الفصل الاول

في صباح يوم من ايام كان بطلنا فهد قد استيقظ من نومه كعادته و نظر الي تلك الملاك التي كانت نائمة بجواره و قبل رأسها و توجه الي المرحاض اخذ الحمام الخاص به و اعد الفطار لمعشوقته كم هو جميل حقا ان تقع في الحب كما يقولون و لكن الأجمل و الاجمل ان تجد من تحبه يعشقك و يبادلك نفس ذات الشعور بعد انتهاء فهد من اعداد الفطار توجه الي غرفته الخاصة التي تنام بها حبيبته و بدء في التغزل بها كعادته كل يوم كما هي اعتادت ايضا
فهد : صباح الفل علي احلي و أجمل عيون في الكون كله
زينه بحب : صباح الورد هتفضل تدلعني كده كتير
فهد بحب : انتي مضايقة و لا ايه
زينه بحب و دلع فطري بعض الشئ : انا اضايق من روحي ده انت روحي يا فهد
فهد : طيب يلا قومي جهزت ليكي الفطار يا حبيبتي علشان نازل ورايا شغل مهم في الشركة
زينة بحب : يعني تعبت نفسك و عملت فطار علي فكرة انا مش تعبانة للدرجة اقدر اقوم و اعمل الاكل عادي ده دور برد اكيد مكتوم في عظمي مش حاجة صعبه يعني
فهد و هو يقبل رأسها بكل حب : عارف يا حبيبتي بس برضو هنروح نكشف و نطمن ما حدش عارف ايه ممكن يحصل دور برد النهاردة ممكن يكون حاجة كبيرة و احنا مش عارفين
زينة بسخرية من كلام فهد : يعني يا حبيبي هيكون في ايه ما علينا المهم انت مش هتاكل معايا و لا ايه يا فهد
فهد بحزن : معلش و الله يا حبيبتي لازم انزل متأخر جدا و انتي عارفة في صفقة جديدة شغال عليها بقالي فترة و ما صدقت ان الناس هتيجي النهاردة و امضي معاهم العقد ادعيلي انتي بس بالتساهيل

زينه و هي تنظر اليه بحب : و الله يا فهودي انا بدعيلك من كل قلبي ربنا يوفقك يا حبيبي و يراضي قلبك زي ما انت رضيت قلبي
فهد و هو يقبل رأسها و يدها بحب : طيب انا همشي بقي ربنا يخليكي ليا يا روحي مع السلامة
زينة بحب : سلام يا حبيبي
غادر فهد منزله و توجه الي الشركة الخاصة به و ترك زينه في المنزل نهضت زينه و اكلت طعامها و توضئت و صلت فرائضها و توجهت الي المطبخ لجمع ما به من اطباق فتفاجأت برنين هاتفها ليعلن عن اتصال من والدتها فاجأبت بسرعة بحب
زينه بحب : ازيك يا ماما عامله ايه يا حبيبتي
والدة زينه : الحمد الله يا حبيبتي بخير طمنيني عليكي و علي فهد جوزك عامل ايه
زينه : الحمد الله يا ماما كويس و بيسلم عليكي كمان
والدة زينه : كويس معاكي يا بنتي عرفيني زينة : أيوة يا ماما فهد كويس اوي و بيحبني كمان
والدة زينه بحزن : الحب لوحده مش كفايه و مش كل حاجة في الدنيا يا بنتي في حاجات تاني اهم و هي التمشي العيشة
زينة بعدم فهم : يعني ايه يا ماما قصدك أيه يعني ايه معني كلامك ان الحب مش كل حاجة
والدة زينة بغضب : يعني يا بنتي فهد ابن حلال و بيحبك اه و صحيح ما طلعتش منه العيبة حتي و لا زعلك و لا ضايقك في يوم و جيتي شاكيتي منه بس برضو ده راجل و مش هيفضل ساكت كتير علي حوار الحمل ده
زينة بدموع : تاني يا ماما تاني الكلام ده يعني انتي قصدك بكل كلامك ده توجعيني و تفكريني تاني بموضوع الخلفه ده مع انك عارفة انه قد ايه بيوجعني و بيتعبني انتي ليه مش قادرة تصدقي و تقتنعي اننا عادي ممكن نكون عايشين حياتنا دي عادي و بنحب بعض ربنا ما بيديش كل حاجة انا ربنا ادانا ال أربعة و عشرين قراط بتوعي رضا في حب جوزي ليا ربنا اداني ال أربعة و عشرين قراط بتوعي في رزقي و رزق جوزي الحلال و اديكي شايفة فلوس فهد الحمد لله ربنا مبارك فيها ازاي
والدة زينه بغضب و صوت مرتفع : انتي مجنونة يا بت انا امك اكتر واحده بتحبك اكتر واحده يهمها مصلحتك اكتر واحده تتمني تشوفك مبسوطة و سعيدة في حياتك بس انتي مش فاهمة ان النعمة البتقولي عليها نعمة دي و بتحمدي ربنا عليها ممكن تكون نقمة و انتي مش عارفة ممكن تكون سبب في نقمتك و انتي مش واخده بالك
زينة بعدم فهم : مش فاهمة نعمة ايه دي الهتكون ليا نقمة مش نعمة بلاش تتكلمي بالالغاز دي يا ماما و عرفيني قصدك ايه بالظبط بلاش الكلام ده و اتكلمي علي طول و بشكل صريح
والدة زينة بصراحة مطلقة : بصي من غير لف و لا دوران كده يا ضنايا ممكن جوزك ده يتجوز عليكي بفلوسه الانتي فرحانه بيها دي و انتي و لا حاسه قاعده في بيتك بتمدحي في حبه ليكي و في اخلاصه
زينة ببكاء : ماما بصي انتي عاوزة ايه دلوقتي
والدة زينه : عاوزة اشوفك فرحانه يا بنتي و مرتاحة
زينه بسخرية : و انتي كده شوفتيني مرتاحة انتي خلتيني مولعة انا حاسه اني هموت من الحسرة بعد كلامك ده انتي متخيله ان فهد يطلع متجوز عليا بجد انا استحاله أصدق استحاله ده حب عمري و جوزي و ابويا و كل حاجة ازاي اقبل بفكرة ان ممكن واحده تيجي و تشاركني فيه انا استحاله اقبل بكده يا ماما
و الدة زينة بحزن علي حال ابنتها الذي يوجع القلب : اهدي يا بنتي مين قال انك تقبلي بحاجة زي كده كل الانا عاوزة اقوله نشوف حلول تانيه
زينة بدموع و بكاء هستيري : ماما مش عاوزة اتكلم دلوقتي معلش مش قادرة اتكلم دلوقتي بالله عليكي
والدة زينه : يا بنتي طيب اسمعيني بس
زينه وهي تغلق الهاتف : معلش يا ماما ما فيش اي كلام ما بينا يتقال تاني و انتي قولتي اليكفيني و زيادة مت كسرة و حسرة علي حالي مع السلامة يا مام

أغلقت زينه الهاتف و ظلت تبكي بحرقة و هي تتذكر فترة الخطوبة الخاصة بها مع فهد و كم كانت ايامهم وقتها سعيدة خالية من المشاكل و كانت تفتقر لها عادت بذاكرتها الي الوراء حيث ايام الخطوبة

عودة الي الوراء

حيث كانت تجلس زينة بجوار فهد في منزلها و تتحدث اليه بكل حب و فرحة و لهفة و هم يتحدثون عن مستقبلهم

زينة : عارف يا فهودي انا مش عاوزة اخلف غير ولاد بس و يكونوا كلهم شبهك انت كده و واخدين نفس حنيتك
فهد بتفكير : اممم و الله الموضوع محير جدا يا روحي
زينة باستغراب من كلامه : موضوع ايه المحير يا فهد انا مش فهماك
فهد : يعني حوار الخلفة ده
زينة : ليه يعني ايه اليحير فيه
فهد : اصل بصراحة كده يا روحي انا لو قولت ليكي نخلف ولاد انا مش هوافق اصلي مش هقبل باي راجل غريب يقاسمني فيكي
زينة باستغراب : راجل غريب يقاسمك فيها بس ده مش غريب ده هيكون ابننا يا فهد
فهد بنرفزة : لا يا زينة الامر منتهي ابني و لا مش ابني مش هقبل بخلفة الاولاد دي
زينة : طيب لو سايرتك يا سيدي و مشيت ورا كلامك مع اني مش مقتنعة بيه خالص مالها بقي خلفة البنات
فهد : اصل انا برضو لو جبت بنت نفسي تطلع شبهك و هحبها اوي و هتبقي روحي كمان بس المشكله لما تكبر و تيجي تقولي عاوزة اتجوز انا هتقبل الموضوع ده في الوقت ده ازاي
زينة رفعت حاجبها باستنكار و فضلت تضحك مرة واحده : يا نهاري ايه التفكير ده يا فهد ربنا يعينك علي المهلبية الفي دماغك
فهد بضحك : طيب اعمل ايه و الله بحبك و بموت فيكي كمان

عودة للواقع

فاقت زينة من ذكريتها و جففت دموعها و هي تنوي فعل شئ ما في مخها و هو ما لا يبشر بالخير أبدا اما في الناحية الاخري و بالتحديد في شركة فهد السيوفي كان فهد يتابع عمله بانتباه و مصوب كل تركيزه علي الورق الذي امامه فقاطع تركيزه صوت دخول احد الي مكتبه و هي ألفت هانم والدته

ألفت : قولت اجي انا اسال بدل ما انت مش بتسأل فيا و لا معبرني حتي يا فهد
فهد و هو يقف و يتقدم نحوها و يقبل يدها بحب : اهلا اهلا نورتي الشركة كلها يا ماما
ألفت هانم : منورة بيك يا حبيبي طمني اخبارك ايه
فهد : بخير الحمد الله يا ماما ما سالتيش يعني عن زينه
ألفت هانم بغضب تحاول تخفيه : اااه عامله ايه الهانم بتاعتك
فهد بحزن : برضو يا ماما عموما انا مش هتكلم و لا اتناقش معاكي تاني في موضوع زينه ده علشان بقاله كتير اوي و انتي مش راضية تتقبلي الامر الواقع و انها بقيت مراتي و حب عمري كمان
ألفت هانم بغضب : اسكت مش قادرة اسمع الكلام ده منك مش قادرة اسمع التعاريف دي
فهد بغضب : دي مش تخاريف دي مراتي و شايله اسمي
والدة فهد : دي حتي ما قدرتش تجبلك حته عيل يشيل اسمك يا فهد انت عاوز اسم السيوفي ينقطع من الدنيا مش لو كنت سمعت كلامي كنت سمعت كلام امك و اتجوزت تقي بنت خالتك كنت زمانك دلوقتي مخلف و عايش حياة سعيدة
فهد بغضب : و انتي مين بقي القالك اني مش عايش حياة سعيدة مع مراتي انا بحب زينه و هي كل دنيتي و موضوع الخلفة ده ربنا مش رايد انه يحصل يبقي خلاص و احنا جربنا قبل كده العمليات و فشلت يبقي خلاص ربنا مش عاوز ان يكون ليا طفل
ألفت هانم : ربنا مش رايد انه يكون ليك طفل منها لكن ممكن عادي يكون ليك طفل من غيرها
فهد بعصبية : ماما انا مش عاوز اخسرك انتي امي و هي مراتي و انا بحبها و يا ريت لو بتحبيني ما تفتحيش الموضوع ده تاني زينه انا استحاله اسيبها او استحاله افكر في واحده غيرها و انا راضي
ألفت هانم بضحكة سخرية من كلام ابنها فهد : بقالك سنتين بتقول نفس الكلام المهم انا همشي بكرة اختك جايه هي و جوزها و عيالها معزومين عندي ابقي هات مراتك و تعالي
فهد : حاضر يا امي بس بشرط
ألفت باستغراب : شرط ايه ده كمان انت بتتشرط دلوقتي علشان تيجي عندي
فهد : مش قصدي يا ماما بس منت عاوز اقولك ان لو كرامت مراتي هتتصان هاجي يعني لو عاوزاني فعلا اجي يبقي بلاش تجرحيها باي كلمه ممكن
ألفت بغضب حاولت اخافائه : موافقة بس ما تتأخرش سلام
غادرت ألفت هانم و ظل فهد يتابع عمله في المكتب و هو يفكر في حديث والدته الذي عكر صفوه فهو يعلم بداخله ان الله رحيم لعباده و مقسم الأرزاق يعلم أن عوضه في هذه الحياة هو حبه لزينة رفيقة دربه استغفر الله و ترك هذه الأفكار من مخيلته و عاود العمل من جديد حتي حل المساء و ذهب إلي المنزل ليتفاجأ بشنط سفر و زينه ترتدي ملابس خروج و كأنها ذاهبه الي مكان ما نظر اليها فهد باستغراب و اقترب منها اكثر

فهد بعدم فهم : ايه الشنط دي يا زينه و لابسه ليه احنا مسافرين و لا ايه
زينه بالم : مش بالظبط
فهد : اومال ايه فهميني قصدك ايه
زينه بدموع : انا الهسافر يا فهد
فهد باستغراب : ايه هتسافري فين
زينه بدموع : اي حته المهم طلقني
نزلت الكلمه كالصاعقة علي اذن فهد فقال
فهد : انتي عاوزة تتطلقي مني يا زينه عاوزة تطلقي من فهد حبيبك

زينة بعد هذه الكلمه الاخيره ظلت تبكي بحرقة فجذبها فهد بحب الي صدره و احتضنها و ربت علي كتفها و قال بحب و صوت حنون و كأنه يود ان ينزع جميع الألم الذي في صدرها و يلقيها بعيدا

فهد : بس يا زينة بس يا حبيبتي اهدي و بطلي عياط دموعك دي غاليه اوي اوي عندي يا حبيبتي انتي روحي يا زينة بطلي تعيطي كده و فهميني ايه الحصل
زينة بدموع و صوت متقطع : حاسة اني ناقصة يا فهد حاسه اني حرماك من حقك انا لازم ابعد عنك علشان حياتك تتغير للأحسن انا لازم ابعد
اخرجها فهد من حضنه و امسك وجهها بيده و نظر الي عيونها مباشرة و قال بحب

فهد : مين الفهمك كده مين القال ليكي انك ناقصة مين الفهمك انك كده انتي ست البنات كلهم يا زينة و مش ناقصة بالعكس انتي كامله ما حدش يقدر يقول عليكي حرف
زينة ببكاء هستيري : احنا لازم نطلق يا فهد فهد بغضب : طلاق مش هطلق عاوزة تتطلقي ليه عاوزة تسبيني ليه
زينة بتحدي : هطلق و حتي لو انت مش هطلقني انا هتصرف و هرفع عليك قضية خلع
فهد بغضب : انتي اتجننتي خلاص للدرجة دي مش عاوزاني طيب انا هنفذ ليكي الانتي عاوزاه بس اسمع اسبابك يا حب عمري

شعرت زينه بوغزة في قلبها بسبب كلمته الاخيره ثم نظرت في عيونه و عيونها مليئة بالدموع و الكسرة و أشارت الي نفسها و قالت بصوت مرتفع و لكنه ضعيف

زينة : علشان انا مش هعرف اخليك سعيد انا مش هعرف أحقق حلمك و اجيب ليك الطفل النفسك فيه
فهد بغضب : و مين قال ليكي ان الطفل هو حلم عمري
زينة ببكاء : اومال ايه حلمك
فهد بغضب و هو يجذبها من ذراعه لترطتم في صدره العريض : انتي حلمي انتي حلمي التحقق يا زينه انا بعشق
شددت زينه من احتضانه و ظلت تبكي بحرقة
زينه ببكاء : و انا كمان بحبك ... انا بحبك اوي يا فهد ما تسبنيش
فهد اخرجها من حضنه و نظر في عيونها بحب : و انا عمري ما هقدر حتي اني هبعد عنك يا زينه انتي النفس الانا بتنفسه انتي العاوزة تبعدي عني
زينه و هي تحتضن وجهه في يدها : بحبك بس من خوفي عليك يا فهد خايفة واحده تانيه تيجي تشاركني فيك ساعتها بس انا ممكن اموت فيها يا فهد سامعني ممكن اموت فيها
فهد بتسرع : اششش ما تقوليش كده بعد الشر عنك يا اغلي الناس بعد الشر اياكي تقولي كده تاني و بعدين واحده مين دي الهتشاركني فيكي
زينة بحب : انا قولتلك علي المخوفني يا فهد اوعي تعمل كده وقتها هتكسر اوي ما تعملش كده
فهد : هو انا قولتلك قبل كده انك مجنونة يا روحي
زينة و هي تضيق عيونها و تنظر اليه بتركيز : أيوة كتير اوي كمان ليه يا حبيبي
فهد بسخرية : علشان يا حبيبتي من الصبح شغال اقولك انك بالنسبة ليا النفس البتنفسه و بقولك انك روحي و كل حاجة في حياتي بس انتي دماغك شكلها راكبه شمال مش راضية تفهمي
زينة و هي تضربه في كتفه بخفة : اخص عليك
فهد بحب : صحيح يا زوزا يا روحي قوليلي انتي عملتي الاكل و لا انا النهاردة ناوية اقضيها نكد بس
زينة بثقة : عيب عليك يا فهودي عملت مكرونة باشميل هتاكل صوابعك وراها كمان
فهد : طيب و مستنيه ايه يلا بسرعة هاتيلنا ناكل
زينة و هي تصعد بسرعة الي اعلي : هوا بسرعة خمس دقايق بس و الأكل هيكون قدامك روح غير هدومك بسرعة بقي لحد ما احط الاكل

فضل فهد باصص عليها لحد ما اختفت و هو مبتسم ليها لحد ما الابتسامة بتاعته دي اختفت خالص و حس بالم و قال و هو بيحدث نفسه

فهد و هو يحدث نفسه : يااااه يا زينة لو تعرفي انا قلبي موجوع عليكي ازاي و الله لو اقدر لاخبيكي عن كل الناس و اموت اي بيضايقك و لو بنظري واحده بس مش بالكلام
يا حبيبتي
حتي تفاجأ باتصال من رقم مجهول فاجاب
فهد : الو مين معايا
المتصل انا الحب القديم انا المستخبي يا فهد
صدم فهد و لم يجيب حتي تفاجأ بزينة تقف خلفه فسقط الهاتف منه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي