الفصل الخامس

الفصل الخامس

أخذ أواب يسحب فرع الشجرة، إلى أن شعر كأن شيء قام بسحبه إلى الأسفل بقوة، ليسقط على منطقة جبلية خضراء، نهض وهو يزيل عنه الأتربة العالقة بثيابه.

وحاول النهوض والسير، ولكن الأمر كان صعب عليه؛ بسبب قوة سقوطه، كان الجبل عليه العديد من النباتات، ولا يعلم هل تصلح للأكل أم لا.

ونظر إلى أسفل الجبل، وجد هناك على اليمين منطقة رميلة، إستطاع أن يرى بحيرة مياه، أخذ ينظر إلى اليمين وإلى اليسار فإستطاع رؤية غالبية الأرض مساحات خضراء، والأشجار عبارة عن أشجار طويلة وقصيرة.

أردف أواب بصوت شبه باكي:
-أين أنا الآن؟ هل رجعت بالزمن أكثر؟ كل ذلك بسبب مقتي على حياتي، الآن أتمنى حياه أشبه بها، أتمنى أستيقظ أرى أناس من نفس عصري.

أري السيارات التي تمشي بسرعة، وصوتها المزعج، أتمنى أن أستيقظ على صوت شجار الباعة الجائلين، وخروج الفتيان من المدرسة القريبة من العمارة التي أسكن بها، ورؤيتهم وهم يضحكون ويتشاجرون بشكل مزعج.

رائحة الطعام الشعبي أشتاق إليها بشدة، والشاي والقهوة فأنا محروم منهم منذ أن أتيت هنا، أتمنى لو رجع بي الزمان ما كنت قابلت جودي.

كنت أتمنى ألا أحبها، ولا أنخدع في وجهها الملائكى، بسببها كرهت حياتي؛ رأيتها كلها عيوب ولم أرَ كل المميزات التي كانت بها، إلا بعد أن فقدتها، كنت أتمنى ألا أظن البلورة لؤلؤة ولا أديرها.

حقًا سئمت من هذه الحياة المملة الغريبة، الوجود بعالم أنت لست منه أكثر شيء صعب، رغم أني بالبداية ظننت أن وجودي داخل هذه المملكة شيء جيد؛ وذلك لأني لم يكن لدي كل المسؤوليات التي كانت موجودة في زماني.

ولكن إكتشفت أن هذه المسؤليات هي التي كانت تجعل لحياتي معنى، أشعر الآن بالسخرية من كل ما حولي، فهناك أميرة.

وهناك أشخاص تسعى لقتلها، وتولي الحكم بدلًا منها، هناك كافة الأطعمة الغريبة، والأشجار الغريبة، والآن سأصاب بالجنون من هذه المنطقة الجبلية التي لا يوجد بها أحد.


نهض أواب من مكانه بصعوبة وأخذ يهبط من الجبل ببطء، أثناء هبوطه وجد ثمرات تشبه جوز الهند التي أكلها من قبل في هذه مملكة بارق.

لذا قطف منها العديد وجلس بمكانه، فهو كان وصل إلى نصف الجبل، أخذ يأكل الثمار، ويلقي القشرة الخارجية بعيدًا.

بعد مدة من جلوسه دون فعل أي شيء، شعر بالضجر وهذه الثمار لا تسد جوعه، أخذ يهبط الجبل عسى أن يرى شيء يستطيع أكله.

بعد مدة من السير وصل عند بحيرة كبيرة، فإقترب منها على الفور، وأخذ ينظر داخلها عسى أن يرى سمكة يتغذى عليها.

رفع الثوب الطويل الذي يرتديه إلى الأعلى كاشفًا عن نصف ساقيه، تقدم داخل المياه وأخذ يبحث داخلها بيديه على أي شيء يستطيع أكله.

ولكن لم يجد، بعد مدة يأس أن يجد طعام؛ لذا جلس على شاطئ البحيرة وهو جائع، أخذ يلوم نفسه على هذه الحياة التي يحياها.

ثم نظر إلى الأعلى ليرى كيف سقط من مملكة بارق إلى هنا، وإذا كان بإمكانه الصعود والعودة مرة أخرى، ولكن كان فوقه السماء الصافية الزرقاء، ولا يجود أي أثر لمكان فوقهم.

بعد مدة أخرى من جلوسه هكذا، غابت السحابة البيضاء، والشمس تغرب بمنظر خلاب للغاية، كان يعشق رؤية الغروب من البحر، لأنه لا يستطع رؤية جمال الغروب من كثرة المباني العالية المحاطة بالمنى الذي يقطن به.

كانت الشمس وكأنها تسقط في المياه أولًا ثم تبدأ بالصعود إلى جهة الغرب، وأثناء تأمله المكان الذي يشبه جزيرة مجهورة.

وجد عصى من الخشب وبها من الأمام شيء مدبب طويل من الحديد، فإلتقطه على الفور، ودخل المياه ثانيًة، وأخذ يبحث بالعصى.

إلى أن إنغرس الجزء الحديدي من العصى بشيء ثقيل، فسحبه أواب على الفور، فوجد سمكة كبيرة، كانت غريبة بعض الشيء؛ فهي تملك سيف في خياشيمها.

فضغط أواب بالعصى داخل السمكة إلى أن هدءت عن الحركة، وخرج دماء من مكان العصى، خرج بعد ذلك أواب من المياه.

أخذ يبحث عن خشب متكسر حتي يستطيع طهي السمكة، وبعد معاناة إستطاع جمع العديد من الخشب، وبعض النباتات المجففة التي تشبه القش.

وضع السمكة بجانبه ثم جمع الخشب، وإلتقط حجارتين، ثم أخذ يصدمهم ببعض، إلى أن خرجت نار ليقربها أواب على الفور من الأخشاب، شكر داخله مادة "الفيزياء" التي علمته نظرية الإحتكاك، الذي ظن أنها غير مفيدة.

إنتظر أواب إلى إشتعلت النار بكافة الخشب الذي جمعه بصعوبة، ليضع بعد ذلك السمكة لكي تنضج، وأخذ يقلب السمكة بالعصى التي مازالت داخلها.

بعد مدة أصبحت السمكة جاهزه للأكل، قطع أواب جزء من ردائه الخاص، ثم وضع عليه السمكة، أخذ يأكلها بنهم شديد؛ فهو كاد أن يموت جوعًا.

وذلك لأنه لا يأكل في مملكة بارق إلا القليل، وأوقات ينسى أن يأكل، إلى أن وصل به الحال اليوم أن معدته تؤلمه بسبب عدم أكله.

كانت السمكة طعمها لذيذ للغاية، ولكنها لا تحمل طعم أي سمك أكله من قبل، بعد أن إنتهى ترك بقايا السمكة بمكانها، ثم نام على مقربة من النار التي أشعلها لتدفئته.

باليوم التالي إستيقظ أواب، أخذ يفرد ذراعيه للتقليل من ألمهم، فهو نام على الأرضية العشبية، ولكنها كانت صلبة، لذلك آلمت أغلب عظامه، نظر جواره فرأى بقايا الطعام غير موجودة، ولا الأخشاب ولا العصى التي إصطاد بها أمس.

أردف أواب بصوت مسموع:
-هذا يعني أنه يوجد أحد غيري هنا.

لذا وقف وأخذ يسير في المكان، إلى أن إبتعد عن البحيرة، وإبتعد أيضًا عن الجبل، وصل إلى كهف متوسط الحجم، فلم يتردد ودخله على الفور؛ على أمل أن يجد الكتاب داخله، مثلما وجد الكتاب داخل الكوخ سابقًا.

دخل الكهف كان من الخارج من الأحجار البيضاء والسوداء، وعلى شكل مثلث من الأعلى، أخذ يسير في الممر، كان المكان به ثلاثة شرف التي تجلب النور إلي الكهف.

لذا أردف أواب وهو ينظر إلى الشرف:
-يبدو أن هذا المكان يكون معتم في المساء.

أخذ يسير في الداخل، وجد العديد من ورق الباردي موجود على الأرض، شبه المخطوطة التي وجدها في بداية وصوله مدينة بارق، لذا إقترب أواب منها، نظر إلى أول ورقة، وجد بها كلام بلغة لم يرَ مثلها من قبل؛ لذا تركها.

ثم أمسك ورقة أخرى، وجد بها العديد من رسومات لأشخاص يمتلكون آذان كبيرة، وأنف كبيرة بشكل غير طبيعي، وشعرهم مجعد وطويل، ولديهم ثلاثة أعين، كل ذلك أعطى لهم مظهر مرعب.

أخذ أواب يقرأ المكتوب في أسفل هذه الصور، فكانت بلغة الأرقام، ويتم عكسها، أي الكلمة الأولى يجعلها الأخيرة وهكذا.


بعد صعوبة من تجميع الكلمات، أردف أواب:
-لكي تستطيع هزيمة لعنة "الدومان" يجب التحلي بالشجاعة.

إستغرب أواب من الذي قرأه، أخذ يقلب في الأوراق الأخرى، فوجد ورقة يوجد بها رسومات لدومانين وأسفلها أرقام، أخذ أواب يرتب الأحرف ثم أردف:
-لماذا لا يتم الكتابة بشكل طبيعي؟ شيء غريب حقًا!

ثم بعد مدة من جمع الكلمات أردف أواب:
-الدومانين أقوى وأشجع من كل الذين دخلوا هذا المكان، لذلك كان يتم القضاء عليهم؛ لأنهم ليس لديهم الشجاعة لاستخدام ذكائهم للقضاء على الدومانيون.

فالدومانين ليسوا أذكاء، لذا تستطيع أيها القارئ أن تتغلب عليهم.


نظر أواب بصدمة كبيرة للمكتوب، فالكلام موجه إليه، أردف أواب بتساؤل:
-ومن الدومانيون؟ وهل هم أشخاص متوحشون؟ ما هذا السؤال؟ بالتأكيد متوحشون فهم مظهرهم كفيل بقتلك.

أخذ أواب يبحث في باقي الأوراق، ثم إلتقط ورقة أخرى، ثم أردف:
-بما أنك تقرأ الآن هذه الرسالة هذا يعني أنك علقت في مدينة "دومان"، ولكن أحب إخبارك أنك تستطع التغلب على الدومانين.


ستتسأل من أنا؟ أنا شخص من الدومانين، تم قتلي على يد أحد الدومانين بالسم البطيء عندما عارضت قوانينهم.

جحظت أعين أواب بخوف، فهو ظن الأمر بسيط كما كان في مملكة بارق، هذا يعني أنه علق هنا ويجب عليه هزيمة هؤلاء الأشخاص المرعبين لكي يعود.

أردف أواب بخوف:
-إن التفكير بالأمر فقط مروع، فكيف سأقتلهم، ولكن لماذا أقتلهم؟!

بعد ذلك وجد ورقة شكلها مميز عن كل الأوراق المتواجدة على الأرض، أخذت منه وقت كبير إلى أن إستطاع فك لغزها.

ليردف أواب:
-ستقتل الدومانين لأنهم يريدون السيطرة على العالم، وإذا نجحوا سيصبح العالم خراب.

نظر أواب بدهشة، فالآن فهم سبب وجوده هنا، ولكن ما لم يفهمه لماذا هو المختار؟ بعد ذلك تجاهل أسئلة عقلة التي لا يجد لها إجابة.

وجد بعد ذلك كتاب ملقى في أخر الكهف بنفس الطريقة التي كان ملقى بها الكتاب الخاص بالبلورة في الكوخ، لذا إقترب منه على الفور.

فصدق ظنه فهو نفسه الكتاب الخاص بالبلورة، إتسعت إبتسامته، فتح أول صفحة، ولكن الإنارة القادمة من الشرف إختفت تمامًا.

وحل محلها ظلام دامس، لم يستطع بالطبع رؤية محتوى الكتاب؛ لذا تركه وقرر النوم، فهو يشعر بالإرهاق البدني والنفسي.

باليوم التالي، إستيقظ أواب على ألم ظهره، ويديه، فتح عينيه ببطء، نظر حوله وجد نفسه مقيد بأغصان شجرة تشبه الحبال، وكان بجواره العديد من الأشجار الطويلة جميلة الشكل.

ويوجد العديد من فروع الأشجار الملقاة وبها نار، ويجلس أمامه كائنين من الدومان، إستطاع التعرف عليهم بسهولة؛ فهو رأى العديد من الصور الخاصة بهم.

كان منظرهم مرعب بحق، خاصة أنيابهم الظاهره، التي تشبه أنياب الحيوانات المفترسة، حاول أواب أن يظهر أنه غير خائف، ولكن يبدو أن هذه النار المشتعلة لكي يطهوه.

عند هذا التفكير إنتاب أواب الضحك ولكنه تمالك نفسه بصعوبة، فحقًا شر البلية ما يضحك، فهو خائف، والوضع ليس به أي شيء مضحك ولكنه ينتابه الضحك.

ثم أردف بعد ذلك بهدوء:
-لماذا يتم تقيدي بهذا الشكل؟

نظر الكائنين إلى بعضهم ثم إستعدوا في وضعية الهجوم، فكشروا عن أنيابهم، فيبدو أن أواب هو الفطار الخاص بهم، ليحاول أواب فك قيود يديه.

وبالفعل نجح بسهولة رغم أنه كان يشعر أنه مقيد بشكل قوي، إقترب منه الأول في محاولة لمسكه، فدفعه أواب دفعة قوية أدت إلى سقوطه بالنار.

شعر أواب أن به شيء غريب، فهو ليس بهذه القوة، فكائنات الدومان يبدون أقوى بكثير منه، فكيف إستطاع التغلب على أول شخص منهم بهذه السهولة؟

ولكنه إستدرك ذاته فهذا ليس وقت لتساؤل، إقترب منه الآخر بغضب وعلى إستعداد ضرب رأسه داخل معدة أواب.

إبتعد أواب على الفور؛ فإرتطمت رأسه بشجرة كانت خلف أواب، ثم إقترب بعدها منه الكائنين في محاولة لضربه، فالشخص الذي سقط بالنار خرج وبه بعض الحروق ويريد الإنتقام.

ولكنه أمسك رأس الإثنين وقام بضربهم ببعض، ليغشى على الإثنين، ليقوم أواب بإلتقاط حجارتين من الأرض، وقام بضربهم ببعض إلى أن إشتعلت النار.

قام أواب بتقريب النار للزي القصير المصنوع من أوراق الأشجار الذي يرتديه الدومان، ثم أشعل النار بهم، ثم بعد ذلك ركض بكل قوته بعيدًا عن مكان تواجدهم.

وبعد مدة من الركض، وجد أواب شجرة كبيرة للغاية على مقربة منه لذا قرر الإختباء خلفها، إلى أن يعلم هل إنتهت كائنات الدومان أم مازال هناك الكثير.

جلس أواب أسفل هذه الشجرة وهو مشغول الذهن، يديه مازالت ترجف بقوة، مازال ذهنه شارد، كيف ضرب الكائنات بهذه القوة؟

هذا التساؤل كان يشغل تفكيره، وكان يجلس يرجف من الخوف، فهو جائع ويشعر بالعطش، ويخشى أن تخرج له هذه الكائنات مرة أخرى.

بعد مدة من جلوسه وهو يضم يديه إلى صدره يحاول تدفئة ذاته، فهو تمزق ردائه الواسع الخاص بمملكة بارق، ظل ببنطاله الجينز وقميصه الأزرق.

هذه الملابس الخاصة بعصره، التي يشكر الخالق أنه إرتداها قبل خروجه للحقل؛ لأنه كان يريد أن يخلع عنه الرداء الواسع وأن يظل بهذه الملابس لكي يستطيع الحركة أثناء عمله في الحقل.

أتى برأسه ذكرى روز، وأتى بباله صورة أريب، وهو يلتقط الثمار بغرور وقرف، فضحك بصوت مرتفع على طريقته، ليعود بعد مدة إلى وجومه.

فهو جائع ويشعر بالبرد، والخوف، والغربة، فشعور الغربة ينهش داخله، رغم أنه يتيم وليس لديه أخوات، ولا يملك أصدقاء، ولكن زمائل العمل الخاص به كانوا جيدين.

والجيران كانوا طيبون، وكانت هناك سيدة كبيرة بالعمر تعيش مع زوجها في الشقة المجاورة، كانت طيبة القلب، ترسل له من الكعك، أو الحلوى عندما تصنعها، وترسل إليه طعام في أغلب الأحيان أيضًا.

كانت تذكره بوالدته؛ لذا كان يحبها للغاية، كان زوجها أيضًا شخص طيب القلب ويعامله كإبنه، فهم لم يرزقوا بأبناء لذا كانوا يتعاملوا معه بكل هذا الحب.

بعد أن وصلت أفكاره إلى هذه النقطة أردف بسخرية:
-هل علمت الآن قيمتهم؟ فأنا أشعر أحيانًا أني أستحق كل هذا، فأنا من قررت التخلي عن نعم كثيرة؛ لذا عوقبت بمحرماني منها.

أمسك أواب معدته عندما شعر أنها تؤلمه؛ فهو جائع، أردف أواب:
-لقد سئمت حقًا من هذه الحياة الروتينية، أكل أنام، لا أفعل شيء مفيد، ما هذه الحياة؟

وضع أواب يديه على فمه ثم أردف بقلة حيلة:
-كيف أدعى أواب؟ وأنا لا أستطيع الصبر على أقل الأشياء، ومازلت أتذمر! فأنا هنا بسبب عدم رضايا على حياتي السابقة، أظن أن كل شيء سيبقى جيد إذا رضيت عن حياتي أينما كنت.

وقف أواب وقرر التخلي عن خوفه، فإذا كان مقدر له أن يقتل في هذه الممكلة فهو راضي، فهو يفضل الموت بشرف محاولة الدفاع عن نفسه، على أن يموت جبنًا وجوعًا.

لذا أخذ يسير قاصدًا البحيرة؛ عسى أن يجد سمكة، وأثناء ذلك وجد أرنب، إستغرب أواب من وجوده هنا؛ فكل شيء غريب في هذه المملكة، ولكن وجود أرنب أي حيوان كان متواجد عنده شيء غريب.

قرر أواب إصطياد الأرنب لكي يأكله، وبالفعل نجح في صيده، بعصى كانت ملقاة على مقربة منه، ثم أشعل النيران، ثم خرج دخان كثيف؛ وذلك بسبب إزدياد نسمات الهواء، وبعد مدة أصبح الأرنب جاهز للأكل.

وبعد مدة جلس أواب يأكل بهدوء وهو يحاول الإستمتاع بالجو الجميل من حوله، فجأة سمع صوت أقدام تركض على مقربة منه.

وهذه الأقدام تبدو أنها ليست لشخص واحد، إنما لجيش من الأشخاص؛ لذا نهض أواب على الفور ودخل داخل الشجره الكبيرة التي كان يجلس خلفها، منتظرًا أن يرى ما سيحدث.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي