الفصل الثاني

الفصل الثاني
___________

نظر له عمر بانزعاج فهو يعمل أفعالها مع حبيته فرح لترد سعاد بود قائله تسلم يا حبيبتي ده نورك

جلست رباب بجانب كمال وهو يشير قائلا  اتفضلي يا ام زهره الشاي و أنت يا عمر

أبتسم عمر له وقال تشكر يا عم ممكن نخش في الموضوع المهم اللي جايه عشانه

قال كامل بهدوء والله يا ابني ما عنديش مانع انت شاب كويس وعارفين اخلاقك بس يعني

اطلق عمر حواسه باهتمام له اتفضل يا عمي عاوز تقول ايه

هتف كامل بجديه يعني لو حصل نصيب و بنتي وافقت عليك اقدر اعرف هتسكنها فين  يعني انت لسه متخرج و لسه في اول طريقك

تنحنح عمر قائلا بتوتر احم احم ما انا سافرت بره القاهره عشان كده احاول اجمع الفلوس واقدر افتح بيها بيت غير ان شاء الله هافتح ورشه ابويا الله يرحمه

ليقول كامل بضيق الله يرحمه بس برده ما عرفتش هتكونوا فين بعد الجواز

فأبعد نظره عمر عنه بأحراج قائلا هاجر شقه بس ده مؤقتا

نظر له بضيق ظهر واضحًا على وجهه قائلاً  ااه انا برضه قلت كده

سأل بتوتره يقول في حاجه يا عمي

هتف كامل في جاد بصوت حازم بصراحه يا ابني الايجار دلوقتي مع ظروف البلد ما بقاش يدخل دماغي انت ممكن في اي وقت دي تزنق في فلوس وتروح تسكنه مع امك ولو انا اتكلمت ساعتها هيبقى مش من حقي عشان كده لازم اطمن علي مستقبل بنتي معاك

قالت عواطف باستنكار كلامي ده بس يا ابو فرح انا إبني قد كلمته ولو اديك اكلمه يبقي هليلزم بيها

إكمل حديثه والده فرح بصوت حازم الحق ما يزعلش يا ستي عواطف

تنهد عمر بقله حيله وهو يقول طب ما حضرتك لسه قائل ظروف البلد مش كويس علي الكل وانا منهم

عقد حاجبيه باستفسار وقال كمال بتساؤل  يعني ايه

قال عمر بنبرة جاده فهو يتمني أن يأتي بالعالم كله تحت قدم معشوقته لكن حالياً ليس لديه القدرة يعني لو هاقدر اجيب شقه هاجيب من غير حضرتك ما تقول انت ما تعرفش فرح بالنسبه لي ايه وبعدين ممكن ان شأ الله بعد كده ربنا يكرم قدم و اقدر اجيب ليها شقه تمليك

نظر له بعدم إقناع و قال طيب اللي فيه الخير يقدمه ربنا

**
في وسط الشارع كانت مجموعة من أطفال يلعبه بكره القدم و وسط الاطفال التي تلعب كانت طفله صغيره القامه لكن رغم صغير حجمها آل أنها أكبر الاطفال الذي تلعب مهما فهي لا تتعدى الثاني عشر تجري وراء الكره باتجاه الحارس الصغيره الذي يقف أمام حوش منزل قديمه الطراز باصرار و فا كانت النتيجه غير صالحه ليها حتي الآن يعرف عنها لا تحب الهزيمه لتهوي الكره بحماس و بقوه من بعيد باتجاه لكن الكره تصدم بجسم أحد يمر في الشارع

شهق الرجل بصادمه وهي يتطلع علي القميص الذي كان يرتدي فا اتسخ بالكامل لأنه الكره كانت مليئة من اوساخ الشارع و زاد الطين بلة بأن كان يرتدي قميص أبيض اللون  هتف بصوت غاصب من الحيوان اللي حدف الكوره

لم ياتيها رد من الأطفال الذي أمام في الأول  وقبل أن يعد سؤاله مره ثانيه يأتي صوت لم يراه أهو أنت اللي حيوان

تطلع في الأطفال بغيظ و هو يبحث عنها مين ده اللي حيوان يا حماره انتي اطلعي كده وريني نفسك الاول

لتاتي فتاه صغيره له وهو تضع يديها علي وسطها و تقول بتحدي اديني طلعت اهو وريني هتعمل ايه

قبل أن ينطق يزهل في البداية من جمالها الساحر فهي من المستحيل تكن طفله صغيره همس داخلها هكذا

قالت بعصبيه طفوليه رغم سنها ما تنطق يا عم انت جاي تتفرج عليا مش عاوز تتخانق  اتخانق اديني قدام أهو

صاح فيها بغضب يا بنت انتي هو انا قتلت ليكي قتيل ده انتي اللي غلطانه مش شايفه عملت ايه في القميص بتاعي

لترد باستفزاز و مزالت تضع يديها في وسطها و أنا مالي مش انت اللي عامل فيها احمد عز و جاي الحاره بتاعتنا بقميص ابيض عشان عينيك الملونه تبان مع القميص الأبيض

رد ببلاهه عليها ايه ده هي عيني شكلها
حلو مع القميص لينتبه لنفسه و يصيح فيها بت انتي وانا مش عارفه اخذ منك عقاد نافع

قالت نفاد صبر ييييو بقي ما خلاص يا عم قميص و اتوسخ اعمل لك ايه اخدي ليك فومين عشان ترتاح ده انت غيتت

رد عليها بأسلوبها ليغيظ فيها والله ما في حد غيتت غيرك عارفه بت انتي بتفكريني بمنين وانتي شعره منكوش كده بي سوكا العبيطه هي بغبوتها

لتلوح بيديها بضيق و لترحل من أمام بنده عليها بحده قائلاً خذي يا بت استنى

_عاوز ايه تاني

صمت ثواني ثم قال بتساؤل استتي ممكن الواحد يستفيد مينك بحاجه متعرفيش فين عماره 25 أو واحد ساكن هنا إسم عمر زين

تطلعت فيه من أعلي لي أسفله و تردد وكمان طلعت ضيف جاي عندنا تعالي ورايا وابقي فكرني اخلي اخويا يستنضف في اصحابه اللي بيصاحبهم

**
تفتح علا الباب وهي تنظر لي اختها بغيظ  زهره انتي كنت فين وايه اللي مبهدلك كده  شكلك كنت بتلعبي كوره تاني مش امك حزرتك من لعبه الكوره في الشارع ثاني انت ما بقتش صغيره

صاحت زهره بعناد قائله رغم صغر سنها ايه راديو و اتفتح وبعدين انا ما فيش حد هيمنعني من لعب الكره في الشارع ثاني

نظرت لها علا بغيظ و تكمل زهره و هي تخبط رأسها بتذكر اه صح ابقي شوف الراجل ده عاوز ايه لقيته تايه في الشارع بيدور على عمر

حدقت حازم فيها بغيظ و قال تايه

تدخل زهره للداخل و تنظر علا لها قائله باحترام خير حضرتك عاوز مين

رد حازم بجديه احم عاوزه عمر زين هو ساكن هنا

أومات براسها بالايجابي لتقول بصوت خافت  ايوه هو ساكن هنا بس هو مش موجود دلوقتي هو شويه وهياجي

زفر حازم باحباط وقال طب تمام ابقي اعدي عليه بعدين

وافقت علا بتردد أمام لا تعرف ماذا تفعل و قالت بتفكير بس هو عند الجيران اللي فوق وكلها دقايق وهتلاقي نازل هو انا بصراحه مش هينفع ادخلك عشان انا لوحدي انا واختي بس خليك ثانيه هاروح اجيبلك كرسي اعمللك كوبايه شاي

أبتسم حازم بامتنان ماشي تمام

**
كان عمر ينزل علي درج السلالم بوجه يمليئه الإحباط وخيبه الأمل من حديث والد فرح  فهي ليس غبي ولم يدرك بأن كامل لم يقناع بحديثه

هتفت عواطف بحينه وهي تنزل وراء مالك يا حبيبي مش رحنا وكلمني مع والده فرح ان شاء الله كلها يومين بيقول لك موافق على الجوازه

رد عمر بضيق انتي ما شفتيش طريقه كانت عامله ازاي معنا، ده شكل واحد موافق

تنهدت عواطف لتقول بصوت خافت مش البنت عاوزاك يبقى خلاص اطمن

وافق عمر يتحدث معها بخبيه أمل مش كفايه يا ماما بيني وبينك هو برضه معا حق اي واحد مكانه هيطلب بنفس الطلبات اللي طلبها

هتفت عواطف بتساؤل هو انت يا حبيبي المده اللي اشتغلت هناك ما عرفتش تجمع حتي مقدم شقه

تنهد عمر قائلا لا معايا بس

قالت عواطف بأستغراب بس ايه

توقف ونظر لها و تحدث بتوضيح انت نسيتي حسام من شويه جي و طلب ايد علا و جوزها ده مش عاوزه جهاز و مصاريف انا مكنتش عامل حسابي انه ممكن غلا تتخطب دلوقتي  بس اهو إللي حصل بقى

قد فهمت لتقول عواطف بحزن معلش يا حبيبي شايله همنا أنا و اخواتك البنات على طول انا باقول ارجع اشتغلت تاني احسن

رد عمر باستنكار إيه ياماما بس اللي انتي بتقوليه ده انتي و اخواتي ملزومين مني لحد ما اموت

و اكمل بحده ما فيش شغل ثاني عند حد انا مش هستحمل كده تتبهدلي ثاني وما تقلقيش ان شاء الله ربنا يفرجها

طبطبت عواطف علي كتف ابنها بابتسامة و فخر و أكملوا طريقها ليقول عمر بأستغراب حازم  انت هنا بتعمل إيه

نهض حازم و هتف بفرحه مقدرتش أعرف أنك رجعت القاهره و مجيش اشوفك و حشتني يا صاحبي

**
حازم الانصاري صديق عمر منذ الطفولة تعرف عليا في المدرسه الثانويه العامه رغم أن حازم ميسور الحال و من عياله غنيا لحد كبير لكن تجمعه صديقه كبير بينو و بين عمر
السن 23 سنه عيون لبني واسعه طويل القامة وسيم جدآ و بشره قمحاويه تميل للبيض الخفيف و يعمل ضابط ولده متوفي و عايش مع أمه

زهره الاخت الصغرى لي(عمر وعلا) السنه 12 سنه لكن رغم سنها الصغير تمتلك جمال من الدرجه الاول بشره بيضاء و عيون عسلي وشعر مموج لونه بني وجسم متناسق مثل عارضه الازياء في الإعدادية

**

في منزل كامل فتح كامل باب غرفته ابنته قائلا بجدية فاضيه يا فرح ولا بتعملي حاجه 

رديت فرح بأدب لا يا بابا اتفضل

كامل بعد أن جلس بجانبه ابنته عارفه عمر جارني و خالتك عواطف كانوا جايين ليه

أومأت براسها برفض بخجل فهي تعرف ما السبب

تنهد كامل قائلا بصوت حازم كانوا جايين يطلب ايدك مني بصي يا بنتي بصراحه انا مش موافق على الجوازه دي هو الولد كويس في كل حاجه بس

تحول وجه فرح من خجل إلي حزن شديد بس إيه

هتف كامل قائلا بتوضيح وضيق وراء مسئوليه كبير يا بنتي و مش قد مصاريف يفتح بيت دلوقت

أردفت فرح بضيق بس حضرتك لسه قائل إن كويس

حدق فيها قليلأ ثم هتف بشك هو انتي موافقه على الجوازه دي ولا ايه

صمتت لبرهة باضطراب وقالت فرح بتوتر  هو ،هو يعني

صاح كامل بجدية انتي في حاجه بينك وبين الولد ده

تنهدت فرح و قالت بتوجس حضرتك عوتني علي الصراحه عشان كده هحكيلك كل حاجه
**

جلس بداخل منزل عمر وهتف حازم بفرح بجد روحت طلبت أيد فرح من أبوها مبروك مقدما يا عم

رد عمر بضيق مش لما ابوها يوافق الاول 

عقد حازم حاجبيه بدهشة وقال باستنكار يا سيد ماتبقاش متشائم ان شاء الله هيوافق

ليقول عمر باحباط شديد طب و أبوها ما انا لسه حكيلك إللي فيها

تنهد حازم قائلاً بهدوء طب ما تقلقيش وسيبها على ربنا أكمل بتردد و يعني لو محتاج حاجه انا ممكن

رد بحزم بسرعه قائلا لاا شكراً يا حازم مش محتاج حاجه قل لي انت بقى عامل ايه مع خطيبتك لسه هي و أمك في خناق

تنهد حازم بيأس من صديقه عندما استشعر بأن عمر أراد أن يغير الموضوع للحفاظ علي عزت كرامته وهتف هم بيبطلوا خناق اصلا انا مش عارف ماما ليه مش راضيه تقبل كارمن أنا بحبها أوي و عمري ما هتجوز غيرها بس ماما مصممه تتجوزني بنت خالتي

قال عمر ليخفف قلقه بهدوء معلش يا حازم بعد الجواز أكيد هتحبها ممكن تكون غيران ولا حاجه يا عم

أبتسم حازم علي مداعبه صديقه ثم عقد عمر حاجبيه باستغراب في حاجه عاوز اسالك عليها من ساعه لما شوفتك ايه اللي على القميص ده

تذكر حازم ليقول بغيظ متفكرنيش أختك الله يسامحها حدفتني بالكوره في الشارع

حدق في عمر بزهول وقال زهره

هتفت عواطف بحده وهي تدلف للداخل و بيدها أكواب الشاي بنت اللي هي راحت تلعب كوره تاني في الشارع معلش يا إبني ولله اوريها

**
في منزل كامل بداخل غرفه نوم ابنته هتفت فرح بصوت مترددة قائله بس كده هي دي طبيعه العلاقه بيني وبين عمر

ليقول كامل بغضب مكتوم يعني انتي بتحبي و هو كمان و بتقبله بعض كمان و أنا معرفش

طأطأت فرح رأسها بأرض بإحراج من والدها فهو محق لتقول بخجل أنا أسفه يا بابا أنا عارفة اني غلط بس ولله غصب عني ولله يا بابا عمر كأن علي طول ببحافظ عليا هو أنسان كويس أوي وأنا متأكده أنك هتحبه بعد كده

اشاح وجهه الناحيه الاخرى بعدم اقتناع بينما
اقتربت فرح من والدها و وضعت يدها علي كتفه و قالت بلين مش طول عمرك بتقولي لازم اللي هترتبطه بي يكون راجل بمعني الكلمة عشان يعرف يحافظ عليكي و يكون بيحبك أهو انا بقي لقيت الراجل ده و كمان بيحبني وافق عشان خاطري و أوعدك أنك مش هتندم

**
بعد مرور اسبوع قال عمر مداعي الجديه :انا بقول كفايه بقى بقي اسبوع و اتصل بي حسام و أقول لي إنك مش موافقي علي الجواز

هتف علا بتوتر مسرعه لا متتصلش تقول كده أنا موافقه

قهقهه عمر علي أخته وقال بحنان آمال ليه كل ما اسالك تقولي لي بكره بكره ،و انتي مكرره

أحست علا علي نفسها وتقول بخجل كده يا عمر الله يسامحك

أبتسم وهو يقترب منها و ينظر باعيناها قائلا  علا بصيلي كويس انا نصفك الثاني يعني بحس بأي حاجه من قبل ما انتي تحسيبها  وعارف كمان أنك بتحب حسام مش زعلان منك و متاكد مليون في المئه انك محافظه مشاعرك لوحدي جوايكي وعمرك ما هتعملي حاجه تخليني ازعل من ثقتي فيك

أبتسمت علا بسعادة وامتنان علي ثقه اخيك ليها وتحمد الله علي هذا الأخ.

**

دفش حسام الهاتف علي الفراش بقوه مردفه بصراخ من الألم بعد أن أبلغه عمر بموافقه علا علي طلب الزواج

سقط حسام علي مقعد بحزن فهو غير قادر علي فعل شئ كان أمله الوحيدة بأن علا ترفض الزواج منه لكن خاب ظنه و وافقت علا عليها

قال حسام و هو قلبه يعتصر من شدة الخذلان الذي شعر بيه لي بس وافقتي عليا يا علا ليه ده أنا كأن املي الوحيد بأنك ترفضني بس يعني إيه هضيع عمري كله مع وأحده مابحبهاش؟.

يتبع
بقلم خديجه السيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي