٣ بدء المهمة

طالعته «ليلى» بنظرات مترقبة؛ فهي تشعر أنه يتحامل على «جاك»!

بداء بإحتساء قهوته ليتلقى اتصال جعله يمسك الهاتف ويجيب:
  -أجل سيدي القائد.

تطالعه «ليلى» وبداخلها عجبة وضيق بذات الوقت؛ فهي لا تريده أن يجيب على أحد وهي معه!

تحدث «أدم» وقد أصبح يطالعها ببعض النظرات:
  -أجل سيدي، شيء ضروري؟

صمت قليلًا ليعاود الحديث:
  -حسنًا سيدي سأتي.

أنهى المكالمة لينظر لها متحدث ويبدو عليه الأسف:
  -اعتذر «ليلى» علي الذهاب للقائد؛ يبدو أن هناك أمر هام.

طالعته «ليلى» بضيق تحاول عدم اظهاره، فكل ماكانت تريده هو احتساء بعض القهوة معه! وهذا أيضًا لم يحقق؟!

نهض واضع النقود فوق الطاولة لينظر لها بأسف ظاهر:
  -اعتذر مجددًا «ليلى»، لنحتسيها في وقت لاحق.

لم ينتظر سماع حديثها ذاهبًا وتارك الكلمات تتحجرش بحلقها.

طالعت «ليلى» النقود والحزن يجتاح معالم وجهها، اقربت يدها اخذاها، اقربتها من انفها تشتم رائحة عطره بها، وهذا ماجعل السبمة ترتسم فوق ثغرها؛ لطالما عشقت تلك الرائحة.

اخرجت نقود غيرها لتضعها فوق الطاولة حاملة تلك النقود بجيبها؛ فهي تريد أن تحتفظ بشيء يذكرها به.

بقصر «مارتن»..

قامت «فيكتوريا» بالدخول إلى القصر رفقة «كيفن» التي تتشبث بزراعه وكأن شيء لم يكن، عكس نظراتها التي لا تستطيع تفادي الألم بداخلها.

جلسوا ليتحدث دون النظر لها:
  -لا تعبثي هكذا.

لم تطالعه، فقط تبسمت بخفوت تحاول عدم اظهار مابداخلها، يمسك بيدها في هدوء عكس ماكانوا عليه في الصباح!

ذهب «مارتن» لهم متحدث في عجبة لا يظهرها من وجود «كيفن»؛ فهو اعتقد أن تأتي بمفردها.

مد يده لمصافحة كل منهم في لطف مصطنع، لتتحدث «فيكتوريا» ببسمة كاذبة متحدثة:
  -«كيفن»، خطيبي.

طالعه «كيفن» ببسمة مصطنعة، يلاحظ تبدل نظراته، وكأن الحديث لم يعجبه.

جلسوا، يطالعها «مارتن» من وقت لأخر، يطالع كل أنش بها؛ فإعجابه بها جعل أمر كونها مخطوبة شيء يغضبه!

مر بعض الوقت وقد كانوا يتحدثون بشأن عملهم معه، ليأتي «ماكس» إلى قصره كذلك.

ذهب إلى «مارتن» أحد مساعديه، ليتحدث مخبره بمجيئه:
  -سيدي، «ماكس» قد أتى.

حرك «مارتن» رأسه ناظر لهم:
  -المعذرة، سأعود سريعًا.

حرك «كيفن» رأسه ببسمة خافتة:
  -تفضل.

رحل ليعاود النظر إليها وبلهجة باردة:
  -لماذا كان يطالعكِ هكذا؟!

لم تطالعه «فيكتوريا»، لم ترفع عيناها بعيناه لتتحدق مجيبة:
  -إن كنت تريد إنهاء السفقة لا امانع.

أكمل «كيفن» بذات لهجته الباردة:
  -تؤ، لا أريد، في كلا الأحوال لا أقلق عليكِ.

طالعته بنظرات غيرة؛ فعدم غيرته عليها تجعلها تستشيط غضبًا.

فور وصول «مارتن» إلى «ماكس» صافحة برسمية وبسمة يستقبله بها:
  -ازداد القصر نور بقدومك «ماكس».

تبسم «ماكس» ممتن:
  -شكرًا كثيرًا لك.

تحدث «مارتن» وهو يسير بعض الخطوات:
  -تفضل لنجلس، سأرفك على بعض الشركاء كذلك.

حرك «ماكس» رأسه ببسمة تخفي ورائها الكثير.

بمنزل القائد..

تحدث «أدم» سائل:
  -لماذا أردت رؤيتي؟ مالشيء الهام الذي طلبتني لأجله؟

أشار القائد صوب المقعد متحدث:
  -فالتجلس أولًا لأخبرك.

جلس امامه متحدث الأخر في ايضاح:
  -هناك عملية عليك القيام بها «أدم»، عصابة كبيرة، مكونة من فؤدان فقط وبعض المساعدين، ولكن هم من يعطوا الأوامر للأخرين، يقومون بالنصب والأحتيال على جميع رجال الأعمال الكبار، يزعمون بأنهم سيشاركوهم وينتهي بهم المطاف في قبورهم، كما أنهم يتاجرون بالممنوعات بكافة انواعها، عصابة كتلك أخطر من أن أسلم القضية لمجرد ضابط يعمل بالمخابرات، ولهذا سلمتها لك.

يطالعه «أدم» ليحرك رأسه ببساطة؛ فهو قد مر بكثير من الأعمال كتلك من قبل، لماذا يصور له بأن بها خطورة لتلك الدرجة الأن؟!

تحدث «أدم» ببساطة:
  -مالإختلاف إذن؟ في كل مرة يكون الأمر بتلك الطريقة وتقوله على محمل الجد، ليس مسائلة طارئة.

تحدث القائد يحاول أن يريه حجم الخطر المحيط به:
  -بل هي هكذا «أدم» بالفعل الأمر في غاية الخطورة؛ نصبهم على رجال الأعمال والإقتناع بما يقدموه من تفصيل كاذبة عنهم، تظهر مدى براعتهم، وهذا أسوء مانتعامل معه، أعلم أنك اجتزت كثير من قضاية التجارة في الممنوعات من قبل، ولكن اريدك أن تحترذ من هائولاء الشياطين، لا تدري بأي مصيدة يمكنهم ايقاع البشر.

يطالعه «أدم» وقد شعر بقليل من جدية ماسيقوم به، ولكنه لا يراه بتلك الخطورة بعد، حرك رأسه في هدوء متحدث:
  -قل الخطة ومؤكد سأقم بتنفيذها.

حرك القائد رأسه، ليبداء بقصها عليه.

بقصر «مارتن»..

جلسوا رباعيتهم يتحاورون بشأن العمل، في حال لم يعجب الأمر أيًا من «فيكتوريا» و «كيفن»، ولكنهم لم يظهروا هذا.

تحدث «مارتن» حاسم الأمر:
  -إذن اوافق بالتعامل مع شركاتكم، فيبدو أن افكاركم نحو تصاميم الملابس رائعة وقد اعجبتني، ولهذا فالنستمتع اليوم بتلك الأجواء الإحتفالية، وغدًا فالتأتوا للشركة حتى نتفق أكثر.
تبسم «كيفن» في غموص رافع كأس العصير خاصته:
  -إذن، في صحتكم.

تبسم «ماكس» في تصنع رافع كأسه كذلك:
  -في صحتك.

مر بعض الوقت وانتهوا من هذا الإحتفال ليعود كل شخص منهم حيث منزله.

يسير «كيفن» رفقة «فيكتوريا» بسيارته ويتحدث رغم صمتها واجابتها المحدودة:
  -من هذا ال«ماكس» الذي ظهر فجأة؟!

تحدثت «فيكتوريا» جاهلة وهي تطالع النافذة دون الأنتباه له؛ وهذا لغضبها منه:
  -لا أدري.

طالعها «كيفن» ثم عاد النظر امامه، اوقف السيارة ليتحدث ناظر لها:
  -لماذا لا تنظرين لي عندما اتحدث معكِ؟

طالعته «فيكتوريا» والدموع تتلألاء بعيناها محاولة منها أن لا تسقط:
  -ماذا؟

أمسك «كيفن» يدها ليتحدث عقب طبع قلبة حانية عليها:
  -لا تغضبي «فيكي» لا أحب رؤيتكِ تبكين.

ابعدت «فيكتوريا» نظراتها عنه وقد ازدادت الدموع بعيناها؛ فهو يقسوا عليها دائمًا ويقول أنه لا يقصد.

أكمل «كيفن» محتضنها بحنو:
  -هل يعقل أن تغضبي مني؟! تريدين عدم محادثة «كيفن» بعد الأن؟

تحدثت «فيكتوريا» وقد تملكها البكاء:
  -تعلم أنن أحبك، تعلم أنني لا أريد تركك لشيء أو لأخر، كل مافعلته محادثتك بشأن شيء أريد، وقد وعدتني به مسبقًا، هذا كل مافعلته، حينها رفعت صوتك ويدك كذلك وتلك ليست المرة الأولى، ولأنك تعلم أنني أحبك واتغاضه عن أمور كثيرة لا تعطي اهمية للأمر.

حرك «كيفن» رأسه نافي بعد ابتعاده قليلًا وتمليك وجهها بين يده في مواساه معتادة:
  -وأنتي تعلمين أنني عاشق لكِ ولا يمكنني اغضابك، ولكن حينما أغضب افقد اعصابي ومؤكد تعلمين هذا، ولهذا تغاضي عن كل ما أقوم به، بل لا تقولي شيء يغضبني«فيكي».

طالعته «فيكتوريا» وكأنها تترقب ماسيقوله:
  -وبشأن زواجنا؟ أهذا يغضبك؟

طالعها «كيفن» بعض الوقت صامت حتى تنهد ليقول:
  -ليس الزواج «فيكتوريا»، بل الحالة التي نحن بها، نمر بعمليات ستجعل منا نصعد ونعلو وأنتي تقولي زواج، حسنًا إن كان الأمر يشغل بالكِ لتلك الدرجة، فالنفعل بعد انتهائنا من الثفقات التي اخبرتكِ عنها، فقط لا أريد أن ينشغل عقلي بشيء أخر، في كلا الأحوال مشغول بكِ وهذا يكفي، ليس بزفاف وزواج وكل هذا بعد.

تطالعه «فيكتوريا» ويبدو عليها التفكير لما يقول؛ فهو يبث السم بعقلها في كل مرة ويجعلها تتقبل ما قال، برغم عدم اقناعه وتكراره للكلمات ذاتها بشكل مختلف!

حركت «فيكتوريا» رأسها مجيبة؛ فقد مضى وقت طويل ولا بأس إن انتظرت اقل القليل منه:
  -لا أمانع، ولكن «كيفن» تعلم أنني أحبك، ولا أريد خسارتك، ولهذا لا تقول تلك الكلمات المحزنة لي، بشأن ماكنت عليه، وبشأن ضربك لي، هذا كله لا يعبر عن حبك بل يخيفني منك.

تبسم «كيفن» بسمة حانية ليقترب حتى يعانقها متحدث:
  -اعتذر عزيزتي، سأحاول قدر الإمكان الإمساك عن غضبي في المرة المقبلة.

تبسمت «فيكتوريا» بسمة راضية لما قال محتضناه هي الأخرى، فلا أسهل من الحديث، ولا أسوء من العقل الذي يتقبل مايقال فقط لأجل الحب!

بمنزل القائد..

بداء القائد شرح الخطة له:
_ستُزرع وسطهم لتكون فرد منهم، وحينما يثقوا بك ستعلم أنت الباقية وستوقع بهم بطريقة أو بأخرى، كيف سأسل لك ملف بقضيتهم ومايعملون به، أو يدعون هذا، كذلك عنوان منزلهم وكل شيء يخصهم، وماعليك أنت التفكير في كيفية الوقوع بهم عند اقترابك منهم.

حرك «أدم» رأسه مجيب:
-سأفعل، هذا كل شيء؟

حرك القائد رأسه محيب:
-أجل «أدم».

أجاب «أدم» ناهض:
-إذن سأذهب أنا للمنزل، أراك غدًا، صحيح متى ستبداء المهمة؟

تحدث القائد مجيب:
-غدًا «أدم» نريد أن تسرع بهذا.

حرك «أدم» رأسه:
-حسنًا سأفعل، وداعًا.

ذهب لمنزله، بدل ملابسه ليجلس فوق الأريكة بعدها يشاهد التلفاز وعقله بمكان أخر؛ يفكر بما فقدهم، ولماذا فقدهم، ومالذي سيفعله لفقدهم!

يفكر بكثير وكثير من الأشياء سيفعلها وهذا ماجعله ينهض يرتدي ملابس من جديد ويخرج من المنزل!

في اليوم التالي..

تحدث «تشارلي» إلى «اميليا» والغضب يجتاح معالم وجهه كما حال التفكير المبغت الذي تملكه:
-تلك المرة الثانية التي بحدث بها هذا الأمر، إذن هناك أحد بالفعل بفعل ذلك.

اجابت «اميليا» نافية لتلك الفكرة:
-ومن سيفعل برأيك؟! أرى أنه من يقوم بإيزاء نفسه لنخرجه، بل لنشغل بالنا بأمره ونحاول مساعدته.

طالعها «تشارلي» منفعل:
-وماذا إن لم يكن هذا الصحيح؟ ماذا إن كان يؤذيه أحد بالفعل؟ لا بمكننا الحديث إلا إذا تأكدنا من الأمر.

تطالعه «اميليا» سائلة:
-وكيف ستفعل؟!

نظر «تشارلي» لها والغموض يجتاح نظراته:
-ستري.

بمكتب «أدم»..

يقراء ملف القضية التي سيتولاها الأيام القادمة، يقراء عن كل من «فيكتوريا» و «كيفن»، قاطع تركيذه التام صوت طرقات باب المكتب الذي أجاب غير مهتم:
-أدخل.

قامت «ليلى» بالدخول لتطالعه ببسمة هادئة:
-صباح الخير.

نظر «أدم» لها فور سماع صوتها، ارتسمت البسمة الهادئة فوق ثغره حين رأه بسمتها ليتحدث مجيبها:
-صباح الخير، كيف حالكِ اليوم؟

تحدثت «ليلى» جالسة امامه:
-بخير، كيف حالك أنت؟

حرك «أدم» رأسه:
-بخير أيضًا.

تبسمت «ليلى» لتطالع هذا الملف امامها ثم طالعته:
-يبدو أنك منشغل، اتركك الأن.

حرك «أدم» رأسه نافي:
-لا تلك القضية التي سأستلمها اليوم.

طالعته «ليلى» والقلق بداء بالعبث بعقلها لتتحدث سائلة:
-وهل سترحل عن هنا الأيام القادمة؟

حرك «أدم» رأسه ولا يدري تلك المشاعر المستشاطة امامه:
-أجل، الأيام القادمة سأكون بالقرب منهم، حتى تنتهي تلك المهمة بخير وهذا ما ارجوه؛ فالقائد لم يبشرني بكلمات مطمئنة، بل كان يحذرني أشد الحذر وهذا ما اتعجبه.

تطالعه «ليلى» والحزن قد سكن قلبها؛ فهي كانت تراه كل يوم، بل انتقلت إلى هنا لأجله، والأن سترحرم من رؤيته وقت كبير!

تحدثت «ليلى» سألة:
-طب، هو مينفعش أكون معاك في المهمة دي؟

طالعها «أدم» ولم يلاحظ أنها تقول هذا لتظل بجانبه:
-لا اعتقد، ولكن إذا اردتي القيام بمهمة يمكنكِ محادثة قائدتكِ، فهمتي؟

حركت «ليلى» رأسها نافيه لتوضح له ماقصدها:
-لا أقصد مهمة فقط، بل أريد أن اكون داخل تلك المهمة، معك.

طالعها «أدم» منته لتلك الكلمات التي تعلو وتهبط بنطقها من توترها أن تقول صريحة أنها ترغب بالبقاء بجانبه!

تحدث «أدم» مطالعها سائل في دهشة:
-معك؟!

ابعدت «ليلى» نظراتها عنه ناهضة وقد تملك القلق والخوف ملامحها بل جسدها بأكمله:
-علي العودة للعمل، موفقة لك.

ذهبت دون انتظار لسماع كلمة أخرى منه، فما قالته كان كافي تلك المرة.

فور دخولها لمكتبها، وضعت يدها فوق قلبها تتنفس الصعداء ممامرت به من منافسة جامحة تحدث بداخلها.

عقد «أدم» حاجبيه ولم يعد يفهم، أكان هذا خطاء حديث منها؟ أم أنها بالفعل تقصده؟

أخذ انفاس عميقة مبعد كل شيء عن عقله، فها هو وقت بدء المهمة ولا يمكن لشيء أن يشغل عقله.

ذهب لمكتب القائد، طرق بعد الطرقات فوق باب مكتبه حتى سمح له بالدخول.

قام بالدخول ليطالها برسمية:
-أنا جاهد سيدي، جاهز لبدء المهمة.

تبسم القائد وكأنه يريد أن يطمئن أكثر عليه:
-هل متأكد من هذا؟

حرك «أدم» رأسه مجيب:
-أجل سيدي.

في شركة «مارتن».

يجلسوا جميعًا بغرفة الإجتماع، فور انهاء الحديث وكيف ستتعامل شركتهم معه، كما أنه سيأخذ نصف الأسهم بشكرتهم حتى يصبح له المقدرة الأكبر، كما فكر هو وكان هذا شرطه، بل هذا ايضًا ماكانوا يختطون له!

نهضت «فيكتوريا» كذلك «كيفن» ليصفحوه.

صافحه «ماكس» بهدها ليبداء الجميع بالخروج ولكنه منع «فيكتوريا» بكلمته ليوقفها:
-«فيكتوريا» انتظري.

توقفت تطالعه ببسمو هادئة، وكأنها تعلم مايود قوله:
-ماذا سيد «مارتن»؟

تحدث «مارتن» مقترب للوقوف امامها:
-أريد مقابلتكِ اليوم بمنزلي.

رفعت «فيكتوريا» حاجبيها مدعية الغباء، ولكنها كانت تعلم أنه سيقول هذا بالأساس:
-الم نقول بأن نتقابل بمنزلنا غدًا لننهي الثفقة وتعطسنا المال؟ لماذا تريد اليوم؟!

اجابها «مارتن» موضح:
-لم أقصد بشأن العمل، قصدت مقابلتكِ أنتي وحدك، فالتعتبريها سهرة بيني وبينكِ فقط، ألا تودي هذا؟

رفعت حاجبيها أكثر لتضع اصابعها فوق سترته، تتوسط بها صدره لتتحدث وقد بدا عليها العبث بعقله:
-وماذا بشأن «كيفن»؟ ماذا إن علم؟

طالع «مارتن» يدها ثم طالعها وهو يتفحص كل أنش بها:
-إذن ترفضين؟

وضعت «فيكتوريا» يدها فوق وجنتيه بنعومة بالغة:
-سأرى إذا كان يسمح الأمر وإن سمح سأتي لك ليلًا.

تبسم «مارتن» ممسك بيدها ليقبلها:
-انتظركِ إذن.

تبسمت «فيكتوريا» لتتركه خارجة من غرفة الأجتماعات.

طالعها «كيفن» سائ فور ذهابهم:
-ماذا كان يقول لكِ حين خرجنا؟

نظرت «فيكتوريا» له ساخرة مما قال «مارتن»:
-يريد أن أذهب لمنزله ليلًا، لا ويقول بمفردك، رجل معتوه.

ضحكت صحكة ساخرة ولكن ماصدمها حديثه:
-ولما لا؟ فالتفعلي.

طالعته «فيكتوريا» رافعة حاجبيها بعدم تصديق لما سمعت منه:
-ماذا؟! أفعل؟ اتتحدث جدي؟!

توقف «كيفن» عن السير ليطالعها متحدث بإيضاح:
-في كلا الأحوال تعلمين مانهايته «فيكتوريا»، وإن ذهبتي له ووضعتي حبوب سأعطيها لكِ بمشروب خاصته، ستقلبي مابداخل وخارج القصر، فهمتي؟ حينها إن وجدتي شيء هام وعدد يرضي من النقود أنهي هذا الأمر وانتهي منه، وإن لم تفعلي قومي بتصويره وأنتي تحاولين ايفاقه مازحة وتتركي رسالة له بذهابكِ حتى يستعيد وعيه، فهمتي؟

تطالعه «فيكتوريا» والقلق اجتاح عقلها:
-وأنت؟ لم تأتي معي بالفعل؟

وضع «كيفن» يده فوق وجنتها ببسمة حانية ونفي لما تقول:
-مؤكد سأتي «فيكتوريا»، قلت بأنني لم اترككِ وحدكِ مع هذا المعتوه، لا هنا ولا هناك، ولكن لم أدخل معكِ البيت، سأبقه بالخارج لإن حدث شيء.

حركت «فيكتوريا» رأسها ببسمة تطمئن بها أكثر لتحتضنه في شكر لوجوده بجانبها:
-شكرًا لك «كيفن».

تبسم كيفن محتضنها ليتحدث هامس:
-هيا لنذهب.

حركت «فيكتوريا» رأسها مبتعدة عنه حتى يعودوا للمنزل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي