العشق الأبدي

Memokamal`بقلم

  • أعمال الترجمة

    النوع
  • 2022-07-20ضع على الرف
  • 76.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البارت الأول

صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ❤️
بقلم مريم الشناوي ✨

في إحدى الأحياء الراقية
في شقة البشمهندس زين الجداوي
زين رجل يبلغ من العمر ٤٥ عامًا توفت زوجته بسبب إصابتها بذلك المرض الخبيث الذي انتشر في جسدها بسرعة البرق وظلت خمس سنوات تتعالج من ذلك المرض الخبيث ولكنها في النهاية توفت بسبب ذلك المرض اللعين وتركت له ثلاث فتيات توأم من أجمل ما يكون فهم من أسعدوه بعد وفاة زوجته ولكن الثلاث فتيات تركيبة عجيبة كل فتاة تملك شخصية مستقلة فالأولي وتدعي رحمة فتاة هادئة وخجولة للغاية والثانية وتدعي رحيل فتاة قوية وذو شخصية تشبه الرجال إلي حدا ما والثالثة وتدعي خديجة فتاة مجنونة وذو شخصية مرحة ولكنها حنونة للغاية فالثلاث فتيات هم سبب سعادة زين وسبب عشقه لحياته..

استيقظ زين صباحا في وقت مبكر بسبب صوت المنبة المزعج ثم أغلقه واتجه إلي المرحاض وادي روتينه اليومي ثم خرج وادي فريضته وبعد أن انتهي اتجه إلي المطبخ وقام بإعداد الفطور لفتياته الثلاثة وبعد مرور نصف ساعة انتهي من تحضير السفرة اتجه إلي غرفة فتاته الأولي رحمة

فتح زين باب الغرفة وجد صغيرته رحمة تجلس علي سجادة الصلاة وتقرأ وردها اليومي فإرتسمت علي شفتيه ابتسامة جميلة ثم اتجه إليها وقبلها من رأسها فإنتبهت له فقامت من علي الأرض وإبتسمت إلي والدها الحنون وقبلته من وجنتيه

رحمة بإبتسامة جميلة: صباح الخير يا أحلي بابا في الكون

زين بإبتسامة: صباح الفل يا رحمة قلبي يلا يا قمري عشان تفطري قبل ما تنزلي الشغل

رحمة بهدوء: متوترة أوي يا بابا دا أول يوم ليا في الشغل وكمان المدير بتاعي مش سهل أبدا انا بسمع عنه بلاوي يا بابا

زين بهدوء وجدية: طول ما انتي علي حق ومعملتيش حاجة غلط خليكي هادئة وواثقة من نفسك وهو مش سهل عشان كده ناجح وشركته عالمية مين يا بنتي ميعرفش صخر الدويري

رحمة بهدوء: اوك هكون واثقة في نفسي وأعمل إللي عليا

زين بإبتسامة وهو يربت علي كتفها: هي دي بنوتي الحلوة
أنهي زين حديثه وقبل راس صغيرته ثم تركها وخرج من غرفتها متجها إلي الغرفة الثانية وهي غرفة ابنته الثانية رحيل

وعندما دلف إلي الغرفة وجدها تمارس الرياضة فقد كانت تجري علي المشاية وهي ترتدي ملابس رياضية قصيرة ووجسدها مليئ بالعرق بفعل المجهود التي تبذله وكانت الغرفة وكأنها لإحدي الحيوانات البرية التي لا تعرف النظام والترتيب وليست لفتاة!

زين بغيظ وهمس: أدعي عليها بإيه وهي فيها كل العبر

أنهي زين حديثه واتجه ينوي تنظيف تلك الغرفة حيث قام بجمع الملابس الملقية هنا وهناك وايضا جمع تلك الأوراق الخاصة بعملها وقام بترتيبها وايضا قام بجمع أوراق الحلويات والمسليات والكثير والكثير من القمامة التي تملأ تلك الغرفة واخيرا انتبهت له ابنته رحيل

رحيل بهدوء: صباح الفل يا حجوج

زين بضيق: صباح الزفت علي دماغك ايه يا بت ده أوضة دي ولا مقلب زبالة نفسي مرة أدخل المزبلة دي ألاقيها نضيفة

رحيل بلامبالاة: فكك مني يا زين انا مش زي بناتك واحدة فافي والتانية هطلة

زين بإشمئزاز: ايه يا بت الكلام ده يا رحيل يا حبيبتي انتي بنوتة لازم تكوني رقيقة وكيوت مش كده

رحيل بلامبالاة: رقيقة ايه بس يا حاج صلي علي النبي في قلبك يا زين انا مش كده ولا هبقي كده يلا سلام

أنهت رحيل حديثها واتجهت إلي المرحاض الملحق بغرفتها لكي تستحم أما زين فكان يتطلع إلي أثرها بصدمة ويأس من تلك الفتاة التي ستتسبب في قتله يوما ما

اتجه زين إلي غرفة ابنته الثالثة خديجة وعندما دلف إلي الغرفة شهق بعنف ووضع يده علي موضع قلبه وقال بصدمة وفزع: لا إله إلا الله اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسالك اللطف فيه

أنهي زين حديثه وهو ينظر إلي الغرفة المقلوبة رأسا على عقب فكانت أكثر بشاعة وعدم ترتيب من غرفة رحيل بالإضافة إلي ذلك شرشف الفراش الذي يلتف حول جسد خديجة والغطاء ملقي علي الأرض بإهمال وهي تنام علي الأرض وتحديدا علي الغطاء وقدميها مرفوعتان علي الفراش وجدسها بالكامل ملتف بشرشف الفراش

زين بسخرية: مومياء هربانة من جوزها وجاية غضبانة عندي دا ايه الهم دا بس

سمع زين صوت ضحكات خلفه فإلتفت الي رحمة وينظر لها بيأس وقلة حيلة من تلك الفتاة

رحمة بضحك: انا هصحي سيد قشطة دا وأرتب الاوضة علي ما تلبس انت وتنزل شغلك عشان متتأخرش يلا يا حبيبي

أومأ لها زين وقبل رأسها بحنان ثم قال: والله ما خلفت غيرك يا رحمة الوحيدة الي مريحة قلبي مش أستاذ هركليز ولا سيد قشطة إلي نايم دا

أنهي زين حديثه وتركها واتجه إلي غرفته لكي يرتدي ملابسه ودلفت رحمة إلي غرفة شقيقتها وايقظتها كالعادة بصعوبة بالغة وبعد كثير من الوقت استيقظت خديجة ودلفت إلي المرحاض وهي تترنح مما أدي إلي اصطدامها بقوة في باب المرحاض وسقطت بقوة علي الأرض فهي تعاني من ضعف النظر ولا تري من غير عدساتها اللاصقة التي تضعها ولكنها ليست ملونة فهي عينيها تمتاز باللون العسلي وكأنها مصبا للعسل

توقعت رحمة أن تتألم وتبكي فخديجة رقيقة للغاية ولكن حدث عكس ذلك فتلك المعتوهة عادت إلي النوم مرة أخري عندما سقطت علي الأرض ضحكت رحمة بقوة علي شكل شقيقتها المجنونة وساعدتها علي النهوض بعد أن ايقظتها وتركتها تدلف إلي المرحاض مرة أخري وبالفعل دلفت بسلام

وبعد مرور نصف ساعة

تجمعت الثلاث فتيات ووالدهم علي الطاولة يتناولون فطورهم بهدوء شديد وصمت وقطع ذلك الهدوء صوت زين

زين بجدية: هتروحوا فين انهاردة

رحمة بهدوء: انا عندي إنتر فيو في شركة انهاردة هخلص وبعد كده هروح لحسناء أبارك لها وأجي هنا أحضر الغداء

رحيل بهدوء: انا هطلع علي الورشة هشوف ايه الأعطال إلي في العربيات إلي هناك عشان في سباق سيارات بكرة ولازم أروح أشيك علي كل العربيات وبعدين هاجي هنا أخد شاور وأعدي علي البت حسناء بس كده

خديجة بإبتسامة مشرقة: أنا مش بشتغل يا زين ما انت عارف عشان كده هفطر وأروح لزوزو وبعد كده أروح لحسناء علي طول

زين بإبتسامة: عارف يا قلب زين انك عوطلية وعديمة المنفعة زي سيد قشطة بالظبط

ضحك الجميع علي حديث زين بينما خديجة نظرت إلي زين بغضب مصطنع وقالت: زين متخلنيش أزعل منك وأحلف ما انا بايتة فيها وانت عارفني مجنونة

زين بلا مبالاة: يلا يا بت من هنا يلا هش هش هنرش ماية

خديجة بغضب مصطنع: حيث كده بقا أنا هبات عند زوزو ومش هاجي أبات عندك هنا وابقي شوف مين هيعملك الرز بلبن إلي بتحبه

خبط زين كفيه في بعضهما بحركة شعبية وصاح بإنفعال قائلا: رز بلبن ايه يا موكوسة يا بنت الموكوس دا انتي بتعمليه من غير سكر بس انتي بالذات في حاجات المطبخ متتكلميش فاكرة يا بت أخر مرة داخلتي المطبخ عملتي ايه

نظرت له خديجة بخجل ثم قالت بتوتر: إحم طيب استأذن انا بقا يلا سلام عليكم

ضحكت رحمة ورحيل علي مظهر خديجة وهي تمشي وهي تنظر لأسفل وكأنها فتاة صغيرة معاقبة من قبل والديها

رحيل بهمس لرحمة: تفتكري هتعملها

رحمة بضحك: مظنش لابساهم

ولم تكمل رحمة حديثها حتي اصطدمت خديجة بقوة في ذلك الحائط الزجاجي الذي يفصل بين الصالة وحجرة الطعام وسقطت بعنف علي الأرض

خديجة بتألم وتأفف: يا دي النيلة هو مينفعش أمشي غير لما أتزرع زرع بصل كده أبقي شيل الإزاز دا يا زين بالله عليك

زين بسخرية: هو العيب في الإزاز بردو انتي الي مش بتشوفي يا ختي

خديجة بحزن: ماشي يا بابا اتريق عليا براحتك

أنهت خديجة حديثها وأدمعت عينيها بحزن بسبب سخرية والدها منها ثم تركتهم واتجهت إلي شقة السيدة زينب أو كما تقول هي ( زوزو ) فهي امرأة طيبة القلب وحنونة للغاية تعوضها عن حنان والدتها التي تفتقده كثيرا

زين بحزن شديد: انا والله كنت بهزر مش أكتر

رحمة بهدوء وهي تضع يدها علي يد والدها بحنان: بابا حبيبي متزعلش انت عارف خديجة حساسة أوي في موضوع نظرها ده مش سهل إلي حصلها في الجامعة سيبها شوية عند زوزو هي بتعرف تخرجها من حالة الحزن إلي بتبقي فيها

رحيل بضيق شديد بسبب ما حدث لشقيقتها منذ عامين ولم تستطع مساعدتها: انا نازلة يلا يا رحمة عشان أوصلك في طريقي

اومأت لها رحمة بهدوء ثم قامت وقبلت والدها من وجنتيه ولكنه كان الشاردا في صغيرته التي تتألم الآن بسبب مزاحه السخيف

أما رحيل فإتجهت إلي خارج شقتهم وهي تتأفف بغضب شديد وخرجت خلفها رحمة واستقل الاثنين المصعد واتجهوا إلي الأسفل ثم خرجوا من المصعد واتجهوا إلي خارج العمارة متجهين إلي سيارة رحيل المصفوفة أمام العمارة واستقل الاثنين السيارة متجهين إلي أعمالهم

أما زين فبعد مغادرة فتاتيه اتجه إلى الشقة الموجودة بجانب شقته وطرق علي بابها عدة طرقات حتي سمع صوت خطوات يقترب من الباب وبعد ثواني فتح الباب نظر زين إلي تلك المرأة الجميلة صاحبة الثمانية والثلاثين عاما التي فتحت الباب

مرأة جميلة وفاتنة بملامح شرقية رائعة فكانت فتاة ذات بشرة قمحية مائلة للبيضاء وعيون سوداء لامعة وحاجبين عريضين ووجنتين مملوئتين وشفتين صغيرتين متوردة وكأنهم حبتان من الكريز الناضج وأنف صغير بعض الشئ ويزين رأسها حجاب باللون النبيتي وعباءة منزلية عصرية رائعة وواسعة وضيقة من عند الخصر باللون البيج

زينب بإبتسامة هادئة: صباح الخير يا أستاذ زين

تنحنح زين بحرج وقال بتوتر: احم صباح النور يا مدام زينب احم هي خديجة عندك مش كده

زينب بهدوء وجدية: عندي يا أستاذ زين بس بلاش تشوفها دلوقتي خليها لما تهدي خالص أبقي اتكلم معاها

أومأ لها زين بهدوء ثم شكرها باحترام ورحل وهي أيضا أغلقت الباب بعد مغادرته

أما زين فكان يقود سيارته متجهاً إلي العمل وقلبه ينبض بقوة ويشعر وكأنه كان يحبس أنفاسه فهذه الحالة لا تصيبه إلا عندما يتحدث مع تلك الجميلة الهادئة في كل شئ حتي جمالها هادئ مثل طباعها

وضع زين يده علي قلبه وقال بتوتر: خلاص إهدي انت هي مشيت إهدي

ظل زين شاردًا يفكر في تلك الأعراض التي لا تصيبه إلا عندما يراها هي فقط حتي زوجته المتوفية لم يشعر معها بذلك الشئ الذي يشعر به عندما ينظر إلي عينيها السوداء الكاحلة ما هذا يا تري؟ لماذا يدق قلبه بعنف وكأنه كان للتو في سباق؟

بقلم مريم الشناوي ✨
صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي