الفصل الثاني

أمسك المزاج نوسه من يدها ليدخلا غرفة ويغلقا الباب، بينما وقفت في الصالة أنظر بدهشة وإعجاب للشقة التي لم أكن أحلم بأن أدخلها لا أن أعيش فيها، ألمس الجدران بل وأقبلها وأنا أحدث نفسي:
- أخيرًا يا بت يا سما، أخيرًا بقى ليكي سقف وحيطان يداروكي عن الناس، لا وإيه هاقعد فيهم كمان،
وهيبقى عندي حمام، ادخله براحتي، أخيرًا هاتهنى، ده أمك الحمرا باين كانت دعيالك من قلبها يا سما.
ودخلت للمطبخ أتلمس أرجائه، وفتحت الثلاجة وأنا أنظر مذهولة لما بها من أصناف وأحدث نفسي:
- إيه ده دي الحاجات اللي كنت باسمع عنها وأشوفها في التلفزيون، ما كنتش حتى أعرف أقول اسمها قدام أبويا، آه الصفرا دي الجبن الرومي، وأم لزقه حمرا دي جبن فلمنك، الله الله يا سعدي ده لانشون بالزيتون، أيوه أنا برضه فاكره الحاجات دي ما أنا شفتها في التلفزيون عند الست روحية لما كنت أروح أنظف لها الشقة قبل العيد وكانت تحن عليا وتسيبني أتفرج شويه من نفسي.
أخرجت الأطباق وجلست أتأملها أولًا ثم بدأت أتذوق كل صنف بطرف لساني، وما أن استسغت الطعم حتى تناولت الطعام إلى أن امتلأت معدتي غير عابئة بأصوات المزاج ونوسة التي تصل لمسمعي، لم أكترث فأنا كنت معتادة على هذه الأصوات سمعتها كثيرا في العشة والعشش المجاورة، وبعد أن أنهيت طعامي مددت جسدي على الأريكة، ورحت في سبات عميق.
استيقظت من نومي وقتها لأجد نفسي نائمة على سرير وثير، في غاية الراحة، وعليّ غطاء، وما زلت أرتدي الفستان الجميل الذي كنت أرتديه بالأمس.
جلست أفرد ذراعي وأمدد جسدي الذي كان قد نعم براحة لم ينعم بها من قبل، وأزحت الغطاء، ثم نزلت من على السرير، وفتحت باب الغرفة، لأجد المزاج يجلس على الأريكة مبتسما ما أن رآني وهو يقول:
- صح النوم يا قطه، انتِ نايمه بقالك كتير قوي، وإيه اللي نيمك في الصاله امبارح؟
نظرت له وآثار النوم ما زالت بادية عليّ:
- اللي لقيته قدامي، ما أنت دخلت تاخد مزاجك وما قلتش أنام فين؟
- طيب الأوضه اللي طلعتي منها دي أوضتك، ونوسه رصت هدومك في الدولاب ، نزلت اشتريهمولك بنفسي.
نظر لقدمي وسأل:
- إنتِ حافيه ليه؟
- أمال ألبس إيه؟ إنت عايزني ألبس الجذمه الحلوه اللي أنت جبتها لي في الشقه؟
- لا شبشبك جمب السرير روحي البسيه.
ذهبت من فوري و أنا سعيدة لأرتدي الشبشب ذو الوردة الحمراء وأنا مبتسمة، دخلت عليّ نوسة وفتحت لي الدولاب لتريني الملابس التي اشتراها لي المزاج، وأنا في غاية السعادة، ملابس رائعة وألوان في غاية الجمال، وقالت لي:
- تعالي اغسلي وشك وسنانك.
وذهبت معها للحمام، وعلمتني نوسة كل سبل الاعتناء بنظافتي الشخصية وكانت تردد على مسامعي دائمًا أن أعتني بنفسي وجمالي لأكون ذات قيمة عالية، وأظل دائمًا في حماية المزاج.
وبينما هي شاردة في ذكرياتها دخلت نوسة عليها:
- ها خلصتي يا سمسمتي؟
أخرجها صوت نوسه من شرودها لترد عليها:
- أيوه كله تمام، يالا بينا.
لمحت تردد وحيرة في عيني نوسه فقالت:
- مالك يا نوستي؟ شكلك حيرانه ليه، حاسه إن فيه حاجه شغلاكِ! هو المزاج مزعلك؟
- لا المزاج ما زعلنيش ولا حاجه، بصي أنا مش عاوزه أعكنن عليكي، بس لازم تعرفي بدل ما تطلعي تلاقيه في وشك!
- مين يا نوسه؟
صمتت نوسه بضيق وهي مترددة في البوح كي لا تعكر صفو سماهر، لتزفر سماهر فلقد خمنت من الذي قد حضر وقالت:
- يووه يبقى منير هنا، يا دي القرف، ما البلد مليانه كباريهات مش لاقي إلا هنا ويجي يقرفني.
- البلد مليانه كبارياهات آه بس مش أي كباريه اللي بترقص فيه ست الناس سماهر وست قلبه.
- قلبه إيه! داته وجع في قلبه هو منير ده عنده قلب؟ منير عاوزني بس عشان عارف إني ليوسف، وعاوز يطولني عشان يبقى علم على يوسف، إش حال لو ما كنتيش عارفه إنه عرض على المزاج مليون جنيه لو يطولني برضايا، والمزاج يومها كان بيتنطط ما هو ضاعوا عليه عشان لو عمل كده يوسف هيجيب خبره.
ضحكت نوسه، ثم صمتت وقالت:
- وآخرتها يا سماهر؟
- زي أولها يا نوسه، إنتِ فاهمه إني مش عارفه اللي فيها، يوسف أنا قلبي متعلق بيه، ولا عمر راجل هيدخله غيره، وإنتِ عارفه إنه الوحيد اللي بيلمسني ويوم ما عملاها كان بالحلال وعلى يد الماذون،
وربنا يجازيه أبوه خلاه يطلقني، إنتي يا بختك المزاج آه باعك واتسبب في حرمانك من الخلف، بس على الأقل اتجوزك، إنما يوسف حلف لأبوه على مصحف اسمو ما يتربط تاني غير باللي تليق بعيلة الباشا، هو قالهالي إنتي مراتي يا بت بس من غير ورق، وعشان كده محرج على المزاج إن حد يقربلي، وهو لولا إن أبوه حكم عليه إني أنزل أرقص بعد ما كان قعدني من الشغل ما كانش خلاني أرقص، أبوه عاوز يكسر عينه بيا، عشان أبقى رخيصه في نظر يوسف، رقاصه أهي والكل شايفها ومستبحها بعنيه، عشان يخلي يوسف ما يتمسكش بيا، بس يوسف عاوزني لغاية دلوقتي.
وتنهدت وأطلقت زفرة طويلة:
- بس الله أعلم بعدين إيه اللي هيحصل، أديني عايشه اليوم بيومه يا نوسه أرض تشيلني وأرض تحطني، من ذل أبويا للمزاج ليوسف مش فارقه كتير، كلهم ماسكني من طوقي وبيتحكموا فيا، أنا نفسي أهج بس هاروح فين بس؟ إن فلت من المزاج مش هافلت من يوسف، ولا حتى من منير.
قالت نوسه:
- طب يالا، ماحدش عارف بكره فيه إيه.
وتوجهت للمسرح لتعلن الفرقة الموسيقية عن صعودها بالأغاني الخاصة بها، وتبدأ سماهر وصلتها الراقصة، بينما عيون منير تلتهم جسدها المتمايل بمهارة على أنغام الموسيقى كأنه يعزف نغماته الخاصة به، بينما سماهر ترقص وهي تفصل نفسها كعادتها عن كل ما يحيط بها، في انفصام تام ما بين العقل والأذن، الأذن تسمع الانغام وتترجم حركات الجسد، أما العقل فكان شاردًا هرب ليتذكر كيف عرفت يوسف وما علمته من المزاج ونوسه عما دار في تلك الليلة...
بذلك اليوم وقف المزاج وبيده الميكرفون ومن خلفه مجموعة العازفين وصدح صوته وهو يقول بصوت مرتفع:
- الليلة فرحتنا والحلوة وردتنا، ومهما لفيتوا ودرتم مش هتلاقوا زي فقرتنا، وأهي جات السنيوره اللي هتولع الليلة، نجمة فقرات فرحنا، وعشان نهني ونبارك فرحة المعلم حسني.
توقفت الموسيقى وانطفأت أنوار المسرح ثم تسلطت على كائن ملتف بالسواد رافعًا يديه للأعلى ممسكًا بالقماش الأسود، وبدأت موسيقى هادئة نوعًا ما، وتلكما اليدان تتحركان بروية مع الأنغام، إلى أن أصبحت يدها اليمنى في زاوية تسعين درجة مع جسدها، وفعلت باليسرى كذلك لينكشف القماش الأسود الذي كانت ممسكة به عن نصف جسدها العلوي الذي كان لا يغطيه شيء أبدًا، مجرد لمعة للجليتر الذهبي على ظهرها المرسوم والمنحوت كما أفروديت، ليترافق مع صوت المزاج وهو يصدح عاليًا
- نجمتنا سماهر.
فتلتف سماهر لتواجه جمهورها من المنتشين بالبيرة والحشيش، فيتعالى صراخهم تهليلًا وترحيبًا بالجميلة التي تقريبا لا ترتدي شيء، فقط فستان ذهبي قصير مزخرف، يصل لمنتصف الفخذ، يظهر مفاتنها ولا يستر إلا النذر اليسير، لتلقي سماهر قطعة القماش التي كانت تمسكها على وجه المزاج فيبتسم ممسكًا بها يستنشق عبيرها الأخاذ، وهو يصيح مرة أخرى منتشيًا:
- سمـــــــــــــــــــــاهر.
بينما بدأت سماهر وصلتها من الرقص الشرقي، بكل مهارة وإبداع حتى أن خصرها ولكأنه يعزف بنفسه موسيقاه الخاصة، بينما الضيوف يرقصون ويهللون بالأسفل وعيونهم الجائعة تلتهم جسدها العاري التهامًا، وكل منهم يُمني نفسه بالنيل من ذلك الجسد المتمايل، وبعضهم يتخيل نفسه معها في الفراش فعلًا، بينما سماهر ترقص في عالم آخر فهي لا ترى أي من الموجودين حولها وأمامها، ولا تسمع سوى صوت الموسيقى، هكذا هي عندما ترقص تفصل نفسها عن كل شيء فقط هي والأنغام.
نزل المزاج من على المسرح ليجيب عن هاتفه الذي كان يهتز في جيبه، وما هي إلا لحظات وصعد أحد المنتشين للمسرح يرقص مع سماهر، لتنتفض هي فهي غير معتادة على صعود أحد معها للرقص، هذا هو اتفاقها مع المزاج، نظرت حولها وهي تتابع الرقص لكنها تبحث بعينيها عن المزاج في خوف، لم تجده، احتلها الفزع فذلك الذي صعد كان يراقصها وبيده سلاح أبيض مفتوح، ويبدو بوضوح عليه السُكر ونظراته تلتهمها وتفيض رغبة بها، اقترب منها بطريقة خطيرة بل وامتدت يداه تضمها بقوة بين ذراعيه وهي تحاول الافلات منه، ليسرع أحد العازفين لإخبار المزاج الذي ركض مسرعًا وصعد للمسرح مبتسمًا ابتسامة مصطنعة، وهو يبعد يد الرجل عن سماهر، وبالطبع استطاع ذلك فالمزاج رجل قوي مفتول العضلات، محتفظ بكامل لياقته؛ فلياقته هذه مصدر رزقه إنه الفتوة والحامي لفتياته اللواتِ تعملن تحت إمرته، نظر الرجل الذي كان يرقص مع سماهر للمزاج باستخفاف ثم قال له:
- عاوزها بالسعر اللي تقول عليه، ودلوقتي.
همس له المزاج:
- مش دي، دي نوع مخصوص، ما تقدرش إنت على ثمنه ولا تقدر قيمته.
ليصرخ الرجل وهو يدفع المزاج بيده:
- نوع إيه بروح أمك أنا هادفع اللي تعوزه، وقيمة غيه هي الرقاصه ليها قيمه.
لينقلب وجه المزاج وتحتد تعابيره وينظر لسماهر بطرف عينيه لتغادر المسرح
ويصرخ المزاج قائلًا:
- فركش ما فيش أيد تتمد على المزاج ويفضل صاحبها عايش!
ويكيل للرجل لكمة قوية ليسقط على الأرض ثم يقف مرة أخرى، وتبدأ مشاجرة بالأيدي والأرجل
والأسلحة البيضاء ما بين كل الحضور، لا يُعلم من يضرب من، لتنطلق بعد دقائق قليلة رصاصات في الهواء كان مصدرها المعلم حسني.
ليتوقف الكل عما يفعله، ويتوجه المعلم حُسني للمزاج يسأله بحدة:
- إيه يا مزاج هتبوض ليلة الواد؟!
رد المزاج وهو ينفض يديه من الرجل ويدعه يسقط أرضًا بعد أن تحول وجه الرجل للون الأزرق بفعل لكمات المزاج القوية له:
- ما عاش ولا كان يا كبير، بس ده لازم يتربى ده رفع ايده عليا ولمس سماهر وانت عارف كويس إنها ما بتتلمسش وفي حمايتي.
- إيه يا مزاج حتت بت هتمشيك؟
- لا يا كبير هو انت مش عارف المزاج وإلا إيه بس دي الملبن اللي بنسترزق من وراه، حتة الشيكولاته اللي لسه بالسوليفان، ومش الجعر ده اللي يستاهل يفك السوليفان، دي ليها ترتيب عليوي قوي وانت ما تكرهش الخير لحبيبك.
- طبعًا طبعًا حقك عليا أنا كملوا الليلة وسيبك من البقف ده رجالتي هيتصرفوا معاه هو تقل في العيار
والبت ضربت في دماغه.
ليشير حُسني للكل بترتيب المكان وإزالة ما لحق به من فوضي وهو يقول:
- قدامكم خمساية وتخلو والمطرح يبقى زي الفل، يوسف باشا بنفسه جاي يبارك لي، والباشا مقامه عالي.
ولم تمر إلا دقائق معدودة إلا وكان المكان عاد كما كان وتم التخلص من كل ما تحطم وتم إحضار البديل له، وعادت الموسيقى الصاخبة والأغاني الشعبية تصدح في المكان والرجال تدور على الطاولات بالمزة والبيرة وسجائر الحشيش والبانجو، والحبوب وكل ما قد يرغب به الرجال الحضور.
أما سماهر فكانت في قمة توترها وخوفها في تلك الغرفة من المنزل الذي يقع خلف المكان المقام به حفل الزفاف حيث قد تم تخصيص غرفة لها، دخل المزاج ليجد نوسه تحتضنها فقال باسمًا:
- إيه يا وش السعد عليا بتتنفضي كده ليه؟ إهدي ما حصلش حاجه.
- يا سلام يعني مش عارف، ما شفتش الناس اللي كانت بتموت بعضها بره دي وتقولي ما حصلش حاجه.
ضحك ملء فيه وقال:
- يا شيخه ما تهوليش يموتوا بعض إيه؟! دي مناغشه عاديه كده بتحصل دايمًا لما الرجاله دماغها بتتقل شويه من الشرب والمخدرات.
- يا لهوي مناغشه، ده الراجل أنا شفته غرقان في دمه.
ضحك:
- ولما تطلعي تاني هتلاقيه رابط راسه وبيشرب ويرقص ويضحك كمان.
- لا أطلع فين؟ يا لهوي، مش هيحصل، ما ليش دعوه مش طالعه تاني.
زفر زفرة طويلة يحاول بها تمالك أعصابه حتى لا يثور عليها:
- لا يا قطتي لازم تمسكي نفسك كده وتطلعي، انتي فله أهو لا حد عورك، ولا اداكي مطوه في وشك الحلو ده، ولا حاجه، والبأف اللي اتجرا وحط إيده عليكي أنا ربيته، ففوقي كده وركزي، إنتي في حمايا بقالك سنتين آه منغنغانا برقصك اللي ما فيش وسط في مصر بيهز زيه، وشغلنا في الكباريه تمام، بس الراجل اللي جاي ده لو إنتي عجبتيه أبواب السعد هتتفتتح لينا.
- راجل مين ده بقى يا مزاج؟ إحنا قولنا أنا بارقص وبس، وما حدش يلمسني.
- يوه يا سماهر، ما تركبنيش العفاريت، هو أنا كنت غصبتك تقعدي حتى مع حد، إنما ده مش أي حد ده يوسف الباشا، ابن خالد الباشا من عين أعيان الصعيد وعنده ملك ومال لو قعدتي تعدي فيه عمرك كله ما يخلصش، يوسف الباشا ده اللي سمعته إن أي بنت تتمناه، واللي أعرفه إنه قلبه لسه خالي، وإنت تحلي من على حبل المشنقه وجمالك ودلالك مُنى أي راجل، أنا ما قلتش غصب، أنا ما أعرفش مزاج الباشا ده إيه ولا إيه اللي بيعجبه في صنف الحريم، بس اللي متأكد منه أنك تعجبي أي راجل، يوسف ده اللي هيفتحلك مغارة علي بابا والدهب والمرجان، بس على الله السناره تغمز، اجهزي يالا.
نظرت سماهر لنوسه لتربت نوسه على ظهرها:
- معلش اجمدي كده.
ارتدت سماهر بدلة أخرى، بلون أسود في تضاد صارخ مع بياضها، ثم لفت نفسها بالملاءة السوداء وتوجهت للمسرح.
وبينما هي تستعد كان الكل بالخارج يهللون مرحبين بالقادم للحفل الذي دخل بطوله المهيب يرتدي بنطال أسود، وقميص أبيض وقد فتح أول ثلاثة أزرار فيه ليظهر صدره، ويضع على كتفه عباءة صيفيه خفيفة باللون الأسود، رحب به المعلم حسني أيما ترحيب:
- يا مرحب يا مرحب بيوسف باشا ابن الباشا، الجمالية كلها نورت يا كبيرنا، والله الدنيا ما هي سايعاني ولا مصدق نفسي.
ليرد يوسف مبتسمًا وهو يحتضن حسني ويربت على ظهره:
- واه كيف ده؟ ده إنت غالي عندينا يا حاج حسني، ودي أول فرحتك يبجي لازمن نوجبوا معاك.
- ما ننحرمش يا كبير من عطفك علينا ومراعيتك، وأنا والله محضر لك ضيافه هتعجبك.
ليرحب المزاج به بدوره ويقول:
- يا مرحب بالناس الكُمل، والبشوات اللي سيرتهم سابقاهم، ده إنت يا باشا حظك من السما، معايا النهارده في الفرقة رقاصه إنما إيه هتعجبك قوي.
قال يوسف بلا مبالاة:
- طب يا ...
- المزاج، خدامك المزاج، وده ولامؤاخذه الكارت بتاعي لو سعادتك لازمك أيتها فرقه أيتها رقاصه.
(وأكد على حروف كلمة راقصة)
تناول يوسف الكارت ووضعه بجيب بنطاله، وبينما يجلس سأله حسني:
- بس إلا مؤاخذه يا باشا، إنت مش لابس الجلابيه ليه؟
ضحك يوسف:
- بعد الفرح عندينا سفريه طوالي، مش هنسافروا لندن بالجلابية يا حاج وإلا إيه.
ليضحكا بينما صعد المزاج للمسرح ليقدم سماهر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي