الفصل الثاني

_فعلا يا يوسف
انا طول عمري الماضي مأثر فيا عمري ولو للحظة ما نسيته
كان بداخلي دوما سكن اغوار نفسي لم ينفصل عني ابدا
تعرف كنت ساكن مع اهلي زمان في شارع تانيس بالازاريطة كل الشارع او معظمة بالتحديد كانو خواجات مش عرب ولا مصرين، الشارع مشهور وكل الناس فيه عارفه بعض
الاجانب اتوا لبلدنا اثناء و بعد الحرب العالمية الثانيه
بلدنا كانت مليانه خير يا ابني فوق ما تتخيل
تعرف ان امريكا طلبت المعونه منا لما كان عندهم ركود
والملك ماكدبش خبر وبعتلهم ملايين
الجنيه المصري كان اغلا من الجنيه الدهب يا جو
ياه لو حكتلك وتعرف الخير ال كان موجود

تعرف ياعمي يا اما اتمنيت اعيش في العصر دا كان المتعلم ليه هيبة ومكانه امي كانت بتحكيلي
ايوا يا يوسف الكان معاه دبلوم كان كانه معاه ليسانس مثلا وكان يضربلو سلام في منطقته
ارجع حلمي ظهره للوراء واخذ نفسا طويلا من الشيشه التي امامه
فهو من عشاق الشيشه لا يدخن غيرها
نظر اليه يوسف وتركه يتكلم بمفرده فها هو ينظر للبحر ويستجمع افكاره عن الماضي وعن تلك الحبيه التي يفصلها عنه البحر
المتوسط
وها هو ينظر وعينيه مليئه بالدموع وصوته يحمل كثيرا من الشجن.


-
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي