الرصاصة البلاستيكية

أعجوبة`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-31ضع على الرف
  • 61.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

ملاكي.



(نظرت إليه فطرق بابي).

بقلم الكاتبة.

(نجلاء محمد السيد).

ضوضاء عارمة بداخلي
عندما تذهب إلى النهر وتقفز نحوه اما أن تريد أن تنهي بحياتك أو تريد الغوص بعمق لمعرفة سبب حياتك التي تعيشها ...؟



أين أنا ؟ يداي لماذا مربوطتان ؟ومن أنتم وما كل هذه الأصوات التي حولي ؟


بدأت الحيرة والتساؤلات تأتي في خيالي وأنا لا أستطيع الحركة لأن يدي كانت مربوطة بالحبال، فقط كنت أتكلم معهم ولكن بلا جدوي، ما من أحد كان يهتم بكلامي، أسمعهم فقط يتناقشون فيما بينهم وبطريقة مختلفة لأن كلامهم ما كان مفهوم نوعًا ما.



سكتُ للحظات وبعدها، بدأت بتجميع الأصوات التي حولي، صحيح ما كنت أرى شيء لكن منذ الصغر حاسة السمع لدي ممتازة، فقد شعرت بأنه كانوا خمسة أصوات مختلفة لخمس أشخاص، ولحظت صوت أنثوي ناعم لفتاة بينهما.


لا لا! فقد ظهر صوت آخر منخفض كأنه يبعد عنهم، ويعلو كلما اقترب نحوهم، كان صوت مميز بسمعي ملفت ومطرب، كأنه شخص ما يُلحن لحن موسيقي جميل، بهذا الشكل استنتجت بأنه في المكان الذي متواجدة به ستة أشخاص، أتمنى ذلك أخاف بأن أفتح عيني أجد الف شخص.


بالتأكيد أنا أسمع ولا أرىٰ شيء مطلقًا، من أجل لا تكونوا بحيرة من أجلي، لأن ببساطة أنا مخطوفة ويوجد شيء على عيني يعصمني من الرؤية، ويداي مكبلتان بالأحبال المحكمة عليها بشدة، تكاد تنفجر شرايين يدي من قوة أحكام تلك الأحبال عليها.


سمعت صوت يقترب مني، ما أظنه الصوت الحنون الذي كان يقترب مني منذ قليل لبشاعته، فأقترب تلك الشخص وهمس في أذني وهو يقول:


الصوت البشع: لا تخافي ستذهبين، ولكن إذا استطاعتي مساعدة نفسك بذكاء أيتها الشقية.

صوت سيء للغاية شعرت بأني أُريد القيء منه، وما كانت المشكلة ببشاعة صوته فقط، مضغه للعلكة كان بشكل مزعج للغاية، فبصوت مرتفع فصرخت وقلت:

فاطمة: كيف ذلك دُلني، هل تسمعني ولماذا أنا هنا معكم؟ ومن أنتم؟ فأنا أحذرك بأن تتركني بالحال وإلا ستنتهي حياتك عندما أخرج من هنا..!

_هل تريد الأموال أخبرني كم تريد؟!

شعرت بأنه أبتعد عني ورحل فقلت بصوت أكثر حدة:
فاطمة: تكلم في الحال أيها الوغد ولا تتركني؟

الصوت البشع: أنتِ فتاة ثرثارة لا تستحقين مساعدتي، سأتركك لهم.

فاطمة: أخبرني في الحال و إلا... أنت...؛ أنت، أين تذهب وتتركني بمفردي هكذا، فُكني ثم أذهب أنتظر أنا اُحادثك..؟


ما عُدتُ أسمع خطوات الاقدام على الأرض فتأكدت بأنه تركني ورحل، وبقيت بذلك المكان بمفردي، أو هناك احتمال بأن شخص ما يحرسني وبنظر إلي وهو صامت، يا ليتني أرى شيء واحد فقط هنا، لكن من صدى صوتي وأنا أتكلم شعرت بأنه لا أحد غيري بهذا المكان على حسب ظني.


الخوف والوحدة والتشتت يجعلك شخص كثير العصبية، ما أشعر به مجرد سراب، دماغي فارغة تماما من الأشخاص والذكريات، الشيء الوحيد الذي أتذكره قليل جدًا، ولكن صدقًا هذا يدمر النفس فأنك تكون مجهول الهوية، أصعب موقف يمر على الأنسان عدم معرفته لهويته وأهله، إحساس يقتلك وأنت على قيد الحياة.

فحتى الصوت الحنون ما عُدتُ أسمعه يقترب أو يبتعد، فتأكدت بأني وحيدة بالمكان لأني بعد فترة من المحاولات التي باتت بالفشل، استسلمت للوضع فأنا ما عُدتُ أسمع شيء من حولي، فلا يوجد هناك إي صوت لبشري قط، والخوف سيطر على قلبي، فقط كنت أسمع أصوات حيوانات وطيور بين الحين والأخر كانت تفزع قلبي، وفي بعض الأحيان يعبرون أشخاص بصمت، ولا يتكلمون كلمة واحدة.

فالطريقة الوحيدة التي كنت أعرف بها بقرب شخص مني أو بعده، هي صوت الأخشاب الرقيقة والأوراق المتساقطة من الأشجار وهي تتمزق بسبب الأرجل عندما ترتطم بالأرض، وما بقيتُ حتى أسمعها هي الأخرى.

فرجعت نفسي وحديثي مع ذلك الشخص، فأدركت أنني ارتكبت خطأ ما لذلك رحل هو والجميع، لكني كنت متيقنة بأنه سيأتي مرة أخرى لي لأني محتجزة هنا لشيء ما وبدافع غير النقود، لأني عندما طلبت منه أخذ النقود رفض وتركني وما طلب شيء ورحل، بالتأكيد أنا غبية من أين كنت سأجلب له النقود لو وافق على عرضي؟ فأنا فاقدة للذاكرة وما أعرف شيء عن حياتي من قبل.



بدأت أفكر بأنه عندما انزعج مني قبل قليل كان على مقربة مني وحاول مساعدتي دون أن يلاحظ أحد لذلك همس بُأذني بصوت منخفض وأنا رفعت صوتي لهذا انزعج و رحل، فبسبب عصبيتي المفرطة ضاع مني الشخص الوحيد الذي كان سيساعدني بهذا المكان المجهول بالنسبة لي.


فالعصبية اسوأ من شرب الخمر، فسأحاول التحكم بغضبي بعد ذلك، لكني أشعر أن خروجي من هنا أصبح شبه مستحيل، فعاودت التكلم بعصبية:


-  لكني لا أستطيع مساعدة نفسي هكذا! وأنا مربوطة بهذا الكرسي، بالأساس أنا لا أستطيع أخطو خطوة واحدة للأمام، هل كنت تسخر مني أيها الوغد، فلتأتي وتواجهني لماذا ذهبت؟

فلاحظت بأني تعصبت مرة أخرى، فقلت بهدوء:

-  هذا ليس حل، فأنا أريد الخروج من هنا والذهاب لمنزلي، أقصد معرفة هويتي في البداية قبل ذهابي لمنزلي، لأنه من المحتمل أن أعيش بلا هوية من الآن فصاعد، المهم أنقذ نفسي من بين أيديهم، وأنا سأواجه أي شيء سيحدث في المستقبل.


ففكرت بكلماته مرة أخرى. "لا تخافي ستذهبين، ولكن إذا استطاعتي مساعدة نفسك "
أيعقل أنه يقصد أني لو لم انفعل كنت الآن ذهبت لمنزلي، أم يقصد بأنه يوجد مخرج ولكني بتهوري لم أدعه يكمل ما كان سيقوله لي وغادر عندما سببته؟


بينما كنت أتحدث بهمس لا يسمعه أحد، سمعت صوت الأخشاب تتكسر بعنف كأنه جذع ضخم يُكسر بفأس كبير لإشعال النيران، فقلت بلهفة: ما هذه الأصوات هل ستشعلون النيران وتأكلوني؟


الصوت البشع: ليس بعد، احتمال في الغد..
فضحك وسمعت صوت ترك الفأس على الأرض، وهدء المكان من الضجة لثواني معدودة ثم تحرك نحوي فكان يقترب مني أكثر فأكثر لشدة تكسر الغصون بالأرض، فقلت له بخوف: لا لا تقترب مني، اذهب أنت من هنا، ودعني أذهب أنا الأخرى، أنا حقّا لم أفعل أي شيء لأحد طوال حياتي، لا تأذيني رجاءًا.

فجلس بجواري لأنه ارتطم برجلي أثناء جلوسه، ثم ضحك بصوت عالي للغاية... يبدو أنه عملاق لشدة صوته وبسبب خشونة أصوات الأخشاب التي سمعتها تتكسر منذ قليل، بالتأكيد تدل على أنني في الغابة أو مكان مشابه، هل هو رجل يأكل لُحوم البشر حقًا؟ وأشعل النيران لقتلي.


فكري سريعًا يافاطمة، أجل وجدت فكرة، سأحاول خداعه ليتركني، سأحاول خدعهم جميعًا لو تحتم الأمر، للنجاة والخروج من هنا في أسرع وقت لأني لا أحتمل درجة الحرارة هنا، الجو حار ويشعلون النيران لمَ.


ولكن بالتفكير بالأمر إلي أين سأذهب.؟ وأنا لا أتذكر غير اسمي وتفاصيل بسيطة، عندما تحرك بجانبي فكرت به وقلت بصوت مرتفع: هل يعقل بأنه شخص واحد فقط بالمكان بجميع الأصوات الستة التي سمعتها لضخامته هااها.؟


فأخفضت صوتي مجددًا عندما لم يُعير كلامي بشيء، ما هذا التفكير السخيف لا يعقل هذا الشيء، وأيضًا أنا أضحك على نفسي وأقول أذهب، من الممكن هنا أحسن برفقته ربما لي، لأني لو أنا بالفعل في الغابة فهو سيحميني من الحيوانات المُخيفة.


فضولي يسألني كيف جئت لهنا، وكيف لا أتذكر شيئا ؟صحيح أتذكر آخر شيء الطبيب الذي أخبرني أني في أمان الآن أين هو، فقد كنت موجودة على سرير في المشفى، لما هذا المعتوه بقربي وأنا هنا بجانبه.
فجأة قاطعني ذلك الضخم وقال: هل أنتهيتي؟

فاطمة: نعم، لكن.. كيف انتهيت وبما؟ هل كنت تتسمع عليّ؟ أم أنا كنت أتكلم بصوت مرتفع، وما شعرت على نفسي!


الصوت البشع: يكفي تُناديني بالصوت البشع، أنا اسمي أسير لا تُناديني بالصوت البشع مرة أخرى؟
حقًا أنت تتسمع فعلًا لداخلي فقلت لكي أُشتته قليلًا:


فاطمة: ومن أسرك يا ترىٰ.

أسير الصوت البشع: أنتِ.

فاطمة: أسير، هل يمكنني أن أطلب منك طلب؟
أسير: سأنزعها لكن لا تتفاجئي عندما تريني وتتركيني.

فاطمة: لا ما كنت سأقول هذا.

أسير: ماذا تُريدين قوله لي.

فاطمة: كيف وصلت لهنا، وأين نحن؟

أسير: مع أنك كنت تُريدين نزع هذه من على عينك بشدة، غيرتي أفكارك بثانية هذا معنى الخداع العلني.

فاطمة: وما زلت أُريد أن أنزعها، لكني لا أعرف أين نوجد نحن؟

أسير: لمعلوماتك أنا ذلك الطبيب، هذا عملي الحقيقي.

فاطمة: يستحيل.

أسير: من الممكن ألّا تستوعبي ذلك، نحن الآن قبل 1000عام من عالمك الذي جئتني منه، لهذا الأشخاص هنا عمالقة.

فاطمة: لا أصدقك، نحن بعام2022.

أسير: أُقسم لكي بأننا الآن 1022.

اختفى جسدي لدقائق ثم عاد مرة أخرى، وأنا أحاول عدم اظهار الذي حدث فقلت:
- كيف تسمع أفكاري الداخلية؟ فهي كانت نقطة تعجب كبيرة بالنسبة لي! وهل فعلًا أنت الطبيب أم لا؟ وأنزع هذه من على عيني اريد أن أراك.

أسير: في الحقيقة...؛ أنا بثلاث شخصيات، تتغير بحالتي المزاجية(سعيد...ذلك الحنون كما تقولي، حزين.. العملاق الضخم، الغاضب...الصوت البشع كما تنعيني) فهمتي؟
وأردف:

- والآن أخيرًا أنا رأيت شخص مثلي متحول من زمن آخر، تُدركين عندما تفاجئتي ذهبتي لعالمك ورجعتي مرة أخرى، لأني ناديت باسمك كما بالأسطورة.

فاطمة: إي أسطورة!

أسير: ناديت باسمك ثلاث وتلاقت روحي بروحك عندما ناديتي عليّ بثلاث، هكذا تقول الأسطورة ، إذا ناديت أنت وشخص مُتحابان بنفس اللحظة بأسمائكم ثلاث مرات، أحدكم سيذهب للآخر، وهذا ما حدث عندما ناديت باسمك، فعدتي بعدما أختفيتي.
فاطمة: لكن ما الذي تقوله أنت.
أكمل:
الأساطير المخلدة كقصص الحب تتربع فوق العرش للأبد، حقًا عندما تفتقد لشخص ما وتضع يدك على قلبك وتهمس باسمه ستشعر به، ومن المحتمل بأن يأتيك أو على الأقل هو سيشعر بأنك تبحث عنه وتفتقده.
جربوا معي، أغمضوا أعينكم ونادوا على شخص تُحبونه ثلاث مرات، ولو صادف بأنه يُنادي عليك هو الآخر ستجده أمامك بالحال، ولو لم يصادف فقلبه سيخبره عنك بالتأكيد، الحب كالكريمة اللذيذة، فقط تذوب بالفم عندما تستطعمها بهدوء.

فاطمة: أنت مجنون حقًا وتتوهم!
أسير: أدرك بأنك لم تستوعبي بسرعة لكن هذه الحقيقة، أنا مثلك جئت إلى هنا في عام 2018قبل أربع سنوات من الآن لكوني أنا الوحيد المتحول هنا لا أحد فهمني لليوم، تخبئت وراء قوتي بهذا المكان لكي أنجو منهم فاطمة تسمعيني فاطمة؟



فقد كان العملاق يتكلم في أثناء شرودي والتفكير بيني وبين نفسي كيف له من سماعي وإلى إي مدى يمكنه سماعي وماذا كان يقول نحن قبل 1000عام من عالمنا هو بالتأكيد مجنون؟ ماذا لو كان هو هنا منذ أربع سنوات فعلًا؟ هذا مخيف للغاية ومحزن بنفس الوقت، فأنا سأل محبوسة هنا مثله، وأيضًا ما عُدتُ أسمع أصوات الباقيين أين هم؟ يدعي بأنه ثلاث شخصيات، كيف؟ فحاولت أن أركز بكلامه مرة أخرى، لكنه تقريبًا انتهى ما سمعت فقط غير هذه الكلمات:


أسير: اتفقنا؟ ولو خلفتي بوعدك سأقتلك وتأكل الحيوانات لحمك بالحال، فاطمئني أنا لا أكل لحم البشر ولا غيره.


فقلقت من كلامه هذا، لأني ما أدرك ما الذي أتراجع عنه أو أخلف به بالنسبة له، ما وجدتُ نفسي إلّا وأنا أصرخ بوجهه ثانيةً قائلة: أوافق على أي شيء؟ ما سمعتك، أنت شخص بشع وضخم.

أسير: على أن تبقي معي إلى أن أتحرر فأحررك معي.

وضحك بسخرية، فناديته باسمه قائلة: أسير...

فجأة شعرتُ بقربة أكثر مني، بسبب دفء أنفاسه، وبأنه ينزع القيود من على يدي، وبدأت يدي تتحرك مع الحركة كانت تؤلمني لقوة العقدة التي كانت عليها، ومن ثم تحرك ل نزع الغمامة من على عيني، قبل نزعها قال لي: لا تُخلفي بوعدك.

عن أي وعد يتكلم، فنزعها وعندما نظرت إليه، رأيته ذلك الطبيب فعلًا شخص بملامح جميلة ولكن عضلاته كبيرة، فإن الجاكت الأبيض كان خافيهم، فابتسمت له، وابتسم لي.


إنه فعلًا ضخم مثلما ظننته، فكان قريب ب القرب الكافي لأرى انكسار بداخله، وهو الأخر نظر إليّ للحظات وكرر كلماته: إذا أخلفتي بكلامك فلا تلوميني اتفقنا يافاطمة؟

فاطمة: من أين عرفت باسم!
وأشار إلى الفراغ، فقمت وتحركت يمين ويسار، فأدركت بأني على جزيرة بالتحديد على صخرة بجانب شلال، فلا يوجد بها مخرج ملفوفة بالأشجار ذات الغصون الطويلة، حاولت النظر كثيرًا لكي أجد مخرج من المأزق الذي أنا فيه.


وبدون أن أُحادث نفسي لأنه أدركت بأنه يسمع أفكاري سأكون حريصة على عدم سمعي من الآن فصاعد إلى أن أذهب من هنا، عندما نظرت في اتجاهه رأيت ثلاث أشخاص أظن هم رجاله.


كانوا يقفون خلف ذات العضلات المفتونة الملقب بالبشع، ينظرون إلى باستغراب وأنا لا أعرف أي شيء يُمكنني من العودة، فضجت وبدأ صوتي يرتفع عندما اقتربوا نحوي وحاولوا تقيدي بأيديهم وأنا أصرخ وأقول:
-لا يعقل ذلك لا يعقل هذا! أتركوني أذهب لمنزلي، لا تلمسني يدي تؤلمني كثيرًا انظروا أنها محمرة بشدة ارحموني رجاءًا، وأفلتوا يدي، أخبرهم يا سيدي الطيب بذلك.
فأشار لهم بيده وتركوني بالحال، فحاولت أن أهرب من هؤلاء الأشخاص وركضت كثيرًا، كانت الغابة بها حشائش مرتفعة وعديدة فتوقعني، وكانت بها أصوات مخيفة لكني ركضت وتركتهم وابتعدت عنهم بمسافة كبيرة، فأزداد الأصوات المختلفة من حولي وأنا لا أرى شيء لشدة طول الحشائش.


فجلست على الأرض وأنا أبكي لساعات متواصلة إلّا أن هدئت الأصوات أو أختفت.
فبدأت أتحرك ولكن وأنا أنظر حولي جيدًا وأفكر بيني وبين نفسي في مصيري هنا، ففزعت عندما رأيت تماثيل على هيئة حيوانات مخيفة، ف كنت أظن أنها حيوانات في البداية ولكن عندما بدأت بلمسها وجدتها تمثال بشكل حيوانات فشعرت براحة خفيفة.


وبينما أنا أتحرك ولا أدرك ماذا سأواجه بالحال، رأيت شيء أكثر ضخامة عن غيره ظننت أنه تمثال لمست ركبته فقط لأني لا أستطيع أن المس غير ذلك لطوله وفجأة بدون مُقدمات بدأ بالحركة، فصعقت بأرضي، عندما حرك قدمه إلى الوراء هو بالتأكيد ليس ببشر فوجهت كل نظري إليه وإلى خطواته وقلت بصوت عالي: أيعقل أنك من أكلت لحوم البشر، أجبني من أنت.

فحرك قدمه الأخرى وبدأت بالصراخ والجري نحو الغابة مرة أخرى إلى أن وصلت لذلك الشخص، ف احتميت في ذلك الرجل ذات العضلات الكبيرة الوسيم أمسكته يده وهو كان ينظر للخلف.


فعندما لف ناحيتي، وجدت وجه وحش فأفلت يدي سريعًا منه، فبدأ جسده يتحول ويكبر لذلك العملاق الذي تركته بوسط الغابة، فأغمي علي و فقدت وعيي.


استيقظت من نومي و فتحت عيني ووجدت نفسي بمكان غريب، كالكوخ الصغير ومصنوع من الخشب وحتى السرير الذي أجلس عليه من خشب وضخم، فقمت وخرجت للخارج كان الظلام يملئ أرجاء المكان وهو يجلس أمام البحيرة، أخذت أنفاسي بقوة واتجهت نحوه، قبل أن أقترب تكلم إليٰ بلغة لم أفهمها قط وهز رأسه وقال: أنا هنا بجانبك، سأحميكي.

وألتفت بجهتي فنظر إلي نظره لا أدري لماذا وثقت به؟ هو بالفعل أطول مني و ذو عضلات ومتحول يتحول لضخم لوحش لوسيم ما أعرف هو شخص طيب أم شرير، ولماذا أخبرني بأنه أسير مثلي؟ لكنه الشيء الوحيد المتأكدة منه بأنه ليس آكل اللحوم، خرج من صمته وقال: اشتقت لسماع كلامك عني.

فاطمة: لا أعرف ما الوعد الذي قطعته عليّ، لكن أُريد منك وعدًا.

أسير: ليس مسموح لكي، أنتِ أسيرة بأرضي وبزمني هنا.

فاطمة: بلا مسموح، لأجلي.

أسير: أعدك.

فاطمة: من غير أن تسمع كلامي.

أسير: فهو لأجلك، فأنا لأجلك أعيش.

فاطمة: عدني بأنك لن تتسمع على أفكاري مرة أخرى.

أسير: هذا صعب عليّ.

فاطمة: لما لا تنسى بأنك وعدتني!

أسير: عديني بأنك لن تُخفي عني شعورك، لأني سأسمعه بدون قصد مني، لأني أشعر بقلبك.

فاطمة: أعدك.

أسير: وأنا أيضا أعدك.

فاطمة: لكن تعرف ما معنى أسير.

أسير: لا ماذا يعني؟

فاطمة: أسمع يا سيدي معني اسم أسير، في البداية هو من أسماء الأولاد العربية المتميزة ويعني من يتم أسره أو أسير الحرب.
نظرت إليه ثم قلت:
ويعني اسم أسير أيضًا الشخص المستسلم لشيء وغير القادر عن التوقف عنه، فماذا عنك؟

أسير: تدركين أحببت اسمي لطريقة نطقك به.

تلبكت ثم قلت: هل أنت أسير لشخصً ما و مستسلم له؟
أسير: أنتِ..

فاطمة: سأذهب للنوم لا جدوى من الحديث معك، ألن تنام؟

أسير: لا أنام، ولا أكل، ولا أشرب، أنا لستُ من البشر الآن.

فاطمة: هل أنا ما زلتُ من البشر الآن؟

أسير: أجل، أنتي ما زلتي من البشر، أ تُريدين أن تتحولي مثلي؟

فاطمة: لا هذا ما قصدته، كيف تحولت لعملاق؟ يمكنك التحول الآن.

أسير: لو أعضك أحد من هنا فستتحولين بالحال، أنا تحولت بسبب شخص ما أعطى لي حبوب قبل مجيئي لهنا، ومن ثم طورت الحبوب بجسدي وبقيت أتحول بشعوري الداخلي.

فاطمة: أنت أي شخصية فيهم.

أسير: رأيت ثلاث وجوه لي، الشخص الذي رأيته لأول مرة، والأخر العملاق، وهذا، من أعجبك ياترى!
فاطمة: الأول.

أسير: خمنت ذلك لجمال مظهره، فأنتم تتطلعون للجمال فقط.
فأردف:
-  فجوابي هو لا هذا هو وجهي الحقيقي، من الأفضل أن تتقبلي ذلك.


حقًا أنا مرعوبة في هذا المكان، مُتقلب الشخصيات مخادع، تخفى بمظهر شخص لطيف ليخدعني! ولمَ هو مجبر على خداعي أنا هنا أسيرة لديه، يمكنه فعل ما يحلوا لك بي هو لا يخدعني بالتأكيد.

فقد أخبرني بأنه يتحول تلقائيًا عن طريق مشاعره، لكني أنا محقة بأني لن أثق به وحاولت أن أخدعه وأبني صداقة معه ليتركني، كم أتمنى ذلك لأكسب ثقته واذهب بسلام، وأن يمر الوقت وأجد نفسي بالمنزل، بأقل من دقيقة وجدته يمسك بيدي فقلت بغضب:


فاطمة: هل كنت تتسمع على أفكاري تانيةً؟

أسير: نحن متشابهان بالغضب، اطمئني فأنا وعدتك فقد أوقفت سماع داخلك، ما سمعت شيء.

فاطمة: الحمد لله، لما أوقفتني أذن!
أسير: وأنتِ وعدتني بشرط أن تُخبريني بمشاعرك في كل لحظة!

فاطمة: أجل وعدتك أنا أتذكر.

أسير: بماذا كنتي تفكرين؟

فاطمة: لا شيء يُذكر.



يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي