الثانيه عشر

كأن عمر يصعد سلالم الدرج و يمر أمامه غرفه فرح ليسمع صوت تاؤه يصدر من الغرفه ليقف متردد بأنه يدلف للداخل ويراه ماذا هناك ،ظل متردد حتي حسم الأمر ودخل بهدوء ليتفاجا بها وجهها شاحب اللون و يتساقط قطرات العرق منها و تهمهه بكلمات غير مفهومه ليتقدم منها سريعًا إليها ليجس جبهتها ليعشر بحرارتها عاليه ليقي نظره بجانبها بأنه يوسف نائم و يتحرك بانزعاج آثار صوتها المنخفض ليحمله بتلقائية و يذهب به إلي غرفته و يرجع إليها مره ثانيه.

أدار صنبور المياة البارد حتي يملي طبق بي بعض المياه وأخذ قطعه قماش صغيره و ذهب إلي غرفه فرح ،ليغمس قطعه قماش في المياه بأكملها و يضعها علي جبهتها و استمر هكذا لفترة حتي تنخفض الحرارة من جسدها

ليحدق بملامحه وجهها الذي أشتاق له بشده و يسرح قبل الطلاق كيف كأن كل ليل نهار يستيقظ قبلها حتي يتمتع بنظر لوجهها بعشق ألمه قلبه لرؤيه ملامحها حزينه هكذا ،يريد أن يعلم وبشدة ما أوصلها لتك الحاله و ما تخفي

ليرتجف جسدها بشده من البرد رغم حرارة جسدها المشتعله ليثرثر عليها الغطاء بأحكام حتي تدفي لكن يظل جسدها يرتعش ،ليفكر في شئ متردد أن يفعله لكن ليقترب منها و يفعله ، ليلف يديه حول خصرها وضمها إلي صدره بقوه بعد أن صعد بجانبها و يلامس يديه علي جسدها حتي تدفي

أغمضت عينيهــا بضعف وهي تردد بصوت منخفض : عـ عمر اا متسبنيش أنا خايفه

أرجع خُصلة خلف أذنهــا وهو يهمس بصوتٍ دافئ: هششش أنا هنأ ومش هسيبك

تملمت بحضنه وهي دون وعي منها تشبتت بحضنه براحه ولم ترد

فقد سحبهــا نحوه بذراعــه أكثر وهي أستسلمت لذراعيــه ولم تشعر بشيء من حولها

قَبّل جبينهـا قُبلة عميقـة وهو يهمس بخفوت: بس يآريت إنتي اللي متسبنيش تاني قلبي مابقاش متسحمل بعده تأني

ليمر بعد الوقت هكذا ليشعر بانتظام انفاسها علي صدره وضعها براحه علي الفراش ونام بجانبها قربها منه حتي تتوسط أحضانه ليشم رائحه الياسمين من شعرها بشغف وإبتسامة صغيرة مُرتسمة على ثغره، أغمض عيناه بتعب وبعد ذهب في سباق عميق

**
في قسم الشرطة

كأنت تجلس زهره بمكتب حازم وهي يتحدث لها عند بعض الأمور الخاصة بي عمله ،وكانت هي تجلس قصاد و تضع يديها علي و خدها وتحدق بيه بهيام وهي تنظر إلي عينيه الزرقاء التي وقعت لها أسير ،لا تعرف متي و أين وقعت في عشق ليرفع هو عيناه بغير قصد ليحدق هو أيضاً بعيونها الفيروزي الجميله و لم ينتبهان لذلك ليمر بضع ثواني وهم هكذا ينظر إليها بصمت كم جميله و جذابه لم يلاحظ رغم عدد المرات التي اتات إليه اكثر من مره ، ليزداد ضربات قلبه من قربها ليحمحم و يبتعد بتوتر قائلاً : أنا بقول كفايه كده النهارده نبقي نكمل بكره

هزت رأسها بالإيجابية دون أن تتحدث قائلاً هو بهدوء : مروحه ولا لسه هتروحي الجامعه

رفعت عينيهــا تحدق بداخل عينيــهِ الزرقاوتين وقالت : لأ هروح البيت علي طول

حمحم حازم من نظراتها هتف : طب تعالي أوصلك في سكتي

همس لهـا بخفوت رغم أبتسمتها: لا ما فيش داعي

تنهد تنهيدة حــارة وهو يقول بشرود: لا استني هاروحك انا مروحه انا كمان ،باقول لك إيه هو عمر برضه لسه مرجعيش

رديت عليه بياس : لا برضه ميرجعيش بس بيتصل يطمني علينا كل يوم

هز رأسه بتفهم وقبل أن يجب عليها اتفتح باب المكتب بقوه لتدخل كارمن يغضب وهي تنظر إلي زهره بغيره : ازيك يا حازم

جز علي أسنانه بعصبية وهتف : في حد يدخل كده

هز كتفها ببرود و قالت باستفزاز : أعمل إيه أصلي ملقتش حد بره و بعدين هو أنا حد غريب يا حبيبي ده أنا مراتك

أرتجفت شفتاهــا بعنف قائلة بصدمـة: إيــه مــراته

نظرت إليه زهره منتظر منه أن ينفي هذا الحديث لكن لم ينفي أو يكذبها

تنهد حازم من الضجر وهو يقول بحدة: زهره معلش استنيني بره شويه و هخلص و هاجي أوصلك

أرتسمت كارمن على تعبيراتهــا علامات خبث، وانتصار ،وهي تنظر إلي زهره وهي ترحل بسرعه للخارج

**
في اليوم التالي، فتحت فرح عينيهـا بتثاقل وهي تتململ بجسدهــا بصعوبه وأغلقتها مره ثانيه بخمول لتحس بأحد محوطها من و يديها لتفتح عينيها بسرعه وخوف ،وهي تنظر بجانبهــا بحذر أن يكن عاصم فوجدتــه عمر محاوط خصرهـــا و حضـــنها بقوه ،ريمشت بعينيها بصـــدمـــه تحاول أن تستوعب لماذا هو هنأ نام بجانبها بهذا الشكل

لتنظر إليه وقد زادت ضربات قلبهــا، وقد شعرت بـ حرارة في من قربه لها بهذا الشكل لترفع يديهــا دون وعي تريد أن تلامس وجهه لتغمض عينها بعنف و تنهض بسرعه ليستيقظ عمر بفزع : في إيه

ابتعدت عنه و حمحمت فرح قائله بتسأل : انت اللي نيمك هنا

إبتسم عمر وهو يغمغم: طب قولي صباح الخير الأول ،كنت امبارح سخنه أوي و عملتلك كمادات و تلاقيني راحت عليا نوما هنأ معلش

رديت عليه وهي تبحث بأعينهم عن شئ وتسألت : و يوسف فين؟

تقوس فمــه بإبتسامة جانبية وهو يتمتم بهدوء: ما تقلقيش عليه انا نقلته الاوضه بتاعتي ،عشان مايصحيش يلاقيه بالشكل ده يخاف عليكي

حركت رأسهــا بالإيجاب فـ هتف هو مرددا : متشكره يا عمر تعبتك معايا

قال عمر بصوتٍ منزعج من شكرها الدائمه له: العفو علي العموم كويس إنك صحيتي، عشان نفطر سوا

أومـأت برأسهـا قبل أن تُجيبــه بتأكيد: تمام، خمس دقايق وهنزل وراك

تمتم عمر بإيجاز: تمام وأنا هروح أشوف يوسف صحي ولا لسه

**
بداخل قسم الشرطة

هدر حازم ما بصوتٍ صـارم: ممكن افهم اللي جاب حضرتك هنا

أبتلعت ريقها بتوتر قائله : إيه يا حازم انت مش عايز تشوفني ،أنا كارمن مراتك حبيبتك

رد عليــها حازم بقوة: مرات مين أنتي اتهبلتي ،أنا طلقتك من زمان بعد ما اكتشفت خيانتك و مع مين مع أقرب صديق ليا ،زميله في الشغل بذمتك شوفتي الـ* اكثر من كده  وبعد كل ده ليكي عين تاجي لحد هنا

تنهدت كارمن قائله بحزن : يا حازم انا عارفه اني غلطانه و غلط كبير كمان بس ندمت على كل حاجه عملتها معاك انت ليه مش عاوز تصدق

هز رأسه بعد مبالاة قائلاً : اتغيرت أو متغيرتيش دي حاجه ترجع لك انتي مش انا

نظرت له وهي تقول بألم: وانا وانت ايه مش واحد

رمقــها غاضبه قبل أن يهتف بحده : لا يا هانم ده كان زمان قبل ما اعرفك على حقيقتك وما تقوليش الهبل اللي قلت لماما وبتقولي كل مره ،انا ماخنتكش بمعنى ده

تطلع فيها قليلأ ثم قال بسخرية : لا أنتي بس روحت و كلمت صاحبي من ورايا لما لقيتينا انشغلت في الشغل شويه عنك

كارمن باحراج وقالت : بـس هو إللي

ايشير لها بأصبعه بغضب وقال : هششش مش عاوز اسمع اذا كأن هو ولا إنتي اللي كلمتيه الاول ،في النهايه انتي خنتيني وانا سمعت كل حاجه بويني بينكم ليله طلاقنا

رحل من أمامها دون الانتظار ردها و خرج للخارج وهو يبحث عن زهره قال بتسأل : هي زهره راحت فين قصدي الصحفيه اللي بتجالي كل يوم

رد العسكري : ميشيت يا فندم من شويه

عقد حاجبيه بأستغراب وقال بغيظ : ميشيت ازاي ده انا قولتلها تستناني بره

**
في الصعيد 

وضعت الخدامه الطعام علي الطاولة و هتف حسين : اتفضل يا جماعه كله

لتنظر إلي الأكل ثم إلي عمر الذي فهم ما تفكر بي وهو يبتسم بمكر ،فهي من أول يوم جاءت هنأ لا تعرف تتناول الطعام بطريقة جيدة بسبب يدها و الجبس حيث يدها المكسور هي اليمني و تتذكر أول مره عندما أصر أن يطعها بنفسه

#فلاش_باك

كأنت فرح تحاول تناول الطعام بصعوبه و كلما وضعت لقمه في يدها لتسقط منها

لياخذ باله هو و قائل بهدوء وبساطة شديده : خلاص يا فرح سيبي اللقمه وانا هاكلك بنفسي

عضت فرح علي شفيتها بحرج قائله: لا شكرا انا هاكل بنفسي

أمسك عمر اللقمه بعد ان غمصها و يمد أيده أمام فمها قائلاً : افتحي بقك يا فرح وبلاش عند

لتهتف فرح برفض وقالت بتوجس:لا لا مش عاوزه

اقترب منها عمر باصرار مرددا : لا يلا افتحي بقك

جزت علي أسنانها بغيظ وهمست : عمر عيب كده الراجل قاعد جنبنا يقول علينا ايه

هز رأسه بعدم اهتمام وقال وهو يضع اللقمه في فمها : عادي هو كده وكده مفكرك مراتي

ضحك يوسف وقال: انت بتاكلها زي العيال الصغيرين

أتسعت أبتسامته حتي ظهرت أسنانه قائل: صح هي عيله صغيره أصلا

نظرت إليه فرح بغيظ : عمر

كتم ابتسامه بصعوبه وقال بمزحه : خلاص بقي عيب تكسفي جوزك يلا كولي

لتقول فرح بعفويه : بس انا مش مراتك

أحس بغضه في حلقه وقال بألم : صح مش مراتي  يلا كملي اكلك

تنهدت فرح بضيق وحزن من نفسها واخذت منه لقمه الطعام.

نهايه_الفلاش_باك

_فرح قالها عمر فجاه عندما لاحظ شرودها نظرت إليه فرح بانتباه : هاه نعم

أمسك عمر كوب الحليب قائلاً :أشربي دي يلا  عشان انتي تعبانه من امبارح

هزت رأسـها بالايجاب وقالت بهدوء : خاصر

قرص عمر وجنته يوسف قائلاً : و يلا كل أنت كمان

أبتسم يوسف له بحنان وأكمل طعامه

نظرت اليه بامعان وقالت في نفسها : انا لازم اقول لك على كل حاجه النهارده يا عمر ،و تعرف ان يوسف ابنك انت ،ويحصل اللي حصل بقى انا تعبت من كثر الاسرار اللي شايلاها لوحدي

لتهتف فرح بجديه : عمر بعد الفطار كنت عاوزك في موضوع مهم

نظر إليها بأستغراب وقال بهدوء : تمام

**
صف حسام سيارتــه أمام باب مدخل المدرسه الذي تعمل فيها زوجته، و لحظــات وكانت تخرج صاح حسام بصوت عالي : عــــلا

التفتت عــلا إليـه وقالت بدهشة : حسام أنت بتعمل ايه هنأ

رد عليها بدون تردد وقد أتسعت إبتسامتـه:
عادي خلصت شغل بدري قولت اجي أخذك و نروح سوا

عقدت ما بين حاجبيها مندهشا من تصرفه ليقول : يلا مش هنروح ولا ورايكي حاجه لسه

هزت رأسـها برفض وقالت : لا مش ورايا حاجه تمام ممكن نروح يلا

صعدت السيارتـــه بجانبه و هو يقود ليهتف مقترح : إيه رأيك نعدي علي أي مطعم ونشتري أكل جاهز بدل ما لسه هتعملي

هزت رأسـها بالايجاب بهدوء وقالت : تمام لو جعان أوي هات حتي وتين نعدي نجبها من عند ماما الأول و تاكل معانا

حمحم حسام قائلاً : لا ما انا خليت وتين عن مامتك هتبات معاها النهارده

نظرت اليه بأستغراب وهي تتسائل: ليه

سحب نفسًا عميقًا وهو يقول : عادي هي وتين اللي طلبت أنها تبات مع مامتك و أنا سبتها  انت عارفه أنها بتحبها قد ايه

إبتسمت لــه بـ هامسة: تمام مافيش مشكلة

**
نزلت في سلالم الدرج و تسألت الخدامه : لو سمحت

أبتسمت لها الخدامه وقالت : ايوه عاوزه حاجه حسين بيه قاللينا كل طالبتك اومر

أبتسمت لها بطبيه وقالت : لا شكراً بس هو عمر فين

هتفت الخدامه بقولها بهدوء : خرج مع حسين بيه للمزرعه ماتقلقيش مش هيتاخروا شويه و هيجو

هزت رأسـها بالايجاب و تطلعت حولها باستغراب تتسال نفسها : هو يوسف فين مش كان بيلعب هنا من شويه

و ذهبت و خرجت فرح للخارج و ظلت تبحث عن يوسف في الجنينه و في أي مكان بداخل المنزل ولم تجدوا ، مما أصابها بالقلق الشديد لتخرج للخارج لتبحث عنه وسط الشجره و هي صارخًا بـ قوة وخوف : يوووووسف

_فرح

لتقف مكانها و لم يستطع أن يتحرك من مكانـها وهي و جسدهــا مُتصلب وعقلهــا عاجزًا عن الإستيعاب فهذا صوت عاصم.

التفتت إليــه بحذر و بداخلها تدعو الله أن تكن مخطاء ،لكن خاب ظنها و وجدت أمامهم

أحتقنت عينـاه بـ حُمرة مُخيفة وهو يطالعـه بـ بنظراتـه الشرسة ثم قال بصوتٍ مُخيف:
ازيك يا زوجتي العزيزه وحشتني

تراجعت فرح للخلف بصدمة جليـة، وهي تسمع صوتـه وتراه أمامها ينظر إليها بطريقة تعرفها جيده ،أغمضت عينيهــا بضعف من الكابوس الذي لم ينتهي بعد

ظلت تنظر إليـه بـ عينين دامعتين، تُشفق كثيرًا على نفسهــا من ما يحدث لهــا، و تسألت بدون تفكير أو تردد : يوسف معاك صح

نظر إليها بحده وهو يزمجر غاضبًا : إبني و رجعلي رجع لمكانه الأصلي ،ذي ما إنتي كمان دلوقتي هترجعي لمكان جنب جوزك يا .. يا مدام

أرتجف برعب و كأنها غيره قادره على أن تستنشق نسمة هواء، وهي تراه قادم بتاجها حتي وقف أمامها و قبل أن تنطق بـحرف أو تحاول تبريره موقفها حتي : اااه

تأهوت حينمـا قبض عاصم على ذراعهـــا بقسوة يجذبهــا خلفــه قائلاً بصوتٍ مُرعب: لسه بدري علي انك تتوجعي يالا، ولينا حساب مع بعض في البيت 

يتبع.
بقلم خديجه السيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي