احببت مريض نفسي

ملاك الرحمه`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-11ضع على الرف
  • 23.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول..

في غرفتها الهادئة، أستلقت على فراشها، نائمه من كثرة ما تعانيه في المنزل من أعمال ثقيلة، وكأنها تجاهد في حرب ليس لها نهايه، نائمه وكأنها متوفاة لا صوت لها، إلا أن هذا الهدوء كأنه كان هدوء ما قبل العاصفة التي ضربت بكيانها بعد تلك الضربات واللطمات التي اتتها من زوجة ابيها...

وقالت: قومي يا وش النحس انتي هتفضلي نايمه لحد امتا في شغلك كتير عايز يتعمل

اتكلمت بالعافية وقولت: حاضر يا مرات ابويا بس براحه كفايه ضرب فيا جسمي باظ خلاص حرام عليكي ارحميني شوية

رديت عليا بزعيق وهي بتضرب اكتر وبتقول: انتي كمان بتردي عليا ما انتي محدش عرف يربيكي بس انا هعيد تربيتك من جديد اصبري عليا

اصبحت اتألم بشدة من كثرة ما يحدث لي من اهانة وضرب مبرح وهي لا ترحم كأنها الة لا تتعب نهائياً وبعد ما اشبعت غرورها قالت: قومي يلا صحي اختك علي المدرسة بتاعتها وحضري الفطار عشان تشوفي شغل البيت خلينا نخلص

وبعد ان انتهت من حديثها خرجت من الغرفة وحاولت ان اتمالك نفسي وان اللملم ما تبقي مني وذهبت للاستحمام عسي المياه الدافئة تخفف القليل من الالم الجسدي الذي اشعر بيه فاصبحت ايقن ان لا شئ سوف يخفف الجروح النفسية التي اصبحت واقع اتعايش معه حته اصبحت اتأقلم عليه واصبح صديق لي وحينا انتهيت ذهبته لايقاظ اختي الصغري

وقولتلها بألم شديد من كثرة ما يحدث لي: قومي يا بسمة يلا عشان المدرسة هتتاخري يا حبيبتي مفيش وقت قومي لحد ما احضر ليكي الفطار يلا

رديت بعصبيه وقالت: مش راحه في حته خلاص ما انا اصطبحت بوشك ابعدي عني بقي انا عايزه انام واياكي تدخلي هنا تاني انتي فاهمه

حته اختي لما ارحم منها ومن ردودها اللي بتوجع قلبي لم اعلم لماذا تكرهني بهذا الشكل فأنا احبها حته لو لم تكن اختي من امي ولكنها لي النهاية اختي التي لا املك غيرها ، ذهبت لاحضر الفطار وبعد ان انتهيت ذهبت لاحضار ابي من اجل الفطور واستقبلني بنفس الاستقبال الخاص بكل اليوم والذي اعتدت عليه...


قالي بقرف: امشي من وشي وانتي شبه امك كدا كانت بومه ووشها يقطع الخميرة من البيت

رديت بحزن وقولت: انت ليه بتقولي كدا يا بابا انا عملتلك اي حرام عليك دا انا بنتك الكبيرة المفروض تراعي ربنا فيا دا انا يتيمه مش كفايه اتحرمت من امي وجبتلي مرات اب

دخلت مرات ابويا وقالت: شايف البت وقلة ادبها يا محمود عشان تصدقني لما اقولك انها بترد عليا ومش بتعملي احترام اديك شوفت بعينيك

رد ابويا بزعيق وهو بيضربني وقال: انتي خلاص واخده طبع امك وطولت لسانها وبدام هتعيشي هنا يبقي تحترمي ست البيت دا او هرميكي في الشارع يا ساجده انتي فاهمه ولا لا

وقعت في الارض من كثرة الالم ولما ادري لماذا يحدث كل هذا هل العيب فيا انا ولا انا كما قالت لي امي قبل وفاتها ان حظي قليل في هذه الدنيا وهذا حقيقي فانا لما انل سوي الوجع والعذاب ومن اقرب الناس إلي حتي اصبحت افكر بأن انهي حياتي كي اتخلص من هذا الألم......

في مكان تاني تحديدا في بيت ادهم الدمنهوري كان ادهم يستيقظ من نومه ويذهب إلي الحمام الخاص بيه فقط وبعد ان انتهاء من الاستحمام خرج ولبس اشيك بدلة ونزل تحت بكل هيبة ووقار.....

واول ما ولده شافه قال: يا صباح الفل يا حبيبي ابوك النهارده في اجتماع مهم بخصوص الصفقة الجديده

رد ادهم بتكبر وقال: ايوة عارف يا دمنهوري بيه متقلقش انا عارف بعمل اي كويس ارتاح انت ومتشغلش بالك بحاجه

اتكلم الدمنهوري بحزن وقال: انت مش ملاحظ انك بتكلم ابوك ولا اي يا ادهم ما تحترمني شوية انا معملتش فيك حاجه وحشه يا ابني

رد ادهم بغضب وقال: كل واحد عارف بيعمل اي كويس ياريت متتكلمش في الموضوع دا تاتي انا هقوم امشي والخدم هنا تحت امرك

خرج ادهم وهو الغضب مسيطر عليه بشدة واول ما ركب العربية الخاصة بيه امر السواق بأن يذهر إلي الشركة الخاصة بيه ولكنه في الطريق كانت ساجدة ذهبت إلي السواق كي تجلب ما يحتاجه البيت كالعادة كل يوم ولكنها كان يظهر عليها التعب والنحافة من قلة الاكل وكثرة العذاب والضرب الذي تتعرض عليه...

ولكنها فجاه شعرت بانها لا تقدر ان تقف علي رجليها واصبحت تشعر بالدوار وقبل ان تقع علي الارض ظهرت عربية ادهم التي وقفت قدامها ولمستها مجرد لمس اذ بها تقع علي الارض وتتألم من اثر الواقع...

نزل السواق بسرعه وقال: انا اسف يا بنتي مخدتش بالي منك انتي كويسه تحبي نروح المستشفي نطمن

رديت وقولت: مش تفتح افرض كنت روحت فيها دلوقتي انت اي مش بتشوف.... ولسه هيرد عليا نزل ادهم من العربيه وقرب مني وهو بيبص بقرف وبيقول: اخلصي يا بت انتي تاخدي كام وتلمي الليلة دي

اتصدمت من كلامه وقولت: انت اتجننت ولا اي فاكر نفسك مين عشان ارمي نفسي قدام عربيتك يعني اي مستغنية عن عمري انا

بصلي من فوق وتحت وقالي: لما لما ترمي نفسك قدام عربية ادهم الدمنهوري تبقي واحده زبالة ورخيصه بتجري بروحك عشان شوية فلوس اخلصي وقوليلي عايزة كام

محستش بنفسي غير وانا بضربه بالقلم وبقوله: انت واحد زبالة وحقير احمد ربنا انها جت علي قد كدا وفلوسك دي بكره تذول من وشك

واول ما شعرت بما فعلتها اذ بها تسرع بالركض من امامه وهي الخوف يلازمها مما يمكن ان يفعله بها هذا المغرور المتكبر وهي مش مستوعبة ازاي قدرت ان تفعل هذا ولماذا لا يوجد عندها هذه الجراءة كي تفعل نفس الشئ مع مرات ابيها...

ركب ادهم العربية وهو متعصب اوي واتحرك علي الشركة اول ما دخل الكل وقف احترام وهو داخل بكل هيبة وجبروت بين نظرات الاعجاب والحقد دخل علي مكتبه وبعد شوية دخل فارس صديق عمره...

اول ما شاف ادهم متعصب كدا قال: في اي يا ابني مالك علي الصبح اتخنقت مع ابوك تاني ولا اي يا ادهم

رد ادهم بعصبية وزعيق وهو بيقول: بقي انت حته بت زي دي تمد ايدها عليا وفي نص الشارع ان معرفتها مقامها مبقاش انا ادهم

فارس حاول يستوعب الكلام وقال بصدمه: نعم مين دي اللي ضربتك ينهار ابيض بجد مش مصدق يعني ادهم اللي البنات هتموت عليه تيجي واحده تضربه بالقلم

ادهم بصله بشر وقاله: بقولك اي انا مش ناقص انا البت دي عايز كل المعلومات عنها باسرع وقت ممكن لازم ادفعها التمن غالي وغالي اوي كمان انت فاهم ولا لا يافارس

فارس رد وقاله: ما براحه يا ادهم اعملها ازاي دي وانا معرفش البت اصلا ولا عمري شوفتها اي هروح اسال الناس عن البنت اللي ضربتك

ادهم راح مطلع السلسلة اللي وقعت من رقبتي وفيها صورتي انا وامي وقاله: خد دي بيها هتقدر تعرف مين هي البنت دي واكيد هتيجي بكره تدور علي سلسلتها ومن هنا لبكره عايز كل المعلومات عنها الصغيرة والكبيرة

رد وقال: حاضر يا ادهم ممكن نجهز بقي للاجتماع عشان مينفعش الصفقة دي تضيع مننا انت عارف مكسبها عامل ازاي

ادهم وفارس بداءؤ يجهزوا للاجتماع... في بيت الدمنهوري كان قاعد وبعد شوية دخل صديقه حسن وقعد معه وقاله: مالك يا باشا في اي شايل الهم كدا ليه

رد وقاله: ادهم تعبني اوي يا حسن مش عارف اعمل اي معه بجد انا لازم الاقي حل في اسرع وقت انا ممكن اموت في اي لحظه

حسن بصله بحزن وقال: بعد الشر عليك يا صحبي بس هنعمل اي انت عارف الوضع عامل ازاي بس انا لاقيت حل بس هو صعب اوي

رد عليه بسرعه وقاله: الحقني بيه بسرعه يا حسن حته لو صعب انا هعمل اي حاجه عشان اعمله اهم حاجه عندي ادهم وبس

قاله: الحل ان ادهم لازم يتجوز هي دي الحاجه الوحيدة اللي هتظبط حالته ويمكن كل حاجه تتحسن بعدها بس هتقنع ادهم ازاي دا مستحيل يوافق خالص

رد الدمنهوري وقال: دي حقيقه بس انا هحاول اتصرف وانت برضو اتكلم معه يمكن يسمع منك انت عارف انه مش بيسمعلي خالص

قاله: حاضر ربنا ييسر انا هعمل اللي عليا وربنا يستر بس بجد يارب يوافق لان هو دا العلاج الوحيد اللي بقيت شايفه لادهم

رجعت البيت وانا مرعوبة اول ما مرات ابويا شافتني زعقت وقالت: كل دا كنتي فين يا بوظ الغراب انت ما انتي مش لاقية اللي يلمك مقضيها لف هنا وهنا

رديت وقولت: لف اي بس يا مرات ابويا انا كنت بجيب الحاجات اللي طلبتيها مني قولتلك مش عجبك خروجي روحي جبيها انتي اعملك اي تاني

زعقت وقالت: بطلي طولت لسانك ويلا نضفي البيت كويس واتنيلي البسي عشان في عريس جاي يشوفك النهارده اهو نخلص منك بقي

بصتلها باستغراب وقولت: عريس اي دا يا مرات ابويا انا لسه صغيرة ومش بفكر في الكلام دا دلوقتي خالص انا مش عايزة اتجوز

قامت جابتني من شعري وقالت: بقولك اي يا بت انتي العريس دا لو موافقتيش عليه استحملي اللي هيحصلك احنا خلاص مبقناش قدرين علي مصاريفك لما نشوف هيدفع فيكي كام

بقيت بعيط وانا بين ايدها وبقول: هو انتي عايزة تبيعيني بالفلوس حرام عليكي اعتبريني زي بنتك بسمة ليه بتكرهيني اوي كدا

زقتني وراحت قايله: عشان انتي مش بنتي ومستحيل تكوني زي بنتي هو انتي هتجبيني لامك الزبالة كويس ان ربنا خدها وخلصنا منها من الاخر قدامك ساعتين وتكوني خلصتي وجهزتي للعريس تمام

قررت اوافق لما يعد لدي خيار اخر اينعم اشعر بالخوف من الذي سوف يحدث ولكني لا امتلك خيار اخر وانا بدعي من داخلي ان يصبح احسن واهون مما انا عايشه فيه اينعم ممكن ان يكون اسواء ولكنه في النهاية غريبة وليس ابي او اختي كي اشعر بكمية الوجع التي اشعر بيها اسرعت بتنضيف البيت وبعد ان انتهيت ذهبت للاستحمام واخرجت الفستان الخاص بأمي الله يرحمها ولبسته وانا ارها بيه وامسكت المصحف الخاص بي واصبحت اقراء كي اهداء واطمن....


بعد ان انتهاء ادهم من الصفقة التي نجح في ان يكسبها بكل براعة وسهولة دخلت عليه زينب وهي تعتبر اهم عميلة في الشركة وهي ايضاً خطيبت فارس صديق ادهم....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي