-أخيراً سأنجز عملي، هيا أحضروه على سرير نقال إلى غرفة التجهيزات الطبية.

ترجل خارج الغرفة ومعه الأطباء، ثم إتجهو إلى غرفة الأشعة وأرقدوه (أوان) فوق الجهاز.

وبعد تشغيله وقفوا جميعاً يتعجبوا من هول ما رأو، ليهاتف الطبيب.

- عجب العجاب هل يعقل هذا، الجسد من الداخل من الرأس لأصابع الأقدام لطفل صغير، ومن الخارج جسد دب.

وهنا هتف مساعده بإحباط...

- لقد خاب أملنا يا كبير الأ أطباء ، أظن أنك ستتراجع عن فكرتك الآن ولن تجري عملية الاستنساخ كما قولت.

نظر إليه ضاجراً مما قال ثم رده عن حديثه المحيط هذا قائلاً...

- بل زاد إصراري يا طبيب، لكني بدلا من أن أكثر في اصطياد الدببة الصغار، سأصطاد الكثير من الأطفال.

- ماذا تقول يا سيدي، أتريد أن نقتل أطفال البلدة بأيدينا حتى تنجح أنت في تجربتك.

زاغت عين الطبيب يميناً ويساراً ثم همس له محاولا أن يصمت .

-تم فمك إيه الطبيب واصمت حتى لا يسمعنا أحد، من قال لك إنني سأقتلهم أنا فقط سأكسى أجسادهم بفراء الدببة مثل هذا الطفل.

- بل تقصد أنك ستنقل أعضائهم من أجسادهم إلى أجساد الدببه أليس كذلك.

- وإن كان هذا مقصدي بالفعل، فما الضرر في ذلك ألا ترى بنفسك حالة الطفل الدب هذا، وأنه يتمتع بصحة جيدة، فما الداعي للذعر إذاً.

وقف الطبيب المساعد يفكر قليلا ثم هتف محاولاً إرجاعه عن هذه الفكرة الجنونية...

- هذا بالنسبة للجسد، فماذا في الوجه والرأس الذي يكمن بداخله العقل يا كبير الأطباء؟

وهنا أجابه كبير الأطباء إجابة واضحة لكنها تحمل أيضاً تهديداً صريحاً له:

- سينقل الجسد بأكمله يا طبيب مع استنساخ وجه هذا الصغير، ولن يردني أحد عما انتويه.

كان من المفترض أن يخاف الطبيب من هذا التهديد، لكن خوفه على أطفال بلدته كان أكبر،

لذلك قرر أن يتنحى عن مساعدة كبير الأطباء وهتف وهو يرحل للخارج.

- لكني لن اشترك معك في هذه الجريمة، عذراً يا سيدي أنا منسحب.

رحل الطبيب المساعد تحت نظرات كبير الأطباء الخبيثة ليهمس بداخله.

- من لم يقف بجانبي فهو ضدي، ولما البدء بطفل صغير إذاً لنبدأ الجراحة لرجل في ريعان شبابه ونحوله إلى دب برى.

كانت نسبة المخدر في جسد (أوان) قليلة

جداً لذلك آفاق سريعاً واستمع إلى حديثهم، وبعد رحيل الطبيب هتف وهو يقفز على وجه كبير الأطباء محاولا تشويهه بمخالبه.

- أنت رجل شرير وظالم، لا يمكن أن تكون طبيب أبدا.-
أبتعد عني يا بغيض.

حل وثاقه من حول عنقه، وأطاح به بعيداً عنه، ليسقط (أوان) أرضاً تحت أقدام جدته التي ولجت داخل الغرفة للتو،

هي والطيبة ( يتار ) لتصرخ قائلة.

- شُلت يديك يا عديم الرحمة.

بحركة لا إرادية بدء الطبيب يتلفت يمين ويساراً، وهو يصرخ.

- من هنا، ما هذا الذي وقعت أنا فيه، دب يتحدث ويتشاجر معي، وصوت امرأة يأتيني من العدم ما الذي يحدث بحق السماء.

جاءه صوت آخر من خلفه، وأنت له جَيِّدًا.

-ما يحدث هو عقاب إلهي لك على ما تريد فعله أيها الشرير.

ليتراجع للخلف والخوف مسيطراً عليه:

هذا الصوت أنا أعرفه جيداً، أنت الطبيبة ( ستار ) أليس كذلك، لكن أين تختبئ أنا لا أراك.

-ولن تراني سوف ندعك تجن، أو ربما تموت من هول فزعك هذا.

لتزيد (ريا) من فزعه وهي تقترب من أذنه هامسة فيها.

أو ربما أجعلك مثله مع اختلاف بسيط، لنفكر سوياً ماذا تريد أن أحولك يا كبير الأطباء، أمم سأجعلك خروفا كبيرا دسم اللحم يتشاجر عليك بائعو اللحوم...

ارتعب كبير الأطباء، وجرى مبتعداً عن هذا الصوت...

- لا لا سأفعل كل ما تريدوه مني، فقط اظهروا أمامي وإلا سأجن.

- لن نظهر ولن ترانا، لن نتركك على وضعك هذا كثيراً، إلا إذا حليت وثاق هذا الطفل الصغير.

بدوره نظر إلى الصغير وهو متردداً وببعض الكلمات المتقطعه ردد:

- لكن هذا الشيء يشكل خطورة على البلدة بأكملها، وعمدة البلدة قد أمر بقتله، أو معرفة ما هذا الشيء.

أنهى حديثه وهو مندهش من رؤية جسده يطير في الهواء ويلتصق بسقف الغرفة.

ثم استمع إلى نفس الصوت يتحدث.

- اسمع يا جسد الثور أنت، من تسميه بالشيء هذا هو يكون حفيدي

، وإما أن تحل وثاقه وتخرجه من هنا، أو سأدعك ملتصق بالسقف هكذا للأبد.

- لكن عمدة أضنة...

- اللعنة عليك أنت وعمدة أضنة، أيها الأوغاد سأمحيكم جميعاً من على وجه الأرض.

- حسناً سأفعل كل ما تأمريني به، فقط أنزليني ودعيني لشأني.

امتعضت ما قاله علي مهل، ثم وجد نفسه يلقى من الهواء إلى الأرض على وجه.

وقف بدوره متوجعاً أثر تلك الواقعة، وقال بتأوه.

- آه يا جسدي لقد كثرت عظامي.

سخرت (ريا) منه وصرخت فيه ليرتعب أكثر.-
هيا أنهض يا رجل، أم أن قدميك لا تقوى على حمل هذا الجسد السمين.

أومئ برأسه عدة مرات وهو منحنى...-

حسنا سأنهض وأحل وثاقه، لكني أحذركم لن تنجو بفعلتكم هذه، ستقتلون جميعاً قبل أن تخطو قدميكم بوابة المركز الرئيسية.

للمرة الثانية سخرت منه بضحكة عالية:

- هذا إن رآنا أحد أيها الأبله، إذا كنت أنت نفسك ما زلت تبحث عنا، وما ينبهك لوجودنا هو الصوت فقط.

وافقها الرأي وبدء يحل وثاق الصغير، ثم جري للخارج وهو يهتف.

- نعم نعم أنتِ معك كل الحق ها أنا قد حللت وثاق الشيطان الصغير، هيا خذوه من هنا أيتها الجنيتان وارحلوا أنتم أيضاً.


وقفت ( يتار ) تنظر لطيفه باشمئزاز وقالت:

- لا يوجد شيطان غيرك أيها البغيض.

اعتدل (أوان) وما زال الدوار يتملك من رأسه قائلا...

- ألا تزيحي لعنتك هذه عني يا جدتي.

هتفت (ريا) بضحك:

- أنت تعلم أنني هنا إذاً:

- بالطبع اعلم وإلا كيف كان سيلتصق ذلك الثور بالسقف ويبتعد عني هكذا، هيا أعيدي آليا جسدي.

وجد زجاجة صغيرة تمتد له في الهواء، وسمع جدته تقول:

- فالتشرب أولا ما بالزجاجة حتى نخرج من هنا بسلام.

أدار وجهه بعيداً عنها قائلا بحزن:

- لن أخذ منكِ أي شيء، ولن استمع أليك قبل أن تعيدي إلى جسدي يا جدتي.

- حسنا سأضع يدي على رأسك وأقرأ عليك تعويذتي، لتستعيد جسدك الطبيعي أيها العنيد.

بالفعل قرأت تعويذاتها عليه، لبدء فراء الدب في الاختفاء ويتحول إلى جسد (أوان) الطبيعي.

- ها أنت قد استعدت جسدك، عليك الآن أن تطيع أمري وتشرب ما بداخل الزجاجة، حتى نرحل من هنا بسلام دون أن يرانا أحد.

ما كان منه إلا أن يطيع أمرها، شرب كل ما بداخل الزجاجة واختفى هو الآخر مثلهم، ليداعبها الصغير بالقول ضاحكاً...

- لقد أخفيتيني مثل العفريت يا جدتي وتقولي على الناس إنهم ملاعين!

لا يوجد أحد ملعون في هذه البلدة غيرك أنت يا (ريا) .

تحركت (ريا) مسرعة للخارج وهي تحثهم على التحرك...

- هيا أيتها الطبيبة، هيا يا (أوان) أسرعوا في خطواتكم حتى نخرج من هنا بسلام.

هتفت ( يتار ) وهي تجري خلفها:

- يا إلهي سيقتلونا جنود أضنه.

لتصرخ فيها (ريا) قائلة:

- اللعنة على أضنة وجنود أضنة.

ضحك الصغير (أوان) ملء فمه ثم هتف.

- جدتي أنت أكبر لعنة، بل أنت لعنة أضنة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي