الفصل الثالث

(نظرت إليه فطرق بابي).



كنت بمفردي طوال الوقت أُهزم وأتعثر وأتألم دون أن ينتبه أحدًا ما لكل ما أمر به ،لقد كانت هذه الوحدة حتى رغم مرارتها وظلامها إلّا أنها مصدر كل هذه القوة، لطالما كنت بـارعة في التخـفي.


لا أحد يشعـر إلى أي درجة أنا مفككة ومشتتة و تائهة ، إلى أي حد يؤلمني حزني وقراراتي و فشلي وأشيائي التي لا تستقيم.


وبرغم إني لا أفعل أي مجهود يُذكر ، لكنيَ مزدحمة بـ الذكريات بـ تفاصيل و بـ معركةّ قلبي وعقلي التي لا تنتهي رُغم صمتي ، والذي بداخلي ضجيج يبتلعني يومًا وراء الأخر.



في العصر الماضي


تمكنت من معرفة لمَ أنا هنا؟ صحيح كان لغز في البداية لكني حليته، عن طريق الرصاصة التي وجدتها بداخل جيبي ومن فحصها أدركت الحقيقة، هذا الرصاص أخبرتني بذلك الآن..؛ أجل لقد تم حل اللغز، من هنا وعن طريق تلك الرصاصات التي صنعها شخص مجهول الهوية بالنسبة لي، جعلتني محبوسة هنا.

صنعت هذه الرصاصات بإحكام ومناسبة لعملها تمام فهي تجعلك تختفي وتظهر بمكان ما مختلف وزمن مختلف أيضًا.


لولا فقداني لذاكرتي لكنت حاولت أكتشاف من الذي فعل هذا بي، ولكني مدركة تماما بأنه استطاع هذا الشخص أن يتخلص مني وبسلام الآن، ومن الممكن بأنه لم يقصدني أنا بالتحديد، ومن الممكن أيضًا هو خادم عند والدي وفعل ذلك بأمر منه، لكي يستحوذا والدي على نقودي.

للأسف ما معي دليل بأنه هو أو غيره ولكن سأحاول معرفة الحقيقة، لكني بحق لم أدركت السبب الحقيقي وراء أني بالتحديد مع ذلك الشخص غريب الأطوار؟ ولماذا يساعدني بأستمرار؟ أم أنها مجرد صدفة وحسب، لكنه رأيت الحزن بعينه عندما جئت لهنا وحُبست هنا مثله، فقد أخبرني بأنه حزن لأني لا أستطيع الخروج من هذا العصر .


فجأة ظهر أسير، لمحته فقط ومن ثمَ ظهر شُعاع أبيض اللون شديد التوهج أجبرني على قفل عيني بالحال، وبعدها سمعت صوت يقول هذه الكلمات:


_ وقيل في قانوني أن كل دقة تنبض لك تقويني، تجعلني في لحظة أذهب إليك وبين يديك، نحوك وبقربك تتناغم الأرواح وتعزف أجمل الألحان فيشع نورًا من شدة توهجه يملئ الكون، فيمتزج التناغم في بحور حبنا الذي لا يضعفه بشرًا؛ مررنا بالكثير، أتذكر عندما سمعت أحدهما ذات يوم يقول:

_ ها هما جسدين بروح واحدة فلتفرقوهن لا تجعلوهم يسعدان معًا.

فحينها قررنا بأن نصنع أعظم مما صنع بالأساطير، في ليلة ما بين خبايًا الجدران، الأحلام تراودني المخاوف أراها بين غمضة عين، فتفزع قلبي الذي يتلهف للقائك لا لبعدك عني، صحيح يتفتت قلبي باشتياق عندما لا تكون بقربي لكن أُكابر لأتحمل، فجأة تُشعرني روحي بفقداني إليك، فتأتي أنت على الفور وتهمس لي وتقول:

_ ما دمنا نتنفس فلنتقاسم الأنفاس، تبًا لهم فليكتب التاريخ بأننا حررنا أنفسنا مع جميع العقبات فأنا لكِ ما دمتي أنتِ لي.


هكذا يحدث بقصص المخلدون هل سمعتي بهم.

فاطمة: لا.

أسير: لا تتحركي سنسقط أرضًا.


العصر الحالي


فجأة سمعتُ صوت ينادي تركتُ يده ونظرت من ينادي، فوجدت على السُلم سلمى ابنة عمتي تخبرني بأن والدي يُريدني.

فدلفت إليه على الفور للأسفل ولحقني أحمد بعد دقائق، حاولت معرفة لماذا نادوني لكنني لم أفهم شيء؟ فَوالدي لم يقول شيئاً ولا من هما متواجدون بالمكان، جلس أحمد أمامي فتلاقت أعيننا أنا وأحمد بينما هي تنظر وهي تائهة بين الجميع وفي حيرة من هذا المجلس المزدحم.


خرج والدي بضعة دقائق ثم عاد فسمعت صوته يقول:

والدي حسين: تفضل بالدخل يا بني.


وحينها سمعتُ صوت عادل فأصابتني صدمة جعلتني عاجزة عن التفوه بحرفٍ واحد، معظم المتواجدون كانوا يعرفون بأنهُ خطيبي والباقي عَرفوا من والدي في نفس لحظة دخولهم الغرفة.


فسلمت عليه بدون كلام وركضت إلى غرفتي، فجلست على سريري وشعرت بالخجل كأنني فعلت شيء ما خطأ فخبئت رأسي بوسادتي التي كانت أمامي لكني شعرت بالاختناق فرفعت رأسي مع قول:


_ لماذا أشعر بكل هذا الخجل؟ أبي المخطئ لست أنا فأنا بالأساس لا أريد.


بعد دقائق ذهبت ونظرت من الشرفة، ولكن سرعان ما ابتعدتُ عندما لمحته يتكلم عبر الهاتف خوفًا بأن يرأني، فنظرت بهدوء وذهبت من الشرفة عندما رأيته يتكلم وهو مبتسم لا أنكر أنزعت كثيرًا.


حقًا أنا مشتتة الرأس وخائفة فيما سيفكر بعدما عرف بأني مخطوبة، حاولت عدم تذكر ما حدث و النوم، لكني لم أستطيع أيضًا بعد محاولات كثيرة.


فأمسكتُ بهاتفي لكي أرسل له رسالة تذكرت المشهد الذي حدث، فتركته على الفور وأنا أفكر مع من كان يتكلم منذ قليل وبدأت الغيرة تسيطر بداخلي.

_ أهل يتحدث مع فتاة؟ يعقل بأنها حبيبته لأني قلبي شعر بالغيرة؟

يا ليتني أعرف مع من كان يتحدث.


هدأت من روعي وقلت:

_لا فرق فقد عرف للتوّ بأنني مخطوبة وبالإضافة يعتبرني كأخت له فقط، فعادت وجلستُ في الشرفة لكنني لم أجده هذه المرة.


فأكملت النظر للسماء فوجدت النجوم فوقي، ودعوت الله كثيرًا لأن ربي فقط من سَيُخَلصني مما أنا مقحمة به، أغمضت عيني وتمنيت رؤيته وأستمر ذلك لوقت.

فحين فتحت عيني ونظرتُ أمام المنزل وجدته فأشار لي بيده، فتبسمت له وذهبت إلى السرير من شدة كسوفي، فوضعت رأسي على الوسادة على أمل النوم، ونمت كالاملاك.


طلع النهار واستيقظت على صوت عمتي بداخل غرفتي، لا أنكر أزعجتني رؤيتها في الصباح، فسالتها بصوت شبه نائم :

_كيف دخلتي وأنا قد أغلقت الباب البارحة، فقالت لي:

عمتي: أنه ليس عملًا صعب علي. لم أهتم بكلامها وعاودتُ النوم قبل أن يطير من عيني.

فأردفت:

عمتي: عادل ينتظرك في الأسفل.


فتحركت من فراشي بلهفة، فقلت:


فاطمة: ماذا تقولين ؟ ولماذا هو هنا في الصباح؟


عمتي: يا فتاة الساعة الآن الواحدة ظهرًا، وأيضًا وهو لم يغادر أمس لكي يأتي، أنتي التي تركتيه وحيد بالأسفل.

فاطمة: هل أحمد أستيقظ، هو سبق وأخبرني بأنه سيمكث معنا لفترة.

عمتي: لا تجعلي خطيبك ينتظرك أكثر.


وتركتني ورحلت دون أن تخبرني شيء عن أحمد، تجهزتُ ودلفت لأجلس معهم على الغداء، كانت أجواء روتينية مملة لأنها خالية من وجوده ووجود أمي.


وبعد إلحاح شديد مني أخبرتني عمتي بأنه غادر منذ الصباح، وذهب إلى منزله ليطمئن على والدته ووالده.


تركتهم ودلفت لغرفتي إلى أن سمعت صوت سيارة عادي يذهب، فشعرت براحة وقلت:


_أخيرًا هدأ منزلنا بذهاب عادل، فخرجت من غرفتي للأسفل ولم أجد أحد حتى عمتي ذهبت لمنزلها مع الجميع، فخوفت لأننا بقينا أنا ووالدي بمفردنا.

فنظرت لساعتي الوقت قد تأخر، فالليل اشتدت عَتمته ولم يظهر طيف أحمد إلى هذه الساعة، أنا لستُ خائفة من ذلك الرجل، فقط اشتقت إلى أحمد، فأنا مدركة جيدًا بأنني الورقة الرابحة ويستحيل حرقها الآن.


فذهبتُ لوالدي وتناقشت معه عن سبب مجيء عادل لهنا في هذه الأحداث الصعبة علينا، فبرر بأنه عندما سمع خبر وفاة والدتي جاء ليقف معنا وتقديم خالص التعازي.


وفتح موضوع بأنه يأتي مثلما يحلوا له لأنه خطيبي، وحدث شجار بيننا كالعادة بسبب تلك الزيجة اللعينة فأستغل عدم وجود والدتي وأخبرني بأنه قَدم موعد الزفاف، فهو تخلص منها ليزوجني لذلك الثري، قلت له بعصبية:


فاطمة: لن إنسي بأنك المتسبب الوحيد في موت والدتي، لم تهتم بأننا بحالة حزن على وفاة أمي لتقدم موعد الزفاف! أيها القاتل؟

حسين: هِراء أنا لم أفعل لها شيء، ولمَ أقتلها هي زوجتي ولو زعلت منها فأنا أحبها كثيرًا، وعن الشيء الذي حدث من قبل سبق وقلت لحظة عصبية ومَضت وتأسفت لها وسامحتني، فقلت بعصبية أكثر:



فاطمة: من المحتمل أن تقتلني وتقول أيضاً بأنها لحظة عصبية، أنا صدقًا أكرهك، وأكره حياتي معك، حقا أتمنى لو لم تكن أنت والدي.


رفع يده ليضربني وبدأت بالبكاء فأمسك أحمد بيده، تلاقت عينانا، فرأيت نظرات العتاب ، والدموع سالت على وجهي كعادتي، أنا لا أحتمل مضايقته، فتحدث والدي إليه :


حسين: متى جئت يأبني.

فقلت له وأنا الدموع على وجهي:

فاطمة: ليس من الصعب تغيير الموضوع في ثانية بالنسبة إليك، أوه نسيت أنك ملاك عند أحدهم.


فقررت الذهاب فأمسك أحمد يدي ووجه كلام لوالدي قائلًا:

أحمد: ما الخطب يا عمي، لماذا تتصرف معها هكذا! فرد والدي:

حسين: أحمد من الجيد لك أن لا تتدخل بحديث خاص بين الأب وأبنته.

أحمد: لكن ياعمي.

حسين: يأبني من الأفضل آن لا تتدخل بشيء لا يعنيك.


أحمد: فاطمة هل أنت بخير.


حسين: صحيح يأبني هل قررت بماذا ستفعل فيما تحدثنا بشأنه في الصباح؟


كنت بحالة سيئة من الذي حدث مع والدي، لكن زادت شد انتباهي لحديث أبي مع أحمد لمعرفة ماذا حدث، من الواضح حدث شيء مهم وجعله ترك المنزل منذ الصباح، وذهابه لمنزله مجرد حجة ليس أكثر.

فأكمل أحمد حديثه قائلًا:

أحمد: ليس بعد أحتاج للتفكير بعمق، وأنتِ يا فاطمة لماذا تبكين الآن ردي عليّ؟


اعتذرت من أحمد لرؤيته لي وأنا أبكي وضعيفة هكذا! فتركتُ يده وصعدتُ لغرفتي وأنا دموعي تزداد أكثر فأكثر بحرقة، وفي طريقي وأنا على السلم تردد كلام والدي في ذهني، فتوقفت عن البكاء وتشتت رأسي ثانيةً و فكرت:


_ ماذا قال والدي لأحمد في الصباح ياتري؟ دلفت إلى الأعلى ليقيني بأنه سيأتي إلى هنا ليخبرني بما حدث معه بالصباح.


فقد كان الجو باردًا وأنا ما فقدت الأمل انتظرته بالشرفة كثيرًا، لكنه لم يأتي، فقررت الذهاب إليه إن لن يأتي هو أليّ.

فدلفت لغرفته رفعت يدي لطرق الباب وجدت الباب قد فُتح، بينما كان ينوي الخروج من غرفته أنتبه لي فقال بضحكة :


أحمد: أنا كنت ذاهب الآن إليكي، صحيح بعد تردد لكني لدي موضوع مهم معك .


فاطمة: هيٰ أخبرني ما الخطب.

أحمد: هل تقبلين الزواج بي.

فاطمة: م.. ما.. ماذا؟ أنا لم أفهمك، تتكلم بجد تُريد أن تتزوجني.


أحمد: أجل هل موافقة؟

فاطمة: ها فهمت الآن، ماذا كان يعني والدي بحديثه معك في الأسفل.

أحمد: هل تقبلين الزواج بي؟


توترت وحاولت تغير الحديث، وقلت:

فاطمة: هل هو من طلب منك قول هذا الكلام؟ هل عرض عليك الزواج مني وأنت قررت أخباري الآن عندما اتخذت قرارك؟


أحمد: ليس كما تظني، أقبلي طلبي رجاءً.


لم اجبه بل تركته ورحلت من أمامه، فلحق بي وأوقفني ممسكاً يدي فاقتربنا كثيرًا من بعضنا، لاحظ ذلك وأعتذر لي، وترك يدي فاردف :


أحمد: والدك بالفعل رجل سيء، عرض علي الزواج بك مقابل مليون جنية بالإضافة إلى تنازلك له عن أموال والدتك ، عرضي لكِ زواج على ورق فحسب، أدرك بأنك لا تحبيني لتتزوجيني.

فاطمة: هل انتهيت!

أحمد: أجل، لكن فكري بجدية بقراري.

فتركته ودلفت لغرفتي، فقال لي:

أحمد: بصدق أنا قلق بشأنك..؛ ليؤذيك مثلما فعل بخالتي.

فوقفت ونظرت إليه ثم ذهبت نحوه وقلت:

فاطمة: ليس من شأنك فأنت تقف بصفه، وبالمناسبة عرضك مرفوض، وتعال معي لنحل هذا الأمر.


أحمد: إلى أين.

فاطمة: هيا، تعالي معي لدقائق ثق بي.


أمسكته من يده بقوة ودلفت لغرفة والدي وقلت لوالدي:


فاطمة:هيٰ اتصل بعادل وأخبره بإلغاء الزواج فرح والدي وأحمد.


فتابعت:

فاطمة: ولا أريد الزواج من أحمد أيضًا وسينتهي الوضع، يكفي، قوانينك لا تهمني ومنذ الغد ستغادر منزل والدتي أتفقنا، وليس هذا فقط، سأذهب وأقدم ببلاغ ضدك بقت والدتي ولدي دليل وستتعفن في السجن لأخر أيامك يا أبي.


فصفعني وانهال بالضرب على جسدي ولم يستطيع أحمد السيطرة عليه، قال والدي بصوت مرتفع:

حسين: سأقتلك أتسمعين.


فصرخ أحمد بوجه والدي وخلصني من بين يديه، وقام بحل الوضع، أقنع والدي بأنه سيتزوجني وانه سيحصل على ما يريده، أوصلني لغرفتي وحاول تضميد جروحي مع أنه أصر على ذهابي للمستشفى لكني رفضت، فأعطاني مسكن.


ارتخيت جسدي على فراشي وقبل جبيني وأخبرني بأنه بحاجة لي وأطفأ النور ثم خرج وغبت عن الوعي، استيقظت بعد ساعات فوجدته جالساً أمام غرفتي لحراستي، فابتسمت وأغلقت الباب وعاودت النوم. ‏


_ إني آتيتُ إليكَ حتّى أسالَكْ مَن ذَا الذي حَجب الضِياء وأحزنك قُل لِي سألتك بالذي وَهب السماء بَدرًا كوجهِك، حينَ يبدو فِي الفَلك مَن ذَا الَّذي خَسفَ البهاء بنورهِ ومَن الَّذي يا بَدرُ أبهت نجمك؟

فإنِّي قد رأيتكَ في الكبرى! مِن بعدِها ما عدتُ ألقى منظرك من ذا الذي يبلغه أني مُتعبة، والشوقُ في قلبي يشتاقه، من يخبره بكلِ بساطة أني بدون وجوده أتعذب في منزلي ما بين أهلي هنا أشعر بخوف يملئني، لكنني من دونه أتعذب وأفرح لوجوده، على الرغم من بُعد المسافة بيننا فأنا قريبة دومًا منه بقلبي، يا ليتنا عن كلِ عينٍ نختفي، ويضمنا مكان نكون به بأمان عنهم.



فلاش باك.


أحمد يروي ما حدث في ذلك اليوم، أحمد في مأزق مما سيواجهه، الآن سيروي لنا ما حدث...



في الصباح استيقظت على صوت جرس المنزل، فخرجت من غرفتي لأري ماذا هناك؟


وجدت الشرطة متجه لغرفة فاطمة، نظرت إليها ووجدتها مذبوحة والدماء تغرق أرجاء الغرفة، فصعقت وصرخت بشكل تلقائي ومن ثمَ جلست على ركبتي بجوارها وأنا أبكي وأعترف لها عن مدى حبي لها وأني جبان لأني ما أخبرتها من قبل، كانت لحظات قاسية على قلبي كثيرًا. أخرجتني الشرطة وأنا أعافر للبقاء بجانبها، أبعدوني عنها وأغلقوا الباب.



بعد دقائق تحفظوا على الجثة وأخذوها في سيارة الإسعاف ،وأخذوني أنا لقسم الشرطة، فلم يكن أحد غيري بالمنزل ووالدها لم يكن موجوداً حينها ، فعندها نقلوها هي للمشرحة وأنا أخذوني معهم بسيارة الشرطة لأقول شهادتي.


فوصلتُ إلى هناك قدمت أفادتني بالفعل سريعًا و على الفور لكي أذهب إليها، فقد كنت منهارًا بالكامل في أثناء التحقيق تفوهت بكلمات غير مفهومة من صدمتي حاولت السيطرة على الوضع، وسجلوا ما كان مفهومًا في حديثي.


وبعدها تركوني أرحل، ودلفت إليها وجلست أمام غرفة المشرحة التي يرقد بداخلها جثمان حبيبتي فاطمة، بعد ساعات من البحث و الإجراءات أحضروا والدها، فجريت نحوه وتشاجرت معه وأتهمته بقتل الفتاة أمام الجميع، فلولا وجود الشرطة لقتلته من شده ضربي له، ومن ثم أخذته الشرطة للتحقيق معه.


بعد مرور 6ساعات من الأجراءات.

فهدأت من نفسي قليلًا، فجائتني شرطية وأعطتني أغراضها وأبلغتني أسفها لفقداني لها، وذهبت مرة أخرى، فأمسكتهم وأنا أبكي، ومن بين الأغراض وجدت سلسلة أعطيتها لها منذ سنوات حضنتها وقبلتها وأنا منهار وأبكي.

فمسحت دموعي و استبشرت عندما جاء ابن خالي محمد الذي يعمل هناك، وأخبرني بأنه تم فتح قضية مقتل خالتي عند طريق فاطمة لأنه جاءت و قدمت بلاغ ودليلًا للشرطة في الصباح قبل قتلها بساعة واحدة، وأيضا الشرطة تتفحص هاتفها الآن لتنظر لسجل مكالماتها بالكامل.

فسمعت الهاتف فقلقت و فقلت بخوف:

أحمد: هل وجدو شيء على الهاتف تكلم رجاءًا.

محمد: لماذا أنت منفعل؟

أحمد: لستُ منفعل أنا حزين. وأيضًا هي كيف خرجت وأنا جالس أمام غرفتها منذ المساء.


محمد: هذا الذي لفت أنتباهك و شغل بالك، أنت بالتأكيد ما أستوعبت الوضع للآن، فاطمة ابن خالتك قُتلت هل تسمعني؟ هل كنت تمزح عندما أخبرتني بأنك تُحبها؟!

أحمد: بالتأكيد لا... صدقني أنا مشتت قليلّا وضائع أيضًا، لست مستوعب خسارتها قلبي لا يشعر بأنها تركتني ورحلت، أشعر بها بأنها قريبة مني، من أجل ذلك سأهتم بالتفاصيل الأخرى كيف خرجت وأنا نائم طوال الليل أحرسها أمام الغرفة ما فهمت هذا؟

محمد: نحن لم نتوصل لأي جديد، ولا توجد إي كاميرات بالمنزل لتوضح الشيء الذي حدث بالبارحة، ولكن سنعرف كل شيء قريباً، لأتقلق وسنقبض على المجرم قريبًا.

صحيح يا أحمد قبل أن أنسى المتهم الأساسي بهذه القضية هو والدها إلى الآن وفي تلك الغرفة يتحقق معه، هل ستذهب معي للجنازة.

أحمد: أجل.

محمد: قبل أن تذهب من هنا أذهب لغرفة التحقيق، تريد الشرطة التكلم معك بخصوص القضية مرة أخرى أذهب وأنا سأتبعك بعد قليل.


أحمد: محمد هل قال والدها شيء عني.

محمد: لا أعرف ولكن لماذا الخوف بادياً عليك هكذا!

أحمد: لا شيء سأذهب الآن، أتدري متى ستدفن.

محمد: بعد قليل.

أحمد: انتظرني لا تدفنها بدوني.

محمد: حسنًا.

قامت الشرطة بجمعي أنا ووالدها في غرفة منعزلة، فنظرت في جميع اتجاهات الغرفة لأري هل نحن مراقبان أم لا عندما أيقنت بأننا لسنا مراقبين اقتربت منه وأنا أقول له بصوت منخفض:

أحمد: أنا أسف عما فعلته بالخارج.


حسين: لا بأس خيرًا فعلت لتثبت أننا لا نعمل معـا.

أحمد: أنا فعلت ما أمرتني به، أين وعدك لي.

حسين: أخرجني من هنا في البداية وسأعطيك ما تريد.

أحمد: ماذا أفعل لك بعد، في الحقيقة أنا ساعدتك كثيرًا ولم يتبق شيء لأساعدك به الآن .

حسين: ما زال بإمكانك فعل المزيد، وقلت لك أخرجني من هنا قبل أن تطلب مني فلس واحد.

أحمد: سأحتاج القليل من الوقت.

حسين: انتظرني عندما أخرج أذن.

أحمد: لولا وجودي لما كنت ستحصل على المال بمفردك. حسين: ماذا أفعل به وأنا بين تلك الجدران.

أحمد: أنت تتذكر عندما حادثتني، ماذا قلت لي:

حسين: هناك صفقة مربحه لكلينا أترك ما في يدك وتعال على الفور، أريدك أن تخلصني من الفتاة فأنا استطعت التخلص من والدتها.

سكت ثم أردف:

أحمد: أنا تركت عملي وجئت لهنا من أجلك.

حسين: من أجل الأموال ولا تُكثر في الكلام، أريد الخروج من هنا قبل أن أعطيك فلساً واحدًا أنتهي الأمر وأتركني الآن.

أحمد: عمي أريد أن أسالك سؤال.

فهز رأسه فأكملت:

أحمد: كيف قتلت خالتي. حسين: هههههه بطريقة سهلة للغاية، فقد كنا نتناقش عن زواج الفتاة من عادل فغضبت وطلبت الطلاق وقالت لي بأن أترك المنزل.

فأردفت:

حسين: فأمسكت بحبل رأيته بجانبها ومن ثم لففته على رقبتها، ثم ضغطت بكامل قواي وتركتها بعدما قطعت الأنفاس.

أحمد: ألست نادماً؟

حسين: لا، و أنت كذلك لست نادماً على قتل ابنتي. أحمد: لكني لم أقتلها.

حسين: لا اُصدقك.

أحمد: ستصدقني يومًا ما فأنا أحبها، كيف للمحب أن يؤذي محبوبه.

حسين: الأموال يأبني تجعلك جشع.

أحمد: عمي الشرطة تقترب كل شيء سيكون بخير بعد اليوم بالتأكيد.

جاءت الشرطة وأخرجوني من الغرفة وأنا أقول:

أحمد: قاتل لعين تستحق الموت، لما قتلتها وأنا روحي معلقة بها.... فاطمة أين أنت.

فرحت قليلًا وأنا خارج من هناك لأني بيدي دليل عن جريمة قتل خالتي، لكني ما زلت لست متأكد من قتل فاطمة، كنت أريد رؤيتها في المشرحة لكي أتاكد، من قتلها، فأنا لم أقتلها ولا أعتقد بأنه والدها، لأنه لو هو ما أخبرني أنا بفعل ذلك! وهي ما لديها مشاكل مع أحد غير والدها أنا حقًا بحيرة من أمري.

سلمت التسجيل للشرطة وتركتني الشرطة دون قول شيء، فتذكرت موعد دفنها، ذهبت للغرفة التي بها فاطمة ولم أجدها فعرفت من العامل بأنها تدفن فركضت إلى المقابر، ووجدتهم قد انتهوا من الدفن، اقتربت من محمد وصرخت به وقلت له:

أحمد: لقد طلبت منك انتظاري، كنت أريد رؤيتها لأخر مرة، وها قد حُرمت من ذلك أنا غبي لم أحافظ عليها.

محمد: سامحني الشرطة من أجبرتني بعد أذنك الآن.

ترك الجميع المكان ورحلوا، عندما تأكدت من ذهاب الجميع اقتربت من قبرها وأخبرتها عما فعلته بوالدها، شعرت الآن بأن العدل تتحقق، فقد قتل خالتي دون رحمة، سيعدم ويموت هو أيضاً.

لكن أنتِ يا محبوبتي أين حقك سأسعي لمعرفة من القاتل لن يغمض جفن عيني قبل أن أحاسب من فعل بك هذا، حقًا أعتذر لكِ لعجزي عن حمايتكِ. سأخبرك سر، عندما عدت إلى هنا نظرتُ إليكِ، ونظرات عتابك لم تفارق ذهني ووجدتُ جسدي أمام غرفتك، ويدي تطرق بابك، لم تجيبي فقلقت ودلفت ووجدت نفسي في ثانية بين يديكِ معانقاً إياكِ ، لطالما حلمت بكِ ، أشتاق إليكِ ، لقد كنتِ محقة نظرتِ إلى فطرقت بابك... أحبك وستظلين بقلبي مخلدة للأبد.

فاطمة: ولماذا أخلد وأنا هنا أمامك.

أحمد: فاطمة أهذه أنتِ بحق.

فاطمة: فلتجرب.


فابتسمت لي واقتربت منها وعانقتها وأدركت بالفعل بأنها هنا، فقلت لها:

أحمد: كيف حدث ذلك.

فاطمة: حزنتُ لوجودي على قيد الحياة.

أحمد: لا.... بالطبع لا ولكن كيف. فاطمة: ا رأيك بخطتي، فقد اتفقت أنا و محمد على كل شيء.

أحمد: ولما لا تخبريني قلبي تمزق حزنًا عليكي. فاطمة: ما كنت لتوافق.

أحمد: أجل... لن أخاطر بكِ مهما يحدث.

فاطمة: أشكرك على مساعدتك لي، أنت من أخبرتني عن نوايا والدي ولماذا أحضرك إلى هنا، كنت سأظل مخدوعة طوال حياتي، لو استطاع قتل....

فوضعت يدي على شفتيها.

أحمد: لا تكملي رجاءً سنشيب سويًا أليس كذلك.

هزت رأسها فعانقتها ليطمئن قلبي، وعانقته لتشعر بدفء قلبي، فتلاقت العينين وهي تقول:

فاطمة: نظرتُ إليك.

أحمد: فطرقت بابك.


وفجأة أمتلئ المكان بالرصاص المتطاير هنا وهناك، كانت الأجواء صعبة علينا، بالتأكيد سيعرف والدي على هذا الحال بأني ما قّتلت وموتي كان مجرد خدعة، لأن رجال والدي هي التي كانت منتشرة في كل مكان بالمقابر وتطلق علينا النار، وواثقة أيضًا بأنهم سيخبرونه وبأسرع مما أتخيل ، بدأت أعتقد بعد ذلك أنه شك في أحمد فراقبه، وهجموا علينا عندما وجدونا معًا.

رغم خطورة الموقف الذي يحدث عمل أحمد كدور البطل في الأفلام وحاول حمايتي من أي رصاص يمر، لكن من شدة الرصاصات المتطايرة أصابتني واحدة ببطني، أوجعتني فحركت يدي عليها بنفس الوقت أنا أنظر إليه باستغراب لأني ما وجدت ولا نقطة من الدماء على ثيابي، لكن كانت الرصاصة وموجودة بالفعل واخترقت جسدي، فحاولت تجميع الذي رأيته ولكن عقلي كان يروح ويأتي، فأخذت أنادي على أحمد كثيرًا لكن ما سمعني، وبعدها ما عُدت أرى شيء فغبت عن الوعي تمامًا.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي