العميلة السرية ٢

دودو`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-04-28ضع على الرف
  • 40.8K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول إختطاف

تبدأ احداث الجزء الثاني من العميلة السرية بجاسر الذي استيقظ من نومه على زوجته عصمت وهي ترتدي البذلة الميري الخاصة بالشرطة، نهض مسرعًا من فراشه وتحدث إليها:
—عصمت، ما الذي تفعلينه؟!

ابتسمت عصمت ثم التفتت إلى زوجها قائلة:
—جاسر، لقد انتهت الأجازة ولا بد من عودتي لعملي.

جاسر وقد بدى عليه التذمر:
—كيف انتهت أجازتك بهذه السرعة؟! ألا يمكنك مدها مرة آخرى؟

دنت عصمت من زوجها ثم قامت بتمرير أناملها متخللة خصلاته الرمادية ثم قالت:
—حبيبي، لا أحب الإبتعاد عنك ولا عن آدم الذي ملأ حياتنا بالحب والسعادة، ولكنني أيضًا أحب عملي كثيرًا.

نهض جاسر من فراشه ودنا من زوجته واضعًا ذراعه حول عنقها ثم حدثها:

—أنتِ لا تعلمين مدى حبي لكي، لا يمكنني أن أتخيل أن أعود من عملي ولا أجد أميرة قلبي في انتظاري.

نظرت عصمت إلى عينيه العسليتين وكأنها تغوص في أعماقهما وتقول:
—اعلم مدى حبك لي، ولكنك لا تعلم أنني أعشق كل شيٍء فيك، خاصة هاتان العينان وما بهما من سحر عجيب جذبني إليك منذ الوهلة الأولى.

ابتسم جاسر وعلق قائلًا:
—لا أريد أن أضغط عليك خاصة إنني أعلم مدى تعلقك بعملك ولكن لا للمهمات التي تعرضك للخطر.

ابتسمت عصمت وعلقت قائلة:
—حسنًا، سأقوم بتقديم طلب إعفائي من المهمات الخارجية والتي تقضي بقائي خارج المنزل لعدة أيام؛ فأنا لا أطيق الأبتعاد عنك وعن حبيبي آدم.

إلتفت جاسر حوله ثم تحدث:
—عصمت، أين آدم؟! ليس من عاداته أن يستيقظ دون أن يأتي إلى هنا ألا زال نائمًا؟!

عصمت تخبره قائلة:
—حبيبي، لقد أراد والدي رؤيته فأرسلته إليه ليقضي معه بعض الوقت حتى أعود من عملي واصطحبه معي إلى هنا.

ابتسم جاسر ثم قال:
—برغم تعلقي الشديد بابني وخوفي الشديد عليه، غير أنني أمام رغبة سيادة اللواء فؤاد الناجي حماي العزيز لا يمكنني أن أقول شيئًا آخر.

الخادمة رضا تطرق باب الغرفة وتخبر عصمت أن الإفطار أصبح جاهزًا، ابتسمت عصمت وقالت:
—حسنا، سنأتي على الفور.

ثم إلتفتت إلى زوجها وحدثته قائلة:
—فلنتناول افطارنا، ويذهب كلًا منا إلى عمله ونتقابل جميعًا على الغداء، ولا تقلق سأحضر آدم معي.

جلس جاسر وعصمت يتناولان طعامهما، ثم قام بإخراج هاتفه ونظر إلى زوجته وقال:
—أمي تقوم بالاتصال، لا بد أنها تريد أن تتحدث إلى حفيدها كعادتها.

ابتسمت عصمت وأشارت له قائلة:
—أسرع بالرد عليها حتى لا تثير قلقها.

جاسر يتحدث إلى والدته قائلًا:
—حبيبتي التي لا تريد أن تأتي وتقضي معنا بعض الوقت ألا تشتاقين لرؤيتي؟!

الأم بكل حنان وحب تخبره قائلة:
—بالطبع اشتاق إليك فأنت فلذة كبدي وحياتي كلها ولكن لا يمكنني أن أترك اختك حياة فهى على وشك أن تضع حملها الأول الذي رزقت به بعد خمس سنوات من زواجها بأويس.

جاسر يخبرها:
—حسنًا يا أمي، ولكن بعد أن تطمئنِ عليها لن أدعك دقيقة واحدة هناك.

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
-أين حفيدي الجميل؟

علق جاسر قائلًا:
—هو الآن عند جده اللواء فؤاد الناجي، اشتاق إليه فأرسل في طلبه،  ما إن تنهي عصمت عملها ستمر عليه وتحضره.

الأم وقد انتابها القلق تحدثه قائلة:
—جاسر، أريدك أن تنتبه على آدم جيدًا.

جاسر شعر أن هناك شيئًا حدث آثار قلق والدته على حفيدها فعلق قائلًا:
—أمي، هل حدث شيء آثار قلقك على ابني آدم؟!

الأم علقت قائلة:
—لا تقلق يا بني فقط تراودني بعض الوساوس؛ لحبي وتعلقي الشديد بآدم.

أنهت الأم حديثها مع ابنها وحدثت نفسها قائلة:
—اتمنى يا بني ألا يكون ما أشعر به سوى وساوس فقط وألا يصاب حفيدي بمكروه.

وصلت عصمت الناجي إلى مقر عملها بالأمن الوطني وسط ترحيب من جميع الزملاء، ذهبت عصمت قاصدة مكتب النقيب أحمد السيوفي الذي ما إن رآها أمامه حتى وقف مرحبًا بها فعلت الابتسامة وجهها وتحدثت قائلة:
—سيادة النقيب أحمد أشكرك على إنقاذ حياتي وأعلم أنها جاءت متأخرة كثيرًا ولكنني لم أراك طوال الفترة الماضية.

ابتسم النقيب أحمد السيوفي وعلق قائلًا:
—سيادة المقدم عصمت الناجي لا داعي للشكر فهذا واجبي وكنت أود أن أقوم بصحيح بعض الأخطاء التي ارتكبتها في حقك في السابق.

وبعد أن انهت عصمت حديثها مع النقيب أحمد السيوفي اتجهت إلى مكتب العميد مروان الخولي الذي استقبلها قائلًا:
—سيادة المقدم عصمت الناجي منذ أن أنهيتِ مهمتك وقمت بأخذ أجازة طويلة وأنا أتشوق إلى اليوم الذي تعودين فيه للعمل بحماسك ومهاراتك العالية.

ابتسمت عصمت ثم علقت قائلة:
—سيدي العميد، فالبداية أحب أن أهنئك على ترقيتك لرتبة عميد وأعد سيادتك إنني لن أدخر مجهودًا إلا وبذلته في خدمة وطني.

العميد مروان الخولي يحدثها قائلًا:
—تستطيعين الآن الذهاب إلى مكتبك للبدء في مزوالة مهامك سيادة المقدم الهمام.

غادرت عصمت مكتب العميد مروان الخولي وذهبت إلى مكتبها والسعادة تملأ قلبها بعودتها إلى عملها الذي تحبه كثيرًا.

وصل جاسر إلى المقر الرئيسي الشركة الخاصة به، دلف إلى داخل الشركة وخلفه الحراس الشخصيين له أشار لهم بالبقاء في المطعم الخاص بالشركة.

  تابع جاسر السير في طريقه إلى مكتبه وسط تملق من جميع العاملين بالشركة ما بين معجبًا به وبين حاقدًا يتمنى لو  يصبح في يوم من الأيام مثله، وبين مغرمًا به تتمنى لو ك
تصبح زوجة، حبيبة أو حتى عشيقةً لذلك الوسيم الجذاب المعضل.

دلف جاسر إلى مكتبه وبجديته المعهودة يتحدث إلى مديرة مكتبه قائلًا:
—سوزان، أريدك أن تقومي بالأتصال على المهندس فايز النمر وتخبريه أن يحضر معه الأوراق الخاصة بمناقصة الحديد؛ لا بد أن أري بنفسي الملف قبل أن نقوم بتقديمه.

ابتسمت سوزان وعلقت قائلة:
—حسنًا سيدي سأقوم بالأتصال به على الفور، هل احضر لك القهوة الخاصة بك؟

أومأ جاسر برأسه بالموافقة وعيناه مشغولتان بتصفح الأوراق، نظرت إليه سوزان وقامت بالضغط على شفتيها السفلى من الغيظ، ثم غادرت المكتب متجهة إلى مكتبها.

قامت سوزان بفتح حقيبتها واخرجت المرآة ثم نظرت إلى صورتها في المرآة وتحدثت قائلة:
—إلى متى سأظل صابرة عليك انتظر اللحظة التي تجتاح فيها جسدي بعينيك، أقسم لك سأجعلك تنسى من تكون فقط كل ما أريده هو أن ترفع عينيك وتنظر إلي، دائمًا تتحدث إلى دون أن تنظر إلي، لا بد أن أفعل ما يجبرك على النظر إلي أيها المغرور المتعجرف الذي أذوب فيه عشقًا.


السيدة عايدة الأيوبي والدة عصمت تتفقد مائدة الطعام ثم تقوم بالنداء على حفيدها آدم الذي يلعب في حديقة المنزل، أسرع آدم ملبيًا نداء جدته قائلًا:
—جدتي، لم أشبع بعد من اللعب بالدراجة الجديدة التي أحضرها لي جدي، هلا سمحتي لي بمزيد من الوقت.

ابتسمت الجدة وقالت:
—بني، لقد حان موعد الغداء ولا بد أن نتناول غدائنا معًا، إذهب إلى غرفة جدك وقم بايقاذه.

ابتسم آدم وأسرع إلى غرفة جده.

دلف الصغير إلى داخل الغرفة ودنا من جده النائم؛ راغبًا في تقبيله ولكن منعه شارب جده الكثيف، اسرع أدم بفتح الدرج الخاص بجده واخرج منه المقص وقام بقص شاربه ثم قبل جده الذي استيقظ على الفور.

ابتسم الجد وتحدث قائلًا:
—ما الذي تفعله يا صغيري؟

ابتسم آدم ثم علق قائلًا:
—جدي، كنت أود تقبيلك ولكن شاربك الكثيف قام بوخذي فقمت بقصه والآن سأعيده إلى مكانه.

أسرع الجد بوضع يده على شاربه فلم يجد منه سوى طرفًا واحدًا، نهض من فراشه واتجه صوب المرآة؛ ليتبين ما فعله الصغير بشاربه، وما إن رأى ما حدث له حتى امسك بالصغير وأخذ يداعبه ويقول:
—منذ سنوات عديدة وأنا اقوم بتهذيب شاربي هذا وجئت أنت في لحظة وقمت بقصه.

ابتسم الصغير وعلق قائلًا:
—أعتذر منك يا جدي لم أكن اقصد أن أضايقك، كل ما أردته هو تقبيلك.

ربت الجد على رأس حفيده وتحدث قائلًا:
—بني، لاعليك انت عندي اهم من هذا الشارب.

دلفت الزوجة إلى غرفة زوجها لتعرف سبب تأخره في النزول، وما إن شاهدت وجه زوجها حتى انفجرت ضاحكة، شعر الزوج بالغيظ وتحدث قائلًا:
—هل رأيتي ما فعله بي حفيدك وأنا نائم؟!

حاولت السيطرة على موجة الضحك التي أصابتها، ثم تحدثت قائلة:
—اعتذر منك ولكن كيف فعل ذلك؟!

الصغير تحدث قائلًا:
—جدتي، كل ما فعلته هو إنني اردت تقبيل جدي الحبيب.

ابتسمت الجدة ودنت من الصغير وحدثته قائلة:
—لا عليك يا صغيري فكثيرًا ما قمت بالألحاح على جدك ليقص شاربه ولكنه كان دائم الرفض، لكنك جئت اليوم وخلصتني من ذلك الشارب.

التفتت الزوجة إلى زوجها وحدثته قائلة:
—ألم يأن الآوان لنتناول غدائنا؟!

نظر إليها زوجها وعلق قائلًا:
—هل تريدين مني النزول للطابق الأرضي ليراني الخدم ويضحكون على منظري هذا؟! إذهبي أنتِ وآدم وسألحق بكم بعد أن أقص ما تبقى من شاربي العزيز.

نظرت الجدة إلى حفيدها ووضعت يدها على فمها في محاولة منها لكتم ضحكتها، ثم أمسكت بيد آدم وغادرت الغرفة.


داف الجد إلى المرحاض ونظر إلى شاربه ثم علق قائلًا:
—احمد الله إنني قد تقاعدت وإلا كنت سأصبح اضحوكة بين الضباط.

وما إن أزال الجد ما تبقى من شاربه وقام حتى نزل ليتناول غدائه مع زوجته وحفيده آدم، ويده لا تفارق فمه يخفي ورائها ما فعله به هذا الصغير.

جلس الجد على المائدة وقام اخذ الخدم بوضع الطعام أمامه وما إن رفع اللواء فؤاد يده من على فمه حتى رأته الخادمة، تعجبت واسرعت إلى بقية الخدم تقص عليهم ما رأته.

الزوجة تحاول التخفيف من إنزعاج زوجها وتخبره قائلة:
—لقد إزدت وسامة إلى وسامتك بعد أن حلقت شاربك، ليتك فعلتها من وقت طويل.

ابتسم الزوج وعلق قائلًا:
—كثيراً ما قمت بمعارضتك ليأتي اليوم حفيدك ويجبرني علي فعلها.

تناول الجميع الغداء وبعد أن أنهى آدم طعامه طلب من جدته السماح له باستكمال اللعب بدراجته في حديقة المنزل، ابتسمت الجدة وقالت:
—حسنًا ولكن لا تطيل اللعب فوالدتك في طريقها إلى هنا لإصطحابك معها؛ شديدة التعلق بك ولا تقوى على مفارقتك يا صغيري برغم إلحاحي عليها أن تتركك معنا فترة أطول.

ابتسم الصغير وتحدث قائلًا:
—أنا أيضًا يا جدتي أحب أمي كثيرًا ولا أستطيع الأبتعاد عنها.

خرج آدم إلى حديقة المنزل واستقل دراجته وفجأة تقف سيارة سوداء أمام المنزل وينزل منها بعض الرجال الملثمين.

أسرع هؤلاء الرجال بالدلوف إلى حديقة المنزل وقاموا بتخدير الصغير ووضعه داخل السيارة الخاصة بهم ولاذوا بالفرار.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي