الفصل الثالث

قد يسوق الله إليك ألطاف القدر علي هيئة أشخاص يكونون لك اللطف والود الذي ينقي قلبك بالإبتهاج والسرور والفرحة دون حدود فتنسى نفسك في حضرتهم وتغفل عن كل سوء قد تخلفه الحياة بروحك ♥️

علي أطياف السلام اجتمع الجميع ببيت خديجة في رحاب الشيخ حسن مبتهجين تحيط بهم هالة جميلة من الهدوء النفسي والراحة بعد العناء، طرقات متعددة دقت علي الباب فأدركت جنة انه سليم فقررت ألا تفتح له وحبذت الهروب، والتفتت حولها تبحث عن روان ولكن صدح صوت خديجة: جنة افتحي الباب فيدي مشغولة
تحركت ولم تجد بدا سوي فتح الباب له ولكن وجدت امامها أحمد، في بداية الامر لم تعرفه وخصوصا حين تغزل بها بمشاكسة: اوووه هل يطلع القمر في الصباح! والله انه بيت المعجزات حقا.
جنة بجدية وبنبرة سريعة: من أنت يا أخ وكيف تخاطبني بهذا التبجح فلتلزم حدودك
احمد: علي رسلك يا فتاة كيف تحولتي إلى أنبوب منفجر بلحظة هكذا
زفرت بحنق: لا حول ولا قوة إلا بالله
قاطعهم صوت سليم: اقسم بالله لو تركتك لها ستطبق عليك ما تعلمته انت بالكلية الحربية، و ستهزمك بجدارة يا حضرة الضابط
جنة: سليم!
هل تعرف هذا الشخص؟
احمد: هذا الشخص! أنا ضابط حربية يا صغيرة
جنة: صغيرة بعينيك
قدمت خديجة علي الصوت لتحجز بينهم قائلة: عيب يا جنة كيف تحادثينه بهذه الطريقة الفظة
جنة: ولكنه هو من ابتدأ وأنا لن اترك حقي أكيد
سليم وهو يضع ما يحمله بيده: ان وضعتك برأسها وكرهتك ستندم فليكن بعلمك
حاول أحمد استلطافها فقال بتودد: اعتذر لم اقصد ازعاجك، أردت فقط أن أمازحك
جنة: لا عليك وانا كنت فظة قليلا
سليم: قليلا! اااه يا مغرورة
نظرت له بغضب وزفرت بضيق: لا دخل لك بي، ان كنت مغرورة فلنفسي أما أنت فلا علاقة لك
سليم: الله الله يبدو أن حسابي ثقيل
جنة: الحساب والعشم يكون لمن يهتم لأمري وحسب أما انت فيوجد غيرنا أولي باهتمامك هذا
غمزت له خديجة وهي تسحبه للطاولة حيث يجهزان الفطور وهمست له: مازالت غاضبة، لا تضغط عليها ولاحقا تشرح لها الأمر
بينما جنة فلقد تركتهم ودلفت الغرفة حيث تنام روان وبدأت توقظها: يا فتاة لقد استيقظتي منذ نصف ساعة فقط وعدت للنوم مجددا هل أنت غيبوبه ام قنبلة نوم؟
روان: لااااااا انظر لمن تتحدث فأنت ماشاء الله يا فتاة ان انقلبت الدنيا رأسا علي عقب فلن تستيقظي او تشعري بشيء
جنة باستهزاء: والله واضح ان خفة الظل وراثة بعائلتكم
روان: طبعا طبعا فلا أخفي عليك فهو وراثة من جدتي سمية
صمتت جنة ولم تتحدث فأردفت روان: معك حق فيما تفكرين به فهي ليست خفيفة الظل أو اي من الصفات الحسنة ولكن جدتنا ماذا نفعل!
جنة: بالأول والأخير هي جدتكم ومرجعكم الأخير لوالدتكم واليها
روان محاولة الهرب: فلنؤجل الحديث ونخرج للإفطار فعصافير معدتي تسبني
قاطعهم صوت خديجة: ليست وحدها التي ستسبك فأنا أيضا سأعلقكما أن لم تأتيا لتناول الطعام

خرجت الفتاتان معا يدا بيد تضحكان، ناظرهما سليم سعيدا فرؤيتهما هكذا قد أسعده واطمئن علي شقيقته مادامت تعودت على جنة والعكس…
بدأا تناول الطعام بصمت ولكن ما لبثا إلا أن اخذ احمد يمازح جنة قائلا: لقد سمعت عنك كثيرا ولكن صراحة لم أتخيلك هكذا
جنة: ماذا تعني بهكذا؟
أحمد:لا تعقدي حاجبيك هذا أولا ثانيا لا تقلقي كل خير
جنة ضاحكة:لا اعقدها لكن أنا هكذا أعقد حاجبي لمجرد أن أتحدث لكن أخبرني أخي أحمد ماذا سمعت ومم سمعت؟
أحمد مشيرا لسليم:من ذاك الشخص لكن سليم الفتاة طويلة وليست قصيرة
جنة:ماذا يعني هذا أيضا؟
سليم:آ لا شيء جنة لا شيء أخي يحب المزاح لكن لا يعرف أن دمه ثقيل.
جنة:أخبرني أحمد
أحمد:هو دائما يقول جنة القصيرة جنة القزمة هكذا يناديك لكن اتضح أنك طويلة ماشاء الله لم تناديها بالقزمة إذا أخي؟
جنة:انا قزمة.
روان ضاحكة:يا أخي الفتاة مثل عارضات الأزياء.
سليم:كنت أمزح فقط سأقتلك أحمد.
روان:لا لا رسمنا في مخيلتنا فعلا أنك قزمة.
جنة:هكذا إذا سليم أفندي أنا قزمة.
سليم ضاحكا:مزحة مزحة جنة صدقيني قولي شيء ماما خديجة
خديجة:أنا لا دخل لي وقعت ولن تنجو سليم أفندي.
وقفت جنة من مكانها مهددة قائلتا:طولي هو متر وسبعة وستون سنتيمترا أنا طويلة.
سليم:سنتيمترا! اجلسي اجلسي وأكملي إفطارك هيا صدقت أنك طويلة فعلا
جلست جنة بمكانها تتأفف و ترمقه بعينها ثم تحدثت مع نفسها قائلتا:لا بأس سليم أفندي سأريك من تكون القزمة.
سليم:ها ماما خديجة بما أننا أفطرنا سنقوم بغسل الأطباق وأنت فقط ارتاحي أنت والبنات أحمد هيا دور الجلي عليك.
أحمد:ها وما شأني أنا؟
سليم:ألست ضابطا؟
أحمد:وما دخل الضابط في جلي الصحون؟
سليم:اسمع شيئان في الحياة مؤكدان
أحمد:وما هما حضرة المحامي؟
سليم:الطبيب يعرف كل شيء والضابط يفعل أي شيء فداء للشعب.
روان:وجهة نظر أخي أقنعتني
جنة:وأنا
خديجة:طبعا المهم أن لا تلمس يديكما الماء أنت وهي
أحمد:نظريتك هذه احتفظ بها لنفسك
خديجة:يكفي يا اولاد أنتم ضيوفي لن يدخل أحد المطبخ كل إلى وجهته هيا سأفعل أنا كل شيء هيا هيا.
جنة:لا ماما أنت الآن سلطانة لديك أربعة أولاد لن تقومي بشيء نحن سنفعل كل شيء و سنحضر الطعام أنا وروان اليوم صحيح روري.
روان:صحيح جوجي محسوبتك طباخة ماهرة.
أحمد:أستغفر الله العظيم
سليم:استرها معنا يارب.
روان:اسكت أنت وهو فرصتي ولن أضيعها.
جنة:يعيش وأنا أيضا خبيرة طبخ
خديجة:صحيح تحرق الطبخة والصينية معا
روان:وأنا
لينفجر الكل ضاحكا على الفتاتين ثم واصلا الحديث والضحك معا ودلفت جنة وروان المطبخ وقاما بترتيب كل شيء بينما بقي سليم مع أحمد وخديجة في الصالون يشربون قهوة ويتحدثون.
تحدثت خديجة قائلة:بني بم تفكر؟
سليم:لا اعرف كل ما أعرفه أنني لا يمكنني الرجوع هناك
أحمد:وأنا اخي لقد اتخذنا قرارنا وانتهى
خديجة:كيف ذلك بالنهاية هي أمكم؟ هنا رن هاتف أحمد فقام من مكانه منسحبا إلى الغرفة ليقول:عن إذنكما لحظة.
خديجة:اذنك معك بني.
انصرف أحمد لينظر سليم إلى خديجة ويقول:لا تقلقي لشيء ولا تشغلي بالك
خديجة:هذا بيتك أيضا ولو سكنت طول العمر لن أتذمر بالعكس سيفرحني كثيرا لكن بالنهاية تبقى ناهد أمك بني
ابتسم سليم وأخذ بيدها وقبلها قائلا:أنت أمي ثم لا تشغلي بالك الحل عندي سأفعل الشيء الذي يصح
خديجة:كيف؟
سليم:آ لا لا شيء لا تشغلي بالك حسنا ماما أنا سأخرج عندي عمل اتصلي بي ان احتجت شيء وها سأحضر معي سمكا حين أعود انتم لا تتعبوا أنفسكم حضروا شيء خفيفا فقط.
خديجة:بني لا يوجد داع سأحضر الغداء.
سليم:قلت وانتهى.
خديجة:حسنا بني
قام من مكانه ليضيف:سأودع البنات وأخرج
خديجة:وفقك الله بني وفتح أبواب الخير أمامك
سليم:نعم هكذا دعوة جميلة تفتح لي أبواب الخير

خرج الشباب كلا منهما الي وجهته بعد أن لاذا بدعاء خديجة لهما
تحدث محمد بامتنان بعد أن خرجا: شكرا لانك احضرتنا الي هنا يا أخي
سليم: أري ان الوضع قد أعجبك
احمد: جدا وفوق ما تتخيل، يكفي دعاء الخالة خديجة وحنانها وعطفها دون انتظار مقابل والجميل انها تسير كل الامور من فكر رأسها وليست تابعة لأحد فوالله لقد لمست فيها ما أفتقده، والاجمل دعائها الجميل الذي يجعلك تشعر أنه لا يوجد سوء يمكنه المساس بك من بعده قط.
ابتسم سليم مردفا: معك حق فأمي خديجة وجودها كما السحر تسحرك بلطفها فتتمني لو تقضي العمر في رحابها
توقف قليلا ثم عاد ليتحدث بتحذير: ولكن فلتحذر مني أن توددت لجنة مرة اخري اقتلك هااا
احمد: سلام قولا من رب رحيم، ستقتل أخاك من أجل فتاة!!
سليم: قلت وانتهي…
احمد ساخرا: أي لا تخافوا ولكن احذروا
ناظره سليم بطرف عينه ولم ينطق فربط اخاه علي كتفه مردفا: هي في منزلة اختي والله منذ أن رأيتها وأشعر انها لي كالاخت فلتخرج هذه الأفكار من ذهنك حضرة المحامي
اومأ سليم برأسه ولم يضف شيئا واكملا طريقهما معا حتي وصل كلا منهما لوجهته.
بينما بدأت الفتيات معا يخططن لإقتحام مطبخ خديجة
تحدثت جنة بهمس خافت: أنا سأعد معكرونة بالباشاميل وانت ما الذي تجيدين طهيه؟
روان بصوت عالي: أنا سأعد دجاج بطريقة روان الخاصة وحدث ولا حرج
حاولت جنة اسكاتها: اخرسي اخرسي أمي ستقتلنا ان علمت اننا ننوي اقتحام مطبخها
تحدثت خديجة من خلفهما: نحمد الله انك مدركة ولكن مع ذلك تنوين اقتحامه
ركضتا الي المطبخ بعد أن حملت كلا منهما حقيبة مليئة بالاغراض من أعلي الطاولة وصاحت جنة: تم الاقتحام بنجاح وبمساعدة عمي عبد الله
خديجة: والله هذا العجوز أصبح يتعمد ارضائك علي حسابي ولكن سيكون حسابه عسير وأنتما ألم يخبركما أحد من قبل أن العبث بسكاكيني وصحوني وقدوري ممنوع؟ ها

لم يرد عليها احد بل انغمستا فورا في التحضير
خديجة:هاي أنت وهي مع من أتحدث أنا؟
روان:انرد؟
جنة:لا لا تفعلي لو التفت ستطردك ماما المطبخ عندها منطقة محرمة ونحن اخترقناها ولأنك هنا فقط سكتت وإلا كانت طردتني من الشرفة.
روان:حقها فنحن سنحرق المطبخ
جنة:تكلمي عن نفسك فأنا طباخة ماهرة
روان:واضح واضح الثقة في النفس عالية لكن ما أراه غير ذلك.
جنة:انظري فقط وتعلمي
دخلت خديجة لتقف خلفهما فتعجبت من اندماجهما معا وتعاونهما في تحضير كل شئ سويا، شرعتا في تحضير المعكرونة سويا واخذت روان تقرأ من الهاتف وتتابع جنة والعكس حين بدأت روان في تحضير الدجاج
ساعات مرت وهما علي هذه الحال وخديجة لم تسأم من مراقبتهما ولقد قرت عينيها وهي تشاهد جنة وقد وجدت صديقة تفهمها، من يراهما لوهله يظنهما شقيقتان من نفس الروح والدم.

قاطع صفو هذه الساعات صوت طرقات صاخبة علي الباب فنظرت جنة لخديجة وقالت:أتنتظرين أحدا الآن ماما؟
خديجة:لا لا انتظر أحدا
روان:وماهذه الطرقات القوية.
خديجة:سأرى من الطارق
روان:انتظري خالتي انت ارتاحي سأرى من الطارق
جنة:آ تهربين إذا
روان:لنقل كذلك
جنة:تعالي تولي طبختك العجيبة وأنا سأفتح
روان:لا
فركضت روان لتفتح ضاحكة تعاند جنة التي تنادي من المطبخ فوجدتها والدتها لتتسع عيونها فجأة ويتعلثم لسانها بالكاد نطقت الكلمة لتقول:ماما
نظرت إليها والدتها بشرر وعيون متقدة وقالت:نعم أمك أمكم التي بعتموها لأجل امرأة أخرى أمكم التي تركتم البيت ثلاثتكم ولم تهتموا لمشاعرها وأدرتم ظهوركم ومضيتم وياليتكم ذهبتم لأي مكان عدى هذا لقد أثبتم لي حقا أنكم تفضلونها علي وأنني بلا قيمة
سكتت روان قليلا لم تجد بما تجيب ثم ركضت الفتاة لتقف خلف خديجة تحتمي بها
تحدثت ناهد بغضب موجهة حديثها لخديجة: تحتمين من أمك خلف امرأة غريبة، هذه نتيجة تركي لك تسعين خلف سليم بحريتك حتي سحرتك بالسحر الذي سحرت أخاك به.
روان: لا داعي لهذا الكلام الآن فالخالة خديجة لم تخطئ بشئ أبدا
ناهد وهي ترمق خديجة بخبث: هذه هي الخدعة التي تخدعكم بها وخدعت أخاك بها من قبل ولكنني افهمك جيدا يا خديجة.
ابعدت خديجة روان قليلا واومأت لها مع ابتسامة خفيفة ثم ناظرت ناهد وتحدثت بعد أن زفرت بحنق: لن اتحدث علي اقتحامك البيت بهذه الطريقة ولا عن مهاجمتي في كلامك ولكن لهذا البيت آداب يا سيدة ناهد
ناهد بهوجاء: أ تقللين من أدبي أيضا!
خديجة: أستغفر الله ما كنت يوما شخصا هكذا ولن اكون، انت لك احترامك اكراما لسليم ولإخوته فأنت والدتهم أي أنك ضيف غالي ولكن كما لك واجب عندي فلي حق عليك أن تحترمي المكان الذي تقفين فيه
ناهد بغيظ مكتوم بعض الشئ: طوال حياتي ألوم نفسي واعاتب حالي بأنني أهمل اولادي ولكن الآن أدركت السبب الحقيقي وهو أنت..
قاطعتها خديجة: تعلقين أخطائك علي شماعتي، انت مخطئة يا ناهد فلم أكن يوما اسعي وراء هدف أن احتل مكانك بقلب أولادك او الكيد لك، بل انا لا اعرفك حتي أعاديكي وان فكرتي ستجدي اننا لم نتقابل سوا حين أخذتي سليم من الملجأ وبعدها مرة او مرتين، لقد أحببت سليم وكأنه ابني قبل أن أعرف أن له أما وعائلة ففي البداية ظننته يتيما لا احد له حتي تفاجئت بوجودك وانك تخليت عنه، لا تلوميني بذنبك فأنت المخطئة يا ناهد
تحدثت ناهد بما كان بمثابة الضربة القاضية لخديجة: لا والله الصدق والصورة الصحيحة الحقيقية هي انك استغليتي الخلاف بيني وبين إبني منذ صغره والآن تريدين سرقة بقية أولادي لتشعبين عقمك الجشع!!

كادت جنة ان تتحدث بغضب وترد عليها ما قالته ولكن اوقفتها خديجة بيدها لتمنعها وحاولت هي ان تنطق ولكن لم تستطع فلقد كانت هذه الكلمة بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير فلقد قلبت علي خديجة أضغاث سنوات مريرة وعاد امام عينيها شريط معاناة زوجها بسبب هذه المشكلة، لقد ألقت ناهد الكلمة ولم تلقي لها بالا وما أكثر الكلمات التي تقال فتثقل القلب وتكسر الكاهل، اذردت خديجة ريقها وحاولت ألا تبدي حزنها مما قيل وألقي بوجهها ولكن لم تستطع فليست مجرد كلمة قيلت بل معاناة سنوات مكلومة أعادت نفسها من جديد متخفية في قناع كلمة.

"سبحان من خلق العقيم واليتيم حتي يتألفا ويكملا بعضهما البعض"

صدح صوت سليم جهورا غاضبا يقف عند الباب وقد سمع كل الحوار فتقدم نحو والدته ومال عليها وأعاد الجملة من بين أسنانه بغيظ: سبحان من خلق العقيم واليتيم حتي يتألفا ويكملا بعضهما البعض، هذه الجملة كانت أول ما سمعته من الشيخ حسن رحمة الله عليه، الشيخ حسن وزوجته خديجة هما مثالا للأبوة والأمومة القويمة التي لا اعوجاج فيها، ان هذه المرأة التي تلقينها بكلمات باطلة فإنما هي الأمومة في حد ذاتها، تلك الكلمة التي ربما لا تعرفينها فلم اعهدها منك يوما
تلومينها علي اخطائك وتجرحينها دون وجه حق وتظنين أنه لا يوجد من يقف بوجهك!
ونظر لخديجة واكمل: صحيح الشيخ حسن لم يعد موجودا ولكنه خلف من بعده ولدا ربما ليس من صلبه ولكنه شرب من فرط روحه الكثير وتشبع من حنانه وكرمه وعطفه ما يهيئه للوقوف أمامك ورد غيبة زوجته، لقد تخطيت الحدود اليوم يا سيدة ناهد، طوال السنوات الفارطة وأنا لا أبالي في حقي أبدا ولكن عند حق أمي خديجة فلا ابصر غاليا ولا عزيزا لأنها هي الأغلى و هي الأعز ♥️

شعرت خديجة ان غضب سليم يتفاقم فحاولت أن تتدارك الوضع فلامست كتفه بيدها ليناظرها بحزن ولكنها اومأت له تستعطفه ففهم انها لا تريده أن يزيد في غضبه علي أمه فاستجاب لها وهدأ علي الفور، ولكن تلك اللحظة التي مرت امام ناهد لم تروق لها وهي تراه لأول مرة في حياتها يستجيب لأحد، فحملت غيظها وخرجت تتآكل بنيران الندم والغيرة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي