الفصل السادس عشر

-ملك: حينها لم نستطيع الخروج من الغرفه لا انا ولا انت.
- نبيل :ولم َنخرج من الغرفه؟
- قام نبيل بتقبيلها من خدها وودعها: أنا ذاهب الآن حبيبتي ملك.
-ملك: الى اين انت ذاهب الان؟ 
-نبيل: لدي العديد من الاشغال اريد ان انجزها
-ملك: حسناً،إلى اللقاء ذهب نبيل إلى ليلى في السجن، وقام بانتظارها في غرفه الزياره ، حتى قدمت اليه وكان يبدو وجهه بشوشا للغايه، مما جعل ليله تتفائل بما سيقول لها بعد قليل، وعندما اخبرها بأن المستشار العام أحمد سعيد قد قام بمساعدتها، فرحت كثيرا قائله :هل هذا حقيقي؟ حقا!
-أكملت ليلى بعد أن دمعت عيناها: هل سيتم الافراج عني في الجلسه القادمه؟
-نبيل: نعم الجلسه المنتصفه غدا، وقد رتبت كل شيء ستخرجين، وتكونين حره عزيزتي ليلى.
- نبيل: ماذا قلت لك من البدايه حبيبتي؟ ألم اقل سأخرجك من هنا فى أقرب وقتٍ ممكناً
- ليلى: عندما سمعت ثمان سنوات في الجلسه، ظننت انك قد تخليت عني، وأنزني لن أخرج من ذلك المكان المشؤوم طوال حياتي.
- نبيل: ظلمتني قليلاً هناك، اعترفي بذلك لقد قمت بسوء الظن بى، ظننتِ أني سأتركك ليلى رغم وعود الكثيره لكِ.
- أكمل نبيل متصنعاً الحزن:  وكنت وكأنك نسيتي ان لدينا أمر ناقص.
-ليلى: وماذا لدينا نبيل؟
-نبيل: كان لدينا تناول طعام ناقص انا وأنتى، أننا كنا في موعد عشاء هام اقول لنكمله عندما تخرجين من هنا سريعا.


 لم يتهلل وجه ليلى لسماعها تلك الكلمات وردت في كلمات مقتضب:ه لأطمئن على والدي اولاً، أخبرتني المحاميه ملك الشافعي انك تهتم بوالدي كثيرا أثناء اقامته في المستشفى، شكرا لك على ذلك كله يا نبيل، أنه بخير أليس كذلك؟ كم اتشوق لرؤيته كثيراً.
 -نبيل: بخير ، أجل بخير، تبقى القليل فقط ،ويصبح بصحه وعافيه جيدين.
-قام نبيل باحتضانها ستجتمعان قريبا يا ليلي، لا تقلقي.

قامت ليلى بضمه هي الاخرى لكنها لم تكن تطمئن له وكانت تشعر بأن هناك شيء ما يخفيه نبيل عنها وهذا ما كان يجعلها غير مرتاحه البال.
- وفي الصباح كانت ليله تتناول الفطور برفقه ميرفت وحنان ولكنها لم تستطع النوم طوال الليل من شده فرحتها بقدوم موعد جلستها.


- كانت ميرفت تتحدث عن البغبغاء الخاص بها: تسوء حاله هذا المسكين ولا يتحدث منذ ايام عديده.
- ليلى: يا له من طائر جميل للغايه، لا أستطيع التفريط بمثل هذا الجمال ، فور خروجي من هنا، سأذهب ألى المخبز وأقوم بتنظيفه وتهيئته، حتى نكون مستعدين لعملنا من جديد، عندما يخرج أبي من المستشفى، ها لقد عدت من جديد سأبدأ بغسيل الفرن في الصباح كل يوم كالمعتاد

- ميرفت: طبعاً، يستمتع راجل مسكين بالتقاعد وتبتدي أنتِ بالعمل من جديد.
-ليلى: لا يستطيع الوقوف أبداً، أنا أفعل وهو يقول فقط.
- حنان: ليحفظه الله لك يا ليلى، كم سأشتاق لك كثيراً.
-ميرفت: آمين.
-ليلى: ليحفظه الله، ليبقى ويتكلم، ليبقى فوق رأسي ويتحدث كثيراً، هل تعلمين أن آلذ الأرغفه التي يتم خبزها في الصباح، هي تلك التي تصنع وهو يتحدث إلي.
- ميرفت: ولكن الحفيد مختلف لا تستطيعين ابقائه لدقيقه، أن كان لديه طفلاً كحفيد، وأنظرى كيف سيتعامل والدك بمنتهى الرشاقه والخفه، لن تستطيعى الوقوف أمامه، او التملك منه ستجديه مره في السوق، ومره في الحديقه، ومره يقوم بالتنزه مع ابنك ومره اخرى يقوم بتنظيف الألعاب معه. - نظرت لها حنان مؤكده كلامها:أجل - ليلى: لاحقاً، هذا الكلام لاحقلً يا أختي.
- حنان ماذا لاحقا يا بنت؟ ألا يوجد أحد في حياتك؟ كيف تكونين بذلك الجمال المبالغ فيه ولا تمتلكين شابا ما يحبك او على الاقل معجب بك؟
- ليلى: لا، لا يوجد.
- حنان لا يوجد على شكل يوجد وانا صدقت.
 وعندما سمعنا صوت باب العنبر يفتح.

- حنان: على الاغلب أنهن الحارسات، قد أتيتن لأخذك، حان موعدك للخروج يا مريم.
- لكن الغريب أنهن لم يكن الحارسات بل كانت نفس النساء التي قامت بضرب حنان في المرحاض، كانت ليلى تحاول الدفاع عن حنان، وميرفت أيضاً.
- لكن قامت نفس تلك المراه التي كانت تزعج مريم في منطقه الأنتظار قبل دخولها للسجن قالت لها: لا تقلقي لم نأتي من أجلها بل أتينا من أجلك.
- صاحت ليلى في وجهها: وماذا تريدين أنتِ مني؟


-قامت المرأه غريبه الأطوار، بنزع سكين من جانبها، وكادت أن تقضى على حياه ليلى، ولكن فجأه وقفت ميرفت وسطهن، وقامت بتلقى الطعنه بدلاً من ليلى، هربت المرأه مسرعه، وبدأت حنان بالصياح: ألا توجد حارسه هنا؟ وبدأت تركض خلف تلك المرآه، ساعدينا أيتها الحارسه، ألا يوجد حارسه؟
-وكانت ليلى تصرخ: لا ميرفت، أستيقظى.
- بدات الحارسات بالدخول الواحده تلو الاخرى إلى مكان نومهم :ماذا يحدث هنا؟ ماذا جرى ماذا يحدث هنا؟ فلتتكلمن أيتها السيدات.

-بدأت ليلى بالصراخ وكل الفتيات المتواجده بالعنبر، حتى إن البغبغاء قام بالتحدث كأنه ينادي على ميرفت بألا تموت.
- خرجت ليلى من السجن بخطوات ثقيله، وكانت تشعر بأن كل العالم يضيق بها، وكأن فرحتها سُلبت منها فى مثل ذلك اليوم، وذلك بسبب وفاه ميرفت التي ضحت بحياتها من أجلها، لكن لم تتنازل ليلى عن أخذ الببغاء الخاص بمرفت معها.
- في اثناء خروجها وعند عبورها من بوابه السجن، وجدت المحاميه ملك الشافعى بأنتظارها.
 ليلى شعرت دائماً بأن الزمن لا يمر بداخله، والحال الآن أنه مكان بمجرد المجال ينتهى بخطوتين الخروج.
- ملك: هيا لنذهب، أنت الآن في الخارج بخير، هيا عزيزتي، سمعت بما حدث في الداخل، لحسن الحظ أنه لم يصيبك أي.
مكروه.
- ليلى:ليته أصابني، أنا لم يكن ذلك بالساهل أبدا ً.
- ملك: هيا لكى نذهب الآن، فهناك من ينتظرك.
-دخل رضا مسرعاً، إلى مكتب راشد العلايلى،  وكان يرتجف خوفاً مما حدث: سيدي هناك أمر بالغ الأهمية، قد وقع.
-راشد العلايلي: ماذا حدث يا هذا؟ لتخبرني الآن.
-رضا:لقد تم قتل سجينه أخرى بدلاً من قتل ليلى، لقد فادتها امرأه اخرى، بدلا منها وقتلت،  والبنت الآن حره طليقه سيد راشد، حدث خطأ يا سيدي.
- راشد العلايلي: الخطا يكون في الميزانيه أيها السخيف،  ما الذي تعنيه بأن واحده أخرى قد ماتت؟
-رضا:حينما كانت تتلقى تلك الفتاه الطعنه، وقفت واحده أخرى بينهما، قامت بتلقيها بدلاً منها.
-صاح راشد العلايلي: كيف ذلك ثم أمسك بقطعه حاده على مكتبه تشبه الخنجر، كانت بغرض الزينه وكاد يحاول قتل رضا، بدلا من ليلى يا لك من جبان،
وتقف أمامي وتبرر لى أيضاً،  أيها الرجل الشنيع، هل تكلمت المرأه التي قتلت؟
-رضا: لا سيدي.
-أكمل رضا سائلاً: هل أضع شهص آخر يتلقى تلك المهمه مره أخرى؟
-راشد العلايلي ممتعضاً مما يقوله رضا: أنظر لذلك، وينصحنى أيضاً، ذلك الغبي المعتوه،  لقد أثبت لي انه لا يوجد لدي رجال موثقون لأضعهم  فى ذلك الأمر ،لتخرج مجبرون على خروجها، وأنت آبتعد من أمامى الآن، أبتعد فوراً.
-كانت  ملك قد أخذت ليلى، وذهبت إلى أحد المقاهى ، حيث كان نبيل ينتظرهم وعندما رأى نبيل ليلى، تدخل من باب المقهى، قام بأحتضانها بشده، قائلاً: مرحباً بعودتك يا فتاتي.
- ليلى: كل ذلك بفضلك.
- كانت ملك ملك تشعر بأن نيران كادت أن تُنشب في داخلها، لرؤيتها ذلك المنظر، وقامت بالنظر بنظرات حاده لنبيل، وتركته يقوم بأحتضانها.
وأبتعدت هى وأتخذت هي مقعداً لتشاهدهم،  وذلك المشهد أثبت لها أنها، مازالت المراه الثانيه في حياه نبيل وأن ليلهطى هي كل شيء.
- نبيل: هل أنتِ جائعه؟ هل أطلب لكِ شيء لتتناوليه.
- ليلى:لا، أريد رؤيه أبي فوراً.
- لم يقم نبيل بأزاحه نظره عن ليلى، مما جعل ملك تشعر بأنها غير موجوده بالمره.
- ليلى: أين هو الآن؟ أمازال في المشفى؟
-لم يستمع نبيل لقول ملك بأنها تستأذن لقيامها للذهاب للمرحاض، وعلى الفور أكمل كلامه مع ليلى: لم أخبرك بهذا كي لا يفسد مزاجك، ولكن..
- قبل أن يُكمل كلامه بدأت ليلى بالتساؤل: لقد قلت أنه بخير.
-بدأت ملك تراقبهم عن بعد، وكان نبيل قد قام بأمساك يد ليلى.
نبيل بوجه يحاول التأثر بما سيقوله: كان بخير، لكنه..
- ليلى: لكنه ماذا؟ هيا أخبرنى.
-أكمل نبيل: أصيب بنوبه فاللحظه الأخيره.
- بدأت دموع ليلى بالهبوط: لماذا؟ ه هل هو بخير؟ ولمَ أتت له تلك النوبه؟
كيف حاله الآن؟ أين هو؟ هل فى المشفى؟  كيف وضعه؟
 -أقبل عليها نبيل وأقترب منها لمحاولة تهدئتها: أضطررنا لوضعه في دار رعايه،  لقد عاش مشكله بعد العمليه أنهم يعتنون به جيداً الآن.
- ليلى وقد أصبحت دموعها أكثر غزاره: سيتعافى؟ أليس كذلك؟
-نبيل: لا تقلقي، يفعلون كل ما بوسعهم لإنقاذه، أنه مكان جيد للغايه.
-ليلى: بينما كنت أود رؤيته، واتحدث معه بعد خروجي، أنظر إلى حالته تلك. -قام نبيل بالطلب من أحدى النوادل: رجاءٍ، كوب من الماء.
-أقترب عليها نبيل أكثر في أكثر، وأخذ يمسك يدها بقوه أكثر وكل ذلك كانت تتابعه ملك من بعيد.
- نبيل: على الأقل أنه حي أليس كذلك؟  ومنه يوجد احتمال لشفاءه، لا تقلقي يا ليلى،  لو تعرفين كم كنت أهتم به رأى بعينيه، كيف اتخبط لخروجك من ذلك المكان المشئوم بسرعه، أي أنه مرتاح عزيزتي.
-قام نبيل بأحتضانها، بنفس كلماته عندما يهم بحضن ملك: هيا، تعالى إلي، هيا لا يجب إن يراكِ بتلك الحاله، قومي بغسل وجهك الآن ويديك، وتعالى إلي مره أخرى.
- وعندما همت ليلى بالدخول خرجت ملك، وكانت تستشيط غضباً، وتود لو تنزع عنق ليلى جسدها.
-نبيل: هل يمكنك أن تعطيني السياره يا ملك؟ أريدها للذهاب مع ليلى إلى المستشفى.
-ملك متعجبه: حسناً، سأنتظر قدومك لنذهب إلى المطار سوياً فى المساء.

-قام نبيل بأحتضان وجهها بين كفى يديه: أخذك ولا أتركك بعدها أبداً، ليكن بعلمك، حسناً؟
- أقبلت عليهم ليلى.
-نبيل: سلمت يدى ملك لقد قامت بإعطائنا سيارتها للذهاب لوالدك.
-ليلى: شكراً لكِ كثيراً يا ملك، من أجل كل شيء.
-قامت ملك بمد يدها لتسلم على ليلى لكن قامت ليلى بأحتضانها عوضاً عن ذلك مما جعلها تنصدم لرده فعلها تلك.
-نبيل:هيا بنا لنذهب حبيبتى.
- خرج نبيل من المقهى، وهو يمسك يد ليلى، وخلفهم ملك كما هى مكانتها فى حياة نبيل.
 -لم يكن هناك رجل يضرب مثال أعظم من نبيل على الخسه والنداله، وأستغلال النساء، ولكن سماح ملك وتماديها فى علاقته بها، أثناء مرافقته لليلى، كان يشجعه على التمادي في أفعاله السافله،وظلم تلك البريئه النقيه، التى فعلت كل شئ يمكن أن يذكر للتضحيه من أجل شخص نحبه، والتى لن تفكر حتى فى أن تخرق سنوات من عمرها لأجله، حتى رغم عدم وقوفه بجابنها، حفظت سره، وكانت ليلى قد أصابها الشك في قلبها لبعض لحظات لكنها لم تكن تعلم أنه بذلك الخسه والطمع.



-عندما ذهب نبيل وليلى إلى مكان الذي كان يتم معالجه والدها فيه، كان الطبيب يقوم بفحص عينيه، للتأكد من أنه مازال حياً: الضرر في دماغه تشكل بسبب مشكله في تنفسه.
- ليلى: قلت لنبيل أنه يوجد إحتمال كبير لشفاءه.
-الطبيب: يوجد لكنني لا يمكنني أن أجزم بذلك، لا أريد أن أعطيكم أملاً كبيراً.
-ليلى: علينا أن نفعل كل ما بوسعنا، لرفع ذلك الإحتمال،  أنا سأفعل ما بوسعي. -الطبيب:مع الأسف الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله، هو الأعتناء به جيداً، -أنصرف الطبيب عنهم: أتمنى له السلامه.
- كان والد ليلى لا يقوم بشيء سوى بتحريك عينيه فقط، جلست ليلى بجانبه على حافه السرير، وأمسكت بيداه، وكانت عيناها غامرتان بالدموع: والدي أنظر لقد جئت إليك، أنا هنا الأن، كل شيء صعب قد مرنا به لم يطل كثيراً،  أنا معك بجانبك هنا، ولن أتركك ابداً مره أخرى، لقد أشتقت إليك كثيراً، كل شيء كان صعباً للغايه، لعدم تواجدك معي لكن الأمل الذي كان يحييني فقط، هو أن أخرج مره اخرى وأجدك بجانبي أشتاق إليك كثيراً، واشتاق إلى المخبز، وقيامنا بصنع المخبوزات في الصباح، هي عزيزي لتنهض لي مجدداً لأبنتك  ليلى.
- نبيل: ليلى، لكن لا تفعلي ذلك انظري أنك تحزنين والدك أيضاً.
-وكأان دموع والد ليلى لم تكن على حالته مطلقاً، بل على تواجد أبنته بجانب ذلك الوغد.
-قامت ليلى بوضع أحد العقود من اللؤلؤ بيده :قالوا بإنك ستقوم بأعطائي تلك من جديد، لم أصدقهم، لكن أنا أنتظرك، لتعطيني إياها يا أبي.
-انصرفت ليلى، وتركت والدها خلفها متحسراً على حالته تلك، ولأنها لم يفرح لرؤيتها خارج السجن من جديد.
- وذهبت إلى المخبز وكانت تحمل بيدها البغبغاء، وكانت تمسك بالمفاتيح لفتح باب المخبز، حتى جاءتها الصدمه وجدت أن المخبوزات، ما زالت بمكانها حيثما وضعتها هي بيدها منذ يوم أخذتها الشرطه إلى السجن، ووجدت أن المخبز كان فارغاً تماماً، من كافه المعدات الخاصه به بدأت ليلى تحدث نفسها: ترى من فعل هذا بالمكان؟
-وبدات بالبكاء بحرقه على ما حدث وفي المساء كانت ملك بأنتظار نبيل، وكانت قد قامت بالأتصال به وكانت غاضبه للغايه، حتى أتى إليها نبيل منفعلاً: ماذا تفعلين أنتِ؟
-ملك: ألتزم بحدودي وسأذهب إلى العطله بمفردي، من دونك نبيل، ألم يكن ذلك ما قلته لى فى المكالمه، عندما كنت برفقه ليلى؟
-نبيل:حسناً، لقد أتيت، أنا جئت بإمكاننا الذهاب سويا الآن.
-ملك: لا، لا أريد.

-نبيل: هذا لا يبدو ذهابا بل يبدو هروباً، ماذا فعلت أنا؟
 -ملك: قل ما لم تفعله أنت، أنت لم تخرج تلك البنت من حياتنا، أنا أخرجتها من السجن، لكي لا تبقى هنا، ولكن أنت مازلت تسر على بقائها في حياتك،  أنا سئمت كثيراً من كونى المرأه الثانيه بحياتك، يا نبيل اذا أحب المرء بما فيه الكفايه، يفعل كل شيء، فأنا فعلت كل شيء من أجلك، أنا من قمت بمساعدتك ومحاوله الوصول لكل هذا، ووصولك لتلك المكانه الأجتماعيه الكبيره ، وهذا العمل، وقيامهم بمناداتك بحضره النائب ، لا تقل لي بأن أكون مثل ليلى.


-قام نبيل بركوب السياره مره اخرى والذهاب لمخبز والد ليلى ومنزلهم.

-كان أمجد قد وصل لمنزل ومخبز والد ليلى، وقبل أن ينزل من السيارة، قام بوضع أحد الورقات في جيبه، وقف يتطلع المخبز لعدة دقائق، وتأكد من تواجد ليلى بالبداخل، وكانت عينيه لا تطمئن بأن شيء جيد سيحدث.

-بالداخل كانت ليلى منهمكه في أعمال المنزل، وفي ترتيب المخبز،  وعندما سمعت باب المخبز ينفتح،  بدأت تنادي: من هناك؟
-كان أمجد يحمل البنزين، وكان يقوم برشه في كل الأماكن، حتى يتمكن بإحراق المنزل والمخبز وسريعاً، وأقبلت عليه ليلى تسأله: ماذا تفعل؟ أنت أترك ذلك.

-قام أمجد بالصياح في وجهها: أتركينى يا فتاه، أفعل ما أفعله لملكى.
-أمجد: أفعل ما أفعله بملكي.
-ليلى: ماذا تعني بأنه ملكك؟
-قام نبيل بفتح الورقه التي وضعها في جيبه: أنظري أصبح هذا المكان ليس لك أيضاً،  إذن فلأفعل به ما أشاء.
- ليلى: لكن كيف ذلك؟
-أمجد :سأندمك كل يوم على خروجك،  ستفتقدين السجن كثيرا يا ليلى، سالم.
-ليلى: أفعل ما تشاء لي، ولكن لا تلمس هذا المكان، الذنب ذنبي، وانا أدفع الثمن: -صاح امجد بوجهها: كيف ستدفعين؟ هل ستستطيعين أعاده سلمى لي؟ من جديد، هل ستستطيعين اعاده كافه حياتي التي دمرت من يوم موت سلمى بسببك؟
- أمسكها أمجد: وقال لها أجبيني الآن، هيا أجبيني، قلت لك أجبيني، كيف يمكن دفع ثمن روح؟
-قامت ليلى بالصياح به: إن كان ما تريده الروح بالروح، فأنا أمامك.
-أمجد: لن أكتفي بهذا، أريدك أن تصبحين مثلى، وسأخذ كل ما تملكيه، حتى تنتهي كل آمالك.
-  وأستمر أمجد برش البنزين، حتى يحرق المكان.
-ليلى: لا تفعل ، لا تفعل، أترك ذلك أرجوك، لا تفعل ذلك، أتوسل إليك.


 -كانت ليلى ما زالت تصيح، ولكنه لم يكن يهبأ لذلك، وكان يقوم بدفعها إذا اقتربت منه، لتمنعه من حرق المنزل:  لا تفعل ذلك، أتوسل إليك، لا تفعل.
-أمجد: هيا أخرجي من ذلك المكان، هيا.

-وكان امجد يقوم بدفعها للخارج كان نبيل قد وصل إليها، ولكن رأى أمجد، وهو يقوم بدفعها خارج المنزل:
لم يعد هناك شئٍ لكِ يا ليلى سالم،  سيتحول كل ما تملكينه بتلك الحياه إلى رماد.

وعلى الفور قام أمجد، بأضمار الحريق في المنزل، وكانت ليلى تحاول الدفع بنفسها داخل ذلك الحريق، لكنه قام بأمساكها: ماذا فعلت يا هذا؟ ماذا فعلت أنت؟  وعلى الفور تذكرت مريم البغبغاء الخاص بميرفت، والذي كان يدعوه "تيمون"، ولم يكن على شفتاها سوى: تيمون، تيمون، تيمون، سأقوم بإنقاذه، وقامت بالدخول إلى المخبز، وكل ذلك وأمجد يظن أن هناك شخصاً ما غيرها، أو أنها ذهبت لأنقاذ شئٍ هام، وقامت بمحاوله الوصول للطابق الثانى، قامت مريم بالمغامره بحياتها، وصعدت للطابق الثاني حتى تحضر ذلك الطائر، وكان ذلك الخائن نبيل، وأمجد يستمعان لصوت صرخاتها بالداخل، نظرا لمس الحريق لجسدها،  وكان ذلك يضع أمجد في حيره من أمره، لقيامها بالدخول في وسط كل هذا، ولكن نبيل لم يكن يفعل سوى النظر لذلك الحريق وعقد حاجبيه، ولكنه لم يحرك ساكنا، حتى لكي ينقذها،  كان كل ما يفكر به نبيل هو وعدم تدخل في ذلك، حتى لا يعرف أمجد علاقته، وصلت قرابته  مع ليلى.
- التى كانت قد وصلت إلى تيمون، وقامت باحضاره وكانت شده الحريق قد جعلتها تبدأ بفقدان وعيها، وعلى الرغم من تأخر مريم بالداخل ، فلم يفكر أيٍ منهما في الدخول وإنقاذها، حتى كانت في تلك اللحظات كان أمجد يشعر بانه تماما، قد تساوى مع أى مجرم، فإنه قد أصبح قاتلاً الآن،  لكن نبيل كانت مصيبته أكبر، لأنه كان يكرر جريمته للمره الثانيه، وكانت جريمته مع ليلى.
- لم يكن يشعر بأي شيء، لأن هذا هي حقيقته في الأساس،  كم أنه لم يقم حتى بمحاوله ولو صغيره لإنقاذ حياتها، تلك الفتاه التي ألقت بنفسها في السجن من أجله، وأختتفظت بسره رغم ما عانته في الداخل،  كادت أن تنتهي حياتها، عند خروجها صباحاً، ولكنه حتى لم يفكر بأنقاذها، تلك التي أنقذت حياته لمرتين، كيف لا يجرأ، على التدخل وإنقاذ حياتها،  كان أمجد حينها قد شعر ان هناك غصه قليله في قلبه كان يشعر بالخوف عليها لأنه لم يكن يريد أن يفعل بها شيئا كهذا، لكن الأنتقام وحبه المبالغ فيه لسلمى جعله لا يرى امامه سوى أن يأخذ بروحها، مثلما أخذت بروح سلمى، كما يعتقد هو،  لكن ليس هناك آسف سوى على نبيل، الذى لا تصفه أى كلمات مهينه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي