الفصل الثاني

-سليم:هذه هى لى لى.
-حسن:نعم، لقد سمعت صديقتها الحلوه تُنادى أسمها، لكن ماذا تقصد بهذا؟
-سليم: ياللهول أتمزح؟، هل هذه هى لى لى المشهوره؟، التى تسببت فى تركك للطب، هذه هى؟
-سليم:الحياه تحب المفاجأت، ويعقل أنى أنا من يقوم بأعداد كعكه زفافها.
-حسن: تلك مفاجأه لا مثيل لها حقاً، ماذا ستفعل الأن؟
-سليم: أولاً لنقوم بأزاله تلك الكعكه الأن، وسأجلب لها كعكه تليق بزفافها.
-حسن: لا أطمئن لما تخطط له، أستنتقم الأن بعد كل تلك السنوات.
-سليم: آلو سيد عباس معى، أُريد منك كعكه من خمسة طوابق، زهريه اللون.
-حسن: لا تطلب من ذلك الرجل أرجوك، كعكاته مُعده منذ عشرة أيام، ويستخدم الجلوكوز ستُساء سمعتنا جودة كعكاته رديئه للغايه، أرجوك لا.
-كان سليم مازال مستمر بمكالمته الهاتفيه: أليس لديك كعكات زهريه اللون، فلتأتى بأى كعكه وتضع عليها كريمه زهريه اللون وأرسلها على العنوان الذى سأُرسله إليك.
-حسن: يا آلهى، لما تفعل ذلك؟
-سليم: صدقنى يا حسن، هذا كثير على العروسه.
-حسن بعد أن صفع جبهته: لقد أنتهى أمرُنا الأن.

كان المساء قد حل، وقد أوشك العرس على البدء بينما كنت منشغله لأمر باقه الورود والكعكه، كان عريسى "مُحسن" منشغلاً مع أصدقائه بالتحدث حول عطلتهم الثانويه والسفر لإيطاليا، كعاده كل سنه وقضاء شهر كامل سوياً فى النهايه من كل عام.
وقف والدى لى لى ووالدتى بأستقبال الوافدين بحفل الزفاف، كانت والدتى ترتدى فستان أحمر طويل، يجعلها أختى وليست والدتى كم هى جميله ، وكان والدى يرتدى بذته الرماديه.
-والدى سالم محاولاً الأطمئنان على: كيف حال الفتاه، هل هى أفضل حالاً أم لا؟
-والدتى سحر: بينما كانت مشكلتنا تتمثل فى الأزهار فقط، الأن أصبحت لدينا واحده أخرى، وهى الكعكه يا سالم.
-سالم: من وجهه نظرى أن ندع لها خرزه زرقاء، تحميها من الحسد، أتمزحين هل ستجعل الأزعار والكعك يعكروا صفوها، لنتجاوز عرسنا وننتهى.
-سحر: فلتشرح أنت ذلك لأبنتك سالم.

كان يتخلل حديثهم ذلك أبتسامات مصطنعه على خديهم، وكلمات الترحاب وبعض الأحتضان لأقاربهم.
-سالم: ليبدأ العرس، هى ستنسى كل شئ أساساً.
-كان هناك بعض الأطفال يمرحون بمكان العرس، لقد كانت والدتى منزعجه: سالم، لا بد أن هؤلاء الأطفال تابعين لعائلتك، فلتتحدث مع أخوتك بأن يهتموا بأطفالكم.


-والدى: ها قد بدأنا للتو، هؤلاء أطفال، ماذا سنفعل لهم؟، هل نربطهم فى الكراسى؟.
-والدتى: عائلتى لديها أيضاً أطفال، وهم يجلسون بشكل عاقل، أنظر لهم، لكل شئ آداب عزيزى.

على الجانب الأخر كانوا هؤلاء المحرضين لعريسى المصون، جالسين بالغرفه يقومون بألتقاط الصور لبعضهم البعض، وحين دخل عليهم وجدهم سعيدين بهذا الشكل، شعر بالحزن على حالته، لأنه سيتم تقيده من الليله، لأنه سيصبح زوج.
-محمد: ياساده، لقد أتى الزوج المستقبلى، وصاحب تانى لقب للزوج فينا، سيكون خليفتك يانبيل.
-جلس على الكرسى، وبدأ ينزع الدبله ويقوم بلبسها مره أخرى: كم أنت ظريف.
-نبيل زوج سما: ماحالتك تلك؟، أن أنك مازلت تركض خلف مندوب الأزهار؟
-محسن: هل تُسب الأزهار يانبيل؟، أنا أسبُها منذ ساعه؟
-يوسف: أنت أنتظربعد، كل شئ يبدأ للتو، الزواج شيئاً كهذا وأكثر.
-نبيل: أنظر إلى هذا، كأنه متزوج ويعرف كل شئ، ليس كذلك فقط بل يتحدث ويوجه كلامى لى أيضاً.
-يوسف: لست متزوجاً، ولكنى لست أحمق أيضاً، كما أننى آراك، وأرى بعضهم سيصبح مثلك بعد قليل.
-محسن: ها قد بدأنا، كم أنت سخيف حقاً.
-يوسف: أنتم فى حال مثير للشفقه.

-كنت أجلس بغرفتى برفقه سما وفريده: لم يستطع حتى أن يتدبر أمر الورود، هذا الشئ البسيط، أنا سأحاسبه بعد أن نوقع عقد القران.
-فريده: كيف؟، هل ستتصرفين بشكل آخر عندما تمضين التوقيع؟
-سما: الرجال مثل الضفدع ياعزيزتى فريده، فلتسألينى أنا.
-فريده متعجبه: ماعلاقه الضفدع بالرجال الآن؟
-سما: عندما تضعين ضفدعاً فى مياه مغلى، ماذا سيفعل؟
-فريده: هل هذا يحتاج للتفكير، سيموت بالطبع.
-سما: لا سيقفز خارجاً من الآناء، هكذا هو الحال عندما تُخبرى رجل بأن تتزوجوا يفر هارباً، هل فهمتى ما ستفعلين؟
-فريده محاولةٍ الفهم أكثر: حسناً إذاً، وما العمل بعد ذلك؟
-سما: فى البدايه يجب أن تضعين الضفدع فى المياه البارده، وتشعلين النار من أسفله رويداً رويداً، وعندما يقول الضفدع أنه فى مكان دافئ ومريح، لن يُدرك أنه يُسلق، وأنتِ هكذا ستقنعين الرجل الذى تُريدين الزواج منه، ولا يوجد أى طريقه أخرى، فلتصدقينى.

-حاولت تأكيد كلامها: بالظبط كلامها مؤكد، وعن تجربه خاصه لى.
-فريده: هل أنتِ فعلت ذلك أيضاً لى لى؟
-لم أمتلك أى هدوء لأُجيبها: يا فتيات أزهارى وكعكتى، ليستا موجودتان للأن، والزفاف على وشك البدء، ماذا أفعل؟، وأنتما جالستان تتحدثان عن الضفادع والرجال.

-فريده: نحن نفعل ذلك لتشتيت أفكارك السيئه حبيبتى.
-أفكارى لا تتشتت قبل قدومها.
-سما: الكعكه فالطريق لا تقلقى لى لى.
-فريده: أنا قُلت لكما، لا داعى للكعكه أبداً.
-أتمزحين!؟.
-فريده محاوله التغزل بحسن: لو أن صديق الشيف الوسيم يقوم بوضع كريمه فوقه، سيصبح أحلى كعكه من رأيى، لا حاجه لأى كعكه أخرى.
- قامت سما بوغزها: أنتبهى لكلماتك توجد طفله هنا.
-فريده: متأسفه، لقد نسيت!.
-سيلين: لقد سمعت كل شئ أمى، لكن برأيى الرجل الذى يقوم بوضع الكريمه فوقه، يكون مقرفاً للغايه.
-ضحكنا جميعاً، بسبب تلك المشاكسه.
-طاهر: ياساده، لقد وصل أمر الموافقه على التذاكر للسفر.
-محسن: أيٍ تذاكر؟، إلى أين ستسافرون؟
-نبيل: تذكره ماذا ستكون، ذهابنا لإيطاليا؛ عطله نهايه كل عام المُعتاده.
-يوسف: هل أذهب الزواج عنك عطلتنا السنويه؟
-محمد: لقد تمت الموافقه علينا نحن الأربعه.
-محسن: أربعه، ألن أذهب معكم؟
-بدأو فالضحك، نبيل: هل جننت، أستترك زوجتك يعد زواجكم ببضعه أسابيع، لتذهب برفقتنا لمده شهر.
-محسن: هل وافقت زوجتك، على أن تذهب معهم يانبيل، أسمحت لك بذلك؟
-نبيل: أنا بدأت بالهمس فى أذن سما، منذ شهرين، ووافقت لها على عدة أمور، فسمحت لى بالذهاب، لا تنسى الهمس ذلك يعطى نتائج جباره، فلتتبع ذلك الأسلوب مع لى لى، لكن أنا سأذهب.
-كانت نظر محسن لأحد من أصدقائه وجده يضحك عليه.
-طاهر: أنت لن تذهب ياللهول، كم أنا مُشفق عليك، هل أنت بخير، أنت تتزوج يا أخى.
-محسن وماذا يوجد فالأمر أن تزوجت أيها الأبله؟، ما علاقه ذلك بعدم ذهابى معكم؟.
-نبيل: هل على أن أقول لك مره أخرى، كيف ستذهب وتترك زوجتك فى بدايه الزواج هكذا، دع أمر الزواج وبتعمل ككاتب، لأن خيالك غير محدود ورائع، صدقنى.
-محسن:سترى من سيذهب ويكون على رأسكم.
-طاهر: فلتبقى هنا ولاتزعجنا، حتى تلك العطله تكون تكليفاتها بالغه، وأنت مازالت حديث فى أمر الزواج، وتحتاج كل ما لديك من أموال، خذ الأذن من زوجتك، وسأشترى لك التذكره على حسابى، هذا وعد.
-نبيل: كلامه صحيح.
-قطع حديثهم، مندوب الورود وكان يتنفس بصعوبه نظراً لكم المرات التى ذهب وعاد بها لمكان العرس: هذه هى الأخيره يا أخى، هكذا قال صاحب محل الورود، وأن لم تُعجب العروس فلا نُريد أى أموال منكم، وسأترك هذا العمل بسببك أنت والعروس الطائره،
-بدأ كل من بالغرفه بالضحك على حال صديقهم: أعانك الله محسن.
-مندوب الورود: كان الله بعونك، ستعانى كثيراً معها.
-محسن: شكراً لك.
-نبيل محاولاً توعيته: محسن، فلتنسى أول خمس سنين زواج أن تستطيع السفر أو فعل أى شئ أنت معك شريكه بحياتك الآن.
-محسن: أيُعقل ذلك؟.
-نبيل: أن كان لك حظ فالأمور ترتخى بعد ذلك، الزواج يسير بهذا الشكل.
- محسن: فلتسمع يانبيل، سيكون زواجنا مختلفاً لن يكون زواجنا عادياً.
-قام نبيل بإيمائه رأسه ساخراً من كلامه: نعم بالطبع.
-أستكمل نبيل حديثه متغاضياً عن سُخريته: سيكون لدينا أحترام لأذواقنا وحريتنا.
-بدأ نبيل يهمهم: اها طبعاً.
-محسن: لا تهمهم لى هكذا، سنكون كذلك.
-بدأو بالضحك مره أخرى: الجميع يقول ذلك فالبدايه.
-محسن: لا سيكون كما يُريد أنا واثق.


- دخل لغرفتى ممتلئ بالثقه وممسك لباقه الورود الورديه: حياتى لى لى، لقد جلبت لكِ باقه الورود التى تُريدينها.
-وقفت ممُنبهره أن الأمر قد حُل أخيراً: ياللهول فتيات، فلتعطونى مناديل.
-فريده ممسكه بالمنديل: ماذا، أليست مما تُريدين تلك المره؟
-محسن: ماذا فالأمر، إلن يتم أمر تلك الزهور
-لا أنها كما أردتها بالمثل، أترون كم هى جميله، ومبهره.
-فريده: حمداً لله، ألم يكن سيمر العرس بدونها.
-وعندما تصبحين عروس ستعلمين.
-فريده: عندما أصبح، لنرى حينها.
-محسن: إذاً أنتِ توافقين على أمر السفر؟
-سما: ماذا هل ستذهب معهم أثناء سفرهم لإيطاليا غير معقول؟، وهو لمده شهر كامل.

-محسن: نعم، لقد أعتدنا على هذا الأمر منذ أن كنا بالجامعه، نسافر بلد جديده كل عام، لا يمكننى أن أدعهم يسافرون بمفردهم، أنا من أتولى أمر السفر كل عام، لا يليق بى تركهم.
-بدأت أقترب منه، محاولةٍ إلا أنفجر غيظاً بوجهه: كم فكرت بشكل جميل، حللت أمر الورود من أجل السفر.
- محسن: أعتقد إنك أعطيتنى أذن السفر؟.
-أعطيتك ماذا؟، هل تقف غبيه قبالتك؟.
-محسن: حياتى، لا أستطيع تركهم يذهبون بمفردهم، لست معتاداً على ذلك.
-إذا أذهب وتزوجهم محسن، هل أنت عديم الشعور لتلك الدرجه؟، أين شوهد أن رجل متزوج حديثاً ترك زوجته شهراً كاملاً وسافر برفقه أصدقائه، بينما أنا أحلم أن ربما تكون قد قمت بإعداد شهر عسل مفاجئ لى ولك فى فصل الصيف، وما تخططت له حقاً هو الذهاب والتجول مع أصدقائك لمده شهر، أى حظ هذا يالله؟، أنت لم تقل كل هذا الكلام وأنا لم أسمعه، فهمت؟.

خرج من الغرفه وتركنى، ولم أكن أعلم أنه لن يأتى مره ثانيه.

-كان يقف حسن وسليم على شاطئ البحر المطل عليه مكان العرس: أيها الشرير، لقد جعلت لى لى تدفع ثمن كعكه أسوء كعكه بالعالم، هل أنتقمت منها بهذا الشكل؟
-سليم: لا ليس بعد، لم انتقم، ليته سنحت لى فرصه أفضل، لو أننى أذللتها بأحكام.
-حسن: برأيي أنك قمت بعمل جيد خلال وقت قصير، أى كان جيداً، لكن الفتاه جميله للغايه.
-سليم: هناك كلام يقال خارجى ويظهر بأنه غير مهم، لكنه يُحرقنى من الداخل كثيراً، هل تعرفه؟، بالمناسبه هل أتممت أمور الحساب؟
-حسن: نعم لقد أتممت كل شئ، إذاً لنعد نحن إلى مسألتنا الأن.
-سليم: فلنعد، كيف سنُسير الأمور؟
-حسن: نغلق الدين وسنفتح المطعم الجديد بعد يومين، لكننا لم نقم بوضع قائمه الطعام الخاصه بالمطعم للأن أيها السيد سليم، ماذا سنفعل؟
-سليم: حسن، أنت تعلم كم أن هذا المكان مميز بالنسبه إلى، أليس كذلك؟.
-حسن: نعم أعلم.
-سليم: حسناً، فلتنتظر لأن شئ كهذا لا يُعد بتلك العجله، أحتاج لأن أتمهل قبل قيامى بوضعها، أريدها أن تكون الأفضل.

-حسن: حسناً أنا أتركها لك.

كان يقف على أحدى الحواف المقابله للشاطئ، وبدأ يتذكر حديث والدى، وحديث أصدقائه، وحديثى أنا، وبدأ يصاب بضيق تنفس، وكان يخطط لألقاء نفسه بالبحر ليغرق، لكنهم لاحظوه.
-سليم: حسن، أنظر إلى هذا، أخشى أن يقفز من مكانه.
-حسن: لا، لمَ يقفز؟.
-سليم: تعالى، لنطمئن على حاله.
-ذهب سليم وحسن إليه: هل أنت بخير يا صديقى؟.
-محسن: بخير، لكن لا أستطيع التنفس، أشعر بالضيق، هل توجد أى مشكله لو ألقيت بنفسى من هنا؟
-سليم: فلتهدأ قليلاً، بالطبع توجد مشكله، ومشكله كبيره.
-سليم: كان يحدث هذا لى كثيراً فى الماضى، لكن فى تلك اللحظات كنت أفكر بالناس الأسوء منى وضعاً، على سبيل المثال، ذلك الرجل بالداخل، من سيتزوج بتلك الفتاه المتعجرفه لى لى، لن يستطيع التنفس طوال حياته.
- نظر لهم وكانوا قد بدأو بالضحك: ياللهول، أأنتم أيضاً؟.
-سليم: نعم، أنه ذلك الرجل الغير محظوظ، الذى يعتقد بأنه يمكن أن يتنفس مع تلك المرأه التى سيتزوجها، برأيى انت وأنا وكل الناس الذين فالعالم يجب أن يحمدوا الله على حالهم.
-تركهم محسن وذهب: فلتمر تلك الليله بسلام يالله.
-حسن: لكنه ضرب لك مثالاً جميلاً.
-سليم: ما أمره هذا؟
-حسن: ما أدرانى.
كنت بالغرفه أردتى طرحه فستان زفافى، وأتمم اللمسات الأخيره على وجهى.
-ما رأيكم الأن؟
-فريده: تشبهين الأميرات كثيراً، كم تبدين رائعه.
-سما: هيا ليبدأ العرس الأن.
-دخلت والدتى الغرفه وكان يتبعها أبى: لى لى هيا أبنتى، العرس قد بدأ والجميع بأنتظاركم.
-حسناً أمى فلتنتظرينى،أنا آتيه معكِ، سألتقط أزهارى.
-والدتى: ألتقطيها حياتى.
-والدتى: لكن هناك شئ أخر، أشعر بأننا نسيناه.
-فريده: لا لم ننسى شئ، كل شئ جاهز، وأزهارك بيدك
- ماهو؟
-والدتى: ياللهول، العريس.
-والدى: الرجل ليس مهتماً.
-والدتى: أنظر، أنا على الرأى نفسه معك هذه المره يا سالم.
-سما: هيا سيلين فلتذهبى وتنادى. لمحسن، أخبريه أننا بأنتظاره جميعاً، ليبدأ العرس.
-ذهبت سيلين للغرفه التى يوجد بها محسن ورفاقه: أبى، تطلب منك أمى أن تأخذ العريس وتذهب، لأن العروس بأنتظاره فى غرفتها.
-بدأ نبيل يسأل أصدقائه: أين محسن؟
- طاهر: لا نعرف: أليس بجانب العروس يا سيلين.
-سيلين: لا عمى العروس تنتظره بغرفتها، وعليهما الخروج الأن.
- يوسف: أين هذا الرجل المجنون؟
- محمد: أنا كنت بالخارج الأن، ولم آره.
-نبيل: حسناً فلتذهبى لأمك والبقيه ابنتى، ونحن سنبحث عن هذا الأبله.

بعدما كان الجميع بأنتظار لحظه خروج العروس ممسكه بيد عريسها، بدأ الجميع يبحث عن ذلك العريس الهارب من عُرسه، كيف يُعقل هذا؟، كان أبى يستشيط غضباً وأخبر كل رجاله بالبحث عنه فى كل الأنحاء، ولكن لم يعثر له على أثر، حتى أصدقائه لم يعرفوا له مكان، حتى أنهم بدأو بالبحث عن البحر خوفاً من أن يكون قد قفز منتحراً، كنت أثناء كل هذا أنتظر قدومه عله يمزح معى، أو ليرى رده فعلى أو كم أحبه، لكن بعد مرور ساعتين من البحث لم يجدوه، كأن الأرض قد أنقسمت لنصفين وأبتلعته.
-صعدت لغرفتى بالطابق الأعلى، ولم أسمح لأى أحد بالدخول، وقفت أمام المرآه وبدأت أسأل نفسى: لما يحدث هذا معى، لما لا يكتمل لى أى شئ، ألست جميله بما يكفى، هل سأظل هكذا دائماً، أحبيت رجالاً كثيرين ولكن لم يبقى أحد منهم معى، حتى محسن يوم زفافنا قد هرب منى.
لم أشعر بنفسى ألا وأنا أدخل للأستحمام، ل بفستان زفافى، ولم أنزع أى شئ عنى، ظللت أسفل المياه تتخلل جسدى، ولم أكف عن البكاء لساعات طويله.

-وفى الصباح كنت قد أنتقلت لسريرى، واستيقظت على صوت المنبه: صباح الخير لى لى، لا يهم أى شئ حدث بالأمس، من المهم أنك بخير، لديك حياه طويله، ستكتمل بذلك الأبله وبدونه.
- أرتديت ملابسى أستعداداً لملاقاه فريده وسما.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي