٤

تحدث «ماكس» إلى «سيلينا» والذان يجلسان بأحد الكافيهات:
  -هذا كل ما حدث، أشعر أن هناك أمر ما يحدث حوله، ليس كتهريب ممنوعات أو هذا، الشريكان الذان ذهبوا للتعاقد معه كذلك لا استريح لهم.

تطالعه «سيلينا» منتبهة لما يروي:
  -إذن لتبقى خلفهم حتى تعلم مالصواب وما حقيقتهم.

حرك «ماكس» رأسه شارد وهو يحتسي قهوته:
  -سأفعل هذا.

اكملت «سيلينا» تطالعه ببعض القلق:
  -فالتنتبه لكل خطوة تتخذها؛ لأنني قلقة عليك.

تبسم «أدم» لما يسود حديثها من حنو، غمز لها غمزة تخطف قلبها متحدث:
  -ليس هناك قلق ولا شيء، فمعشوقكِ لا يهزم.

رفعت «سيلينا» حاجبيها بقلق أكبر ومزاح:
  -الأن تأكدت مالذي سيحدث.

ضحك «ماكس» لحديثها؛ فهو لا يحادثها بثقة عنه إلا وازداد الأمر سوءً.

في الليل..

ارتدت «فيكتوريا» ملابسها الأنيقة، والتي عبارة عن فستان أحمر اللون، وكأنها تمهد لما ستفعله اليوم.

لم يكن طويل، كان ينحت جسدها يجسمه بدقة، فهي تستطيع اختيار مايليق بأوقاتها بعناية.

رفعت شعرها الطويل ليزيدها جاذبية، وضعت بعض مساحيق التجميل الهادئة، كذلك ارتدت ماترتديه دائمًا من بعض زينتها.

وضعت هذا البالطو الطويل فوق اكتافها ليزيدها فخامة، بعد ارتدائها حزائها صاحب الهيلز العالي.

هبطت للأسفل، تبسمت فور رؤيتها «كيفن»؛ فحين وجوده لا تقلق، بل مجرد علمها بأنه بجانبها تكتفي بهذا.

تبسم «كيفن» ليمسك بيدها ولم يعلق على ملابسها، وكأنه شيء يتقبله:
  -هيا عزيزتي.

ذهبوا ليستقلوا السيارة الخاصة بهم، تحدثت «فيكتوريا» ببعض التوتر تحاول أن لا تظهره:
  -لم تتحرك من هناك اليس كذلك؟

حرك «كيفن» رأسه مجيب:
  -أجل وحتى إن فعلت؟! أنتي لا يستهان بكِ «فيكتوريا»، ولهذا لا أريدكِ أن تقلقي بشأن شيء.

تبسمت «فيكتوريا» محاولة انهاء قلقها، اقتربت لتستقر بأحضانه مغمضة الأعيون.

يطالعها من وقت لأخر بالمرأة حتى وصلوا.

تحدث «كيفن»:
  -لقد وصلنا عزيزتي.

ابتعدت «فيكتوريا» عنه لتنظر له بنوع من القلق ممسكة بيده؛ وكأنها ترجوه أن لا يتركها:
  -لم تذهب، اليس كذلك؟

تبسم «كيفن» بهدوء واضع يده فوق وجنتيها:
  -عزيزتي، لا داعي للقلق، لا يليق بكِ.

تبسمت «فيكتوريا» لتحرك رأسها مجيبة:
  -معك حق.

تبسم في هدوء لتنزل من السيارة.

اقتربت لتقم بطرق باب قصر «مارتن»، لم يمر سوى بضع ثوانٍ حتى فتح لها الباب.

تبسم حين رأها ليبتعد عن باب القصر:
  -تفضلي بالدخول «فيكتوريا».

خطت خطوات واثقة للداخل، عكس ماكانت عليه منذ قليل، بل عكس مابداخلها، تنظر حولها لتتحدث ساخرة عقب جلوسها فوق المقعد:
  -لا أرى خدم هنا! أم اصبحت تفعل كل شيء بمفردك؟!

تحدث «مارتن» مقترب من موقع جلوسها:
  -قمت بإعطائهم اجازة حتى نأخذ راحتنا بالحديث.

رفعت «فيكتوريا» حاجبيها من حديثه الذي يعترف بإرادته في وجودهم بمفردهم!

تحدثت «فيكتوريا» ساخرة:
  -يبدو أننا بالفعل سنتحدث معًا.

ضحك «مارتن» لحديثها صوب اتجاهه إلى غرفة الطهو:
  -تحبين الويسكي اليس كذلك؟

نزعت «فيكتوريا» معطفها من فوق اكتافها لتتحدث نافية:
  -تؤ، لا احبها.

اجابها «مارتن» ضاحك:
  -تبدين عكس ذلك! إذن ماذا تحبين؟

اجابته «فيكتوريا» ببسمة باردة، وكأنها لا تبالي لما يقلقها:
  -فالتصنع قهوة «مارتي»

تبسم من تدليها له مجيب:
  -احببت «مارتي» تلك، فالتقوليها دائمًا.

ضحكت «فيكتوريا» لتتحدث في لؤم:
  -يبدو أنك فاقد للحنان «مارتي»، فالتترك هذا الأمر وتخبرني، ألم تتزوج قط؟!

اجابها «مارتن» وهو يصنع القهوة بالماكينة الخاصة بها:
  -لقد فعلت في صغري، ولكن طلقتها.

تحدثت «فيكتوريا» متسائلة في عجبة:
  -ولماذا؟! لماذا طلقتها؟

اقترب «مارتن» ليمد لها كوب القهوة متحدث عقب جلوسه:
  -خانتني.

توقفت «فيكتوريا» عن الإبتسام لتعقد حاجبيه في خفة متحدثة وقد تملكتها العجبة:
  -خانتك؟! كيف؟ أقصد لماذا ستفعل؟!

رفع «مارتن» حاجبيه متحدث:
  -فالتسأليها إن شأتي.

بداء بتناول قهوته وقد استعاد تلك الذكرة المزعجة شارد بها.

تحدثت «فيكتوريا» سائلة:
  -هل مازالت على قيد الحياة؟

رفع «مارتن» اكتافه جاهل لما تسئل:
  -لا أدري، لم أعد أعلم عنها شيء، فقد هجرتها منذ سنوات بعيدة، لم يكن بيننا طفل حتى.

مازالت تطالعه مستمعة لما يقول، تحتسي قهوتها بهدوء، متسائلة بداخلها؛ فلماذا ستقم بخيانة شخص كهذا، لا ينقصه شيء؟!

طالعها «مارتن» متحدث:
  -لماذا تتسائلين حول الأمر؟

تركت «فيكتوريا» كوب قهوتها بهدوء ورقي فوق الطاولة امامها متحدثة:
  -فقط تعجبت مما قلت؛ فلماذا ستخون شخص مثلك؟! يمتلك كل شيء، وسيم، لا يظهر عليه عمره حتى الأن، مؤكد قد كنت أوسم حينها، هذا عجيب بحق.

ضحك «مارتن» لحديثها؛ فهذا كل ماتتعجب منه!

اجابها غامز ببسمة مازالت ترتسم فوق ثغره:
  -يبدو أن احدهم قد أعجب بي!

ضحكت «فيكتوريا» لحديثه لتكمل بلؤم:
  -اكتفي بروحي «كيفن»، مارأيك به؟ اعجبك ألست محقة؟

ترك «مارتن» كوب قهوته فوق الطاولة لينظرلها ببسمة غامضة متحدث:
  -لا أحب الرجال من هذا النوع، لا اسميهم رجال، أحب من يمتلكون صفات تجعلهم في موضع يناسبهم!

مازالت تطالعه لتتلاشى بسمتها سائلة بهدوء، عكس الغضب الذي تملكها:
  -تقصد أنه ليس رجل؟!

أكمل «مارتن» بذات بسمته متحدث:
  -لم أقل هذا، فقط قلت أنني لا أفضل هذا النوع من الرجال، ففي عيني هم صبيان مازالوا يرون الحلوة من هنا، والأنيقة من هناك، ويتقلب مزاجهم من لحظة لأخرى.

تحدثت «فيكتوريا» نافية لما قال؛ فهي لا يمكن أن تتخيل حبيبها رفقة أخرى، لكانت قتلتها حينها:
  -«كيفن» ليس كما تعتقد هو يمتلك صفات جيدة، وشخصيته قوية ويتحمل الكثير كذلك، هو ليس صبي.

ضحك «مارتن» لإنفعالها من حديثه عليه:
  -حسنًا حسنًا أسحب حديثي، فقط كانت هذه وجهة نظري، لم اتزوجه أنا بالأساس.

طالعته «فيكتوريا» للحظات لتضع القهوة فوق الطاولة من جديد متحدثة في لؤم:
  -هل يمكنك اعطائي بعض الماء؟ أريد أن أبلل حلقي الذي جف.

رفع «مارتن» كتفه ببسمة هادئة:
  -بالطبع، سأعود سريعًا.

ذهب لغرفة الطهو لتخرج من جيبها زجاجة دواء ما، وضعت بضعة قطرات منه.

قامت بمزج الكوب جيدًا لتضعه حيث كان.

لم يمر الكثير من الوقت ليعود معطيها الماء.

تبسمت في هدوء وخبث كذلك لتأخذه منه متحدثة:
  -شكرًا لك.

تبسم «مارتن» ليرتشف ماتبقى من كوبه.

تطالعه بنظرات هادئة، وكأنها تقتل ضحيتها بهدوء ترتشف بعض المياه والتي هدئت من روعها قليلًا.

فحديثه بشأن «كيفن» قد أعاد الحدة لقلبها.

طالعها «مارتن» متحدث:
  -ماذا تودين أن نفعل؟ هل تحبين الرقص؟

تبسمت «فيكتوريا» ونظراتها لا تبشر بالخير:
  -أحب الذهاب للمرحاض وحين أعود فالتقول ماتريد فعله، من أين المرحاض؟

نهضت ليقف هو الأخر مشير لها:
  -هناك، تودين أن أتي لإيصالك؟

حركت رأسها نافية ببسمة لاتبشر بالخير:
  -فالتستريح أنت، ستحتاج للراحة بعد قليل.

تركته وذهبت حيث أشار لها، تضيع الوقت حتى يبداء الدواء بمفعوله.

وقفت «فيكتوريا» امام المرأة المعلقة أعلى الحوض، اخرجت القفازات من يدها لترتديها حتى لا يتضح أثر يدها فوق أي شيء ستقوم بلمسه إذا حدث وقتلته.

تنظر بالمرأة بوجه بارد، وكأنه اخطاء بالشيء الذي لا غفران به لديها! إنه معشوقها «كيفن».

مرت دقائق بل كانت تعد الوقت، فعلمها بمدة عمل الدواء كانت كفيلة لتسهل الأمور لها.

يطالع «كيفن» القصر وقد كان يجلس بعيدًا عنه داخل سيارته حتى لا يحدث شيء ويعلم بوجوده معها.

تلقى اتصال وهذا مادفعه للإمساك بالهاتف والإجابة:
-ماذا عزيزتي؟

تحدثت الأخرى بصوت ناعم مصطنع:
-أين أنت؟ متى ستأتي؟

طالع «كيفن» القصر من جديد، ينتظر أن تخرج بأي لحظة:
-نصف ساعة عزيزتي وسأتي لكِ.

تحدثت «صوفيا» وقد تملكها الضيق:
-«كيفن» تعلم أنني انتظرتك كثيرًا، هل سأظل نصف ساعة وأنت لم تتحرك من منزلك بعد؟

تحدث «كيفن» نافي:
-أنا بالخارج، ولكن هناك بعض الأمور أقوم بها وانتظر للإنتهاء.

اجابته «صوفيا» في حزن:
-حسنًا «كيفن» لننهي الأمر اليوم، لنتقابل غدًا.

تحدث «كيفن» نافي:
-«صوفيا» قولت أتي، سأتي الأن وداعًا.

تحدثت «صوفيا» ببسمة وتهديد مصطنع:
-إن لم تأتي سريعًا سأخلد للنوم، ولم اتحدث معك مجددًا.

تحدث «كيفن» مجيب:
-أتي عزيزتي الجميلة.

تبسمت «صوفيا» متحدثة:
-انتظرك.

انهت المكالمة ليطالع الأخر القصر وقد وصل لأعلى درجات صبره، قام بإدارة السيارة والإنطلاق برغم عدم خروجها بعد!

خرجت الأخرى من دورة المياه بعد حسبها لمدة تفاعل الدواء، وبالفعل وجدته ملقى ارضًا فاقد للوعي.

تبسمت وقد تملك الخبث نظراتها، بل وبسمتها كذلك.

ذهبت للغرفة الخاصة بالكاميرات بعد بحث طويل حتى توقفها، وبالفعل نجحت لتعود باحثة عن ما تريد.

صعدت لجميع الغرف، تبحث بها عن نقود، عن اشياء ثمينة، اوراق مهمة يمكنهم مساومته بها، أو الإستفادة من بيعها أو بما يذكر بها، الكثير من الأشياء تخطر بعقلها لتجدها.

مر بعض الوقت، ولكنها لم تجد شيء! كيف هذا مؤكد يخبيء امواله وادواته الخاصة بمكان ما هنا.

ظلت تبحث حول جميع اللوح المعلقة عن خذنة ما، كل مايتوقعه عقلها أن يجده تبحث حوله.

ذهبت لمكتبه وظلت تبحث كذلك، هنا وهناك حتى وجدت بالفعل بداية الخيط.

تعثرت بأحد المصاعد التي تعلو عن مسطح الأرض، وهذا مابدا لها غريبًا، فهي كانت اسفل مكتبه وفي اثناء بحثها كادت تتعثر.

اقتربت لتبعد الحافظة التي يضعها أسفل المكتب، لتجد باب خشبي!

قامت بفتحه لتجد سرداب بالأسفل، وهذا مابدا لها عجيب وقلقها كذلك!

طالعت الأجواء من حولها، ازداد قلبها قلقًا بشأن يقظته من هذا المنوم قبل انهائها للأمر.

اشعلت ضوء هاتفها لتنزل إلى الأسفل عبر هذا السلم القصير، والذي يناسب الوصول للأسفل.

دُهشت حين رأت هذا الكم من الأموال؛ فحجمها كان كبير لدرجة اذهلتها، إذن رجل كهذا لا يحتفظ بأمواله في البنوك!

اقتربت من تلك الأموال وقد نست أمر استيقاظه وكل شيء، بعض اللحظات معها فقط تكفي.

تذكرت هذا المعطف خصتها وكيف ستحمل النقود للسيارة!

ذهبت احضرته في عجلة لتنهي هذا الأمر ثم عادت وبدأت بتعبئة أكبر قدر ممكن حتى قامت بإملائه، لم يتبقى من النقود إلا أقل من نصفها.

صعدت لتعيد كل شيء كما كان، فلم يعد هناك أثر لوجودها بالمنزل بالأساس، بل أنها قامت بإعادة كوب القهوة خاصتها نظيف ومسحت الكاميرات التي تتواجد بها بل عطلت الكاميرا منذ أن كان ينتظرها وهذا لإظهار أنها كانت معطلة منذ البداية.

لم تفكر سوى بالمال الذي بيدها والتي تريد الحفاظ عليه، وهذا مادفعها للخروج سريعًا قبل أن يحدث شيء أخر.

توقفت فور خروجها من القصر برمته، تتلفت حولها باحثة عن سيارة «كيفن» والتي لم تعد موجودة!

عقدت «فيكتوريا» حاجبيها وهي تتطلع حولها في عجبة وتسائل:
-إلى أين ذهب؟!

لم يكن بإمكانها اخراج الهاتف حتى؛ وهذا للمعطف المعبئ بالنقود بيدها، فإن تركته لتدفقت الأموال ارضًا.

ولكن ما انقذها الأن، وما سيصبح سبب هلاكها، هي تلك السيارة التي توقفت امامها ليتحدث صاحبها عبر النافذة:
-اصعدي.

طالعته «فيكتوريا» وقد بدا عليها القلق من أن يحدث شيء يُفقدها النقود، فبالنسبة لها ستتولى أمرها وستفعل مايدافع عن ذاتها، ولكن النقود ستكون عائق لها، ولم تخسره.

تحدث من جديد سائل:
-ستصعدي أم أرحل؟

اجابته «فيكتوريا» بقوة وكبرياء كذلك:
-ولماذا أصعد؟

اجابها «أدم»:
-سأوصلكِ، لا تقلقي لست أحد ضدكِ، فقط لنتحدث بالطريق.

مازالت تطالعه لتقترب دون حيلة منها جالسة بالخلف؛ حتى لا يرى كم النقود الهائل معها.

سار «أدم» بسيارته، ينظر لها عقب المرأة من وقت لأخر.

تخرج هاتفها لتتصل ب«كيفن» قبل أي شيء، ولكنه لم يجيب!

تنهدت «فيكتوريا» في ضيق والغضب قد أحتل احشائها.

طالعت «أدم» منتبهة لتتحدث سائلة:
-إذن فالتخبرني ماذا تريد؟ ولماذا أتيت لإيصالي وكيف علمت أنني أريد سيارة؟!

تبسم «أدم» بسمة غامضة متحدث:
-هذا لأنني أعلم ماذا كنتي تفعلين بداخل قصر «مارتن».

اجابته «فيكتوريا» بنوع من التوتر الذي تملكها لحديثه كما أنها تحاول أن لا تظهره:
-ماذا سأفعل برأيك؟! لم أكن بالداخل من الأساس.

اجابها متمسك بحديثه:
-صحيح، يظهر على يدكِ ذلك.

طالعت «فيكتوريا» المعطف بيدها ثم طالعته، لتتحدث في تشفي:
-ماذا تريد أن تقول؟ فالتنهي الأمر وتقول ماتريد.

أوقف «أدم» سيارته، التفت ليواجهها متحدث:
-سأخبركِ ما أريد، اراقبكِ منذ أكثر من عامين، كل عملية نصب واحتيال قمتي بها، من كبير لصغير، أنا كذلك بالمهنة ذاتها، ولكنني أريد أن نصبح فريق واحد، أريد أن تضعي يدك بيدي ولنشكل أكبر مجموعة بقبضة واحدة سترفعنا عاليًا وكثيرًا «فيكتوريا».

تطالعه «فيكتوريا» مندهشة مما يقول؛ فحديثه لا يصدق بالنسبة لها.

أكمل «أدم» وكأنه يتبع تلك القاعدة التي تخبره أن يطرق فوق الحديد وهو ساخن:
-صدقيني سنشكل فريق رائع، انظري كم اخذتي من نقود، لدي افكار تجعلكِ في كل مرة تأخذي اضعاف هذا، وبذلك سنصبح اثرياء العالم.

مازالت تطالعه، تفكر ماذا تقول، أهو بالفعل يريد العمل معها؟
تفكر بنيته التي تجهلها وبرد «كيفن» كذلك على شيء كهذا، ولكن الحماس الذي يظهر بعيناه، والقوة التي يتحدث بها ثقته كذلك، كل هذا يجعلها تريد الموافقة.

بمنزل «اميليا»..

تجلس «اميليا» فوق الأريكة، تطالع الشاشة شاردة امامها، لم تشرد بهذا الفيلم الذي يعرض، بل بأمر «جاك» الذي لا يشغل عقلها فقط، بل و«تشارلي» كذلك.

قاطع شرودها جلوس «ديفيد» بجانبها واضع يده فوق كتفها محتضنها ببسمة تهون الكثير:
-كيف حال زوجتي العزيزة اليوم؟

تبسمت «اميليا» مندمسة بين احضانه:
-تشغلني الكثير من الأشياء، لا أدري ماذا أفعل، فالتقول لي بشأن قضية «جاك»، لقد فُتحت مجددًا ولكن بطريقة عجيبة.

تحدث «ديفيد» سائل:
-طريقة عجيبة مثل ماذا؟!

اكملت «اميليا» حديثها:
-في كل ليلة من الليالي الماضية، نجد بعض الكدمات والندوب تظهر بجسد جاك، وكأن أحد يروضه، وهذا مايبدو لنا عجيب؛ فبعد انتهاء دوامنا نرحل جميعًا وحارس زنزانته يقول بأن لا أحد يأتي له، كما أن لماذا هو تحديدًا، وهذا مادفعني أن أقول لجاك بأنه هو من يفعل هذا ليثير تعاطفنا وأن نساعده بفتح القضية واحتمال خروجه، هذا ما أرى.

حرك «ديفيد» رأسه سائل:
-ومالذي يقلقك إذن؟!

اجابته «اميليا» وقد عاد التفكير يسود عقلها:
-ما يشغلني هو هل ما أفكر به صحيح؟ هل علي البحث بالقضية أكثر أم أن لا جدوة؟

طالعها «ديفيد» حين رأه توتر تفكيرها، وكأنه يحاول ايجاد حل يجعلها لا تقلق، فإن قامت بالبحث بالقضية سيزداد الأمر سوء وستعود لدوامة من الممكن أن يتضح بالنهاية أنها مجرد لعبة منه!

اجابها «ديفيد» مقترح:
-انتظري «اميليا» كما أنتي، لا تفعلي شيء ولكن ما رأيكِ بمراقبة القسم؟

طالعته «اميليا» مفكرة بحديثه:
-اراقبه؟

حرك «ديفيد» رأسه:
-تقولين أنه يحدث بعد ذهابكم، إذن فالتراقبيه.

نظرت «اميليا» امامها تفكر بحديثه، وكأن بالفعل هذا ماكان ينقص تفكيرها:
-نراقبه صحيح، كيف لم أفكر بشيء من هذا، إنه الحل الأمثل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي