عذرية قلب

نرمين عادل`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-19ضع على الرف
  • 64.7K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول بقلمي نرمين عادل

وصلت الي منزلنا القديم، اوقفت السيارة بالشارع الجانبي للعمارة القديمة التي شهدت مولدي وشبابي، بل وايضا مولد ابي وشبابه فالشقة في الاصل لجدي، ولان الباب الامامي للمنزل يقع في شارع الجيش وهو شارع الكورنيش
دائما ما اركنها في الشارع الجانبي ترجلت من السياره ثم وقفت وانا اعطي وجهي للبحر شاهدت عدد قليل من السيارات تسير ببطء في اليوم كان الجو فيه ممتعه للغايه ولان معظم طلبه المدارس متواجدين في مدارسهم الان فان الكورنيش و حتى الشارع يا عم بالهدوء .
لا اعلم لماذا تذكرت تصفيات كاس العالم وكيف فزنا بها وانتظر بحراره بالغ يوم 8 يونيو هذا العام وهو عام 1990 حتى نفتخر بما سيصنعه فريقنا،
انا انتظر ان ازور صديق ابي الوحيد المهندس حلمي كمال في شقته التي تقع في الطابق السفلي من شقتنا قهوه مولع مثلي بكره القدم وكم قمت بالنزول الى شقته لكي اشاهد مباريات كره القدم ومتابعه فريقي المفضل وهوا الاهلي في التلفاز الخاص به لان ابي من صغري كان يشجع فريق منافس لفريقي اما عم حلمي فقد كان اهلاوي صميم مثلي.

وعندما خطوت للامام عده خطوات شاهد بائع هم الخلول يقف بجانب سور كورنيش البحر فذهبت اليه لكي احضر البعض منه لانني من عشاق ام الخلول،
وبالفعل اشتريت كميه معقوله تكفي ليه وامي وايضا لم انسى عم حلمي فهو ايضا يعشقها اننا هنا نعشقها كثيرا ونقوم باكلها كمقبلات بجانب الطعام،
الا انني شاهت رجلا يجلس على كرسي البحر وتظلله شمسيه البحر التي صنعت من القماش المخطط ببعض الالوان الزاهيه
اما الرجل فقد كان يجلس وهو يضع رجل فوق الاخرى ويسند ظهره الى الوراء ويرتدي نظارته الشمسيه السوداء لقد عرفته على الفور انه عم حلمي بشعره الابيض المعروف به وقميصه الابيض الذي كان من النادر ان يقوم بتغيير لون قميص لقد اعتقدت ان لهذا الرجل كثير من القمصان نظرا لان جميعها بيضاء بل ناصعه البياض ويرتدي بنطلون اسود من القماش وكما عاهدته فجسده ما زال كما هو حتى مع مر الاعوام وجلوسه كثيرا بالمنزل فمازال رفيع الجسد ويرتدي دائما ساعته الفضيه التي تعمل بنبضات القلب لا اعلم من اين اتى بها لانها كانت نادرة فيما مضى ،
فنزلت الى الشاطئ وقمت بخلع حذائي و امسكته في يدي اليسرى اما يدي اليمنى فكان بها ثلاث قراطيس من ام الخلول وقد قلت في نفسي انا افاجئه وبالفعل مشيت ببطء شديد حتى لايشعر به الا انني سمعته يقول
- حبيبتي البعيده والتي عرفت معها كلمه حبيت وهويت لقد تعلمنا معا هذه الكلمه وقد قلتها لك مرارا وتكرارا لعينك الجميله لقد تعاهدنا على البقاء معا وها انا ذا اليوم لازلتم ونادي عليك الا ان قلبي يؤلمني ل تذكري انها مجرد اوهام صدقتها. فما زال قلبي يحمل لك نداء سري لا يعلمه غيرنا اهرب اليه لكي احتمي به من قسوة ذلك العالم الذي اعيش به
أما حنيني اليك فلا فارق فيه بين يومان او حتى عقدان او حتى بضعة عقود كحالنا الان


- يا عمي لم اعرف قبل ذلك انك شاعر وتملك مثل هذه الاحاسيس الجياشه
فخامه بالالتفات خلفوا وقال من متى وانت واقف يا فتى

- من اول حبيبتي علمتيني كلمه هويت
-هههههه
ذكريات يا يوسف ذكريات كثيره
- لن اذهب الان الى امي فاعتقد انها مازالت نائمه لانها تصلي قيام الليل ثم تجلس وتنتظر صلاه الفجر وتنام بعدها بعد ان تكون قد فطرت لذلك فاعتقد انها نائمه في اجلس معك احكي لي كل ما لا اعرفه اظن انني قد كبرت في السن حتى لا تقول لي انني مازلت صغيرا على مثل هذه في الكلمات ان ابني البكر الان يعرف قدرا من الفتيات لم اعرفهم انا طول عمري فهذا يثبت لك انني كبرت بل ايضا كبرت في السن

- ما باليد حيله انا ايضا اريد ان اتكلم لانني هذه المره اعتقد انه الفراق لقد اشتد على المرض ولذلك اريد ان افضي بما في قلبي لاحد قبل ان اموت

- ارجوك لا تقل مثل هذه الكلمات ان الاعمار بيد الله وحده وهو اعلم بها فمن الممكن انت عمر لاكثر من مئه عام
- احساس يا يوسف احساس ليس الا
- احكي لي وفضفض ما في قلبك فانت تعلم جيدا اننى سرك وانت سري من الصغر لم اكن اقول على اي مغامرات او حكايات حدثت لي الا لك فانت ابي الروحي

- سأحكي لك كي اسلم من لسانك وتطفلك فقط فقد كبرت يا جو وما زلت طفل صغير
جريت الى حارس الشاطئ وقمت باستأجار كرسي بحر كي اجلس عليه امام عم حلمي ليحكي ليه قصته التي لم اعرفها، وجلست بجانبه اما هو فقد استند رأسه ثانيه الى الخلف وضع يديه الاثنتين للخلف وراء راسه وابتدا في التكلم

- ليس عندي فكره هل تعلم انني من اسره فقيرة املا انا من اسره كثر عدد اولادها ولا اقصد باولادها هنا البنين فقط بل البنين والبنات ف عندما تاتي الاولى انثى يسود الحزن العائله ولا يفرحوا الا بعد ان تحمل ثانيه ويكون القادم ذكر وبذلك فان العدد كسر وانا اسرتي كانت مثل هذه الاسر المصريه الفقيره لا يعرفون ما معنى تحديد النسل او تنظيمه الذي ظهر في مثل هذه الايام بل ،
والمثير للدهشه ان النساء كانت تتفاخر بعدد مرات الانجاب وكثره ابنائها .
عكسنا في ذلك الاسر السريع فعدا ما تجد لديها اثنان او ثلاثه اولاد فقط هذه كانت الاغلبيه العظمي الا ان البعض منهم احضروا خمسه او سته اولاد لكني اتكلم هنا عن الاغلبيه كما ان الاسكندريه كانت مليئه بالاسر الجرجيه والايطاليه واليونانيه ولا اعلم بالتحديد معنى كلمه جريجي. هل هو ايطالي ام يوناني انما كانوا يعيشون معنا و يتكلمون باللغه العربيه لكنها لغه عربيه مكسره فانها الحروف لا تخرج بالشكل الصحيح كمان قولها نحن كان هم ايضا عدد اطفالهم قليل جدا طفل او اثنان بالاكثر

-وماذا بعد

- كنا فقراء يا يوسف فقراء بمعنى كلمه فقراء بمعنى ان شراء امي ل طبقا من الفول لعدد كثير من الافراد و كميه من الخبز انها لمعجزه ونجلس جميعنا على الطبليه اتعلم يا يوسف ما هي الطبليه


- اجل اعلم لم يخلو بيت منها قديما لدينا واحده كانت امي تضع لنا الطعام عليها ونحن صغار جدا حتى لنقوم بالقاء الاطعمه على منضده السفره والكراسي الخاصه بها كانت تفرش لنا سليم قديم اي سجاده في مطبخنا الكبير وتحضر تلك الطبليه التي هي عادت عن من ضدي دائريه الشكل الا ان ارجلها قصيره فيجب ان نجلس ارضا لكي ناكل اما ابي فكانت تضع له الطعام بعد ذلك على السفره حتى لا نقوم باللاعب والشجار لانها كانت عادتنا دائما وقت الاكل

اما نحن يا يوسف فلم نكن نتشاجر بل كنا ناكل بسرعه حتى نشبع في عدد كثير من الايادي في طبق واحد من الالومنيوم شيء لم تتعود انت ان تشاهد شيء غريب عنك لكنني عصرته بال كنتوا بطل من ابطال هذه القصه

- اتعلم انني لم اكن في يوم من الايام في المدرسه انما هناك من اخذ بيدي وجعلني ادخل المدرسه وكان عهده بيني وبين نفسي انا ناضلوا وكافح حتى اتخرج من المدرسه وبالفعل وصلت حتى الجامعه ودخلت ارق جامعه جامعه الاسكندريه و دخلت كليه الهندسه بفخر واعتزاز

-انها لقصه يجب ان تعتز بها فمن لا ينكر اصله لا يعتبر انسان سوى
هناك من ينكرون اصلهم وكيفيه نشاتهم فانا مثلا وفي مجال عملي وكما تعلم لقد احببته الهندسه منك انت يا ابي اعذرني ان اقول لك يا ابي لقد توفي ابي وانا مازلت صغيرا وانت من قمت بتربيتي اعلم انك لم تقم بتربيتي بالمعنى الصحيح ان ما كنت مرشدي لذلك اطلق عليك دائما لفظ الاب الروحي فانت مرشدي وابي الروحي لذلك دخلت كليه الهندسه انا ايضا وسافرت ده ولا كثيرا نظرا ل تفوقي وجدت كثيرا من الاشخاص وخصوصا هنا في بلدنا ينكرون اصلهم المتواضع بل يتباهون بسياراتهم الحديث ومنازلهم الكبير الواسع المليئه بالفراش و عندما تاتي بذكر الماضي والطفوله يتهربون بلطافه شديدا حتى لا يصدم الذي يجلس امامهم فهم لا يكذبون انما يتجملون امامنا بحاضرهم الزاهي وينسون ماضيهم كم يحزنني ذلك لان لو لم يكن الماضي شديد وقوي لما اصبح هناك مستقبل .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي