الفصل السادس عشر

كانت أمى مازالت برفقه محسن، وكانوا قد اتفقوا على عقد الأنفاق بينهما، وقبل محسن بذلك، حتى يتخلص من أنتقام أبى منه.


-كان سليم قد جمع كل العاملين بالمطبخ، وذلك من أجل تحفيزهم بعد تلك الصدمه التى تعرضوا لها، وكان على رأس الأجتماع كل من عادل ولميس رؤساء النوادل بالمطعم، وبدأت لميس بسؤاله: هل نبدأ بتجهيز خدمه العشاء يا شيف؟
-سليم: بالتأكيد، أبدأوا يا لميس، سيستمر اليوم كما بدأ.
-عادل: حسناً شيف سليم، لا تقلق.

-سليم: أنظروا، تلك المشكله خاصه بى أنا فقط، وسأقوم بحلها، ولا أريد منكم القلق بأى شئ، حسناً؟، والآن لينصرف الكل لعمله.
-وعندما هموا بالأنصراف، ناداهم مره أخرى: لا أريد أن تسمع أمى بهذا الشأن، حتى أحله، رجاءٍ لا يقوم بأخبارها أىٍ منكم، حتى وإن جاءت إلى هنا، هل فهمتم؟
-أجابوه جميعاً: أجل، لقد فهمنا شيف.



-كانت فرح قد وصلت لمنزل سليم، فأستقبلتها هيام بعد أن رنت جرس المنزل: أهلاً فرح، لتدخلى للمنزل.
-فرح: هل خالتى رقيه موجوده بالمنزل؟
-هيام: لتنتظرى سأناديها لكِ.
-خرجت السيده رقيه مبتسمه: لتدخلى أبنتى.
-فرح: جئت فور سماعة يا خالتى رقيه، ولا أستطيع وصف مقدار حزنى لسماع ذلك.
-هيام:ماذا حدث؟
-فرح: ألا تعرفون؟
-السيده رقيه بدأت بالبكاء: حدث شئٍ سئ، هل حدث لسليم شئٍ ما ابنتى؟
-فرح:ليس بشئٍ كهذا، سليم بخير للغايه.
-صاحت هيام بوجها: هل قُتل كرم؟
-فرح: لا يا هيام، لا علاقه له أيضاً، ولكن لا يمكن أخفاء شئٍ كهذا عن الأم، وستعرفين بكل الأحوال.
-السيده رقيه باكيه: تلكمى يا ابنتى، رجاءٍ تكلمى.
-فرح: نحن نفقد المطعم خالتى رقيه، لم يقوموا بتسديد دين أو ماشابه، لذا فهم على وشك فقدانه.
-لم تسطتع السيده رقيه التحدث، واكتفت بسماع ذلك صامته.
-كان حسن قد وصل للمقهى الذى يجلس عليه كرم، وبدأ يسأل عنه، وفى نفس اللحظه، كان هناك بعض الأشخاص يسألون عنه: هل أتى نبيل لهنا اليوم؟
-مالك المقهى: لا، لم يأتى.
-وعندما وجد صاحب المقهى أن حسن فحيره من أمره: ياللهول، ماذا فعل كرم تلك المره؟
-كنت أدخل للمكان ورأيتهم مجتمعين سوياً، وكان النادل الذى يدعى نادر قد بدأ بالكلام عن المطعم: لقد دخلت فى دين، ووثقت بهذا المكان.
-ردت عليه لميس: وأنا أيضاً لقد تركت عملى وأتيت إلى هنا، لكن الشيف قال أنه سيحل هذا الأمر، ماذا هناك؟
-كانت هناك نادله تدعى سمر تحاول ترك العمل، وتتصل بأصحاب مطاعم أخرى: مرحباً سيدى، هل المطعم الخاص بك بحاجه لنوادل، أو مساعدين فى المطبخ؟، لأن مكان عملنا على وشك الأغلاق، سأفرغ منه بعد عدة أيام، وأتحدث إليك.
-عادل: ماذا تفعلون يا أصدقاء؟، علينا الاستعداد من أجل خدمه العشاء.
-نادر: أن كان هناك خدمه عشاء من الأساس.

-سمر:كيف سيتدبؤون الأنر خلال خمسه أيام، لو كان الأمر كذلك لما عايشوا شيئاً كهذا أساساً.
-وفى تلك اللحظه كان يجب على التدخل: ماذا تفعلون يا أصدقاء؟، أنهرتم فوراً.
-سمر: أنتِ لا يهمك الأمر طبعاً

-ليس هناك شيئاً لا يهمنى، كلنا فى نفس السفينه، حسناً.
-عادل: صدقتى لى لى.
-أكملت حديثى: وأنا أؤمن أن هذا المكان لن يفلس أيداً.
-سمر: على ماذا تتكلمين، وتتحدثين بثقه هكذا؟
-لأنى أثق بسليم، وأنه لن يدع هذا المكان يفلت من بين يديه، ببساطه لأن هذا المكان هو حلمه، وما سعى له طوال حياته.
-نادر: قال الرجل خمسه أيام فقط، كيف نتدبر كل ذلك، فى خمسه أيام؟، حياتنا العمليه على وشك الأنهيار.
-ستنتهى بالفعل، أن لم تكفوا عن قول ذلك، لدينا خمسه أيام، هذه فتره كبيره للعمل، وللسداد بها أيضاً، لا نستسلم ونعود لعملنا، هيا ياأصدقاء.

-ولكنهم لم يحركوا ساكناً من مكانهم، كانت خيبات الأمل تسود وجهوهم.


-بدأت أبحث عنه وجدته متخذاً مقعد وبعيداً عن كل الجالسين، ذهبت له، وأتخذت مقعداً بجانبه، وبدأت أواسيه:كيف حالك شيف؟
-سليم: كيف جئتِ إلى هنا؟
-ما الذى بأمكانه الوقوف أمام العزم؟
-ضحك سليم: أباكِ بأمكانه الوقوف، رأيت الغضب الذى فى عينى الرجل، وكأنه سيداعم المكان هنا بعد قليل.
-ياللهول، رأيت الغضب الذى فى عينى أبى، وقفت أمامه وحميتنى!
-سليم: كنت سأتصرف هكذا، لو حدث ذلك مع. أى موظف من الموظفين لدى.
-ماذا سيصيبك لو تحدثت بشئٍ جيداً؟
-عقد حاجبيه لكلامى.
-لقد أمهلوك خمسه أيام فقط، هل أقول شيئاً؟، فى الأصل الخمسه أيام ليست بفتره قليله.
-سليم:أى تقولين أن بإمكانى حل الأمر، أليس كذلك؟
-يعنى لنقل أن فى داخلى شعور بأنك ستحله، ألست على حق؟
-سليم: فى الأصل حتى كنت قد بدأت بالتخطيط حول من أين أبدأ، وماذا أفعل قبل قدومك.
-هذا هو سليم الذى أعرفه، أحسنت صديقى، ما خطتك صديقى؟، يعنى ماذا سنفعل؟
-سليم: يعنى سأرى ماذا يخرج منى، وكم أستطيع العثور على النقود بقدر المستطاع، وسأفكر بالاحق أيضاً.

-برأيى أن يكون هذا الجزء الثانى من الخطه، لتنهض وتلقى لموظفيك خطاب رفع معنويات جميل لموظفيك أولاً.
-سليم: تكلمت معهم أساساً.
-أمئت له برأسى: لم يكن ذلك كافياً.
-بدأ سليم يتنهد بضيق: كيف أتكلم ياترى؟
-لنفعل كالآتى، أنظر.
-نهضت من مكانى، وبدأت أشجعه: تخيل أنك تقوم بإعداد الطعام، وستعطى موظفيك معلومه عن هذا الطعام، أساساً تشرح من الصميم، وبشكل جميل أثناء تحضير الطعام لدرجه، يصبحون وكأنهم يسمعون السعر المفضل لديهم من فم شاعر.
-سليم: حقاً؟، هل هذا رأيك أيضاً.
-أجل وهذا رأيى أيضاً.
-لكن فى تلك الأثناء، قاطعنا صوت والدته من مدخل المطعم: سليم، أين أنت سليم، بنى لتأتى إلى.

-سليم: كان يجب ألا تسمع أمى بذلك، ستحزن كثيراً.
-بدأت تمسك بيده: هل ما سمعته صحيح؟
-سليم: أياك أن تفعلى أى شيئاً، حسناً؟، لا تحزنى نفسك، أنا سأتصرف.

-السيده رقيه: ياللهول، آه على ما أصابنى.
-سليم: لتهدأى يا أمى، ضغطك سيرتفع.
-السيده رقيه: خسرنا المطعم يابنى، خسرنا المطعم، ماذا عسانا نفعل الآن، وأنت مازلت تقول لى ضغط.
-سليم: نحن لا نخسر شيئاً يا أمى، أعدك بأننى سأجد تلك النقود فى أسرع وقت.
-السيده رقيه:كيف ستجدها يا حبيبى؟، لو أنك ستجدها لكنت تجدها منذ وقتاً طويل حتى الآن، وها قد حدث ما نخشاه، جاء الحجز على المطعم، ألم تقل لى أنكم حسبتم حساب كل شئ، وأنكم ستحلون هذا بلا ملل، وضيق وصعوبه يا صغيرى؟، أنظر مازلتم فى رأس الطريق، كم يوم مر على أفتتاح هذا المطعم؟، جاء حجز عليه، ذهب المطعم يابنى.

-بدأ حسن بالتدخل فى الموضوع، ولكنه لم يستطع إمساك دموعه: خالتى رقيه، سأوضح كل شئ لكِ، أنا السبب فى كل ذلك، وهذا الذنب كله ذنبى، لقد قمت بأخذ كل تلك الاموال، واعطائها لكرم، ولقد قام كرم بأخذ تلك الأموال، ولم يقم بسدادها، ولذا جاء الحجز على المطعم، هذا كله ذنبى، لكن كرم من قام بخذلانى.
-بدأت السيده رقيه بالبكاء أكثر والصياح على ما أصابهم، لتجلبوا لى ذلك الأحمق لهنا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي