الفصل الثاني

نظرت إليه فطرق بابي.

إننِي أعدك وعد البقاء حتي الفناء، أعدك بشعور يتجدد كل يوم أعدك بروح مُنتعشة بِحُبك، أعدك بأني لن اخون ولن أخذل قلبك أعدك بان كل ما سبق "سيبقى فيما مضى" وأنك حاضري ومُستقبلي، في النهاية أعدك بِقرب أزلي وسرمدي لا تفرق فيه بين نبضات قلبي من نبضات قلبك، أشتاق إليك يا أحمد كثيرًا.

أحمد هل أنا قلت للتو أحمد هل هذا زوجي أم حبيبي؟ لكي أكتب له رسالة توثيق بحبي له.

قبل أن أقرأ الرسالة.

عندما تركت أسير أمس عند البحيرة ودلفت للنوم نمت نوم عميق، فاستيقظت في الصباح فوجدت نفسي بالغرفة بمفردي وأنا مستلقية على فراشي فلاحظت بجانبي رسالة، أظن بأنها كانت داخل جيبي ولم ألاحظها ألا عندما سقطت من جيبي، فأخذتها و نظرت بالغرفة يمينًا ويسارًا وعيني لم ترى أسير، فأمسكت بالرسالة وقرأتها وتفاجئت بأن شفتاي لفظت هذه الكلمات، حاولت تذكر من أحمد وماذا يعني لي؟ للأسف ما تذكرته.

فخبئت الرسالة تحت فراشي كي لا يردها أحد وبالأخص أسير، سمعت خبطة عميقة في الخارج فخرجت لأنظر وجدت رجال مقنعين وأقترب مني شخص منهم وجاء وقيدني وأخذني معه بالقوة.
وجدته أخذني إلى قبيلته، فكان هناك أجتماع يقام كمهرجان، بحضور مئة شخص من بينهم نساء وأطفال ولكني لعدتهم وللظلام لم أركز كثيرًا، ولم أهتم أيضًا، كنت فقط أراقب ذلك الوحش الوسيم شعرت أنه منقذي، لم أفهم معنى الكلام الذي يقال، فجأة أشاروا بأيديهم وجميعًا نحوي وجاءت سيدة عجوز وقالت لي: "" فلتغفري ""

بصوت منخفض ورفعت صوتها في غضون ثانية، فأردفت: اذهبي إلى تلك الدائرة.

الكل كان ينظر لي فذهبت فالفعل، وعندما ذهبت كان ذلك الوحش في نفس الدائرة، فأعطى لي خاتم كان ملفوفًا حول رقبته، وضع الخاتم بيدي وقال: "دليدا "

قلت له بصوت منخفض:

-  وحين يأتيك أحدهم لاجئاً إليك فأحسن احتوائه وأكرم قلبه، فما أتاك إلا لأنه رأى فيك الأمان.

أغمضت عيني وعندما فتحتها لم اجد الوسيم اختفي الوحش الوسيم عن عيني .

فأخذوني إلى مكان آخر، كان هناك رجال يحفرون في الغابة حفرة عميقة لم أفهم لماذا؟
بعد لحظات
جاءت السيدة وبيدها طعام وجلست بجواري وقالت:
- هذا الأكل سيكون آخر شيء ستأكلينه هنا.

بالفعل أكلت غصب عني، ولم أتفوه بكلمة واحدة بعد كلام هذه السيدة، كانت تطمئني باستمرار، أثناء سيرنا لهنا والآن تقول أنني سأموت، فجلست انتظر عقابي، وحين كنت جالسة سمعت صوت الرجل ذات العضلات وهو يقول لي: "لو أخلفتي بكلامك سوف أقتلك وتأكل الحيوانات لحمك "

تمنيت لو لم أشرد وانتبهت له ولحديثه وتمنيت لو أني أموت على يديه، فنظرت حولي لكني لم أجده، أخذوني نحو الحفرة التي انتهى الرجال من صنعها للتو، وأوقفتني العجوز وأخذت مني باقي الطعام الذي كنت سأكله، وبينما أنا واقفة هكذا أمام الحفرة، لا أعرف شيء سوى أني سأموت بالتأكيد.

جاء أحدهم وتحدث مع السيدة العجوزة وقال:
- الآن.

فنظرت في عيني وتذكرت قولها:
- "فلتغفري "
أدركت معنى الكلمة وعرفت أنها النهاية حتمًا وبعدها نظرت إلى يدي وبالتحديد الخاتم وتم القائي في الحفرة على الفور، تدحرجت كالكرة إلى أن عَلق جسدي في مكان ما، عندما حاولت النهوض بعد عدة محاولات من شدة الأوجاع التي أصابت جسدي، وقفت وتحركت قليلا ثم فقدت وعيي...

استيقظت على صوت ناعم يقول لي: أفيقي يا محبوبتي.


- أمي إشتقت لكي، متى عدتي إلى البيت ؟
- عدتُ بالأمس لكني لم اوقظكي لتكملي نومك يامحبوبتي.
- يا ليتك أيقظتني.

صحيتُ وحضرنا الفطور سويًا، وعندما أكملنا فطورنا ذهبنا بالحال إلى المتجر لشراء بعض الملابس الجميلة.

فقد وعدتني والدتي بذلك قبل أن تذهب لبيت عمتي في الوادي وبالفعل ذهبنا إلى المتجر، ومن ثم وجدنا فلم جديد يعرض، فذهبنا لحضور ذلك الفلم السينمائي معًا، اشتريتُ التذاكر والبُشار وذهبنا لمقاعدنا بالحال لأنه كان على وشك البدء، وقرأت التاريخ بالشاشة25/3/2021 وبقيٰ ولم يختفي.

بينما كانت الأمور على ما يرام، أحدهم سكب على وجهي المياه، فانزعجت للغاية من هذا التصرف، ففتحت عيني وجدت الوسيم من فعل هذا بي وكان بعض الرجال بجانبه، فأمرهم بالذهاب ولكنه لم يذهب هو.

أتذكر آخر شيء أني فقدت وعي من شدت تعبي بعد إلقائي في قاع الجزيرة، فحاولت النهوض ولكني لم أستطع لأن جسدي يؤلمني، وفجاة ظهر ظل لحيوان ضخم بالقرب وبدى أنه لاحظ وجود.

فكرر الوسيم وسكب الماء على وجهي مره أخرى لكي أستيقظ وأساعده على حملي لضيق حجم الحفرة التي كنت فيها، ولأن الوقت ما كافي لأن هذا المكان خطر للغاية، فأستيقظت وحملني فوق ظهره وحاول الهروب من الحيوان الضخم ورجاله يؤمنون الطريق لنا، وبالفعل لقد نجونا من الحيوان الضخم.
بالرغم أن أسير أنقذ حياتي إلا أنه هو المسؤول الوحيد لرمي في تلك الحفرة لأنه ما كان بالغرفة عندما أستيقظت وكان متواجد معهم، فتركني على الصخرة عندما تأكد بأننا بأمان، فقمت بصعوبة وأنا أريد الإبتعاد عنه فصرخ وقال: لا تتحركي سنسقط أرضًا.

وملامحه تملكها الخوف واختفيت من أمامه وذهبت لعالمي وسقطت الصخرة أرضًا بنا، أظنه أنه مات.

فلاش باك..

حقيقة أم خيال.

الفراق لا يقتل القلب، لكنّه يتركه نازفاً بين الموت والحياة، أكابر في بعدك لأبدو قوية ..إلا أنني كلما اشتقت إليكِ ساءت حالي، تباً لشوق قادر على قتلي ألف مرة في اليوم، وغير قادر على إحضارك لي مرة واحدة، كم أتمنى أن أعود للوراء لأعانقك لم يخبرني الموت بموعد رحيلك عني.

فأنا حقًا أشتاق لكِ كثيرًا، عندما تغيبين يصبح العالم وكأنه مكان خالي من البشر، صحيح.. اليوم ذهبتي بعيدًا للغاية؛ لكنك بداخلي ستبقين، تدركين بأني لا أستطيع رؤيتك وهذا ما يؤلمني الآن.

كيف لي أن لا أشتاق إليك وفي غيابك أصبح بل روح، أمنيتي أن تكوني بجانبي الآن لأنني تعبت من الركض بمفردي، لا تتركيني يا أمي رجاءًا.
أخرجني صوت عمتي من شرودي وهي تقول: أنظروا من هناك إنه أحمد؟ يا فاطمة لقد عاد ابن خالتك من السفر.
فقال أحمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أجاب جميع الحضور ما عداي، ثم اقترب مني متحدثًا: البقاء لله، سمعت بموت خالتي فحزنت كثيرًا، وجئت من المطار إلى هنا.

فأجبتُ بانفعال استغربه الجميع: جميعكم تركتم والدتي بين يدي ذلك الوحش، لماذا تتظاهرون بالأسى الآن؟

قال أحمد: اهدئي.. أنا اقدر حالتك صدقيني، سيكون كل شيء على ما يرام، لكن؛ كنا نتكلم منذ يومين ولم تخبريني بمرضها.

-لأنني طلبت منك مراراً المجيء لنتحدث وجهًا لوجه.

نظرتُ إليه بشجن؛ وهمست بصوت منخفض لم يسمعُه أحد، أحمد اشتقت إليك كاشتياقي لوالدتي التي تركتني ورحلت، وأنت أيضاً ستتركني وترحل أدرك هذا.

أتمنى إخبارك بمدى شوقي إليك، هل يمكنك أن تعانقني قليلًا؟ أشعر بالخوف من وجودي هنا بعد الآن، وفقدان والدتي أنهى حياتي، أحلام بنيِناها سويًا، لكنها هُدمت، توقفت عن الكلام حين سمعتُ كلماته : أعتذر لكوني صديق سيء، سأذهب لأقدم التعازي لوالدك ومن ثم سأرحل.

قلت بلهفة: ستسافر اليوم!

أحمد: لا.... سأذهب إلى المنزل، لأنني غير مرغوب بي هنا.

-  حسنًا.

دلف دون أن ينظر خلفة، لم أشح عيني إلا عند المفترق.

فقد أختفى عن عيني تمامًا، تدخلت عمتي كالعادة قائلة: الجميع ينظرون اجلسي مكانكِ، هذا الحديث غير مُجدي ، لو سمع والدك بأنك أتهمته بقتل والدتك فسيقتلك بالتأكيد.

-  لكنها الحقيقة.

-  أصمتي.


-  أنا متعبة سأذهب لغرفتي.

تركتها ودلفت لغرفتي، نظرتُ من الشرفة على أمل رؤيته، ولو لمرة أخيرة، فبائت محاولتي بالفشل، كلما وقفت في الشرفة لا أجده، فأخذت نفساً عميقاً وجلستٌ على الأريكة التي بغرفتي، أغمضتُ عيني وأسندت رأسي للحائط وبدأت أتذكر مصيري بعد والدتي، فغزت الدموع عيني، بكيت دون توقف، دون إدراك وتحرك لساني بهذه الكلمات:
والدتي رحلت وتركتني لا يعقل، أتوسل إليك يا الله أن تعيدها لي، أخبروني بأن هذا حلم، سأنام الآن، أجل سأنام وأغمض عيني، ليأتي أحد يوقظني قائلاً بأنها تحضر لي الطعام، أحضروها لي رجاءً .

لم أشعر كم من الوقت مضى على ذهابي لغرفتي، متأكدة بأن صوت بكائي لن يتيح لي سماع الباب وهو يطرق من الخارج، فجأة فتحت عيني ووجدتُ أحمد على مقربه مني ويهمس باسمي، بقيت ساكنة حائرة ما بين هل أتخيلك أمامي، أم أنك هنا بالفعل!، أم ماذا؟

اقترب مني وعانقني وبكيت بين أحضانه، فأيقنت بأنه هنا، لم يكن مجرد عناق وانتهي، فقد أزاح الكثير من الأوجاع، سمعت بأن الحضن احتواء، ففيه تخرج الأرواح لتتعانق لتضميد تلك الجروح التي تنزف من الداخل، الدفء الذي شعرت به معك لم أشعر به إلا مع والدتي، لقد حلمت بذلك الحضن من قبل، بعد لحظات ابتعد قليلًا ثم مسح دموعي التي تنهمر من عيني قائلًا: لا أريد رؤية تلك الدموع في عينيكِ الجميلتين ثانيًا.

-  كيف دخلت إلى غرفتي.

-   والدك هو من دعاني لأبقى هنا بجانبك، في الحقيقة أنا لا أظن بأنه سيء كما تقولين.


فابتعدتُ عنه وأنا غاضبة وقلت له: لا تظن! ماذا تريد مني الآن، هل هو من أرسلك لقول ذلك؟
-  لم يرسلني شعرت بذلك فقط، لا تنزعجي هكذا وتذكري دائما أنا سند لكِ وأخ تعتمدين عليه.


قبل الحادث ب شهرين.
حصل شجار ضخم بين والدتي ووالدي ليلة أمس، لنفس الموضوع الذي مرارًا يتشاجرون لأجله، وهو موضوع زواجي من شخص صديق والدي ويكبرني بالسن وبالطبع والدتي لا تُريد هذا الشخص، ولا أنا أُريده أيضًا.


لكن والدي الجشع يُريد أن يحصل على الأموال بأي شكل كان حتى لو باعني في السوق، هذه المرة أزداد الشِجار بينهما وتطاول والدي بلسانه ويده عليها، صرخت بوجهه فرماني على الأرض، وأغلق عليهم الباب وأكمل وأنهال عليها بالضرب، إلا أن غادر الغرفة ما هدأ منزلنا من صُراخات والدي.

الأسوء من ذلك تَستر تلك المرأة عليه، فقد كانت عمتي في منزلنا بتلك الليلة، قبل الحادث بيوم واحد، فَسمعتهم عندما حدث شجار بينهما، لكنها لم تدافع عن أمي وتركتها تموت، بالتأكيد هي أسوء من والدي بمراحل، من الممكن لو تدخلت في الحال ما فقدت والدتي اليوم، صحيح أتذكر بأنها كانت في غرفتها وكأن ليس لها علاقة بنا، حتى عندما توسلت لها بأن تنجد والدتي لم تهتم، وأكملت متابعة مسلسلها وأغلقت الباب بوجهي، لهذا أنا متأكدة بأنه هو من قتلها وهي تعرف ذلك حق المعرفة، لكني لن أتركهم إلا بعدما أرمي بهم في السجن سويًا، فعمتي تستحق السجن لِتستُرها على مجرم قتل والدتي.

فخرجت من شرودي وأكملت حديث معه قائلة:
- أها... حقًا، إن أنهيت حديثك اذهب لغرفتك التي حددها لك ذلك المسكين.
-  لكني أريد أن أبق........

-أذهب.

-  لكن...

-من أجلي.

-  أنا هنا لمواساتك ولا نية لي بمضايقتك مرة أخرى.

-  واسيتني وكان شيئا رائعا بالنسبة لي ولن أنساه طوال حياتي، ومن ثم بعدها دمرت كل شيء.


-ألهذه الدرجة آلمتك، أنا أعتذر، ولكني هنا من أجلك رجاءًا صدقيني؛ أنظري لعيني..... على راحتك إذاا كنت تريدين ذهابي من...

قاطعة على الفور: لا أبقى هنا، ولكن أخرج من غرفتي.

-  حسنًا سأخرج.

عندما أغلق الباب ملأت الدموع عيني لم أستطع السيطرة عليها، لماذا؟ أين سعادتي .. هل كانت مُجرّد وهم وسراب! أم طيشاً طُفولياً عابراً ..


أم كانت حقيقة كاذِبة مرّت كالسحاب في فُصول حياتي، كذبتُ على نفسي عندما تصورت أني لا أفتقدك، فقد افتقدتك كثيراً ياحبيبي، كم كنت أريد أن أضمك لصدري، أدري بأن الفراق صعب ولكن أصعب انواع الفراق عندما تدرك بأنك لن تراه مرة أخرى في حياتك، لكني سأراك، والدتي رحلت دون إرادتي.

أنت هنا بجانب قلبي دومًا والآن أمام عيني يستحيل تركك بعدما وجدتك وان لم تكن تحبني فأنا أحبك، ابتسمت وتذكرت كلماته، الحياة رواية جميلة عليكِ قراءتها حتى النهاية، لا تتوقفي أبداً عند سطر حزين قد تكون النهاية جميلة.

وتذكرت حضنهُ وكلامه الدافئ "لا أريد رؤية تلك الدموع في عينيكِ الجميلتين ثانيًة" مسحت دموعي وذهبت إلى الخارج، كان يجلس وحيدًا وعندما رآني تحرك باتجاهي فقلت له: ابق جالساً لا عليك، سأذهب إلى الأعلى . – أيمكنني الذهاب معك.

لم أجب فوجدته قد لحق بي، كان يفتح مواضيع للحديث معي، وإجاباتي مختصرة للغاية، فسبقني ووقف أمامي قائلا: أفهم من تجاهلك أنك تكرهيني!

-متى تجاهلتك!

- ردودك مختصرة على غير عادتك.
- دعنا نتكلم عنك.
- عني بماذا؟
-لماذا جئت، متى سترحل، هل ذهبت لرؤية حبيبتك قبل قدومك إلى هنا.

فأبتسم قليلًا ثم قال: لقد أخبرتك أني هنا من أجلك أنت ، ولم أقرر بعد متى سأرحل، هل تصالحنا هكذا؟

-ليس بعد.

-  هل أعانقك مرة أخرى.

فاطمة: بالتأكيد لا.

-  ها قد ابتسمتي، صالحتني.

-أجل.

أمسك يدي فشعرت برعشه تملأني كأنها المرة الأولي التي يمسك بها يدي، توقفت الساعة والبشر والعالم بقينا أنا وهو فقط على الكوكب لا أشعر بشيء مما يدور حولي إطلاقًا، نظرنا إلى القمر كعادتنا ، كانت السماء والنجوم قريبة جدًا منا.

تذكرت طفولتي معه، فهذا مكاننا المفضل، كنا نراقب حركة الشهب سويًا والطائرات المضيئة ونلعب بالنجوم التي تنظر إلينا بأيدينا؛ لكني فقدت جزًء مهم في هذه الليلة بعد عودتك، والدتي ليست معي كانت تحضر لنا الطعام ، فشعر برعشًة بيدي تزداد فأحكم قبضته على يدي ، كانت لمسة حنونة تخبرني بأنه هنا بجواري.

البقاء معه يشعرني بالسعادة بالإضافة إلى الأمان، رغم فقدان والدتي لكنه عوضني بوجوده، أنت أخبرتني بأنك لن تتركنيِ بمفردي ستفعل ذلك أم لا؟ ليتني أسالك ما يجول في داخلي.


كل شيء بداخلي أنت نصفه الثاني، إلا قلبي كله أنت، إذا لم تستطيع ترجمة حديثي، فأنظر لعيني فهي تتوق بشدة لنظرتك التي تلمس شراييني من الداخل، فنظرتك تجعلني أتشتت في غمضت عين، ومن ثم أغرق في بحور عينيك التي عشقت دومًا الغرق بهما، فأعذرني لكوني أبعثر كلماتي لتنظر في عيني.

ما زلت تسكن ما بين الوريد، شعوري بأنك تحاصرني لم يغيب ثانية عن بالي، يامن وهبت له كل حياتي، فأعلم بأن قلبي يتمسك بك أكثر من قبل ولم يتركك تغيب عن عالمي ما دمت تهمس باسمي في غفوة...



يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي