الـفصل الاول الجزء الثاني

الفصل الأول الجزء الثاني
_____________________

نظر إلي الجاهه الأخري حسام بضيق مرددا ايوه يا سيدي ارتحت و مش هقول حاجه تانيه و بطل تستدرج الكلام مني

هتف عمر برخامه اه يعني مكنتش بتاجي عندنا عشان وحشنينك ذي ما كنت فاكر طب هي مين بقي نفسي أعرف

ليهدر حسام بأحراج و زهق منه ما تبطل بقي رخامه ما قولتلك بكره تعرف كل حاجه يلا يلا اديك وصلت اهو انزل بقي

ترجل عمرمن السيارة وهو يقهقه علي خجل إبن عمه أمام منزله في الحي الشعبي

**
لتفتح عواطف الباب وتصرخ بسعادة عمرررر حبيبي

ليترمي عمر في حضن أمه قائلا باشياق  واحشتني أوي يا أمي

قالت عواطف ببكاء وانت كمان يا حبيبي كده كل المده ده كلها تغيب هونت عليك انا و اخواتك

ليبعدها عنه وينظر لها بعتاب وهو يمسح دموعها لي بس يا ماما كده متبكيش عشان خاطري مبحبش اشوفك بتعيطي

هتفت عواطف بحزن غصب عني يا حبيبي اصلك واحشني أوي دي سنه بحالها تغيبها عني

لتخرج علا من غرفتها علي صوت أمها بخضه لكنها تتفاجاه بأخيها و تقول بصوت مرتعيش  عمر

ينظر عمر لها بابتسامة عريضه فهي أخته التوأم أو كما يطلق عليها النصف الأخر يترك امه و يتقدم منها و يضمها بحب

علا لا تستطيع تمالك نفسها وتبكي واحشني أوي يا عمر

ليقول عمر بمزحه اي يا جماعه هو كل ما احضن حد هايعيط امشي تاني ولا إيه

احتضنه بقوه علا تبتسم لا اوي تبعد تاني عني

عمر يبعدها برفق ويمسح دموعها امال فين زهره ولا بتعيط جوه هي كمان

عواطف وهي تجفف دموعها لا يا حبيبي زهره في المدرسه

**
علا التوأم لعمر وهم أكثر من اخوه فسر عمر دائماً معها في كل صغيرة وكبيرة بشره خمريه عيونه خضراء مثل أخيها فهي تشبه جدآ وملامح جميله وشعرها حرير لونه اسود وتعمل مدرسه السنه 23

زهره الاخت الصغرى السنه 12 سنه لكن رغم سنها الصغير تمتلك جمال من الدرجه الاول بشره بيضاء و عيون عسلي وشعر مموج لونه بني وجسم متناسق مثل عارضه الازياء في الإعدادية

عواطف الام ربت منزل كانت تعمل مؤاظف لكن عمر اسر أن تجلس في المنزل ولا تعمل

**
أغلق عمر الهاتف مع صديقه حازم بعد أن اعتذر عن موعد صباحي لهم وتحرك لي أعلي المنزل فوق السطح فهذا هو مخبأة لقاءاتهم السريه ليبحث عن تلك الجنية التي أسرت عقله وكيانه بالكامله وقرر أن يؤجل خروجه من البيت اليوم مستغلة عطلت الجميع وانشغال امه واخته في الطهي له وعدم وجود أخته الصغيره زهرة بالمدرسة

علي الرغم انها تسكن في الطابق فوقه لكن يخاف أن يراهم أبيها ويحدث مشاكل

ليصعد سريعه السطح و يبحث عنها متسائلا أين ستكون لتتسع عيناه بفرحه بمجرد أن راها وهي تطعم الحمام الزاجل

كانت تقف في أخر الشرفه مولية ظهرها للباب ترتدي فستان اخضراء وكرات صغيره كثيرة لامعة تحيط بخصرها كان ينظر له باعجاب و انبهار من جمالها الخلاب فهي ما ترتدي عليها تصبح مثل الأميرات ويتساءل متي تصبح حلاله.

وقف يشاهدها منصهرا وقد كانت تبتسم لحين واخري للحمام وهي تطعمها كأنها تتكلم معه هو تأمل ملامحها الحلوة وشقاوتها وسخونة حركاتها متعجبا كالعادة مما تفعله به

اقترب منها وهي مستمرة في اطعام الحمام وفي تحريك شعرها يمنا ويسارا اقترب حتي أصبح خلف ظهره تماماً و انحنى فرفع يديه وهو تتحسس وغلبته المشاعر

لتشم هي رائحه تعرفها جيده فترقرقت عيناها بالدموع ايعقل أن يكون هو خلفها بالفعل

قال هو هامسة واحشتني يا فرح
لتغمض عينيها بقوه وتتسارع نبضات قلبها سريعه

ليبتسم هو و يمسك كتفها ويلفها ليصبح وجهها أمامه رأسه وحضن وجهها بكفيه وهي متجمد و حين وجد عيناها دامعتان فسألها بقلق في إيه يا حبيبتي حصل حاجه و أنا مش موجوده بتعيطي ليه

لم تتوقع أن تراء أمامه ويكون لقاءا اليوم
كونها متأثرة إلى هذا الحد لكنها كانت ترتجف حين نطقت اا أنت رجعت بجد ولا أنا بحلم

لتظهر شبح وتلمع عيناه الخضراء و هو يقول لا انا بجد موجود دلوقتي معاكي هو انتي كنتي بتحلمي بيا

تستفيق بعد من الصدمة موجود دلوقتي معاكي

لتقول بسرعه أنت ليه ماقولتش أنك جاي

قاطعتها وهو يقول بابتسامة حلوة حبيت اعمالك مفاجاه وحشتك مش كده
صممت مجددا وتطلعت يمينا ويسارا تهرب من طوفان المشاعر التي أحاطت بها ثم ابتعديت وهي تحك جبينها بخجل بيدها المرتعشة
صمت راقب ملامحها و راقب عيناها اللتان وقع اسير لهم بدأتا في الإحمرار لينزل بيده ويبتعد عنها بعد أن فهم مقصده تهربهأ ليحترم هذا

ليقول برفق اذابها ثم رفع وجهه إليها قائلا  ها احكيلي عملت ايه في غيابي

**

في الصعيد بداخل أحد العمارات باهظة الثمن يمتلكها حسام فهو مرثود الحال رغم عمله خارج الصعيد و بداخل الطابق الثالث

تطالعه عايده بدهشه قائله تتجوز من مصر  لي يا ولدي أكده ومالهم بنات البندر

رد حسام موضح قائلا عشان نصيبي كده قلبي اتعلق بوحده من مصر هتحرمني منها عشان شويه عادات وتقاليد ملهاش لازم

قالت عايده بحنان لا يا ولدي اكيد يهمني مصلحتك بس واثق من أخلاق بنت مصر دي كويس

أبتسم حسام وقال بثقه لا من الناحيه دي اطمني واثق فيها جداً

هزت راسها له عايده بقله حيله هقول ايه اللي تشوفه

لتلميع عيناه حسام بسعادة وقال خلاص يبقي الاسبوع الجاي هننزل مصر

لتاتي هند هاتفه بسعادة إيه دي إحنا هنروح مصر

نظر لها حسام بغيظ وقال قولتلك ميت مره بطلي تسنتي علينا وبعدين انا وماما اللي هنسافر بس

تتجاهل كلامه وتقترب من أخيها بتوسل بالله عليك با حسام خدني معاك طنط عواطف وحشتني اوي و ولاد عمي كمان قولي لي ياماما وخلي يوافق

لتقول عايده بصوت حازم يا بنتي احنا مش ريحين لي مرات عمك ده حسام هيخطب من مصر

هزت راسها لهم هند بإصرار حاد وقالت بحزن ايه يعني مش هشوف عمر اا اقصدي ولادي عمي

تنهد حسام قائلا باستسلام خلاص يا ماما خليها تاجي كده او كده هنعدي علي مرات عمي هما ساكنين قريب منهم

ليدق قلب هند بفرح وتهف وهي تقبل جبينه أخيها بحب متشكريه اوي حسام

تنظر له عايده بأستغراب ساكنين قريب منهم هي اسمها ايه يا ولدي اللي عايزا تخطبها

ليشرد قليلأ ثم يهتف بهمس فرح

**

لتتساءل فرح فجاه متذكره هو فين الجواب بتاع الشهر لتقول بأتهام شكلك نسيته

اتسعت عيناه وهو ينظر له باستغراب وتغيرها المفاجأة ثم يبتسم قائلاً لا مانسيتش اتفضلي اهو

ليخرج الجواب من جيبه اتسعت إبتسامتها وردي بعد أن أخذت الجواب لتقراء "

ليقول عمر بمزحه انا اعرف اني الناس يتطلب من الناس اللي بتحبهم هديه مش حته ورقية إيه سر تعليقك بي الجوابات

لترد بنبره عاشق عليه عشان لما هقراءه اللي كاتبه هحس بكل كلمه شوق و لهفه من الجواب

عاقد حاجيبه قائلا باستغراب يا سلام طب ما ممكن اكتب الكلام دي في التلفون و ابعتها ليكي رساله

اومأت براسها برفض بإستياء لا مش هيبقي ذي اللي مكتوب

صمت ثواني ثم قال عمر بأستغراب ليه ماهي هتبقي كلام برضه؟

لتنظر فرح باعيناه و تهتف بابتسامة حلوة صح بس احساسك وانت بتكتب كان هيبقي مختلف غير وانت بتكتب في ورق بيضه من غير ما تشغلك اشعارات تليفون و حد يرن عليك هيفصلك علي طول من احساس الشوق اللي كنت فيه

ليطلع عمر لها بابتسامة مشرقة تعرفي يا فرح انتي جميله وبسيطه أوي اي حاجه مهما كانت قميتها رخيصه المهم انها تفرحك

طأطأت رأسها للاسفل بخجل و استحياء
لتشعرت بأصابعه تتناول يديها مبتسمة فقبل بطنها بقبلة طويلة ثم استقام يقبل يديها وسألها هو فين باباكي صحيح .. عشان عاوز في موضوع مهم

حركت مقلتيها وقالت بفزع ليه

يرد ببساطة وهو يبتسم ملك اتفزعتي ليه انا عاوزة عشان اطلب ايدك منه

**
بعد اسبوع يخرج عمر من غرفته ويقابل في وجه أخته علا وينده عليها بصوت عال علا كويس اني لقيتك كونت عاوز ماما في موضوع و مش عارف اكلمها لوحدي في

ابتسمت علا بمكر وقالت مممم موضوع مهم  شكلك كده خلاص نويت تخطب فرح

ابتسم علي ذكاء أخته وقال بهدوء صح بس خايف ماما ترفض

ابتسمت له بحب وقالت علا مطمئنه  متخافش يا عمر ماما بتحبك ومش ممكن ترفض حاجه تهم سعاتك ومع ذلك حاضر هاجي معاك

**

في الصباح تبدل القمر مكانه بشمس بهجه
يصعد علي الدرج حسام ومعه امه واخته هند لتقبلهم عواطف وتهتف بسعاده عايده يا الف مرحب

نظرت لها عايده بابتسامة وقالت ازيك يا خايتي عامله ايه

قالت عواطف بود كويس ازيك يا حسام انت وهند وتكمل بتعقيد انتم عمر عزمكم بس دي لسه هنروح نطلبها

لتنظر عايده لابنها بأستغراب و ليقول هو بعدم فهم متسائلا باستفسار عزمني علي ايه انا مش فاهم يا مرات عمي تقصدي ايه

كانت تقف هند بالخلف بحنق شديد في حين لمحت عمر قادم ابتسمت بفرحه ازيك يا عمر عامل إيه

عمر من الخلف بهدوء وقال الحمدالله و يسلم علي الجميع لتقول عايده بتساؤل باهتمام هو أنت هتروح تتقدم لحد النهارد ياابني انت كمان

لينظر عمر لحسام بشكل ملحوظ ويقول بشك  وانت اللي هتتقدم ليها ساكني هنا

توتر حسام قليلا ثم همس هاا اه ساكني هنا

لتغمض عيناها علا بقوه وإلم بينما هتفت
عواطف بأستغراب ساكني هنا هي مين يا إبني العمارة مفهاش غير فرح اللي عمر هيروح يتقدم ليها

صمت .صمت طويله سيطر على الأجواء بتوتر كان الموقف صعب حقأ علي الجميع بينما علا يضيع أمامها عشقها لي ابن عمها الذي عشقته في السر بين نفسها ولم تفصح لي احد و
هند يضيع حلم كانت تحلمه كل يوم انها سوف تكون زوجت عمر

أما حسام الاخر فهو في موقف لا يحسد عليها فالصدمه اخرسته حقا بين حبه عمره وصديق عمره أما عمر فا الشك أصبح بداخله كبير ويتمني أن يكن خطأ ليقطع حسام الصمت و يقول بصوت مرتعيش فرح

هتف عمر بحده مكتوم وقال متسائلا باهتمام ايوه فرح ويكمل بشك ولا انت كنت تقصدها هي

إتسعت عيناه قليلا فاستدرك بسرعة ما قاله يحك جبينه بارتباك قائلا لا مش قصدي هي

ينفذ صبر عمر و يقول بحزم امال قصدك إيه أنت جاي تتقدم لمين

ليهدر حسام مسرعه لي اختك علا

هتف عمر هذه الكلمات بعد أن جلس الجميع بداخل المنزل و ساروا يتحدثوا عن خطبته حسام لي علا قال تمام يا حسام أول ما اخد رد من علا علي موضوع موافقتها علي الجواز هتصل و اقول ليكي و ربنا ان شاء الله يقدم إللي في الخير

لكنه صمت حسام ولم يجيب كان في عالم آخر عقد عمر حاجبيه باستغراب وقال متسائلا باهتمام إيه يا حسام سكت ليه في حاجه

صمتت والدته حسام بقلة حيلة والقلق ينهش قلبها علي ابنها وهي تحدق بي ونظراته يشع منها الحزن وخبيه الأمل

رد حسام بإنكسار و يحاول منع عيون بالعبرات المُتألمة و بصوت طبيعه مصتنعه هااا لا مفيش دماغي مصدعه بس شويه

قال عمر بقلق علي إبن عمه فهو بدأ يحس بأن رفق عمره غير طبيعه لا سلامتك هخلي ماما دلوقتي تعمل كوبايه شاي عشان الصداع يروح

هز رأسه بالنفي بصوت واهن متألم لا مفيش داعي انا شويه هابقى كويس شكراً

قالت عواطف بحنو لا يا حبيبي سلامتك ده واجب بس متاخذنيش اصلي انشغلت في موضوع فرح بس هخليها علا تعملك

و تكمل منديا ابنتها بصوت عالي يا بت يا علا اعملي كوبايه شاي ليه ابن عمك و شوفي مرات عمك تشرب إيه هي و هند

مسح وجهه براحة كفه بضيق هاتفًا و قد بدأت ملامح الانزعاج تحلت وجهه عندما سمع إسم فرح و أن سوف يتقدم لها لا شكراً يا مرات عمي انا بقول نستاذن احنا بقي ونسيبكم لي مشواركم

**

بعد أن أغلقت هند باب السيارة انفجرت في بعصبية أخيها ممكن اعرف بقي الهبل اللي عملته فوق ده تكون رايح تتقدم لي فرح و فجاه لم تروح هناك تغير رايك هو لعب عيال

تنهيد حسام بتعب وقال اسكتي يا هند انتي مش فاهمه حاجه

قالت والدتها بصرامة بس يا بنت اچفلي خشمك اخوكي عمل الصوح عاوزه يعمل إيه لما يلاقي البنت اللي عشقها إبن عمه و اخوه رايح يتقدم ليها

التقطت انفاسها و عادة تصيح مره ثانيه قائله بحزن شديد برضه ما كانش ينفع يتقدم لي علا ما كأن قال فرح ممكن كأن عمر خالي عنه دم و سبها لي هو يعني كان بيحبها 

نطق حسام بهدوء غير طبيعيه منذ قليلأ 
لا بيحبها

هند بصدمه متحدثه بألم بتقول ايه

زفر بضيق ظاهري تجيبه بنبرة مؤنبة يشوبها الألم باقوللك الحقيقه عمر بيحب فرح و هي كمان بتحبه هي دي البنت اللي كان يبعتلها جوابات عرفتي بقى أنا سكت لي

ويكمل بسخريه من نفسه بمرارة و ادعي باقي أني علا هي اللي ترفضني بدل ما أكمل حياتي ما واحده ما بحبهاش

هتفت والدته بااشفاق عليه متحدثه بعطف بس حبيبي متعملش في نفسك و اطلع يلا علي البلد

أشاحت هند نظرها عنهم بسخط و ترفع يديها تمسح دموعها التي سقطت بحزن علي حبها لعمر دون أن أحد يلاحظ من أهلها و أدار حسام سيارته و ذهب متاجها للصعيد

في منزل كامل وضعت رباب صينيه بها عدد من اكواب الشاي على الطاولة و نظرت لهم بعدم رضي و تقول بسخط نورتونا يا جماعه ولله

يـتـبـع.
بقلم خديجه السيد.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي