سر البلورة الزرقاء

loyalty`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-27ضع على الرف
  • 41.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الفصل الاول

داخل أحد الكافيهات الشعبية، يجلس على أحد المقاعد شاب يدعى "أواب"، ينظر للفتاه التي تجلس أمامه بعينيه الزرقاء الماسية وهي لامعة بالدموع.

أمسك أواب يد هذه الفتاه ثم أردف:
-لماذا جودي؟ أنا أعشقك، لماذا لا تنتظري أن تتحسن ظروفي! وسوف أجعلك تعيشين في المستوي الذي ترغبين به.

لتنفض جودي يديه بعيدًا عنها، ثم قالت:
-لن أنتظر، لا أود أن أفني شبابي بإنتظارك، لقد تقدم لخطبتي شقيق صديقتي الذي أتى من "الكويت" منذ فترة وجيزة.

لينظر لها أواب بصدمة، فهو لم يستوعب هذه الصدمة، لتتركه وتغادر جودي، جلس أواب مهموم وحزين، يشعر أن الحياة لم تعد تسعه، فهو عليه أقساط الشقه التي يسكن بها، بجانب العمل الذي تركه بسبب تسلط صاحب العمل، بجانب أنه لا يستطع تخيل جواز جودي من أحد غيره.

لذا قرر أن ينهي حياته، رأى العالم أسود أمام عينيه لذا غادر المكان متجهًا إلى أقرب جسر ليلقي نفسه، وينهي هذه المسرحية.

أخذت الدموع تهطل من عينيه، إلى أن وصل الجسر بعد حوالي خمسة عشر دقائق، ترك هاتفه المحمول على الأرض، مر وقتها أمام أعينه شريط حياته، تذكر حياته التي كان يعيشها وحيدًا، تذكر صديقه الذي توفى في حادث سير أثناء عبورهم الطريق، وجد أن الموت أفضل إختيار.

كان الجو معتم ولكن فجأة لمع شيء بالأرض لفت إنتباهه، لذا وقف ينظر إلى الشيء اللامع، ليلاحظ بلورة زرقاء اللون، ليلتقطها على الفور.

إبتسم بسعادة، وأردف بصوت منخفض:
-إنها لؤلؤه! سوف أصبح غنيًا، ستحل كل هذه المشاكل.

ليحاول أواب فتح هذه البلورة، ولكنه لم يستطع، أخذ يدرها يمينًا ويسارًا إلى أن شعر بشيء يسحبه للأسفل، شعر حينها كأنه يركب إحد ألعاب مدينة الملاهي المرتفعة التي كان يمقتها، ليسقط بعد مدة خمس دقائق على الأرض.

شعر كأنه كان يحلم، فهو لا يعرف ماذا حدث، نظر حوله كان هناك مساحة خضراء واسعة، العديد من الأزهار والأشجار المثمرة، والأشجار طويلة، وأغصانها هابطة تظلل على المكان وتمنع وصول أشعة الشمس.

إستغرب كيف وصل إلى هذا المكان! ليسير داخل هذه المساحة الخضراء محاولًا إستكشاف هذا المكان.

أخذ يسير في المكان وينظر يمينًا تارة، ويسارًا تارٍة أخرى، لفت نظره ورقة شجر ملقاة على الأرض مكتوب عليها، ليأخذها، أخذ يتفقدها بذهول.

أواب بصدمة وصوت منخفض:
-كيف ذلك؟ إنها مخطوطة من ورق الباردي! هل مثل هذه الأشياء النادرة تزال موجودة؟

ليقرر أخذها وفك الشفرات التي عليها، فهو تحمس كثيرًا فهي تشبه القصص القديمة، أن يعثر البطل على مخطوطة سحرية ويفك الرموز ثم يعثر على الكنز، هذا ما جال في خاطر أواب، فهو يعلم أن هذا الإعتقاد غير صحيح ولكنه أراد أن يتسلى قليلًا.

كانت رائحة الورود تفوح في المكان، أخذ يسير مسافة كبيرة داخل هذه المساحة الخضراء، ولكنه يشعر أن الأشجار لا تنتهي، ليقطف بعض ثمار الفاكهة، ولكن كان شكلها غريب جدًا، فهو أول مرة يرى فاكهة الموز وتحتوي على شوك من الخارج، فهو كان مذهول.

أخذ الموز وقرر أكلها، والعجب كانت تحتوي على طعم الفراولة، نظر بعدم فهم للفاكهة التي بيديه، ليأكل منها إلى أن إمتلئت معدته.

أواب وهو يتحدث مع نفسه بصوت مسموع:
-إنه بالتأكيد حلم، سوف أستيقظ من هذا الحلم وأنا أمسك معدتي من الضحك، فكيف لي أن أكل موز لونه أصفر من الخارج وبه شوك مثل التين الشوكي،وبداخله مذاق الفراولة.

بعد ساعة من سيره داخل المساحة الخضراء، وجد العديد من البيوت على مسافة متوسطة منه، ليست بالقريبة أو البعيدة، شكل البيوت كان حقًا غريب، فهي مطلية باللون الأسود والأزرق الغامق، والبيت مغطى أغلبه بالنباتات الخضراء، يشعر أنه يسير في مدينة ديزني.

وعندما إقترب من البيوت وجد أشخاص تسير وهي ترتدي ملابس غريبة، رجل يرتدي لباس واسع وطويل، ومن عند الخصر ما يشبه بالحزام ليحدد اللباس الواسع من الخصر، ويغطي الرجل رأسه بقبعة غريبه الشكل، إنتابه الاستغراب، فأغلب المارة يرتدوا مثل هذا الثوب بألون مختلفة.

إقترب من الرجل وسأله:
-ما إسم هذه البلدة؟ و هل يوجد هنا حفلة تنكرية؟

ليرمقه الرجل بنظرات إزدراء:
-هذه مملكة"بارق"، ماذا تعني بالحفلة التنكرية؟ ولماذا تتحدث بكلمات يصعب فهمها؟!

فأواب كان يتحدث باللغة العامية، ولكن الرجل كان يتحدث عربية فصحى؛ لذا إنتاب هذا الرجل الإزدراء منه.

ليقول أواب بسخرية بعد أن تركه الرجل وغادر:
-هل أنا من أتحدث بكلمات غربية! أشعر أن هناك شيء خاطىء، فكيف أتيت إلى هنا! وما هذه المدينة الغربية، التي لم أسمع إسمها من قبل.

ليكمل سير في المكان إلى أن وجد فتى صغير ويرتدي ملابس مشابهة للرجل السابق.

أردف أواب بلغته العامية:
-معذرةً يا فتى!

لينتبه إليه الفتى، لينظر له بدهشة، ليسأله بإستغراب:
-ما هذه الملابس التي ترتديها! وكيف تتجول هنا بهذا الشكل؟

أواب:
-ما بها ملابسي! بل كيف لكم أن تتجولوا بهذه الملابس.

لينظر له الفتى بتدقيق ثم أردف:
-أنت غريب عن هذه البلدة؟

ليسرع أواب بالإجابة:
-نعم، أنا من مدينة "القاهرة".

لينظر له الفتى بتدقيق شديد، وأردف:
-ماذا تعني القاهرة! لم أسمع عنها من قبل؟

ليردف أواب:
-بإمكانك أن تذهب إليها من خلال أي مطار، هل لك أن تخبرني أين المطار الموجود هنا!

نظر له الفتى بنظرات شفقة كأنه يتحدث مع معتوه، ليردف الفتى:
-لا يوجد هنا ما يسمى بالمطار، وأنصحك ألا تتجول بهذا الشكل فيتم إعتقالك.

نظر أواب لملابسه بإستغراب، فهي كانت عبارة عن بنطال من الجنز الأزرق، وقميص بنفس اللون، ويترتدي حذاء رياضي أبيض.

ليردف بإستغراب:
-كيف أتجول! ما بها ملابسي! بل كيف ترتدوا هذه الملابس المضحكة.

ليتركه الفتى، ثم غادر وهو يقلب يد على الأخرى بإستعجاب.

ليردف أواب:
-هو من يتعجب! ياله من شيء غريب.

إقترب من رجل آخر يسير بنفس الملابس:
-معذرةً! كيف أذهب إلى "مصر"؟

لينظر له الرجل من الأسفل إلى أعلى بإزدراء، ثم أردف:
-مصر! ماذا مصر! أتستهزء بي أيها الفتى!

ليتركه أواب ويغادر، بعد أن يأس أن يعرف كيف يرجع بلدته، فهو على الأغلب داخل حلم، هذا ما جال بخاطره، جلس تحت أحد الأشجار بجانب أحد البيوت، ثم غطى عينيه بيديه، فهو يريد أن ينام؛ بسبب الإرهاق المسيطر عليه.

ليغفو في مكانه، وبعد ما يقرب بالخمسة عشر ساعة، فتح أواب عينيه، ليحاول التململ في مكانه، ولكن شعر بشيء يقيد يديه، ليفتح عينيه على إتساعها، ليرى يديه مقيدة بأغلال حديدية، ويقف على مقربة منه رجل طويل القامة، وعريض المنكبين، ولديه شارب كبير، وأسود الوجه، ويمسك سيف بيديه.

ويرتدي ملابس أغرب من الرجال الذين رآهم في الخارج، فهو يرتدي بنطال أسود من الجلد، وبه أشياء معدنية مدببة من الخارج، وعليها ما يشبه الجونلة القصيرة، ومن الأعلى سترة بدون أكمام من نفس نوع البنطال، ويرتدي حذاء أسود يظهر أصابع قدميه.

ليردف أواب:
-لماذا يتم تقيدي هكذا؟ وما هذا السيف! أعتقد أنه منذ زمن الحرب العالمية.

ثم أخذ يضحك، ليزجره الرجل بنظرات غضب، ويفعل صوت تحذيري بحنجرته.

ليردف أواب مرًة أخرى:
-لماذا لا تجيب! ومن أنت ولماذا تقيدني هكذا!

لينفخ الباب بقوة مصدرًا صوتًا عالي، ليدخل من الباب شابة حسناء المظهر، ذات أعين زرقاء، وشعر أحمر تضع عليه تاج من اللؤلؤ، هذا التاج يحتوي على لونين الأسود والأزرق.

بشرتها بيضاء، وكانت ترتدي فستان من العديد من الطبقات الواسعة المرتفعة بعض الشيء، من اللون الوردي، نظر لها أواب بصدمة، فهي تشبه الأميرات اللاتي كان يشاهدهن في التلفاز.

عندما دخلت؛ إنحنى الحارس في إحترام، فأومأت له برأسها، ففهم هذا الرجل ما تقصده؛ لذا غادر، بعد ذلك أخذت الأميرة تتأمله، من الأسفل إلى الأعلى، ثم نظرت إلى عينيه الزرقاء الزجاجية، هو وسيم للغاية، عكس أغلب الرجال المتواجدين في هذه المملكة.

إنتاب أواب الغضب بعض الشيء؛ فهو يجلس على الأرض مقيد وهي تجلس أمامه على أحد المقاعد الوثيرة الذي جلبه إليها أحد الخدم قبل أن تدخل، وتضع قدم فوق الأخرى.

ليردف أواب بعد أن طال الصمت:
-لماذا يتم تقيدي! أنا أريد الرجوع إلى بلدتي، ومن أنتِ، ولما الملابس هنا تشبه الملابس التي كان يرتديها الأناس في القرن السادس عشر؟

لتردف الأميرة بسخرية:
-ونحن في أي زمن أيها الخارق؟

ليردف أواب:
-نحن في القرن الحادي والعشرون.

لتضحك الأميرة بقوة لا تخلو من السخرية، لتردف:
-يا رجل، الحادي وعشرون!

وأخذت تضحك بشدة، نظر لها أواب بصدمة من ضحكتها الجذابة، وشعر بالإضطراب؛ فهو يبدو أنه عاد إلى حقبة زمينة في الماضي.

لتقترب منه الأميرة بغضب، بعد أن كفت عن الضحك، وأمسكت فكه بقوة، ثم أردفت:
-كف عن الاستهزاء بي! أنت من المملكة المعاديًة لنا أليس كذلك؟!

ليردف أواب بعدم وعي:
-يالله! ما هذا الملمس الناعم! وما الرائحة الخلابة.

لتنظر له الأميرة بصدمة وتلون وجهها بحمرة الخجل، فهي أول مرة يتغزل بها أحد بمثل هذا الغزل الصريح، لتستدرك ذاتها، ثم أخرجت السيف من حوزتها، وكانت تضعه على خصرها، كان موضوع بطريقة لا تظهر للعيان، أما أواب فكان يقصد ملمس يديها على وجهه.

الأميرة بغضب:
-سأفصل رأسك عن جسدك، أيها الجاسوس.

أمسك أواب السيف قبل أن يصل إليه، ثم أردف وهو ينظر إلى عينيها:
-لست جاسوس، أنا من بلدة أخرى، ولا أعرف كيف أتيت هنا، وحتى لو كنت من البلدة المعادية لكِ، أتعهد الآن أمامك بالولاء والطاعة، فيبدو أنكِ الملكة هنا.

جلست الأميرة على المقعد مرًة أخرى، وأخذت تنظر إلى يده التي تقطر دمًا، ثم أردفت:
-صحيح، أنا الأميرة "روز"، سوف أخلي سبيلك هذه المرة، ولكن إحذر! في المرة القادمة سأفصل رأسك عن جسدك، دون أن يرتد إلي طرف.

ليردف أواب بسعادة:
-شكرًا لكِ أميرة روز.

قالت روز:
-لا تتجول بمثل هذه الملابس مرة أخرى.

ليردف أواب بضجر:
-الملابس مرًة ثانيًة! ما بها ملابسي؟!

روز بصرامة:
-سأجعل الحارس يعطي لك ملابس، ولكن عليك إعادة ثمنها، عندما تعمل ويصبح معك نقود.

كاد أواب أن يتناقش معها، ولكن قاطعته روز بإشارة من يدها بمعنى أن يصمت، ثم أردفت:
-هذه إحدى قواعد المملكة، لا يمكنك التجول بملابس تجسد جسدك بهذا الشكل.

تركته وغادرت، كاد فك أواب أن يسقط من هذا الحديث، ثم أخذ يضحك بقوة.

تسائل بصوت منخفض:
-هل ممكن أنني في أحد البرامج التي تقدم مقالب؟! ولكن أليس من المفترض أن أعرف المقلب لأستطيع التمثيل؟

لينفي بعد ذلك عقله هذه الأفكار، ثم قرر مجاراة الأميرة، إلى أن يستطع الرجوع إلى بلدته، ليدخل الحارس بعد القليل من الوقت وبيديه ملابس، إقترب الرجل من أواب وفك قيود يديه، ثم ألقى الملابس بإهمال، ثم غادر الغرفة، أمسك أواب يديه، ثم أخذ يدلكها مكان القيود الحديدية.

نظر للملابس ثم أردف:
-مؤكد هذه الملابس التي سأرتديها.

مزق بعد ذلك أواب القميص الذي كان يرتديه، ثم ربط جزء منه على يده المصابة، ثم إرتدى الملابس وهو يضحك، كان لديه في هذا الزي جيبين وضع داخلهم المخطوطة ومتعلقاته الشخصية، ليغادر الغرفة، ليصطحبه الحارس خارج القصر، فهو كان أسير بالقصر الخاص بالأميرة روز.

ليخرجه الحارس من ممر ذات إنارة منخفضة، فهناك معلق بالحائط شعل نارية، بعد مدة من السير أوصله الحارس إلى مكان بعيد عن قصر الأميرة، وتركه الحارس، ثم غادر، أخذ يسير أواب في الطرقات محاولًا الإستمتاع بالجو، فالجو معتدل عكس فصل الشتاء الذي كان به منذ ساعات.

أخذ يحدث ذاته عن أين سيبيت! وماذا سيعمل؟ نظر أمامه كان يوجد ما يشبه الكوخ، قرر الإقتراب منه، والإستئذان من المقمين به؛ ليعيش معهم إلى أن يسطيع العودة إلى بلدته.

طرق الباب، ثم إنتظر الإجابة، وبعد وقت من إنتظاره قرر الدخول، دخل الكوخ كان منعدم الإنارة، أخذ يبحث عن هاتفه؛ لينير المكان، ليتذكر أنه تركه على الجسر عندما قرر الإنتحار، ليخرج "ولاعة" من جيبه، فهو يدخن التبغ؛ لذا يحملها أغلب الوقت.

أشعلها ثم أخذ يسير في الممر؛ ليرى إذا كان هناك شمع أو ما شابه، ليرى مقعد مصنوع من أوراق الشجر، ويوضع عليه فانوس للإنارة، وموجود به ما يشبه إناء صغير مستدير، وبه أحد مشتقات البترول"الغاز"، وجاهز للتشغيل، لينيره من الولاعة الخاصة به، ثم حمله وأخذ يتفقد المكان.

كان كوخ صغير الحجم، يحوي غرفة صغيرة، بابها من الخشب الرديء السهل الكسر تقع في يمين الكوخ، ولا يوجد مطبخ حيث أنه يوجد موقد ناري صغير الحجم، يذكره بالأفلام القديمة؛ التي كان نادرًا ما يرى مثلها، وبجواره بعض الأواني القديمة.

ليري فراش في الجوار، مصنوع من أوراق الأشجار، ويوجد بعض القطن الموضوع على طول الفراش الخشبي، إستنتج وقتها أنها المرتبه، لاحظ كتاب في أخر الغرفة، إستغرب وجوده، إقترب منه ونفض الأتربه التي كانت عالقة به، أخذ يتفقد مظهره، كان يشبه كتب الأساطير.

أردف بصوت مسموع:
-حسنًا سيسليني خلال فترة إقامتي هنا.

ثم تركه جواره، ليخرج بعد ذلك المخطوطة من جيبه ليتسلى بها، أخذ ينظر لها، كانت عبارة عن الأرقام التالية(2 1 400 20 301 10 80 400 6 2 301 200 300).

نظر إلى الأرقام وأردف:
-بالتأكيد كل رقم يشير إلى أحد أحرف اللغة، أتذكر هذه الطريقة، شاهدتها بأحد الأفلام الخاصة بالخيال العلمي.

جلس صامتًا يفكر، ليلوح بذهنه ذكرى جودي، الفتاة التي كاد أن ينهي حياته من أجلها، التي ظن أنه لن يستطع العيش بدونها، ولكنه الآن علم كم كان أحمق؛ فهو لم يحبها، هي كانت الخيار المتاح بالنسبة له، وكان يخشى الفراق لا أكثر، شعر أيضًا بمدى حماقته عندما قرر الإنتحار بسبب عدم إمتلاكه لمنزل.

فهو الآن لا يملك أي شيء مما كان يملكه سابقًا، ويشعر بالراحة ولا يخشى الغد، على خلاف الماضي، رغم عدم إمتلاكه الآن مأوى ولا مأكل، ولا حتي ملابس سوى التي يرتديها، ولا يملك عمل، وياللغرابة! فهو يشعر بالسعادة، فهو تخلص من جميع المسؤوليات.

فهو نظر وقت رغبته في الإنتحار للأشياء التي لا يملكها، ولم يفكر في أي شيء يمتلكه، لينتفض بذعر من مكانه؛ عندما سمع باب الكوخ يدفع بقوة، قاطعًا شرود أفكاره.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي