البارت الرابع

صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ❤️
بقلم مريم الشناوي ✨

قال يزيد بقسوة وتوعد: هخلي أيامك جحيم يا بنت *** علي إلي عملتيه ده

أنهي يزيد حديثه وضغط علي زر الطابق الأخير وصعد المصعد إلي ذلك الطابق ومازالت رحمة تسبه وتلعنه وتتحرك بعنف تحاول أن تفلت نفسها من بين يدي ذلك الرجل الوقح وظلت تصرخ به حتي سكتت تماما عندما تلقت صفعة قوية علي مؤخرتها بسببه هو مما جعلها تشهق بعنف وتصمت ولم تعد تصرخ أبدا وسبته في سرها حتي لا يكرر ما فعله مرة أخري أما هو فابتسم بسخرية وتهكم عليها وعلي صمتها ذلك فهو يظنها مثل باقي الفتيات التي تسعي خلفه في كل مكان بغرض الشهرة ومنهم من يركض خلفه بسبب طمعهم وجشعهم فهم يريدون الحصول علي أمواله ولكن ليس بتلك السهولة فهو يزيد الجارحي فهو من يلعب بمشاعر النساء ويحطم قلوبهم ويحولها إلي أشلاء فقط من أجل أن يتسلي هو

أما رحمة فكانت صامتة والخوف يسيطر عليها فمن ذلك الرجل الوقح الذي لا يعرف معني الرجولة والمروءة حتي يفعل بها ذلك لماذا يهابه الجميع هكذا بالتأكيد هو من مالكي تلك الشركة فجميع العاملين هنا رغم صراخها واستنجادها بهم إلا أنهم لم يلتفتوا لها حتي ويسيرون ويتابعون عملهم وكأن شئ لم يكن فاقت رحمة من شرودها عندما سمعت صوت شقيقتها القلق عليها فهي ترتدي سماعة بلوتوث أذن بدون أسلاك يخبئها الحجاب الذي ترتديه وقد سمعت رحيل كل ما قالته شقيقتها وما قاله ذلك الشخص الوقح الذي لا تعرفه

وصلت رحيل أمام الشركة ونزلت من السيارة بسرعة وكادت أن تدلف إلي الشركة ولكن منعها حراس الأمن الذين يقفون أمام بوابة الشركة نظرت لهم رحيل بغضب دفين وأعين مشتعلة فهم عائق بينها وبين شقيقتها التي تريد إنقاذها قبل أن تصاب بتلك النوبة التي تصيبها عند الخوف الشديد

رحيل من خلال السماعة: رحمة انتي كويسة ردي يا رحمة ردي عليا متقلقنيش طب انتي فين في أم الشركة دي

كانت رحمة تستمع الي حديث شقيقتها ولم تستطع أن ترد عليها خوفا من ذلك الوقح وعندما أنهت رحيل جملتها فتح باب المصعد واتجه يزيد وهو يحمل رحمة يسير في ذلك الطابق الخالي من جميع العاملين لا يوجد سوي ستة مكاتب فقط وباقي الطابق خالي اتجه يزيد إلي مكتبه الخاص واغلق الباب خلفه بعنف وانزل رحمة ودفعها بقسوة حتي سقطت بقوة علي الأرض

يزيد بغضب: بقا حتة بت زيك تعمل معايا انا كده دا انتي ليلة أهلك سودا

أنهي يزيد حديثه وجذبها من ذراعها بقسوة شديدة مما أدى إلي إنطلاق صرخة عالية منها بسبب خوفها منه وآلام ذراعيها بسبب قبضته

وقفت رحمة أمام ذلك اليزيد والذي تحول إلي وحش كاسر ونظر لها بغضب شديد ورفع يده وينوي أن تنزل تلك اليد علي وجنتها بقوة كما فعلت معه وهي أخفت وجهها بيديها خوفا من بطش ذلك الرجل ولكن قبل أن يصفعها يزيد وجد يزيد من يمسك بيده يمنعه من صفع تلك الفتاة الهشة للغاية نظر يزيد بقوة إلي ذلك الذي تجرأ ودلف إلي مكتبه بدون إذنه وأمسك يده ومنعه من تأديب تلك الفتاة اللعينة ولكنه هدأ قليلا عندما وجد أن من أمسك يده لم يكن سوي أخيه الكبير زيد

زيد بغضب: انت اتجننت يا يزيد عايز تمد ايدك علي بنت هي حصلت

يزيد بغضب وهو يحاول نفض يد أخيه الذي يمسكه بقوة مانعه عن تلك الفتاة: سيبني يا زيد أربيها وأعلمها إزاي تتكلم مع أسيادها دي بت قليلة الأدب ومتربتش

نظرت له رحمة بغضب من وسط دموعها قائلة: انا متربية غصب عنك انت الي واحد معندكش زوق وهمجي

ضرب زيد جبهته بباطن يده بقلة حيلة من غباء تلك الفتاة فهو بصعوبة يبعد يزيد عنها ولكن هي قد زادت الطين بلة كما يقولون وجعلت أخر ذرة صبر لذلك اليزيد تتبخر في الهواء

زيد بهمس: إجري بسرعة

أنهي زيد حديثه وقبل أن تتحرك رحمة وقبل أن يبعد زيد يزيد عنها وجد أخيه يدفعه بقوة بعيدا عنها واقترب من تلك الفتاة وأمسكها من شعرها الذي يقبع أسفل حجابها ولكنه كان يقبض عليه بقوة وكاد أن يصفعها بقوة ولكنه توقف علي صوت صارم غاضب يعرفه جيدا ولم يكن سوي صخر الدويري

صخر بغضب وحدة: ابعد عنها يا يزيد

يزيد وهو ينظر لرحمة التي تبكي بصمت بسبب قبضة يده العنيفة علي شعرها وحجابها كان يطالعها بأعين حادة غاضبة للغاية فهذه أول فتاة تقف في وجهه وتحدثه بتلك الطريقة دون أدني خوف

يزيد بحدة: هقتلها يا صخر علي الي عملته

صخر بجدية وحدة: البنت مغلطتش ابعد عنها قولتلك

نظر لها يزيد من أعلي لأسفل وقال بهمس لم يسمعه غيرها وبث الخوف والرعب في قلبها: أيامك إلي جاية كلها هتبقي سودة علي دماغك

أنهي يزيد حديثه لها ودفعه بقوة بعيدا عنه حتي سقطت علي الأرض مرة أخري بقوة والي هنا ولم تتحمل فبكت رحمة بقوة وانهيار بسبب ما حدث لها علي يد ذلك اللعين الذي يدعي يزيد

يزيد بغضب: ما تقومي يا روح أمك وتبطلي تمثيل

جملته تلك زادت من بكائها الهيستيري وخوفها منه مما جعلها تنكمش علي نفسها بخوف ورهبة منه

نظر لها صخر بجمود كعادته مع الجميع

أما زيد نظر لها بشفقة فهي يبدو عليها انها فتاة طيبة وخلوقة والعيب يكمن في أخيه وليس بها لذلك اقترب منها زيد قائلا بهدوء: متخفيش مش هيعملك حاجة تقدري تمشي

لم تسمع رحمة ولا كلمة مما قالها فهي في حالة بين الوعي واللاوعي تنظر حولها بعدم توازن تبحث عن حقيبتها حتي تأخذ منها البخاخ الخاص بها فهي لديها حالة نفسية عندما تخاف من شئ يحدث لها ضيق تنفس وتشعر وكأن رئتيها لم يعدوا يستقبلوا الهواء مرة أخري لذلك تتعالج بذلك البخاخ ولكن حقيبتها ليست هنا وشعرت أن عينيها تغلق وسحابة سوداء تسيطر عليها حتي سقطت مغشيا عليها أمام زيد

زيد بفزع: يخربيتك يا يزيد البت أغمي عليها من الخوف

يزيد بلا مبالاة: في ستين داهية يلا اشتالها ارميها برا الشركة بلاش قرف

زيد بتردد: بس هي محجبة انا هكلم الدكتور يجي فورا

وبالفعل اتصل زيد علي الطبيب وقال له أنه سيأتي بعد خمس دقائق وبعد أن أغلق زيد الهاتف مع الطبيب حاول أن يجعلها تفيق ولكنها مازالت مغشيا عليها وكاد أن يتحدث ولكنه وجد فتاة تندفع بقوة داخل المكتب وتنظر حولها بجنون حتي استقر نظرها علي شقيقتها ولم تكن سوي رحيل التي اندفعت نحو شقيقتها ورفعت رأسها بيدها وباليد الأخري يوجد البخاخ الخاص برحمة وأسعفتها رحيل حسب تعليمات الطبيبة التي أرشدتها ماذا تفعل عندما تفقد الوعي في تلك الحالات

وبالفعل بعد خمس دقائق فاقت رحمة وبعد ثواني تحاول استرجاع ما حدث وعندما رأت شقيقتها انفجرت في بكاء مرير فعانقتها رحيل بحنان أخوي وظلت تربت علي ظهرها وتهمس لها ببعض الكلمات المطمئنة أسفل نظرات صخر ويزيد الجامدة ونظرات زيد المشفقة عليهم
ساعدت رحيل شقيقتها علي النهوض وأمسكتها من خصرها تحاول أن تجعلها تقف على قدميها بإتزان

رحيل بغضب: مين في دول إلي كان بيكلمك بالطريقة الزبالة دي

صخر بجمود: صوتك يا أنسة ميعلاش هنا فاهمة أخت حضرتك كويسة تقدري تخديها وتمشي وطبعا يا أنسة رحمة مش عايز أقول إن الي حصل دا ملوش علاقة بالشغل انتي مضيتي عقد قبولك في الوظيفة ولازم تلتزمي بيه تقدري تاخدي بكرة أجازة ومن يوم الثلاثاء حضرتك تبقي هنا عشان تستلمي الشغل

أنهي صخر حديثه وتركهم جميعا ورحل ببرود شديد عائدا إلي مكتبه فهو عرف كل شئ من رجاله الذين رأوا يزيد وهو يحمل تلك الفتاة وبعثوا له فيديو صورته كاميرات المراقبة بين يزيد ورحمة وهي تصفعه وعرف أنها السكرتيرة الجديدة الخاصة به

أما رحمة ورحيل كانوا ينظرون إلى ذلك الرجل الذي يطغي عليه معالم الهيبة والوقار فيبدو أنه في الثلاثين من عمره كانت رحمة تعرفه جيدا من خلال صوره التي تملأ الصحف والمجلات وجميع مواقع السوشيال ميديا

أما رحيل فلا تعرفه ولكن يبدو من حديثه أنه مدير رحمة في العمل والجميع هنا يمتثل لأوامره فاقت الفتاتين من شرودهما علي صوت يزيد الساخر

يزيد بسخرية لاذعة: سمعتوا صخر باشا قال ايه يلا بقا من هنا وانتي مش عايز أشوف وشك هنا تاني وياريت تبعدي عني ومنتقبلش خالص عشان وقتها انا هكمل الي كنت هعمله فيكي

كانت رحيل تنظر لذلك الرجل بغضب شديد وكادت أن تتحدث وتوبخه ولكنها شعرت بارتجاف جسد شقيقتها بين يديها فنظرت إليها وجدت وجهها شاحب للغاية وطلبت منها بخوف وخفوت أن يرحلوا من هنا فأومأت لها رحيل وأخذتها واتجهت خارجة من ذلك المكتب ومن الشركة بأكملها وساعدت شقيقتها علي الصعود إلى السيارة ثم التفت هي حتي تركب مكان السائق وتقود السيارة وبعد الكثير من صمت تحدثت رحمة بجدية واستغراب: هو انتي دخلتي الشركة إزاي

رحيل بجدية: كان في واحد من الحرس شافني وانا بتخانق مع الأمن ولما سألني قولتله علي حالتك فراح أتكلم في التليفون ثواني ولقيته بيقولي ادخلي الدور الأخير مكتب مستر يزيد وانا بجري لقيت شنطتك واقعة قدام الاسانسير جبتها وطلعتلك بس

اومأت لها رحمة بتعب بادي علي وجهها الشاحب لذلك لم تسألها رحيل عن شئ بل تركتها حتي تأتي وتحكي لها هي فهم لا يخبئون شيئا عن بعضهم البعض

أما عند الشباب الذين بعد مغادرة الفتيات تجمع الثلاثة في مكتب صخر وكان زيد يشتعل غضبا من أخيه الذي يجلس أمامه وينظر له ببرود وابتسامة مستفزة تزين ثغره بينما صخر يجلس وينظر لهم هما الإثنين بجمود وبرود كالعادة

زيد بغضب: انت بجد كنت عايز تمد ايدك علي بنت انت اتجننت يا يزيد

يزيد بلا مبالاة: انت مكبر الموضوع أوي علي فكرة

زيد بغضب: لا مش مكبره الموضوع فعلا كبير يا أستاذ يا محترم ولا محترم ايه بقا دا انت سافل وقليل الأدب

يزيد بضحك: يعني هي أول مرة ولا يعني أول بنت

زيد بجدية: بنت عن بنت تفرق يا يزيد مش كل البنات زي الاشكال الزبالة إلي بنقضي معاهم سهرة الليل فاهم

صخر بجمود: زيد معاه حق لازم تفرق يا يزيد واياك أشوفك بتمد ايدك علي بنت تاني وخصوصا لو واحدة زي رحمة هي بنت محترمة ودا إلي يهمني في الشغل

يزيد بسخرية: ما خلاص يعني غلطت في مين دي حتة بت متسواش هتمشي هنجيب غيرها سهلة أوي

هز زيد رأسه بيأس من شقيقه الذي لا يقتنع برأي أحد غيره فهو دائما الذي علي صواب ولا يخطأ أبدا

زيد بهدوء: صابرين عازماك يا صخر علي الغدا متتأخرش هي مأكدة عليا أجيبك واجيب الصايع ده

أنهي زيد حديثه وهو يشير إلي أخيه بغضب منه

يزيد بغمزة: ايه حلوة يا مسمسمة انتي زعلانة مني

زيد بإشمئزاز: بطل يلا طريقتك المستفزة دي متعصبنيش زيادة

نهض يزيد من علي مقعده واقترب من شقيقه وجلس بجانبه قائلا بغزل: انتي حلوة وبتتعصبي ياختي كميلة بتتعصب

هب زيد واقفا ولكمه بعنف حتي سقط علي الأرض يتألم من ضربته ثم عدل ملابسه واتجه خارج المكتب وخارج الشركة بأكملها قبل أن يفتك بذلك المستفز الذي يكون بالنسبة له أخيه

يزيد بتألم وغضب وصوت مرتفع: يخربيت كده ايه ايدك مرزبة يا حيوان وشي والله لأقول أمك صابرين

نظر له صخر بجمود قبل أن ينهض من علي مقعده متجها إلي الخارج ينوي الذهاب قائلا بسخرية: طب يلا يا روح أمك صابرين

بقلم مريم الشناوي ✨
صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي