الفصل الثالث

إلا أنها لم تأتي وبدلا عنها سمعت ضحكة قصيرة وهادئة، نظرت من خلال اهدابي لاجد كومراد يبتسم في وجهي وهو يحرك رأسه بالنفي

: لا حاجة للاعتذار، ايعني ذلك انكِ موافقة اذًا؟ سألني بأمل وعينان تشعان بالسعادة، لا أعلم لماذا ولكني أشعر بانني أستطيع الوثوق بكومراد، وهذا هو السبب في اقدامي على ذلك
أومأت بموافقة فما كان منه إلا أن قفز ضاربًا الهواء بقبضته المضمومة بانتصار وهو يصرخ
: أجل
ضحكت على دراميته ثم حركت رأسي، إنه حقًا طفولي
: هلا منحتني الشرف سيدتي
سأل بلكنة بريطانية بشعة وهو ينحني، فضحكت مجددًا ثم أومأت موافقة قبل أن أضع كفي في خاصته الممدودة، أمسكها بحزم ثم تحرك بي في إتجاه الحدود حيث ينتظر كولوم المبتسم والبقية
نظرت مجددًا لأسفل وتركت شعري ليخفي وجهي وقد استحوذ علي التوتر فجأة
: لن يؤذوكي، تعلمين، انهم ودودين
قال كومراد ضاحكًا وهو يحرك رأسه، منحته ابتسامة صغيرة ولكني طأطأت رأسي مجددًا عندما وصلنا لكولوم والبقية
: بيتا
قال كومراد باحترام وولاء كبيران  وبعض التسلية مما فاجآني، لا أحد يحادث الألفا خاصتي بتلك الطريقة، حسنًا الألفا القديم خاصتي
: اعتقد أن السيدة الصغيرة هنا تريد الانضمام للقطيع، وان لم أكن مخطئًا هذا الأمر يحتاج لموافقة الألفا والبيتا
قال كومراد ولازال على حالته الفكاهية
شعرت بالتوتر عند نطقه لكلمة ألفا، يبدو أن كومراد قد لاحظ حيث أنه منحني نظرة قلقة قبل أن يعود بوجهه الباسم نحو كولوم
: انه لشرف أن تنضم سيدة لطيفة للقطيع، كل ما نحتاج فعله الآن هو اقناع الألفا
قال كولوم وهو يحرك كتفه، رمشت بأهدابي، لابد وأن الألفا رجل متساهل للغاية اذا كان يمتلك رد فعل كذلك من أفراد قطيعه
عدد كبير من الذئاب عادوا للخلف ليتفرقوا على طول حدود المقاطعة والقليل فقط هو من بقى
: أجل، هيا لنذهب بكِ الى الألفا
استطرد كولوم وهو يصفق كفيه معاً بينما يبتسم بمشاكسة مما جعلني اشعر ببعض التوتر
بينما كنت أنا وكومراد نتبعه حينما بدأ في السير في حين أن البقية قد شكلوا حلقة حماية حولنا، الآن فقط لاحظت أن كومراد لازال ممسكًا بيدي، سريعًا سحبت يدي ثم احتضنت مرفقيّ عوضًا عن ذلك، منحني كومراد نظرة متسائلة ولكني فقط اختبأت عن عيناه خلف خصلات شعري المسدلة
الرحلة كانت صامتة بينما نعبر خلال المقاطعة، لا أعلم متى بدأت في الركض ولكن.. واو هذه المقاطعة ضخمة، لابد وأنها اكبر مقاطعة مررت بها
بعد فترة طويلة جدًا من السير واوشاكي على السقوط عدة مرات بسبب شعوري بالدوار، وصلنا لمنزل الألفا، كل ما سأقوله هو انني سعيدة انه ليس علي تنظيفه
انه هائل، على أقل تقدير يمثل ثلاثة أضعاف منزل الألفا القديم خاصتي
الخارج كله مطلي باللون البني الداكن، وهناك فناء يلتف حول المنزل، أعمدة داكنة تحمل الشرفة التي تمتد أيضًا حول الطابق الثاني كله، بشكل عام يبدو أن المنزل مكون من ثلاثة طوابق وحديقة خلفية كبيرة جدًا
سمعت أصوات ضحكات كولوم وكومراد ولكنني لا أعلم علام، هذا حتى اغلق كومراد برفق فكي المتدلي بانبهار، عدلت من نفسي ثم اختبأت من جديد خلف خصلات شعري مما جعلهم يضحكان من جديد بينما يقوداني للداخل، الذئاب الملتفين حولنا تفرقوا ثم بدأوا في الحركة باتجاه ظلال الأشجار
ابتلعت ريقي وانا انظر نحو الباب الخشبي الكبير، لكزني كومراد بخفة ثم همس بأذني
: اهدئي، لن يقوم أحد هنا بإيذائك
أومأت ولكني لم استرخي، ليس حتى بالقدر اليسير، أنا لا أعرف هؤلاء القوم، وعلى الرغم من ذلك ها أنا أسير بإرادتي نحو منزلهم المهيب، بينما أنا أفكر في ذلك وجدت أن اللون الداكن للباب يدعم ذلك الافتراض، وبينما كولوم قد فتح الباب ودلف للداخل سحبت نفسًا عميقًا ثم اتبعته وكومراد في اثري
الداخل رائعًا تمامًا كالخارج، ولكن عوضًا عن الألوان الداكنة المهيبة كانت الحوائط باللون الكريمي بينما الأرضيات باللون الأسود الداكن ببقع بيضاء هنا وهناك، ياله من مزيج جميل
أول ما مررنا به هو البهو، به ثريا ماسية كبيرة تضفي إضاءة على المكان، بالنظر للظلام من الخارج فعلى ما يبدو أن الساعة الآن حوالي الخامسة او السادسة
بينما نسير خلال باقي المنزل مررنا بغرفتي المعيشة والمطبخ، انهما مرتبطتين، غرفة الألعاب التي تحوي بعض افراد القطيع الأصغر عمرًا، وغرفة السينما.. غرفة سينما!
غرفة الجلوس بها سجادة حمراء منفوشة تمتد عبر الطابق كله وجميع الأثاث من الجلد الأسود، هناك شاشة مسطحة عملاقة تفترش الحائط بأكمله تقريبًا، وخزانة كبيرة نوعًا ما تحتها كميات هائلة من الأقراص المدمجة
غرفة الطعام لديها نفس البلاط كما الردهة، وقد ادركت ان نفس البلاط يمتد عبر المنزل بأكمله، الا اذا احتاجت الغرفة للسجاد، الغرفة بها طاولة طعام كبيرة، اكبر بكثير من خاصة قطيعي السابق، والتي كانت موضوعة ما بين غرفة الطعام والمعيشة
بالمطبخ السطوح كلها من الجرانيت الأبيض مع بقع سوداء هنا وهناك حيث توجد تلاجة ضخمة وموقد، غرفة الألعاب الى حد ما غرفة مليئة عن آخرها، ادوات تحكم، وايفاي، مفاتيح تحكم، وحوالي خمس شاشات تلفاز تعرض تقريبًا كل الألعاب، الغرفة كذلك تحتوي على سجادة سوداء، خيار جيد من وجهة نظري، لان السجاد الأسود يخفي البقع وأشياء أخرى لا تريد ان تعلم عنها
غرفة السينما تبدو تمامًا كغرفة الألعاب، ولكن بشاشة مسطحة عملاقة ومقاعد مسرح بدلًا من الأرائك
قاداني كولوم وكومراد عبر الممر الطويل نحو باب بنقوش خشبية محفورة به، النقوش تعرض ذئبان، احدهما ابيض والآخر أسود، يقفان بفخر بجوار بعضهما البعض، بجيش كامل من الذئاب السوداء والبيضاء من خلفهم، لابد وانهم آلاف، على الكتف الأيسر للذئب الأسود هناك نصف رمز الين واليانغ، النصف الأبيض، بينما الذئب الأبيض يحمل النصف الآخر من الرمز، النصف الأسود، الطريقة التي يقفوا بها بجوار بعضهما البعض تجعل الرمز يبدو واحدًا، مكتملًا.. انه نفس الرمز في قلادتي
حركت كفي فوق نقش الرمز ولكني تراجعت مصعوقة على الطرف الآخر من الحائط بفعل صعقة غير مرئية من الطاقة، لقد مرت مباشرة من خلالي لتتركني ارتجف ملتصقة بالحائط
أرى كولوم وكومراد يصرخان علي ولكني لا اسمعهما، لقد ابتلعتني رؤية باللون الأبيض والأسود لاجد نفسي فجأة في ساحة معركة
اقف على أطراف ساحة المعركة، أشاهد بينما الذئاب السود والبيض البني والأشقر ملتحمون معًا، ويبدو ان البيض والسود يتصارعون مع البني والأشقر
ذئب تلو الآخر يسقط اما قتيلًا او جريحًا، يصرخ من الألم، اريد ان انظر بعيدًا ولكني فقط لا استطيع، يأسرني ويدمرني ان أرى ما يحدث، لم يسبق لي ان مررت بذلك من قبل، ولكنه أثار حماستي
ذئبان على وجه التحديد استحوذا على كامل اهتمامي، واحد لون فرائه اسود وواحد لونه ابيض، يعملان سويًا كما لو انهما واحدٍ لمجابهة الذئاب المهاجمة، كلاهما يحمل جزء من رمز الين واليانغ والذي رغم كونهم منفصلين يبدو ملتحمًا، بدون تفكير سرت عبر ساحة المعركة، دون ان اهتم باذا ما هوجمت كل ما اريده هو ان اصل للذئبان
اتى ذئب نحوي، مكشر عن انيابه بنية الانقضاض علي، ولكنه مر مباشرة من خلالي ليهاجم ذئبًا آخر، وكأنني نفحة من دخان، لم اهتم كثيرًا وتابعت تقدمي
الذئاب تتلاطم في قلب المعركة ولكن عندما وصلت اليهما بدى وكأن كل شيء من حولي يسير ببطء
فالذئبان التفا ليهاجماني بسرعة عادية ولكن حينما سقطت اعينهم علي التمع فيها الإدراك، عدم التصديق والحب
نظرت بأعينهم، كلاهما ذهبي كخاصتي، الفرق الوحيد هو ان اعينهم تشع بلون ذهبي آسر بينما خاصتي تبدو كالذهب القديم
تقدموا مني ولكني لم ابتعد او اتراجع، الأمر الذي اظن انه علي فعله اذا ما كنت في ساحة معركة
الأبيض لامس بأنفه كفي ففردت كفي الذي يبدو كالدخان فوق رأسه وعكفت على تمسيده، الذئب الأسود داعب بأنفه جانب عنقي، الأمر الذي جعلني انحني قليلًا، نعم فالمستذئبين يماثل طولهم طول بشري ناضج
الوقت بدى وكأنه يسرع بشكل كبير بينما خطم الذئب الأبيض وأنف الأسود يمران من خلالي، صرخت عليهم كي يعودا عندما تراجعا قافزين لقلب المعركة من جديد، ولكن صوتي بدى وكأنه قد سرق مني، لا استطيع الحركة، لا استطيع حتى الحديث
شعرت بنفسي وقد بدأت افقد توازني وسقطت على الأرض، امسكت رأسي بقوة عندما بدأت أصوات تملأه وعندئذ... سُحبت فجأة لخارج المعركة
سقطت على الأرض وأنا أشعر بألم مبرح، ممسكة برأسي وأنا احاول حبس دموعي، اللعنة ما هذا؟ ما الذي حدث للتو؟ للحظة كنت انظر للنقش على الباب واللحظة التالية في ساحة معركة! ما هذا العالم القاسي والمجنون الذي وجدت نفسي به؟ انا لا اريد حتي التفكير في ذلك الآن
: هل انتِ على ما يرام؟ لقد فقدناكِ للحظة هنا
لا استطيع معرفة قائلها على وجه التحديد ولكني نظرت لأعلى لأجد كولوم وكومراد يحدقان بي بتعبيرات قلقة ومرتبكة، رمشت بأهدابي ثم حركت رأسي
: امم، أجل، ولكن لدي صداع رغم ذلك
أخبرتهم بتذمر، ظهر الارتياح على وجوههم ليجذبني كومراد كي اقف، ترنحت قليلًا فاستندت على الحائط
: هل انتِ واثقة من انك بخير؟
سألني كولوم، أحكمت اغلاق عيناي وانتظرت كي تغادرني مشاعري من السابق، عندما فتحتهم مجددًا وجدت كولوم امامي مباشرة، ينظر لي بتعبير غير مقروء، فسحبت نفسًا عميقًا ثم أومأت
: جيد، دعينا نصطحبك الى الألفا اذن
قال مما جعلني ارتجف قليلًا عند ذكره للألفا، نظر كومراد لي ثم ابتسم مطمئنًا، فسحبت عدة انفاس متتالية في محاولة لتهدئة نفسي، عندما فتح كولوم الباب ودلفنا لاحظت ان كومراد لم يتحرك فمنحته نظرة متسائلة
: لا استطيع الدخول حتى يتم استدعائي، فقط الألفا والبيتا متاح لهم الدخول هنا
شرح وعندها كل هدوئي ذهب ادراج الرياح، ولكني على الرغم من ذلك أومأت بارتجاف وعضضت على شفتي السفلى.. ها نحن ذا
بمجرد ان دلفنا للمكتب غمرتني أجمل رائحة على الإطلاق، تنفست بعمق مغمضة العينين للحظة، انها مزيج من رائحة الغابات والزهور، ويا الهي انها رائعة جدًا لدرجة انني شعرت بالوهن في ركبتاي
ما بال الأحداث جنونية هكذا اليوم؟
سيطرت على نفسي سريعًا، لا اعلم ما يجري من حولي، أطرقت برأسي وانا اضع ذراعاي خلف ظهري، بينما لازلت اقف بجوار الباب بعدم ارتياح ودون دراية بما علي فعله

: ألفا، هذه هنا.. امم.. ماذا كان اسمك مجددًا؟ لا أظن انني سألتك من قبل
بدأ كولوم كلامه وقد بدى عليه التوتر قليلًا، لماذا هو متوتر، لقد ظننت ان الالفا جيد أليس كذلك؟ بالعودة لسؤال كولوم انا لا اظن انتي قد منحته اسمي لذا اجليت حنجرتي ثم اجبته
: سيلينا
قلت بهدوء، سمعت صوت زمجرة من حيث يقف كولوم ولكني رفضت النظر، لا اظن انني حقًا اريد ان اعلم مصدرها
: أجل.. ألفا، هذه هنا هي سيلينا، وجدتها خارج حدودنا، انها تريد ان تنضم للقطيع، لقد منحتها موافقتي بالفعل، كل ما نحتاجه الآن هو موافقتك
قال كولوم باحترام ولكنه لازال متوترًا، حسنًا اذًا، أظن ان الألفا مرعب كالجحيم، حتى للبيتا
عم صمت طويل قبل ان يقول صوت جميل، عميق، أجش اشعرني بالوهن مجددًا في ركبتاي

: كولوم، هلا منحتنا لحظة؟ اريد ان احظى ب.. حوار مع العضو المستقبلي المحتمل للقطيع
أومأ كولوم ثم منحني نظرة متفهمة والتي بادلتها بنظرة رجاء، ساعدني!
خرج كولوم وتركني واقفة في مكاني، في مكتب، مع الألفا، وحدي.. ما الخطأ في هذه الصورة؟
اعتراني الخوف وقد بدأت ارتجف، لا استطيع فعل ذلك، ما الذي سيفعله بي؟ هل هو مثل الألفا من قطيعي القديم؟ يا الهي، هل انتهى الأمر! أسيطردني للخارج! اسيرفض انضمامي للقطيع ليتركني اعيش حرة كمشردة!
بينما احاول الوصول لمقبض الباب قبضت يد دافئة برفق على كفي وخللت بين اصابعنا، لتنطلق شرارات من كفي وعبر ذراعي كاملًا، مما جعلني اشهق قافزة بعيدًا، لازلت مخفضة رأسي رغم ذلك، لا اظن انتي اريد النظر في عينا ألفا، انهم دومًا متحديين ومخيفين، قولوا عني اني ضعيفة، لا اهتم ولكنهم في الغالب كذلك

: انظري لي سيلينا
أمرني بصوت رقيق، تذمرت، الهي، هذا الصوت رائع، ولكني لم ارفع عيني، أكثر خوفًا من ان أرى أي أعين جميلة مقترنة بذلك الصوت
: سيلينا انظري لي
وضع اصبعه اسفل ذقني ثم رفع وجهي، فقط قليلًا حتى التقت اعيننا، ذهبيتاي عانقا فضيتيه اللتان التمعتا بينما تحدقان في خاصتي مما جعل ابتسامة صغيرة تجد طريقها لوجهي، عيناه تشعان بسعادة لم أرها من قبل، بقينا على تحديقنا ببعضنا البعض وقد بدى لي وكأنني انظر الى روح او شيء من ذاك القبيل، السعادة تتدفق منه بوفرة بينما لازال يحدق بي، لم استطع السيطرة على رغبتي في التخلي عن دفاعاتي التي كنت احاول بجهد مرير ان ابقيها مرتفعة، تركت عيناي تتأملانه، بينما حررني هو من اسر نظراته ليتأملني في المقابل بابتسامة على وجهه، شعره الأبيض الطبيعي يبدو جميلًا مع عيناه الفضيتان وبشرته الداكنة، قصير من الأجناب ولكن أكثر طولًا من الأعلى، لم ارى قبلًا اي ذئب ابيض الشعر، غير اعتيادي.. مثلي، حتى كومراد وكولوم يمتلكان شعر باللونين البني والأشقر، ترى كيف يبدو ذئبه؟ مع شعري الأسود وذئبتي البيضاء اتساءل اذا كان مع شعره الابيض سيمتلك ربما ذئب بفراء أسود اللون

ارتحلت عيناي نحو وجهه، شفتيه مغريتين تتوسلان التقبيل باللون الوردي الباهت، عظام وجنتين مرتفعتين تبدو ملائمة لباقي ملامحه، الابتسامة التي تضيء وجهه تبدو اكثر جمالاً مما توقعت
بينما عيناي تنسابان للأسفل رأيت انه يمتلك بنيانًا رائعًا ليكمل هيأته التي لا توصف سوى بالهيبة والوسامة.. الوسامة المفرطة ان كنتم لتسألوني عن رأيي الخاص، القميص الأزرق الداكن الذي ثني اكمامه فوق مرفقيه بقليل كشف بوضوح عن عضلات ذراعيه، وعضلاته الثمانية الرائعة
الجينز الأزرق الفاتح الذي يرتديه ساعد على الاطراء على طوله الذي يزيد عن الستة أقدام، يبدو انه في نفس عمر كولوم ١٩ او ٢٠
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي