الفصل الثالث...

لقد شعرت انه انسان اخر واصبحت اشعر بالخوف منه اكثر مما قبل فجاة اقتراب مني دون سابق انذار وقام بسحبي إلي السرير وانا غير مستوعبة ما يحدث وكيف تحول بهذا الشكل اهناك سر لا اعلمه ام هناك اسرار كثيرة وإذ به يقترب مني اكثر واكثر وشعور الخوف يزيد ويسيطر عليا حاولت ان اتحدث كي افهم ما يحدث...

قولتله بتوتر وكسوف: بس يا ادهم حرام عليك احنا متفقناش علي كدا ابعد عني ابوس ايدك

ادهم رد وقالي: في اي بس يا قمر هو في اتفاق في الكلام دا برضو دا انتي مراتي ودا حقي الطبيعي ولا انتي اصلا مدام ولا اي حكايتك بقي

مره واحده زقيته وضربته بالقلم وانا بقوله: انت واحد حقير وزبالة اياك تفكر تقرب مني تاني انت فاهم ولا لا

فجاة قام بالتحول مره اخر وبداء ان ينظر لي بشر واذ به يبتعد ويقوم بتكسير كل شئ يراه امامه في الغرفة ولا ادري السبب واقتراب مني وانا لا اعلم كيف اساعده فاصبحت يده تنزف بشدة من كثرة التكسير وقبل ان انطق بكلمة واحد إذ به يقع علي الارض ويفقد الوعي نهائياً حاولت ان اقترب منه ولكني كنت اشعر بالرعب من فكرة ان يستيقظ ويعيد التكسير وانال انا كمان حصتي من هذا الخراب ولكني لم استطع ان امنع نفسي واقتراب ببطئ واذي بي انظف الجرح الذي بيده واغطاءه ثم اذهب للسرير وابكي عما وصلت إليه حتي غلبني النوم...

صحيت تاني يوم وادهم بيصحيني وبيقول: ساجده قومي اي اللي حصل في الاوضة هنا ومالك منكمشه في نفسك كدا ليه دا انا معملتش حاجه لسه يا روحي

رجعت اعيط واقوله: انت مستحيل تكون طبيعي انت كنت هتموتني امبارح معرفش اي اللي حصلك مكنش قلم اللي يخليك تعمل فيا كدا

قام زي ما يكون افتكر حاجه وقال بغرور: مهما كان اللي حصل امبارح ان شاء الله مش هيتكرر تاني واعملي حسابك انك تقفلي علي نفسك الاوضة بليل كويس اوي ومهما خبط اوعي تفتحي انتي فاهمه

استغربت وقولتله: اشمعنا يعني هي اي الحكاية بالظبط انا دلوقتي بقيت مراتك ومن حقي اعرف كل حاجه عشان اعرف اعيش معاك

زعق وقال: انا اللي عندي قولته هدخل اخد دش وانزلي قولي لاي حد يطلع ينضف الكركبة دي وقوليلهم يحضروا القهوة بتاعتي

نزلت من غير ما ارد عليه وعملت اللي قاله لاقيت الدمنهوري بيقولي: تعالي يا بنتي عشان تفطري انتي نمتي امبارح من غير اكل اقعدي يلا كولي معايا اهو تفتحي نفسي

ابتسمت وقعدت وانا بقوله: شكرا لحضرتك اوي واسفه ملحقتش اتعرف عليك امبارح انا ابقي ساجده من عيلة فقيرة وابنك اتجوزني بالفلوس متبصليش كدا انا متصالحة مع نفسي جدا

لاقيته ابتسم وقالي: هو عمل كدا عشان عارف ان محدش هيوافق بيه وكان لازم يكسر عينيك عشان متسبيهوش بعد الجواز اكيد شوفتي اللي حصل بليل صح

استغربت وقولتله: حضرتك عرفت ازاي ادهم فعلا بليل اتحول وبقي شخص تاني واحد سافل غير الهيبة اللي بشوفها الصبح دي هي اي الحكاية يا عمي

رد بحزن وقالي: اولا تقدري تقوليلي يا بابا ثانيا ادهم تعبان يا بنتي عنده انفصال في الشخصية الصبح بيكون الشخص القاسي المتعجرف دا وبليل بيكون السافل اللي شوفتيه دا

اتصدمت وقولتله: انت بتقول اي دا كدا غش عايز تفهمني اني اتجوزت اتنين في شخص واحد ازاي يعني الجواز دا باطل لاني معرفش

رد وقالي: اهدي يا بنتي بس ادهم ممكن يتعالج بس هو محتاج حد يكون معاه ويساعده وبدام هو اختارك واتجوزك يبقي محدش غيرك هيقدر يساعدني ويرجعلي ابني من تاني

شعرت بكمية المعاناة التي يعاني منها هذا الادهم ولكني لا اقدر ان اتحمل هذه المسؤالية فأنا اجبن من هذا بكثير لما اجد الكلمات المناسبة اكي ارد علي هذا الاب المتأمل فيا ولكني التزمت الصمت حين رأيته ينزل من علي اعلي السلم وصوته يملئ المكان بصريخ لا ينتهي.....

وبيقولي: انتي مين سمحلك تقعدي تفطر يا بت انتي اوعي تفكري تنسي نفسك انتي مجرد خدامه هنا فاهمه ولا لا يا سعدية الزفت

جت رئيسة الخدم وقالتله: اؤامرني يا ادهم بيه اي طلبات حضرتك... بصلي بشر وقال: انا عايز البيت دا كله يتنفض من اوله لاخره والحلوة اللي قاعده دي هي اللي تنضفه لوحدها اوعي تخلي حد يساعده فاهمه ولا لا يا سعدية

بصتله بصدمه وقولت: انت بتقول اي يا ادهم ازاي يعني هعمل البيت دا كله لوحدي حرام عليك بجد هو انا اخلص من اهلي تطلعلي انت

ضحك بشر وقال: دا انا عملك الاسود اهلك دوال ميجوش حاجه جانبي يا قطة ايامك اللي جاية كلها هتبقي عذاب.... انا قولت اللي عندي يا سعدية وجربي تخالفي كلامي انا خارج

ذهب إلي العمل الخاص بيه وتركني انفذ ما امر به انا لست مصدومه لان هذا شئ عادي بالنسية لي انا متعودة علي كل هذه الوقاخة والتعب تحركت كي انفذ اللي قاله وامري لله وحده.....

فارس كان تحت البيت ومستني زينب تنزل واول ما شافها قال: كل دا يا زينب حرام عليكي انا بقالي ساعه قاعد مستنيكي هنا والجو حر اوي

زينب رديت بقرف وقالت: وفي اي يعني اما تستني دا انا زينب اللي الكل يتمني نظرة مني ولازم اهتم بشكلي ولبسي

رد فارس وقالها: بس انتي حلوة في عينيك اياً كان شكلك يا حبيبتي ملهوش لازمه كل التعب دا وفري فلوسك يا ماما

ضحكت وقالت: ومين قالك اني بعمل كدا عشانك انا بعمله عشان نفسي وعشان شكلي قدام الناس يلا بقي اتفضل امشي

ما اسؤاء ان تكون تعشق شخص ولا تشعر بحبه علي الاقل فهذا شعور يقتل من الداخل الالف المرات ولكن ليس للقلب حكم وهذا ما يعلني منه فارس فهو تعب من تصرفاته خطيبته وغرورها وتكبرها ولكنه لا يقدر علي الاستغناء عنها نهائياً لم يجد سوي الصمت والتحرك وهو يدعي بداخله ان يهديها له ولحياتهم سوياً....

اما فوق عند اهل زينب كانت قاعده فاطمه امها وبتقول: يعني يا جابر يرضيك اللي بنتك بتعمله دا بدل ما توقع ادهم تروح تتخطب لموظف عنده

رد جابر وقالها: دا احسن حاجه عملتها عشان اقدر اتصرف مع ادهم براحتي وميلويش دراعي ببنتي يا حلوة المهم دلوقتي هنعمل اي في اللي جاي

رديت فاطمه وقالت: انا معاك في اي حاجه بس ادهم مش سهل ولو شم خبر مش هيسيبك في حالك لو اي حصل وهنخسر كل فلوسنا

ضحك وقال: طول ما ادهم بيكره الدمنهوري احنا في امان وهنعرف نلعب براحتنا انا لسه عندي كروت ملعبتش بيها اقل كارت فيهم يجيب شلل

استغربت فاطمه وقالت: انت مش سهل وربنا بس اوع بنتنا تتاخد في الرجلين وبلاش تكشف نفسك خلي اللعب في المستخبي

رد وقالها: متقلقيش انا عارف بعمل اي وقريب هلعب بكارت هيعجبك اوي بس انتي اقعدي واتفرجي يا حبيبتي

في بيت زياد دخلت امه وقالت: وبعدين معاك يا ابني هتفضل حابس نفسك لحد امتا يعني خلاص راحت في الداهيه اللي تاخدها الحمدالله انك خلصت منها

ضحك وقال: بس يا ماما انتي مش فاهمه حاجه انا كل دا من تخطيطي انا وبس فكرك ابنك اهبل عشان ياخد واحدة زي دي انا بقالي شهور بخطط الحوار دا واخيرا تم

استغربت امه وقالت: انا مش فاهمه حاجه يا ابني والله العظيم اقعد كدا وفهمني اي اللي حصل بالظبط وليه كل اللعبة دي

رد وقالها: كل الحكاية اني عايز ارد حقك يا ماما وعشان عارف حالة ادهم كويس قررت اخليه يتجوز ساجده بعد ما علقتها بيا

امه اتبسطت اوي وقالت: ايوة انت كدا ابني حبيبي بس خالي بالك لاحسن ساجده تعمل فيها شريفه ومتقبلش تسمع كلامك

ضحك وقالها: لا من الناحية دي اطمني انا عارف هتصرف ازاي معاها بس انتي ادعيلي وانا وعزة جلالة الله مش ههداء غير لما اجبلك حقك لحد عندك من الدمنهوري وابنه

لقد انهكني التنضيف ولكني لست حمل ضربات مثلما كان يحدث لي ولهذا لما اتوقف حته انتهي احضرت السلم كي استخدمه في تنضيف النجفة فأنا لست بهذا الطول اعترف انني قصيرة للغاية ولكني احب نفسي هكذا وما ان احضرت السلم واستخدمته إذ بي اشعر بالدوار وتقوم رجلي بالتزحلق وما الا ثواني وكنت ساصبح مكسورة علي الارض ولكني لا اعلم كيف اصبحت في احضان ذالك المغرور المتكبر الذي لا يشعر بشئ ولا يوجد لديه قلب....

شعرت بالصدمة من اقترابي له بهذا الشكل المبالغ فيه ولكن جذبني عيونه التي تشع بالامان والالم في نفس الوقت فكانت عينيه ملئية بالاسرار والكلمات التي لما اقدر ان اترجمها او افهمها وشعرت بالاطمانينة بداخل احضن ذاك الوحش الكاسر هذا الامان والاطمانينة الذين عمري ما شعرت بهم في حضن ابي لا ادري كيف ولكن برغم قسوته إلا انه دافئ كثير من الداخل اصبحت اشعر ان لا خطورة من الاقتراب منه ولكنه يحتاج الشجاعة وتمثيل القوة وقررت من داخلي اني لن اتركه حته يتعافي كلياً وانني سوف اغيره للافضل مهما كلفني الامر سوف اجعله يعشق الحياة رغم انني لا ادري ما هي الحياة بالفعل ولكني سوف احاول قطع شرودي وتفكيري صوته الذي مازال يجلب الخوف إلي قلبي ....

وهو بيقولي: انا عارف اني حلو ومتقاومش بس انتي مش زؤقي خالص وصعب ابصلك يا حلوة فبلاش حركاتك دي

نزلت من حضنه وانا مكسوفة وقولتله: اي اللي بتقوله دا انا رجلي اتزحلقت وكمان مين دا اللي حلو وميتقاومش انت زي اي راجل عادي يعني ومش زؤقي خالص

فجاه رجع يقترب مني مثلما فعل بالامس وشعور الخوف عاد إلي من جديد ولم ادري ماذا افعل وهو يحاوطني من جميع الاتجاهات ولا مجال للهرب من نظراته وانفاسه التي اصبحت لا تفارقني واصبح يتحدث بنبرة هادية للغاية...

وقالي: اي مالك بتترعشي كدا ليه مش كنتي عاملة فيها المفتش كرومبو من دقيقه

رديت وقولتله بخوف: هو انت اتحولت تاني ولا اي حكايتك يا راجل انت بس احنا لسه مبقناش بليل انت اكيد بتستهبل

ضحك وقال: شطورة احفظي بقي بس دا ميمنعش اني ممكن اكون قليل الادب في اي وقت بس انا بكرهك وبكرهه كل الستات وعشان كدا مستحيل ابصلك كلكوا خاينين وزبالة بتجروا وراء الفلوس وزي ما ابوكي باعم بالفلوس بكره انتي كمان تبيعي نفسك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي