الـفصل 3

الفصل الثالث
________________

في مطعم في شارع قصر النيل في ساعة الغروب كانت جالسة فتاه مرتدية بنطلون جنس ازرق في لون زرقة السماء الصافية وبلوزة في لون قشرةالبرتقال وفي قدميها حذاء بكعب البنطلون ضيق كأنها ترتديه تحت جلدها والبلوزة تنسدل فوق صدرها كأنها نسيت أن ترتديه كانت تضرب وساقها في الأرض بقوة و غيظ تحاول إخفائها من تحت الطاولة وعلى خدها والأخرى تطرق بأصابعها على الطاولة و هي تطلعت في الساعه ألفخمه التي ترتديها التقت عيناها بي بشخص قادم بتاجها لتهدئة من روعتها قليلأ

حازم وهو يجلس أمامها قائلا بأسف معلش يا حبيبتي انا اسف على التاخير

عدلت من جلستها لتضع راحة يدها و قالت بغضب ما لسه بدري ما كنتش جيت اصلا 

قال حازم بلين معلش بقي يا حبيبتي مكنش قصدي اتاخر بس الكلام خذني مع عمر و نسيت نفسي بس أول ما اخدت بالي من الساعه جاتلك على طول

_نعم عمر تاني هو أنت مش كنت بطلت تقابل الولد ده

تجاهل نبره الغضب الذي في عينيها و قال بحده أول مسموش واد لي إسم و بعدين أنا مبطلتش اكلمه ولا حاجه هو كأن مسافر و رجع و بعدين نفسي أفهم مالك و ماله كل ما ياجي سيرته تجنيني كده

هتف كارمن ببرود عشان مش من مستواك  ولا فلوس ولا تعليم أنت ضابط و هو حته صايع مع.

قاطعها بحزم وغضب كارمن حسبي علي كلامك اللي بتتكلمي عليا ده صاحب عمري و واقف معايا كتير

أحست كارمن بتهور الأمر لتقول أنا مش قصدي حاجه متشفهمش كلامي غلط يا حازم  أنا بحبك و خايفه عليك منه

رد حازم عليها بانزعاج قائلا خايفه عليا مني ليه

هزت رأسها بعدم مبالاة وقالت كارمن بوقاحه  ليكون طمعان فيك ولا حاجه

أجاب حازم بغيظ عمر مش كده و بعدين عمر اللي مش عجبك دي لولا موت أبوه و شال هو المسؤولية لوحده من بعده كأن زمانه بقي حاجه تانيه دلوقتي بس النصيب بقي 

لوت شفتيها باستهزاء تردده كارمن بسخريه و مبقاش حاجه خلاص ما علينا مش هنضيع الخروجه كلها في سيره استاذ عمر أنت حر أنا نصحتك

تنهد حازم قائلاً طب خلينا فعلأ نقفل علي الموضوع عشان منتخنقش إيه ده اللي انتي لابساه دي أنا مش منبه عليكي متلبشيش كده

هزت كتفها ببساطه وقالت عادي يا حبيبي دي الموضه

خلع حازم الجاكت الخاصة بيه و هو يحاول أن يسيطر علي غضبه امسكي البسي دي من سكات عشان متشفيش حاجه مش هتعجبك

خافت كارمن من نبره و اخذت الجاكت و أرتديه بعدم رضي وتنهدت بضيق مكتوم

**
تنهد كامل بعمق و هو يقول بتردد أنا موافق علي موضوع جوازك من بنتي فرح

لمعت عمر عيناه بفرحه كبيره و عدم تصديق  بجد وافقت أنا مش عارف أقول لي حضرتك إيه

قال كامل بجدية تقولي أنك متخلنيش اندم علي القرار ده

هتف عمر بلهفه و أنا أوعدك حضرتك طبعاً  فرح دي هيشلها في عيني

قال كامل بلا حماس اتمني كده

هدر بحماس شديد وقال طب إيه رأي حضرتك نخلي الخطوبه أخري الأسبوع في نفس معاد خطوبه علا أختي

نظر له باستغراب كامل بتسأل هي علا أختي هتتخطب اخر الأسبوع مبروك

رد عمر بأبتسامة هادئه آه هتتخطب لي حسام أبن عمي

نظر له بملامحه جاده قائلا طبعاً بالنسبة للي الشبكه المفروض تعوديها و تجيب حاجه غاليه

أبتسم عمر وهو يهتف بشغف طبعاً الغالي للغالي و فرح غاليه عندي أوي

**
بعد مرور اسبوعين

تطلعت فرح بشغف كبير علئ الخاتم الفضيه بين أصابعها تنهدت قائله أنا مش مصدقه أني خطوبتنا كانت امبارح

رد عمر في دهش وكأنه لا يصدق حتي الآن  ولا أنا يا حبيبتي ده كنت خلاص فقده الأمل في أن ابوكي يوافق

رفعت عيناها باعيناه و اردفت بتسأل ليه

قال بضيق و لا يريد أن يتذكر هذه اللحظات  يعني عشان معرفتش اوفير ليكي شقه تمليك ذي ما أبوكي كأن عاوز

هزت كتفيها وهي تقول ببساطه مش مهم المكان ولا هسكن فين المهم أبقي معاك

قال عمر وبين شفتيه ابتسامة كبيرة إنتي أحلي حاجه حصلت في حياتي يا فرح دائما بترضي بالقليلأ ان شأ الله ربنا يكرمني و أوعدك هعوضك

ابتسامه براقة وهي تحدق في وقالت و أنت لي شايف أني جوزاي منك حاجه قليلأ بالعكس ده حلم كنت بنام واصحى احلم أنه يتحقيقي  أنا بحبك أوي يا عمر

تتطلع إليها بنظرات فاحصة وأبتسم بحنان وهو يهمس بعشق جارف أنا بقي مش بحبك أنا بعشقك

شعرت باضطراب فرح من نظراته وضحكت برتباك وقالت مسترسله يا سلام و هو في فرق بين الحب و العشق مش الاتنين معنا وأحد

هز رأسه بنفي وقال لا طبعا في فرق الحب مجرد حب بين اتنين حبه بعض و خلاص ممكن يستحمله البعد عن بعض رغم أنهم واحشين بعض لكن العشق هو السيد في الحب العاشق في ما يقدرش على البعد ممكن يموت بسبب البعد بيبقي مش مجرد حب عادي دي تملك النبض و النفس اللي مش بيقدر يعيش بي

اتسعت عيناها بصدمة مما قاله عمر عن وصف عشقها لها لكن سرعان ما لتبتسم لهذا العاشق المتيم وتقول بعشق مساوياً لعشقها

استطرد ليكمل بعشق وهوس وهو يقترب منها هامسا عرفت بقى الفرق بينهم ايه

أومأت براسها هامسه مثله عرفت

أبتسم لها بعشق و قالت فرح بتذكر عمر كنت عاوزه اخد رايك في حاجه كده

أبتسم عمر بحنان قائلاً قولي يا حبيبتي

صمتت لبرهة باضطراب وقالت فرح بتردد إيه رأيك لو اتجوزنا و عشنا مع والدتك

تلاشت ابتسامته ليقول عمر بحده أنتي علا قالت ليكي علي حاجه

أومأت براسها بسرعه بنفي قائله لا والله ما قالتلي علي حاجه انت عارف علا كتومه ذيك  بس انا عاوزه كده أهو نوفر

رد عمر بضيق مش هينفع يا فرح أعمل كده  وكمان ابوكي مش هيرضى

لتقول فرح بلهفه لا ما أنا قولتله

**
في منزل عمر

عانقت زهره عمر من الخلف و لفيت زاعيها حول عنقه قائله أبيه عمر هو أنت فعلأ خلاص هتسبني و تتجوز

رد عمر وهو يمسك ورقة و قلم مشغول في ترتيب الحسابات آه يا زهره ان شأ الله

قالت زهره بأنزعاج طفوله يعني مش هشوفك بعد كده

أبتسم وهو ينظر باعيناها وقال بهدوء لا يا حبيبتي هاجي ازوركم و أنتم كمان هتيجوا تزوروني

هتفت زهره بحزن بس أنا مش عاوزك تسيبني مش هتبقى انت و بابا

ترك عمر ما في يديه و هو يلفها حتي يعانقها بلهفة قائلا بعتاب ليه كده بس يا زهره يا حبيبتي مين قالك أني هامشي و مش هاجي هنأ تاني لا طبعاً ده انا هبقي علي طول اجي و اقعد معاكي كمان

سألت هي بلهفة بجد يا ابيه عمر

قال وهو بجفف دموعها بحنان طبعا يا قلبي وانا لي غيركم ثم أردف بمشاكسه وكمان عشان احوش عنك امك و هي بتضربك على موضوع لعب الكوره في الشارع ولا ناويه تعتذري وتبطلي لعب

قهقهه زهره بشده حتي ادمعت عيناها ثاني من البكاء لا طبعا عمري ما هابطل لعب كوره

_ يبقى تمام أمك كمان عمرها ما هتبطل ضرب فيك مش قلت لك قبل كده اشتريك ليكي في نادي أحسن

هزت رأسها بنفي بابتسامه سعيده لا طبعا لعبه كره في الشارع أحسن

في حين هتفت والدتها وهي تدلف للداخل قائله بضيق طب يلا يا حلوه على مذاكرتك بدل انزل الشبشب تاني عليكي

أبتسم عمر عليها وهي ترحل من أمامها وتدبدبه علي الارض بغيظ طفوليه لتقول سعاد بضيق دبدبي يا اختي في الارض حلو

رد عمر بضحك متحدث سيبك يا ماما منها  كنتي عاوزه حاجه

نظرت له و تنهدت قائله بصوت خافت عملت ايه في الميزانيه اللي عمال تحسب فيها بقيلك اسبوع

اشاح وجهه برتباك للورقه مره ثانيه وقال ما تقلقش يا ماما بحاول اهو كل حاجه هتحصل في ميعادها ان شاء الله

نظرت له بحزن وقالت سعاد وقد فهمت عمر بلاش كدب مش هتكفي الفلوس اللي معاك صح .

ترك القلم وهتف بقله حيله صح المشكله أنا ما بين اختي و حبيبتي مش عاوز علا لما تروح هناك تحس انها قليله ولا عاوز اظلم فرح  كفايه اوي اللي عملته معايا

إجابته سعاد بحزن صح يا ابني البت شكلها بنت ناس وبتحبك أوي مش هنسى أنها رضيت بشكه قليله وبيت ايجار رغم رفض أبوها 

رد عمر بجديه ابوها معاه حق يا ماما بنته وعايز يطمئن عليها

رديت سعاد بحنان قائله عارفه يا ابني انا عندي بنات بتمنيالهم احسن حاجه اوعي في يوم تفكر تسيب فرح مش هتلاقيني ضفرها ولا واحده تعمل معاك اللي عملته

لمعت عينيــه و شرد قليلأ ثم يقول بصوت عميق من غير ما توصيني فرح دي في عيني  المهم قومي اعملي كوبايه شاي واطمني ان شاء الله هتتحل

**
دخلت فرح منزلها وهي علي وجهها ابتسمتها الجميله ثم تفاجات بوالدها عندما رآها نهض ليدلف للداخل بضيق مكتوم لتقول بسرعه
فرح بحزن بابا انت لسه زعلان مني

توقف وقال كامل بعتاب وانتي يهمك زعلي قوي مش رحتي عملت ألي في دماغك ملكيش دعوه بقى بيا

تنهدت بحزن وهي تتذكر آخر موقف حدث بينهما وهو!.

اتسعت عيناه بصدمه و ذهول مما أخبرته منذ قليل نعم عاوزه تسكني مع امي في البيت  انتي بتستهبلي ولا ايه

هتفت برتباك من رد فعله وقالت يا بابا وايه يعني هو انا هقعد مع احد غريب دي والدته و اخته علا هتتجوز قريب وما فيش غير الدته و زهره بس وانا و هو

أزداد ظلام عينيــه بغضب هو الولد عمل ليكي ايه كل شويه عماله تتنزلي عن حقوقك كده مره مش عاوزه شقه ومره الشبكه وانتي عماله تقولي لي الصيغ دي مش حلوه مش عجباني وانت عاوزه تنقي حاجه رخيصه فكرني مش واخد بالي غير الفريق في التعليم بينكم  انتي اعلي منه ايه هتنزلي عن ايه كمان  عارفه لوله أني ربيتك كويس كنت قلت لي حاجه حصلت بينكم

هتفت فرح بزهول اللي انت بتقوله ده يا بابا

أردف كامل بحده ده مش كلامي يا حبيبتي ده كلام الناس اللي هتقوله وقرايبك كمان لما يعرفوا اللي انتي بتعملي

تنهدت بضيق شديد وقالت بنبرة حانيه يا بابا يعني لو جاب لي كل الحاجات دي كده هيكون كويس في نظرك طب ممكن يجيبلي كل حاجه بس ما يكونش كويس

قال كامل بعتاب منها وهو يحاول أن يوضح وجهه نظره لها لا غلطانه الحاجات دي اللي هتحسه بقيمتك انما كده انتي بيترخصي نفسك لي صدقيني بالطريقه دي مش هيعرف قمتك كويس وما اول طريق هيسيبك وبكره هتشوفي

صممت فرح وهي تفكر في كلام والدها بقلق هل يعقل ما تفعله خطأ مثل ما يقول والدها لكن هي تحاول أن تحل الموضوع من واجهته نظرها هي فإنها تعشق و تثق في عشقها هذا و تحارب من أجله.

بعد أن فاقت من شردها حاولت أن تتحدث مع والدها لتنهي هذا الجدال لكن رحل والدها من أمامها.

**

في نهاية الليل الدامس صمت و هدوء كأن الجميع يخلد للنوم بعد يوم شاق استندت علا رأسها علي زجاج الشباك و عقلها شارد في أفكار بلا نهايه منذ أن تم خطوبتها لي حسام لم يحدث نهائي حتي وسط مراسم الخطوبه
كأنه و لم كأن مثل الذي يجلس بالغصب لم ينظر لها اللي عديت مرات حتي الحديث كأن في إطار السلام و الابتسامات الخفيف فقط

لا تعرف لماذا يعملها كهذا أم هي تبالغ في الأمر لكن مر شهر علي الخطوبه ولم يحدثها هل هذا شئ عادي ابتدأ أن يصابها القلق و الخوف إذا كان أحس بأن قد تسرع حسام في هذه الخطوة

كم كانت تنتظر و تتمني اشياء أخري أن يكن يبادلها نفس تتضور شوقها إليها كام كانت تنتظر عشق لي اكبر من شوقيها له فبدأت عقلها يرسم مخيلات فكأن الشوق الذي تحمله في قلبها ببنها وبين نفسها كان من الصعب ان يترجم الى كلمات تذكرت عندما أخبرتها فرح بأن تبادر هي الأول و تتصل بيه

قالت فرح بعد تفكير طب ما تكلمي انتي الاول انتي مش معاكي نمرته

تطلعت فيها بدهشة و قالت باستنكار إيه اللي انتي بتقولي ده يا فرح أنا اللي اكلمه هو مين فينا الراجل أنا ولا هو

ابتسمت فرح لتقول ببساطة ياستي مش فرقه كتير خليها عليكي المره دي

ظلت في صراع بين العقل والقلب لكن دائما القلب هو الرابح في المعركة بعد أن ضعتط علي الهاتف و سمعت صوته الرقيق ألو مين معايا

رديت بصوت منخفض ٱٱٱ أنا علا ازيك يا حسام

تفاجئ حسام قليلا ثم قال بعدم أكثر تمام كويس معلش يا علا هبقي اكلمك بعدين أصلي مشغول أوي سلام

لم ينتظر حتي ردها أغلق المكالمه بسرعه كم إصابتها خبيه أمل كبير وقتها و شعرت بأنها بلا كرامه و ندم أنها اتصلت بيه لكن حاولت أن تبرر قد يكن مشغول بالفعل حاولت تقاوم الاجهاد كما يقاوم اليأس و تطلعت من خارج الشباك كان بداية الاشراقة حان الفجر.

**
بعد عده أشهر في الصعيد

دفشت كل من أمامها من أدوات تجميل علي التسريحه بقوه مردفه بصراخ بأن علمت بأن عمر سوف يتزوج من فرح خلال أيام

جلست بالأرض قائله ببكاء ليييبيه كده يا عمر ده أنا ماحبيتش حد في حياتي غيرك و كنت بحلم ليل و نهار باليوم اللي هيجمعنا

بيت وأحد تقوم متجوز بس لأ لازم يكون ليا بأي شكل حتي لو أطريت أني أقتلة بس ميكونش للزفته اللي إسمها فرح دي أنا اللي أستاهله بعد دا كل الحب ده مش هييييييا أنا إللي بحبه مش هي

قالت جملتها الأخير وهي تطلعت لأنعكاس وجهها بالزجاج عليما قالته بأبتسامه مليئة بالشر
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي