الفصل الثاني

ثم أخذها الى الميتم الذي تولى رعايتها لكن ولسوء حظها، شب فيه حريق في تلك الليلة،
كان حريقا في ساحة الميتم نتيجة اهمال البستاني المستخدم لسقاية الاشجار في حديقتهم.

لكن الله تلطف بالأيتام ، ولم يصب أحد بأذى ..

قالت المسؤولة عن الميتم : لقد جلبت لنا هذه الطفلة النحس معها ، ورغم هذا سأطلق عليها ادائما (أمل)
لكن كلمة منحوسة لم تفارقها أبدا.





كبرت أمل وأصبحت أكثر جمالا.. عيناها كانتا خضراوين .. طولها متوسط ...   كبرت و كثرت أخطاؤها معها...
( انتبهي يا منحوسة ، منحوسة انت .. ) عبارات كانت تتردد على أفواه كل من تعامل معها.
لكنها ظلت لطيفة جدا ،محبة للجميع تحب الخير وتساعد الناس

لطالما قدمت المساعدة للأيتام، الجيران، وعابري السبيل.
أحبها الناس رغم احساسهم بانها منحوسة.

ولسوء طالعها لم تدرك لها اسما
فهي لم تنادى باسمها ( أمل ) قط. لدرجة أنها ظنت أن منحوسة هو اسمها بالفعل.

كانت تعنتي بالبقية بكل لطف .. لكن لا أحد يساندها وبقيت وحيدة
أه كم نامت  ودمعها على خدها ليال طويلة
كانت تناجي أمها تحدثها وتتخيلها.
عاشت مطولا في الميتم ..  تعرضت للاهانة.. والسخرية .. والنبذ

كان كل من يريد أن يزعجها يناديها بالمنحوسة
كان تشعر بالقهر الشديد .  لكن بصيصا من نور الله كان يقويها دائما


أتمت الثامنة عشر ولابد من ترك الميتم. طلبتها المديرة وأخبرتها :أمل هذا هو اسمك.. لقد بلغت الرشد وعليك ترك الميتم
صعقت أمل .. تلعثمت .. ماذا؟ و لكن الى أين سأذهب؟ انا حقاً ليس لي أحد .

قبلتها المديرة و قالت بصوتها الحنون : لا تخافي سأساعدك ، نحن لا نتخلى عنكم ، لكن لا يمكنكم البقاء أكثر من ذلك هنا ، انا أتمنى لك الحظ حبيبتي
ضمت أمل المديرة ، و بكت كثيراً ...



شكرتها وقالت : سأشتاق اليكم كثيرا


ودعتها مع بعض المال مقدماًمن مديرة الميتم وبطاقة رآتها للمرة الأولى ، كتب عليها اسمها الجديد ( أمل قاسم )

بحثت مطولاً عن عمل لتستلم عمل مدبرة منزلية لطفلة عند الحاج أسعد .. الذي أوصته بها  مديرتها

هناك دخلت عالما جديدا ومع أشخاص جدد

الحاج أسعد رجل في الستين من عمره يسكن وحيدا مع حفيدته الطفلة وجد .. طفلة في الخامسة من عمرها
وهو رجل أبيض اللون تعلو وجهه بعض التجاعيد عيناه بنيتان .. طويل القامة ممتلئ الجسم .. أنيق ..مشغول دائما لذلك كان بحاجة إلى مدبرة منزل .. كان يشنهر بأنه طيب غني مقتدر .. وكريم جدا.

يومها كان يوم السبت من أيام الربيع الجميلة لما دخلت من باب كبير و فوجئت بجمال حديقة ذلك المنزل. وتابعت لتطرق الباب فتحت لها الخادمة سيلفان وهي افريقية الجنسية سوداء اللون تعمل في منزل الحاج منذ زمن طويل

تفضلي سيدتي يلهجة عربية متقطعة
السيد أسعد في الداخل.
شكرا قالت أمل و دخلت..

هناك في الداخل كان يجلس الحاج اسعد مع حفيدته الصغيرة .. يداعبها .. ويلعب معها.
فخاطبته :
سيدي أنا أمل أرسلتني اليك مديرة ميتم أهل الخير قالت وهي تحملق به بغرابة.
تفضلي اجلسي اهلا بك في بيتك .. قال الحاليها

ثم تابع ..
هناك شروط لتستمري معنا
بالدرجة الأولى وجد أهم عمل لك أقصد العناية بها وتأمين مستلزماتها وكل مايتعلق بها بالكامل  من أولوياتك

وثانيا الأمانة والالتزام بأوامري
. وبمقدار التزامك ستستمرين معنا

واعتبارا من اليوم
انت أصبحت ابنتي و أختا لوجد
اهلا وسهلا بك .. نادى سيلفان و طلب منها ارشادها الى الحمام للاستحمام و تزويدها بمايلزم

ثم تعريفها يغرفتها الخاصة بها.. ثم اخبارها بموقع غرفة وجد وكل غرف المنزل.
ثم غادر الى عمله
و فعلا أخذت حماما و لبست ملابسها المخصصة لعملها .. دخلت غرفتها .. كانت غرفة مرتبة وجميلة لا تشبه غرف الميتم
فيها سرير كبير ومريح
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي