الفصل الثاني

استغربت زينة من تصرف فهد و نظرت البه ثم الي الهاتف الذي سقط علي يديه للتو و قالت : في ايه يا فهد مالك التلفون وقع منك كده ليه
تلعثم فهد و هو يهبط لأخذ الهاتف و قال بتوتر شديد و هو يغلق الهاتف في وجه المتصل حتي لا تراه زينة و تشك بالأمر و لكنه لا يعلم انها بالفعل شكت بالأمر

فهد : هاا لا ابدا يا حبيبتي ده رقم غلط قوليلي بقي انتي رجعتي تاني ليه في حاجة
زينة اتاكدت انه بيكذب عليها بس سكتت و ما اتكلمتش و بصت علي تليفونها و قالت : لا ابدا كنت جايه اخد موبيلي يا فهد

في منزل والدة زينة
كانت تجلس والدة زينة برفقة زوجة ابنها الاكبر منعم و تدعي سناء يتجاذبون معا أطراف الأحاديث فلقد كانت سناء قريبة من حماتها والدة زوجها منعم علي نقيض باقي الحموات اللاتي نراهم في حياتنا اليومية كل يوم و في كل منزل من منازلنا فكانت علاقة سناء بحياته طيبة حسنة

سناء : مالك يا ماما شكلك متغير و زعلانة كده من الصبح في ايه
-
والدة زينة : اقول ليكي ايه يا بنتي بس و لا احكي ايه
سناء بخوف : يا لهوي للدرجة دي يا ماما لا اكيد في حاجة معاكي قوليلي بس مش انتي بتعتبريني زي بنتك برضو و لا ايه
والدة زينة بتسرع : لا و الله يا بنتي ده ربنا عالم معزتك من معزة منعم ابني زوجك و بنتي هند و زينة ربنا عالم و الله
سناء : يبقي بدل ما انتي بتقولي كده يبقي احكي و انا سمعاكي اهو
والدة زينة : زينة يا سناء يا بنتي زينة
سناء بخوف : مالها زينة يا ماما بعد الشر
والدة زينة بحزن : حزينة علي حالها حزينة يا بنتي نفسي اشوف ليها حته عيل بيجري قدامي تفسي اشوفها مرتاحة مع جوزها في حياتها
سناء : يا ماما انتي عارفة انها بتحب فهد جوزها اوي و هو كمان بيتمني ليها الرضي ترضي و حياتها مستقرة الي حد ما يبقي بلاش تزعليها انتي عارفة موضوع الخلفة ده بيضايقها يا ماما يبقي احنا نعمل العلينا من ناحيتها و ما نزعلهاش و لا نوجعها بكلامنا با ماما
والدة زينة بحزن شديد واضح علي ملامحها : يعني انا يا بنتي بيبقي قصدي اضايقها ما انتي عارفة ما فيش حاجة في الدنيا دي تهمني غير راحتها انتي عارفة زينة بالنسبة ليا ايه دي الغاليه دي ما شافتش حنان ابوها حتي من يوم ما اتولدت يا حبه عيني الايام الحلوي الشافتها بتتعد علي الايد و ما صدقت ان فهد ظهر في حياتها و قولت ابن الحلال الهيريحها و يبسطها و كمان الزاد انها بتحبه و هو كمان بيعشق التراب ال هي بتمشي عليه و فلوسه الحمد الله يعني حاله ميسور و عيله كويسة ظهر حوار الخلفة ده و كسرها و خاصة قدام حماتها العقربة دي
سناء بضيق : يا لهوي يا ماما دي حماتها دي يعني من غير زعل ست لا تطاق مناخيرها ديما لفوق غير بنتها و فهد ابنها ده خالص يعني دي الحقيقة
والدة زينة : و ليه يا بنتي هزعل دي الحقيقة و الصراحة كمان انا لولا اني عارفة ان الواد فهد ده شاري بنتي و الله ما كنت هخليه يتجوز بنتي و لا ادخله في بيتي دي أمه دي يا لهوي مش عارفة ابو فهد كان مستحملها ازاي
سناء بضحكة عاليه : ما اكيد مات منها قصفت عمره ست لا تطاق بجد
دخل منعم في هذه اللحظة و هو غاضب
منعم بغضب و صوت مرتفع : ايه الصوت العالي ده يا ست سناء صوتك جايب اخر الدنيا ايه قاعدين في كباريه هنا و لا علشان انا مش قاعد يعني تعملوا الانتوا عاوزينه يعني
سناء بدموع من طريقة منعم القوية و العنيفة معها : انا يا منعم و الله ابدا انا اول مرة صوتي يعلي و انت برا البيت ده حتي اقول ليك اسال ماما اهيه
والدة زينة : ابدا و الله يا ابني كلامها صح انا و هي قاعدين بنتكلم فقولت حاجة ليها ضحكتها ما اجرمتش يعني يا حبيبي
منعم بغضب : لا اجرمت عارفة ليه يا ماما علشان ما قدرتش الراجل الهي شايلة اسمه يا امي و صوتها بيعلي في عدم وجودي في البيت الله و اعلم ايه تاني البيحصل كمان
سناء بكت بحرقة و اتحدثت بغضب شديد : لا يا منعم لحد هنا و انا ما اسمحش ليك انا ما عملتش اي حاجة لكل ده و لا الموضوع يستاهل الخناق و الزعيق ده عن اذنك يا ماما انا طالعة شقتي

تركت سناء منعم و والدته و صعدت الي شقتها و الدموع في عيونها و حملت ابنها ذو السنة النائم علي الفراش و ظلت تبكي و هي تتذكر الموقف السخيف التي وضعت به في الأسفل و كسوفها امام والدة منعم و طريقة منعم العنيفه معها اما في الأسفل جلس منعم بجوار والدته و الغضب يخرج من عيونه خروج

والدة زينة بنظرة لوم الي ابنها و غضب : اخص عليك يا منعم ايه يعني الحصل لكل ده علشان تزعق للبنت بالطريقة دي ها رد عليا
منعم بغضب : يعني انتي يا ماما مش شيفاها غلطانه ازاي لا و كمان بتقاوح معايا و شايفة نفسها انها مش غلطانه خالص
والدة زينة : يا ولد برضو علي امك الكلام ده اكيد في حاجة تانيه مزعلاك قولي بس في ايه
منعم بغضب و كسرة : عاوزة الصراحة يا امي
والدة زينة : اتكلم اتكلم يا روح امك انا سمعاك
منعم : الحياة بقيت صعبة اوي يا ماما من اول ما محمد ابني جيه الدنيا و الحمل زاد اوي عليا ما بقيتش عارف اعمل ايه لدرجة اني فكرت استغفر الله العظيم اني ما كنتش خلفت
والدة زينة بغضب : اخرس بعد الشر يا ابني ربنا يخليه ليك انت بتقول ايه بس
منعم بكسرة : امي بصراحة انا بقيت بظلم سناء معايا
والدى زينة بخوف : قصدك ايه يا ابني .. منعم اوعي يكون الفي بالي صح
منعم بحزن : و ايه الفي بالك يا امي
والدة زينة بغضب : انك بتفكر تسيب البنت و تطلقها علشان تخلص من الحمل العليك صح
منعم بحزن : و الله فكرة في كده بس البنت غلبانة يا ماما و ما لهاش حد و يتيمة الام و الاب و اخاف اسيبها لمرات عمها تاني تبهدلها زي ما كنت بتعمل فيها قبل الجواز بس مش عارف اعمل ايه التاكسي مش جايب همه و الجاي علي قد الرايح

والدة زينة و هي تربت علي كتفه بحنان : هتتحل يا حبيبي صدقني هتتحل ربك ما بنساش عباده و بدل ما الحمد الله الصحة موجودة الإنسان هيحتاج ايه تاني و الفلوس دي مجرد ورق و ان شاء الله ربنا هيحلها و اوعي يا ابني تفكر في موضوع الطلاق ده اوعي و الاهم من ده قوم دلوقتي و صالح مراتك دي ما لهاش غيرك و حابي عليها يا ابني دي ام ابنك
منعم و هو يقبل يد والدته بحنان : حاضر يا ماما هعمل كده بس و رحمة ابويا ادعيلي انا بجد الدنيا ملطشة معايا جامد الايام دي
والدة زينة بحب : داعيه ليك يا ضنايا في كل وقت و في كل ساعة ربنا ييسر ليك امورك و يصلح ليك حالك قادر يا كريم و يوسع رزقك يا منعم يا ابن بطني يا رب
منعم : الله ايوة هي الدعوات دي انا المحتاجها بجد
والدة منعم : المهم : قوم دلوقتي صالح مراتك ما تخليهاش تنام و هي زعلانة منك يا ابني دي بترضع و الزعل وحش علشانها
منعم بحب : حاضر يا ماما هروح انا عاوزة اي حاجة مني
والدة زينة : عاوزاك ديما طيب و سالم يا ابني ربنا يراضيك زي ما انتي ما مرضيني كده

ترك منعم والدته و صعد الي اعلي عند شقته و فتحها و دخل و توجه الي غرفته وجد سناء علي حالها ممسكة بصغيرها و تبكي بحرقة و ما إن رأته وضعت صغيرها محمد علي الفراش فهو نائم و خرجت من الغرفة و لم ترد علي ندائات منعم لها

منعم : سناء يا سونسن ايه مش سمعاني معقوله
سناء بدموع و هي تقف في المطبخ الخاص بشقتها تحدثت بسخرية قائلة : سونسن : دلوقتي انا بقيت سونسن يعني و تحت اتهزق و يتمسح بكرامتي الارض قدام طنت
منعم بشعور بالأسف : انا كل كلمة قولتها تحت دي كانت بدافع الغيرة عليكي علشان بحبك يا سناء يا حبيبتي و انتي عارفة و انا حسيت اني ذوتها شوية حقك عليا بجد مش هزعلك مني تاني ... ها ساكته ليه هفضل اكلم نفسي كده كتير
سناء دموع فقط : لا رد
منعم : طيب يا سناء انا هنزل اقعد علي القهوة شوية تكوني بقيتي احسن او علي الاقل صفيتي ليا شوية علشان تتقبل كلامي اقله يعني
هم منعم بالمغادرة و لكن اوقفه صوت سناء الحنون من خلفه الذي قالت
سناء : استني يا منعم انت اتغدت اكلت يعني
منعم ابتسم بحب ازاي يكون هو مزعلها و في نفس الوقت مهتمة بيه اكل و لا لا قال بحب : لا و مش هاكل
سناء باستغراب : ليه مش هتاكل و ان بتقول انك ما اتغدتش يعني ما حطتش اي لقمه في بوقك من اول ما فطرنا انا و انت من الصبح بدري قبل ما تنزل الشغل

منعم بتمثيل : مش هقدر اكل و مراتي حبيبتي ما اكلتش و ثانيا هي زعلانة مني فمش هقدر احط اي لقمة في بوقي و ان شاء الله اموت من الجوع حتي

سناء بتسرع : بعد الشر عنك إياك تقول كده تاني يا منعم انت سامع ده اقولكم من افواهكم حتي و انا مش هستحمل اشوف فيك اي حاجة وحشه يا منعم

منعم بحب و هو يقبل يدها : حقك عليا يا ست الستات كلهم يا اصيله يا جدعة

سناء بكسوف جذبت ذراعها منه بتوتر و قالت : طيب ادخل اسخن المسقعة ليك علشان تاكل

منعم بغمزة : اموت فيكي و انت بتتكسف يا جميل لسه بتتكسفي مني يا روح قلبي

سناء بتوتر و هي تتجه الي المطبخ : هروح اعمل الاكل
ابتسم منعم و هو ينظر الي اثر سناء التي غادرت للتو لتعد الطعام و قال و هو يحدث نفسه : يا رب انت عارف انه مش بأيدي بس الظروف هي الضاغطة عليا بالطريقة دي حلها من عندك يا رب

اما علي الناحية الاخري و بالتحديد في منزل فهد كان نائم علي الفراش و بجانبه زينة و لكن كلا منهم يدعي النوم حتي قاطع هذا الصمت رسالة علي هاتف فهد فامسك هاتفه وجدها من نفس الرقم الذي تحدث معه علي الهاتف قبل قليل و مان نص الرسالة صادم حيث كان " فهد انا مش هضطر اسك كتير و لازم نتقابل و نتفاهم علشان انا بصراحة زهقت انا مش هسمح انك في يوم و ليلية تبعني بالطريقة دي لا فوق كده و اعرف انا مين شكلك نسيت اني اقدر ادمر حياتك في ثانية واحده نفذ كلامي و قبلني و الا هروح لحرمك المصون و هي بقي تتصرف سلام يا فهودي "

قراء فهد الرسالة و شعر بالغضب الشديد و لكنه اغلق الهاتف حين وجد زينة تتحرك و تنظر اليه و قالت

زينة بترقب : مالك يا فهد في ايه صاحي ليه لحد دلوقتي

فهد بتوتر : ابدا يا روحي كنت بشوف حاجة في التلفون و هرجع انام تاني اهو

زينة : غريبة بس انا سمعت صوت رسالة علي تلفونك

فهد بتوتر : أيوة فعلا .. اااه الشغل رسالة جات ليا من الشغل المهم يلا ننام علشان عزومة بكرة تصبحي علي خير يا روحي

نظرت اليه زينة طويلا و اخيرا أجابت و بداخلها تتأكد و تعلم علم اليقين ان فهد يخفي عنها شئ ما فتصرفاته غير طبيعيه و هو غير معتاد ان يفعل اي شئ مما يفعله الان

و في اليوم التالي في منزل فريدة هانم والده فهد كانت تجلس علي راس منضدة الطعام و الكرسي الذي علي يمينها ابنتها و بجوراها زوجها و أطفالها اما علي يسارها كان الكرسي فارغ لان هذا المكان المخصص لفهد أبنها و بجواره كانت تجلس ندين ابنت خالت فهد و بعد دقائق وصل فهد إلي منزل والدته و تفاجأ بوجود نادين جلس في مكانه و جلست بجواره زينة و كلا منهم ظهرت عليه علامات الغضب و بعد تناول الطعام توجه فهد إلي النافذة ليجري مكالمه مهمه بخصوص عمله و بعظ إنهاء المكالمه هم بالخروج من البلكونه و لكن تفاجأ بندين تقترب منه و تقول

ندين : و الله و زمان يا فهد
فهد بغضب : انتي عاوزة ايه
ندين : عاوزة اقولك انك ابو ابني الحقيقي يا فهد و انت لازم تعترف بيه
فهد بصدمة و عدم تصديق مما يسمع من نادين : ايه انتي بتقولي ايه ابني ؟؟؟؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي