الفصل الرابع

كنا ا قد وصلنا لصالون التجميل، وشرعنا فى غسل شعرنا وقصه، وبدأو فى أختيار قصه شعر مناسبه لى ولهم.
وبعض الأنتهاء من الصالون التجميلى، ذهبنا للتسوق والتبضع بملابس جديده، وتناول الغداء.
-هل بالغت كثيراً فى الشراء يا فتيات، لا أستطع حمل الأكياس من كثرتها.
-فريده وسما سوياً: لا عزيزتى أنه منتصف الموسم حتى، لا لم تبالغى.
وبينما نحن نسير لا ندرى ماذا سنفعل، وجدنا طفل صغير يبكى فى منتصف الطريق.
-هل أنت بخير عزيزى؟
-الطفل: لا لقد أصبت يدى بخدوش أثر اللعب بالكره الخاصه بى على الرصيف.
-حسناً، لا تحزن.
قمت بوضع كريم من الذى أحمله بحقيبتى على جروحه، وبدأت أطمئنه.
-أين والداك؟
-الطفل: ها هى أمى.
-أخذنا االطفل وذهبنا لأمه: تفضلى لقد وجدناه يبكى، ضمدت له خدوشه وأتست به إليكِ.
لا يمكن أن أكذب أن أمه كانت غريبه الأطوار، لكن بعد ما قالته لى، أصبحت أكثر غرابه من وجهه نظرى.
-هذه البطاقه الخاص بى ، أنا دكتور متخصصه بالجلد، إذا لم تُشفى يداه فلتأتى لعيادتى بعد شهر ونصف، ولتضعى له ذلك الكريم مرتين كل يوم.
- أهدتنى تلك السيده ورده وقامت بمسك يدى قبل رحيلى: بنيتى أنت تتألمين، كم أنه ألم كبير بداخلك، روحك تحترق كثيراً من الداخل.
-حاولت أن أنفى كلامها: من أين تأتى بهذا الكلام، أنا بحال جيد، جيد للغايه.
- السيده: أنا لا أنظر لما يقوله لسانك، بل أنظر لما تقوله عينك، دعك من كلامى، لا تحزنى لهذه الدرجه، ليذهب.
-سألتها: من!؟.
-السيده: الذى تركك، الذى وعدك وتركك فى منتصف الطريق، ألا يوجد شخص فعل بكِ شيئاً كهذا.
-فريده: لى لى سما، أنا خائفه هذه السيده تعرف كل شئ، ما هذا، يا آلهى.
-أكملت السيده حديثها: كأنهم غرزوا خنجراً فى قلبك.
-بدأت أسألها: ماذا ترين بداخلى غير ذلك كله؟.
-السيده: هذا ليس بدون سبب، أنتِ أيضاً غرزتى خنجراً بقلب أحدهم يوماً ما فيما مضى، حرقته وهدمته، أن أحببتِ فأنك تحبين، وأن أحزنت فأنك تحزنين، أذهبى وأوجدى من كسرتِ قلبه، وأطلبى منه أن يعفو عنك حينها لن تتألمى مجدداً، أخرجى الخنجر من قلبه، أضمدة جرحه، قدمى أعتذارك، ولا تتركيه قبل أن يقول سامحتك، وإلا ستبقين وحيده طوال عُمرك.
كلام تلك السيده الغريبه، المخترقه للعين والقلب جعلنى فى حيره أكثر من عُمرى، وسط كُل تجاربى تلك انا من كُسر قلبه وترك، وبكى كثيراً، تُرى من الذى كسرت قلبه أنا.
جلسنا نحن الثلاثه نفكر نعد أن تركنا تلك السيده، بدأتا نسترجع شريط حياتى منذ أن كنت فى الجامعه، وبدأنا نضحك على كل ذكرياتنا التافهه وغريبه الأطوار، ولم نكن نصدق أن تلك الفتيات هن اللواتى يجلسن الأن بعد كل تلك السنوات.
-فريده:يجب أن نأخذ كلام تلك السيده الغريبه بجديه

-سما: أنتم يفتيات تعرفن أننى لا أصدق، أشياء مثل هذه لكن المره قامت بعمل أشعه سينيه لقلبك، وقامت بوضعها فى يدينا لى لى.
-فريده: لا أريدكم أن تغفلوا عن جملتها تلك، لقد غرزتى خنجراً فى قلب أحدهم، وقام أ أخر بوضع خنجراً بقلبك، قالت ذلك.

-أنا فى الأساس أفكر بتلك الكلمات.
-سما: أجل، قالت ذلك بالضبط.
-فريده: وهذا يعنى إنكِ ظلمتِ شخصاً ما لى لى.
-يا فتيات أنتم أفضل من تعرفان خارطه عشقى، ألم يتم تركى دائماً، من المستحيل أن أكون أنا من تركت، لذا لم أُحزن أى أحد من قبل، فليشهد الله على حديثى ذلك.
-فريده: ذلك أيضاً صحيح، هم من أحزنوك دائماً، أليس كذلك سما.
-سما: لا ليس كذلك، هناك أيضاً من عشقوك ولم يستطيعوا رؤيه مقابل ذلك أليس كذلك؟، كيف لا يمكن ألا تكونى أحزنتى شخصاً ما؟، برأيى أنا لنفكر.
-بدأنا نفكر لبضعه دقائق بالأمر.
بدأنا نسترجع العديد من الشباب بالجامعه، حتى وجدناه.
-بعد ذلك كان هناك فتى ذو حبوب فى وجهه ونظاره غريبة الشكل، كان ينظر إلينا عندما يرانا مثل معجب أخرق، ألا تذكرانه، كنا نستخدمه كعبد كان يقوم بأداء كل الأعمال الجامعيه لنا، كم كان فتى ساذج ما اسمه؟
-ظللنا قرابه العشر دقائق نتذكر اسمه، حتى تذكرته فريده أخيراً.
-فريده: تذكرته، لقد كان اسمه مروان، تذكرته، كنتِ تسخرى منه دائماً، وتضحكين عليه.
-سما: كنتِ تستعبديه وكان بمثل الخادم لكِ، وفى نهايه المطاف، فطرتى قلبه ذلك المسكين، كم أنتِ عديمه الشفقه، هل يُفعل هذا بأنسان ما.

- فلتنظروا من تتحدث، كأنى فعلت ذلك بمفردى، لكن عندما كان يتم حل فروضكن وأعمالكن فقد كان ذلك جيداً.
-سما: أنا كنت أشفق عليه، لكن أنتن كنتما تعبثان معه دائماً.
-فريده: حسناً، أنضح لنا الأن أننا قد ارتكبت بعض الأخطاء البسيطه فى حقه.
-بسيطه!!
-أذكركم أنتما من ضربتا للفتى المسكين الضربه الأخيره.
-سما:فريده من أجبرتنى على ذلك، أمسكتنى من ذراعى وقالت سنستمتع قليلاً، وأخذتنى إلى الفتى، ما أدرانى أنها ستفعل شئ كهذا به.
-أتسعت حدقتى فريده لسماع تلك الكلمات: كم أنتِ أنسانه بائعه يا سما كم أنتِ أنسانه بائعه يا لى لى؟، ألم تقولى لنا أنكِ سئمتى وترُدين أن ننقذك منه ومن تتبعه لكِ، ولذلك فعلنا شئ كهذا، كلتانا فعلنا ذلك يا سما.
-سما: لكن مالعمل الأن، نحن حتى لا نعرفه، لقد ترك الجامعه حينها، ولم يكن له أى أصدقاء بالجامعه.
بدأنا بتذكر حينما ذهبت كل من فريده وسما إليه، وجدوه يجلس بمقهى الجامعه، يحل لنا الفروض ويمسك بسندوتش البرجر بيده الأخرى.
-فريده: مروان، هل مازلت تجلس؟، يا آلهى مازال يفكر فى معدته.
-مروان: هل كان على فعل شئ ما؟
-فريده: نعم عليك فعل شئ هام للغاية.
-مروان: فى أى موضوع؟
-فريده بلؤم مصطنع: فى موضوع لى لى، هل ظننت أننا لا ندرك أنك تحبها للغايه، أليس كذلك يا سما فلتقولى شيئاً، أنت أيضاً.
-سما: نعم تحبها، الجميع يُدرك ذلك، الجميع يعرف مدى حبك لها أيضاً.
-مروان متوتراً: لا، لا يوجد شئ كهذا بالطبع.
فريده متصنعه أنها قد صُدمت لكلامه هذا: ماذا تقصد.
-مروان: أقصد أنى لا أحبها، بل هى مجرد صديقه مقربه بالنسبه لى.
-سما: لا تكذب علينا، نحن نعرف كل شئ، لا تخجل.
-فريده:هذا عشق، العشق جميل للغايه، بما أنك تحبها فلتقف قبالتها وتخبرها بذلك؟
-مروان: كيف ذلك؟
-فريده: فلتعترف بعشقك لها.
- أبتسم مروان خجلاً: أنا لا أستطع فعل شئ كهذا أبداً.
-فريده:لماذا؟.
-مروان: لنرى أن كانت هى أيضاً ت....
- قبل أن ينهى مروان حديثه فريده: مروان الفتاه تعشقك، أليس كذلك يا سما.
-سما متردده: نعم، مشاعرها ليست فارغه تجاهك.
-مروان: حقاً؟
-سما محاولةٍ الكذب: بالطبع تحبك للغايه.
-فريده: وغير ذلك، ماذا يتطلب العشق سما؟
-سما: ماذا يتطلب؟
-همست لها فريده : يتطلب الشجاعه أيتها الغبيه.
-سما: الشجاعه، يتطلب الشجاعه.
-فريده: وأنت مروان أستجمع شجاعتك، وقف أمامها وأصرخ لها أنك تعشقها، أن كنت تحبها فبرأينا أذهب وتكلم معها.
وقام بالوقوف فالحرم والأعتراف بحبه لى وأنا رفضته وما إلى ذلك.
-عاملناه بقسوه جداً برأيي.
-سما: ماذا، أكتشفتى ذلك الأمر الأن؟.
-كفاكِ، تأنيباً لى سما، لو كان أعترف لى الأن، لم عاملته بتلك القسوه إبداً.
-سما محاولةٍ تبرير فعلتهم: لقد كنا مراهقات وطائشات للغايه، من أين لنا أن نعرف أن كل ذلك سيحدث له.
-فريده بغضب: لقد كنا حيوانات، طائشات ماذا؟، مراهقات ماذا؟، ترك الرجل الطب بسببنا، هل تعرفون ما هو أن يترك الطب؟.
-سما: أنا طاوعتكما، صدقانى لم أرغب بفعل هذا به.

-فريده: لا، أريد تذكيرك دائماً أننا نحن السيئتات دائماً، نحن من قمنا بفعل هذا به.
-لكن دعونا ننظر للجانب الجيد، أن محسن لم يتركنى بسبب أنه لا يحبنى، ولكنه تركنى بسبب اللعنه، أليس كذلك؟

-فريده: نعم عزيزتى هذا صحيح، إذا قُمنا بحل تلك اللعنه، سيعود لكِ محسن.
-مما يعنى، أن كل هذا كان ذنبى أنا، يا فتيات يجب أن أجد مروان وأعتذر له، وأجعله يُسامحنى.
-سما: حسناً، لكن الشاب ترك الجامعه وذهب بعد ذلك اليوم، ولم نره مجدداً مُنذ ذلك اليوم، أين سنجده؟.
-فريده: كيف تسألون ذلك السؤال يا فتيات، نحن نستطيع من رؤيه بالقطب الجنوبى اليوم عبر الأنترنت، من السهل للغايه أن نجد المدعو ذلك مروان من على الأنترنت وهو مجرد شخص فى نفس حدود المدينه، ليس هناك حل لنجده غير ذلك.
-بدأنا فالبحث عنه، ووجدنا العديد من الأشخاص الذين يحملون كلهم نفس الأسم مروان شاكر، قمنا بأخذ مواعيد عديده معهم، وقمنا بمقابلتهم، ظللنا على ذلك الحال طوال يومين، لكن كل ذلك كان دون جدوى حتى أنى فقدت الأمل فى إيجاده وأن تُحل اللعنه عنى، أو حتى لكى يعود لى محسن، ليس بجديد فأنا أعتدت ذلك الحظ.
فاليوم الذى يسبق يوم الأحتفال كانت والدته معه تقوم بتنظيم المكان للأحتفال، كان يُراقبها من بعيد عندما قامت بحمل صوره والده من مكانها، لتأخذها معها للمنزل.
-سليم: ماذا تفعلين أمى؟، لما حملتها من مكانها؟.
-السيده رقيه: ليس لها مكان هنا بعد الأن؟، هذا ليس مكان والدك بعد الأن، الأغراض مختلفه والأشخاص، وكل شئ.
-سليم: لا بل هذا مكانها الصحيح، لولا ذلك الدكان الذى فتحه أبى، وجعلنى أُحب الطعام وطهوه، لم أكن لأفتتح هذا المكان، كل هذا فضله وفضلك أنتِ يا حبيبه عينى، هو أبى ومعملى، وأنتِ مُلهمتى دائماً.
- بدأت عيناها فى البكاء فرحةٍ بأبنها.
-سليم: هل ما أراه صحيح، هل تبكين والدتى؟
-السيده رقيه: بكاء ماذا؟، أنت تعلم أنِ لا أبكى.
قام بأحتضانها: أدامك الله لى يا أمى!.


-وبينما كانوا ينهون أعمال المطبخ النهائيه: هيا يا أخوتى، لقد حان وقت ضيافتكم، هيام هل تجلبِ الأطباق من فضلك، لقد أعددت لكم صنف هائل من
قائمه الطعام الخاصه بالمطعم.
-السيده رقيه: سلمت يداك يا بنى!.
-حسن: ها هى القهوه بجانب التحليه.
-السيده رقيه: رائحتها شهيه للغايه.

-كرم الذى دخل مسرعاًعند أشتمام رائحه طعام شهى: جعلتم هذا المكان يفوح برائحه طعام شهيه للغايه.
-هيام: أسرع عزيزى، حماتك تُحبك.
-السيده رقيه: نعم أحبه للغايه، لدرجه أننى لا أدرى ما سأفعله الأن لرؤيته.
-كرم: هل هناك أى مساعده لأقدمها لك سليم.
-سليم: لا، لقد أنهينا الأعمال جميعها تقريباً.
-كان كرم قد أخذ أحدى الشرائح على طبقه، وقام بأعطاء العديد من التعليقات السلبيه عليها.
-السيده رقيه: يالله، أنت أعطيتنى هذا، فلتعطنى صبره أيضاً.
-كرم: هل من الممكن أن أخذ شريحه أخرى أخى سليم؟.

كنا جالسات نتذكر خيباتنا على مدار اليومين الماضيين.
-فريده: هل يمكن أن يكون هناك شخص لا يستخدم الفيسبوك أو الأنترنت فى تلك الأيام، كيف لا نستطيع أيجاده بهذا الشكل.
-مايُحيرنى حقاً هو كيف يتواصل مع الناس؟.
-سما: هذا يعنى أنه مازال بعقليته القديمه.
-فريده: وربنا أصابه شئ ما، مات مثلاً.
-ضرخت حينها: لا، لا يمكن ذلك، لو مات لن أستطيع أن أحل اللعنه تلك من على، ولن يعود لى محسن مره أخرى.
-سما: بعيداً عن تلك المشكله التى تخص مروان، لكن من قام بتسميه زوجك، أو من كان سيكون زوجك بهذا الأسم؟
-هل هذا ما يشغل بالك الأن سما، والده من قام ياسمين على أسم جده لأنه كان يُحبه كثيراً.
-فريده: هل يمكن أن نعرف أين هو ذلك الأبله الآن؟.
- ماذا سنفعل، فلتخبرانى.
-سما: لننتظر حتى نعرف أين هو، يمكن أن نجده يحيا حياه سعيده فالجوار.
-فريده: ألم تُفكرى فى أنه من الممكن أن يكون متزوج؟
-وماذا سأفعل حينها، سأطلب أن يسامحنى فقط.

كان ينتظر مجيئه إليه لأنه كان يحاول الأختباء، والأستفسار عن أحوالها، وأحوال والدها المجنون الذى يريد التخلص منه.
- محسن: هل مازال والد لى لى المجنون هذا يبحث عنى؟.
-نبيل:نعم مازال يبحث عنك، وفى حاله عثوره عليك ستكون مشكله كبيره، لقد وضع رجلاً أمام منزل، هل جننت تترك ابنه رجل كهذا يوم العرس؟، وتهرب يا محسن.
-محسن: لماذا أفشل بكل شئ، لماذا؟.
-نبيل: لا أعرف، يجب توجيه السؤال لك، كنتما تستمتعان وسعيدين للغايه، ماذا حصل فجأه.
-محسن: خفت من الزواج، لقد خفت من الزواج يا نبيل، ماذا أفعل؟.
-نبيل: هذا توضيح كافى بالنسبه إلى رجل، لكن لا يكفى لأقناع أب معتوه وابنته.
-محسن: لقد رأيت بنفسك ماذا حصل، وسط كعكه الزفاف والورد، قد وصلت الأحوال لحاله سيئه للغايه، شعرت أنى قد تم حبسى فى أحد الزوايا، ولم أشأ أن أُدفن فى القبر وأنا حياً، مثلك.
-نبيل: مثلى، كم أنت نذل، لن أستطيع مقابلتك مره أخرى، لو علمت سما بذلك ستقوم بشنق
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي