البارت الثالث

صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ❤️
بقلم مريم الشناوي ✨

صالح بجدية: حسناء غيري هدومك وإطلعي والدك وعيلتك برا مستنينك متتأخريش يلا

تنهدت حسناء بضيق شديد فهذا أخر شئ تتمناه الأن وهو رؤية والدها وعائلتها ولكن ما باليد حيلة

حسناء بهدوء: حاضر جاية أهو

أنهت حسناء حديثها وهبت واقفة من علي الأرض وخرجت من الغرفة بهدوء ثم اتجهت إلي غرفة النوم الكبيرة والتي من المفترض أن تكون غرفة نومهما هي وصالح ولحسن حظها لم يراها أحد فهي في الجزء الثاني من الشقة بعيدة عن الأنظار دلفت حسناء ببطء ونظرت إلي أرجاء الغرفة بحزن وتساقطت دموعها ولكنها مسحتها بهدوء واتجهت إلي المرحاض الملحق بالغرفة وأزالت الفستان وخلعت نقابها وعندما تجردت من ملابسها اتجهت إلي كابينة الإستحمام وأخذت حماما باردا لعله يريح أعصابها المشدودة ويخفف من حدة تلك النيران المشتعلة بداخلها وبعد خمس دقائق خرجت من المرحاض وهي تلف منشفة حول جسدها العاري والتي بالكاد تصل إلي منتصف فخذيها واتجهت إلي خزانة الملابس وأخرجت عباءة استقبال محتشمة بألوان رائعة وارتدت نقابها لإن من ضمن عائلتها رجال لا تُكشف عليهم وبعد دقائق خرجت من غرفتها واتجهت إلي غرفة الصالون

الذي يجلس فيها جميع العائلة وعندما دلفت إلي الداخل انطلقت الزغاريد والمباركات من جميع النساء كالعادة المصرية في ذلك اليوم رحبت بالجميع وسلمت عليهم وجلبت لهم واجب الضيافة وجلست بجانب زوجها صالح الذي كان يتصنع السعادة ويبتسم مع الجميع

أما هي فكانت هادئة كعادتها كان والدها يتابعها بأعين كالصقر يحاول أن يعرف لما ابنته هادئة ولا تتحدث علي الأقل معه هو فهب والدها واقفا واقترب منها واستأذن من الجميع وأخذها وابتعد عن مكان تجمع العائلة وجلسوا بعيدا أمسك والدها يديها بين كفيه وقال بحنان

محمود والدها بحنان: مالك يا قلب أبوكي هادية ليه كده حصل حاجة حاسك زعلانة الواد إلي جوا دا مزعلك قولي قولي وانا أطربقها علي دماغه واخلي نهاره أسود

قال محمود الأخيرة بغضب شديد وغيرة علي ابنته الجميلة أما حسناء فابتسمت علي مدي حب والدها لها وقالت برقتها المعهودة

حسناء برقة وإبتسامة جميلة: لا مش مزعلني انا بخير يا حبيبي متقلقش عليا صالح راجل

محمود بغيرة وزعل: طبعا ومن يشهدله غيرك ما انتي بتحبيه وكنت دائما تقعدي تراقبي فيه في الراحة والجاية

تفاجأت حسناء من معرفة والدها بمراقبتها لصالح كيف عرف ذلك فلا أحد يعلم بحبها لصالح سوي خديجة وشقيقتيها ولا أحد منهم سيفشي سرها أبدا لذلك أخفضت رأسها بخجل من والدها التي تحبه وتعشقه أكثر من نفسها فهو من اهتم بها بعد أن تركتها والدتها وهي فتاة صغيرة للغاية حتي لم تنظر إليها أبدا فعندما فاقت في المستشفي بعد ولادتها إرتدت ملابسها وغادرت المستشفي وهي مازالت متعبة وتركت خلفها زوج عاشق تألم علي فراق وهجر حبيبته له وطفلة صغيرة للغاية لا يكمل عمرها أسبوع ولا حتي يومين ومنذ أن رحلت تلك المرأة وهو من يهتم بها ويرعاها حتي أنه لم يتزوج بعدها خوفا من أن تأتي إمرأة أخري تعاملها بقسوة وهو يخشي عليها من نسمات الهواء الطلق

اقترب منها والدها ورفع نقابها وظهر ذلك الوجه الملائكي الذي يسحر ويفتن كل من يراه فهي فتاة جميلة للغاية لديها عينين زرقاء ساحرة وكأنهم كالمحيط الهادئة أمواجه ممزوجة باللون الاخضر وكأنها تشبه أوراق الشجر الناضجة في فصل الربيع وأنف صغير وشفتين متوسطة الحجم كالكرز ووجنتين محمرتين حمرة طبيعية وحاجبين رفيعين وكثيفين باللون الأشقر فهي شقراء كوالدتها

اقترب منها والدها وقبل جبينها بحنان وقال بإبتسامة جميلة علي خجل ابنته: مفكراني مش عارف انك بتراقبي الواد ده من زمان يا حسناء انتي حتة من قلبي وروحي وبحس بيكي دايما يا قلب أبوكي

حسناء بخجل وتوتر: عشان كده أجبرته يتجوزني

تنهد محمود بهدوء قائلا: كنت عارف أن هو هيقولك كل حاجة

حسناء بحزن وقد ترقرقت عينيها بالدموع: هو مقاليش انا الي سمعت كل حاجة 

محمود بقلق: لا يا قلب أبوكي متبكيش أبدا دموعك دي غالية عندي يا روح قلبي

حسناء بدموع حارقة: ليه عملت كده يا بابا

محمود بحزن: عشان عارف انك بتحبيه يا قلب بابا وعارف ومتأكد أن دي الطريقة الوحيدة الي هتخليه يوافق أن هو يتجوزك عارف ان الطريقة غلط بس انا عمري ما كنت هأذيه لا هو ولا حتي الست والدته مهما كان احنا جيران يا حسناء وعمري ما أرضي ليهم بالأذية

حسناء ببراءة: عارفة ومتأكدة من ده انت حودة حبيبي

أنهت حسناء حديثها وعانقت والدها بقوة وكأنها تتشبث به وهو أيضا بادلها عناقها بقوة وحنان أبوي وقلب ينبض بعنف شديد علي تلك الدموع التي تغرق وجنتيها

محمود بمزاح: خلاص يا قلب حودة صافي يا لبن

ضحكت حسناء بطفولية وقالت: حليب يا قشطة بس علي شرط

محمود بإبتسامة حانية: عيوني لست البنات حسناء

حسناء بإبتسامة مشرقة: فين وصلات الأمانة إلي مضيت صالح عليهم

محمود بحنان وهو يحيط وجهها بين كفيه: عندي في الخزنة تحت يا قلب حودة

مالت حسناء برأسها وقبلت باطن كفيه وقالت بإبتسامة وهي تنظر له ببراءة وكأنها طفلة تطلب لعبة جديدة من والدها بعد أن أضاعت دميتها: طيب ممكن تجبهملي يا حودة

ضحك محمود بصخب ثم قال بصوته الرجولي الذي يتخلله ضحكاته علي فتاته الجميلة: انا قولت النظرة دي وراها حاجة هههه من عيوني يا قلب حودة ثواني هنزل أجبهم وأجي

أنهي محمود حديثه وقبل رأسها بحنان ثم أنزل نقابها وأخذها وعاد إلى مكان تجمع العائلة ولكنه استأذن منهم لثواني ثم نزل إلي شقته التي توجد في الطابق الثاني وجلب وصلات الأمانة وصعد إلي ابنته مرة أخري واعطاهم لها دون أن يلاحظ أحد حتي صالح لم يلاحظ ذلك وبعد فترة رحل محمود وباقي العائلة وبقي فقط صالح الذي ينظر إلي حسناء يحاول أن يتحدث معها بشأن ما سمعته أو حتي يري شكلها ولكنها تعامله ببرود ولا تتحدث معه أبدا إلا عند الضرورة القصوى وهذا يزعجه كثيرا ولكنه لن ييأس سيحاول معها حتي تحكي معه فهو لا يريد أن تكون غاضبة منه أو تلقي اللوم عليه في كل ما حدث بل هو المجني عليه وليس الجاني

في شركة الحديد والصلب

التابعة لرجل الأعمال الشهير صخر الدويري

فهو من أشهر رجال الأعمال في الشرق الأوسط يهابه الجميع وبشدة فهو اسم علي مسمي فهو ليس لديه مشاعر أبدا يتعامل مع البشر وكأنهم كمالة عدد قاسي حد اللعنة وزير نساء من الطراز الأول هو وصديقيه زيد ويزيد فالاثنين إخوة وزيد أكبر من يزيد هؤلاء الثلاثة يطلق عليهم عالم رجال الأعمال مثلث برمودا فهم خطيرين للغاية وكل منهم يمسك مجموعة شركات ويديرها ولكن الكلمة النهائية لصخر الدويري

في الطابق الاول من الشركة كانت تجلس رحمة وتجري مقابلتها لكي تقبل في العمل ولكنها لم ترتاح أبدا بسبب تلك النظرات الخبيثة التي تتابع كل حركة تقوم بها فذلك البغيض الذي يجري معها المقابلة ينظر لها نظرات شهوانية حقيرة تعرفها جيدا وبعد الكثير من الأسئلة تم قبولها في الوظيفة وهي سكرتيرة مكتب مستر صخر الدويري

خرجت رحمة من المكتب وهي تتشاهد أن الله أنقذها من ذلك الحقير كانت ترتب أوراقها وهي تسب ذلك الحقير في سرها ولم تنتبه لذلك الذي يسير وهو ينظر في الهاتف وثواني وشعرت رحمة أنها اصطدمت في حائط فولاذي سميك وأثر تلك الصدمة سقطت رحمة بعنف علي الأرض

" مش تفتحي يا متخلفة انتي انتي عامية ولا ايه "

كانت رحمة تجمع أوراقها وعندما انتهت من جمعهم سمعت سب ذلك الرجل لها فهبت واقفة تنظر له بغضب ولكن عندما رفعت نظرها وجدت شاب ذو جسد عضلي عينين حادتين كالصقر باللون البني الغامق الذي يشبه لون القهوة وذو بشرة حنطية لحية منمقة وفك حاد وأنف أرستقراطي ولم يكن ذلك الشاب سوي يزيد ولكنها لم تهتم لكل ذلك فهذا الرجل سبها وهو المخطئ ولكنها لم تريد أن تفتعل المشاكل حتي قبل أن تبدأ عملها لذلك نظرت له بحدة وشراسة وأخذت حقيبتها وكادت أن تغادر ولكن أوقفها حديثه الوقح

يزيد بوقاحة: علي فكرة انتي مش محتاجة تعملي كل إلي عملتيه دا

رحمة بإستغراب: أفندم؟!

يزيد بغمزة ووقاحة: لو عايزة تلفتي نظري مكنش في داعي للشغل ده تعالي علي طول وقولي عايزة أقضي معاك ليلة وانا مش هقولك لا

أنهي حديثه ونمت علي ثغره إبتسامة لعوب خبيثة يعرف مدي تأثيرها علي قلوب الفتيات

اقترب منها يزيد حتي وقف أمامها ولا يفصلهم سوي بعض السنتيمترات قائلا بوقاحة: دا عنوان شقتي يا قمر تقدري تيجي في أي وقت ولو مستعجلة مكتبي موجود

نظرت له رحمة من أعلي لأسفل ثم قالت بهدوء وهي تنظر له بحدة وشراسة: بغض النظر عن أن الي حصل دا كان صدفة بس أتمني أن الصدفة دي متتكررش

يزيد بغمزة: أوووه حلو أوي الجو الشرس دا مش عليا يا بت جو الشريفة دا كلكم بتعملوا كده وفي الاخير هتيجي

رحمة بهدوء: مش ذنبي ان كل الي عرفتهم أشكال زبالة من نفس عينتك كده

أنهت رحمة حديثها وكادت أن ترحل ولكنها توقفت عندما قبض يزيد علي ذراعها بقسوة قائلا بحدة: دا انتي نهار أبوكي إسود بقا أنا زبالة يا بنت***

تفاجأت رحمة كثيرا من قربه الشديد منها وسبه لها وايضا إمساكه لها بتلك الطريقة فهي فتاة ومحجبة كيف له أن يمسكها هكذا لذلك وبدون أدني تفكير رفعت رحمة يدها وهوت بها بعنف وقسوة علي وجنته مما جعله يقف مصدوما وتجمدت جميع أطرافه بسبب صدمته من فعلتها تلك

رحمة بغضب بعد أن نفضت يده بعيدا عنها وقالت بغضب: انت واحد سافل وقليل الأدب ومتربتش

أنهت رحمة حديثها ورحلت من أمامه وهي غاضبة للغاية وتنوي بداخلها أنها لا تعمل في تلك الشركة أبدا مهما حدث وبالفعل خرجت رحمة من الشركة بأكملها وهاتفت رحيل وطلبت منها أن تأتي إليها فقالت لها رحيل أنها قريبة منها للغاية وكادت أن تتحدث إليها رحمة ولكنها تفاجأت بأحد يحملها علي كتفه بقسوة وهو بسبها بأبشع السباب ولم يكن سوي يزيد الذي عاد بها إلي الشركة صاعدا إلي مكتبه وهو ينوي بداخله أن يذيقها العذاب ألوان علي ما فعلته كل هذا حدث ورحمة تصرخ بقوة وعلي الناحية الأخري تسمع رحيل صراخ شقيقتها وزادت من سرعة السيارة حتي تصل بسرعة إلي شقيقتها أما رحمة فكانت تصرخ وتضربه علي ظهره بعنف تحاول أن تبتعد عنه وتحاول أيضا الإستنجاد بالعاملين ولكنهم يسيرون في الشركة وكأن شئ لم يكن فمن هم حتي يقفون في وجه يزيد الجارحي المعروف بجبروته

اتجه يزيد ببرود إلي المصعد وعندما أغلق المصعد

قال يزيد بقسوة وتوعد: هخلي أيامك جحيم يا بنت *** علي إلي عملتيه ده



بقلم مريم الشناوي ✨
صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي