الحلقهالاولى

اشرقت الشمس بنورها الساطع على احد القرى بالصعيد المصري معلنه يوما جديدا ليس كباقي ايام السنه
فدخلت كل بيوت القريه
هذه القريه البسيطه التي يستيقظ اهلها كل يوم في الصباح الباكر لجلب رزقهم والسعي له بكل ما اعطاهم الله فيه من جهد
فالفلاح يذهب الى ارضه والمرأه تصنع الخبز وتطعم طيورها واولادها
هنا ف الصعيد تجد النفس الطيب من كرم اهلها وريح المسك والهواء النقي
تستطيع المشي بين الخضره والحشائش والحقول الخضراء وتشعر بصفاء زهني وراحه نفسيه تسعدك في الطبيعه الخلابه
كل ما وصفته الان عزيزي القارئ يعكس تماما الحال عند منزل منصور البرنس
ذلك الوغد الطاغي على اهل بلدته
المتمرد دائما
الظالم لأهلها
فهو يحب ان يأخذ، الإتاوات رغما عنهم ليس فقط الاتاوات بل اراضيهم ايضا
فهو دائما يحب الظلم
يعيش في عشر الظلم والاستبداد
يجعل الناس كلها عبيدا لهم
كي يشعر بالراحه والغناء من بينهم

ولكن اليوم هو ليس كذلك
هو اليوم يستعد لزواج ابنته من ادم القناوي صاحب المزارع والحقول
فهو تقريبا يمتلك نصف الصعيد عدا القريه الذي يعيش بها منصور البرنس

علت اصوات البنادق الناريه وهي تنطلق في سماء الصعيد  و تعلو اصوات الزغاريط   في كل مكان
حيث الزواج السعيد لبنت كبيرهم ايمان منصور البرنس
هذه الشابه التي ل تبلغ من العمر العشرين عاما
الكل فرحين بزواج بنت كبيرهم
لكنهم يشعرون بالضيق كلما تذكرو ان هذا العريس لا يعلمون  عنه الكثير بل كل مايعرفونه هو انه من الاثرياء

كانت العروس بداخل غرفتها ترتظي فستانا منفوشا وبجانبها الكثير من الفتيات الفرحات بزواجها

بينما العريس هو والاب يجلسان امام بعضهما البعض بإحدى الغرف
ينظران الى عيون كل منهما في غموض شديد
ادم ـ  يالا ياحمايا العزيز امضي هنا

منصور ـ امضي امضي على ايه يا ابني هو احنا لسه كتبنا الكتاب

المحامي ـ  دي اتفاقيه يامنصور بيه
لو بنتك طلبت الطلاق ف اي وقت
ملزمه تدفع 300 مليون جنيه

منصور ـ ايوا بس دا مبلغ يقطم الوسط ويهد الحيل
وبعدين بنتي مستحيل تخرج عن طوعي وتطلب الطلاق منك

ادم قال بس انت لو ممضتش على الاتفاق دا اعتبر مافيش جواز وتعمل حسابك ان مافيش ديون هتتدفع واحتمال تشرف ف السجن بكرا او بعده بالكتيير.

منصور قال لا لا خلاص انا موافق
موافق همضي اهو يا ابني

منصور مضى وايده بتترعش
ادم قال الف الف مبرووك ياحمايا العزيز

منصور قال انت طلعتلي منين بس
حسبي الله ونعم الوكيل

ادم قال ف نفسه بتحسبن عليا  هو انت جاي دلوقتي تعرف ربنا معرفتوش من زمان ليه
والله ف سماه يامنصور لادوقك المر كاسات بحق كل اللي شوفته منك لاوريك


دلفت الام الى ابنتها العروس المزينه
وقالت يالا يابنات اطلعو برا كلكم انا عاوزه اتكلم مع بنتي شويه

دلف كل من بالغرفه لكن العروس مازالت امام المرآه منشغله بزينتها
لكنها ابتعدت عن المرآه قليلا عندما وجدت امها تنظر اليها بإستغراب شديد  
الام ـ  ابوكي تحت بيكتب الكتاب يابنتي وشويه وهتبقى ف عصمه ادم بيه
ايمان ـ
انا مستغربه ازاي بابا يوافق على الجوازه دي ياماما دا انسان غامض جدا ومن ساعت ماجه البلد وهو عمال ياخد الاراضي من الناس ومحدش عارف ولا فاهم هو بيعمل كدا ليه
ياماما ارجوكي قولي لبابا اني مش عايزه الجوازه دي ارجوكي ياماما بلاش

الام قالت معلش يابنتي احنا مطرين للجوازه دي ابوكي ممكن يتسجن لو
مجوزكيش لأدم بيه

انعقد القرآن على خير والكل صار فرحا بالزواج ويهللون بكثره ولا يعلمون انه ماسيأتي سيجعل الكل
حزينا للغايه

دلف المدعو ادم  برفقه زوجته الى قصره الفخم
وقال لها بصوت رجولي احش

اتفضلي برجلك اليمين ياعروسه

دلفت الى المنزل بخطوات تخلو من الثقه ويعتصرها الخوف لكنها لم تبدي له ذلك بل استنشقت نفسا عميقا ودلفت الى الداخل بثقه

العريس قال 
من النهارده تنسي خالص بيت ابوكي والدلع اللي شوفتيه هناك وتركزي معايا ف اللي هقوله دلوقتي

نظرت اليه بخوف لما يقول وتسألت نفسها كثيرا لم يفعل ذلك زوجها المستقبلي

قال  انا مش ادم ومحدش ف البلد كلها يعرف انا مين

ايمان قالت ازاي يعني مش ادم اومال انت  مين وعايز مني ايه

ادم قالها عايز منك ايه هههههههه هو انتي لسه شوفتي مني حاجه يابنت جناب البيه
انا متجوزك بس علشان انتقم من ابوكي انا هخلي قلبه ديما موجوع عليكي بحق كل اللي عمله فيا

كانت الصدمه هي المسيطره عليخا في تلك اللحظه
ماذا يقول هذا الوغد بحق السماء
نظرت اليه بحده وعينيها الجريئتان تتسلط عليه بجرأه

ايمان قالت انت ناوي تعمل فيا ايه

اقترب منها ادم بخطوات ثابته وجرئيه منه
وحاوط خصرها النحيف بيده وجذبها اليه بجرأه حتى اصدمت بصدره العريض الصلب
وقال ايه ياحببتي مستعجله على العذاب اللي شوفيه مني

تلاحقت انفاسها بخوف من ذلك الاقتراب الذي لايبدي بالخير لها ابدا

ايمان بخوف ـ ابعد عني انا مستحيل اعيش معاك انت مريض نفسي سبني ف حالي ارجوك

زاد من ضغطه على خصرها وكاد ان يعتصرها بين يديه القويه
ثم ضحك بسخريه ليظهر غمازاته كالمعتاد
ادم ضحك ـ  هههههههه اطلقك
مش لما يكون ابوكي حيلته 300 مليون جنيه الاول ابقى اطلقك

ظلت تحاول النفور منه قدر المستطاع لكنها لا تستطيع فقوته تفوق قوتها بالكثيير

ايمان قالت انت بتقول ايه 300 مليون ايه اللي انت بتقول عليهم

ادم قالها 300 مليون دول اتفاقيه الجواز ياقمر اومال انتي فاكراني هتجوزك ببلاش كدا


ايمان قالت انت بتقول ايه انت هتساوم ابويه بالاتفاقيه دي

ادم ضحك وقال هههههههه انتي غلبانه اوي يا ايمان حببتي ابوكي كدا كدا تحت ضرسي وجوازي منك
خلاه يبقى تحت رجلي وكل دا لسه مشافش مني حاجه انا هخليه يبكي بدال الدموع دم

ثم تركها فوقعت على الاض كسيره ذليله وتتبعثر كرامتها كمل يتبعثر العقد اللولي بعد قطعه
ايمان قالت انت ليه بتعمل كدا في ايه بينك وبينا

نادى ام كامل الخادمه بصوت اجش يرعب كل من سمعه  وقال
ام كامل انتي ياوليه ياخرافانه

ـ ايوا ايوا ياسيدي ادم تحت امرم

ـ خدي العروسه جهزيها ولبسيها زين
اصل النهارده دخلتنا


ايمان ف داخلها  قالت دخلت عليك عقربه يابعيد

ادم بصلها وقال بتبرطمي تقولي ايه

ـ لا ولا حاجه دا انا بكح

ـ طب يالا روح مع ام كامل وغيري الفستان دا

نظرت ايمان  لام كامل وقالت لها
انتي ام كامل
ربنا يكملك بعقلك ياغاليه لا الحكايه شكلها هتطول بينا نطلع فوق علشان العريس شكله على نياته

وها هي ايمان بطلت قصتنا بمرحها وخفه دمها فهي دائما تتميز بالمرح
حتى في اصعب المواقف وشدتها
تنظر الى الحياه بشكل بسيط لا تحب التعقيدات ابدا
والان سوف اتحدث قليلا عن بكلت قصتنا
هي فتاه تبلغ من العمر 20 عاما
تتميز بالاناقه والرقه منذ صغرها ولم لا فإنها ابنه كبير القريه منصور البرنس
بشىرتها بيضاء وشعرها اسود وطويل
تتميز بالغمازات التي تزيدها جمالا فوق جمالها ان ابتسمت وعيونها بنيه
قصيره نوعا ما

_____________________
في مكان اخر داخل القصر
تجلس سيده متكأه ظهرها على السرير مستنده بوساده صغيره تنظر الى ادم بحده وتتحدث اليه قائله

عفالم عليك يا ادم ياولدي مايجبها الا رجالها

ادم ـ  ايوا يامه بس ايمان مالهاش ذنب ف اي حاجه
ايمان طول عمرها غلبانه متستاهلش اللي عاوزه تعمليه فيها دا

قامت فتون من مكانها وقالت
جرا ايه يا ادم نسيت اللي عملو فيك منصور البرنس ولا ايه
ولا تكون نسيت اللي عمله ف اختك وحرمها منك
ومتنساش بردو انه كان بيستغلك وكان ممكن ف يوم من الايام يحبسك ف مقبره من المقابر اللي كان بيفتحها

وضع ادم يده على اذنه لكي لايسمح نفس الحديث الذي سقم منه، كل يوم وكل ليله تقوله له هذا الكلام
الى ان طفح بيه الكيل 
فنظر اليها بقلب مكسور ـ  ماكفايه بقى انتي ايه ياشيخه كفايه حرام عليكي

ـ  لازم افكرك وابقى ف حياتك زي المنبه علشان متنساش نفسك وترجع لاصلك انت مش العيل الصغير بتاع زمان يانوح
انت دلوقتي ادم صالح القناوي الي بيتهزله ميت شنب ويتهزله اعلى كتاف

نوح  ـ طب وايه المطلوب مني دلوقتي

صمتت قليلا ثم بلغته بقرارها القاسي الذي لا يعرف الرحمه ابدا
ثم اردفت بصوت خافض مميت
ـ  تدبحها

احمرت عيون ادم ونظر لأمه في صدمه شديده كيف يكون لها ان تمتلك مثل هذا القلب الذي لا يعرف الرحمه
ـ قولتي ايه؟

ـ سمعت وصوتي دب جوا طبلت ودنك ووقف نبضات قلبك

ـ كيف كيف يعني عاوزاني اجتلها هي فروجه

ـ تجتلها كيف ما ابوها جتل حور  اختك يانوح ولا اوعى تكون نسيتها ووجه الجمر اللي اتجوزتها نستك وجه اختك الحزين

ـ لا منسيتش يامه وهاخد بطاري

ـ الليله الليله يا نوح اجتلها وعرف منصور البرنس انك هتاخد حقك منه تالت ومتلت ودي بس هتكون  البدايه

خرج من غرفتها ودلف الى غرفه حبيبته ايمان تلك العروس الجميله التي  تزوجها منذ ساعات
بسؤال يخترق عقله كيف سأقتلها هكذا بدون رحمه او شفقه
كيف لي ان امتلك الجبروت والقسوه التي تحبرني على قتل عروس بيوم زفافها
فتاه وثقت بي وتزوجتني ولا تعلم مابداخلي من نوايا شريره لها
اقترب منها فجأة مما جعلها تنتفض للخلف محاولة الابتعاد عنه لكنه لف ذراعه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند جسدها على جسده القوي ويمرر اصبعه برفق علي شفتيها   مصدرا بصوت اجش ممتلئ بالرغبة وعينيه مسلطة فوق شفتيها
ـ ايه مالك خايفه ومرعوبه كدا ولا كأنك شوفتي عفريت

همست بصوت ثقيل و مرتعش و ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك
ـ انت انت عايز ايه ا ابعد عني يا ادم

ظل ينظر اليها عدة لحطات بصمت و اصبعه  لايزال يمر فوق شفتيها زافراً بعمق قبل يتركها ويتجه نحو طاولة الزينة متناول
اًً احمر الشفاه الخاص بها

ثم عاد اليها مرة اخري مغمغماً بصوت غير متزن بعض الشئ
استني عايز احطلك روج انتي مش مراتي وليا حق اعمل معاكي كل اللي انا عاوزه ولا ايه

ـ مالك يا ادم انت اتجننت
ـ مش عيب تقولي كدا لأدم القناوي
سيدك وسيد ابوكي وعيلتك كلها

ثم اخذ يضع منه علي شفتيها المرتجفة بينما كانت هي حابسة انفاسها مثبتة نظرها علي كتفه وفور ان انتهي تفحصه بعينيه ليجده ان اللون الاحمر القاني يليق عليها بشكل كبير شعر برغبه قويه بداخله
كان يتمنى في هذه اللحظه ان يلتهم شفتيها وينقض عليها كالأسد على فريسته   ولكنه ابتعد عنها قليلا
عندما وجدها مازالت ترتدي فستان زفافها كما هو ولم تغيره بعد

غدا سنكمل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي