الفصل الثالث

نادين : أيوة ابنك يا فهد و انت لازم تعترف بيه
جذبها فهد من ذراعها و تحدث بغضب قائلا

فهد : اقسم بالله لو ما اتعدلتي لكون دافنك يا نادين

نادين بدموع : ايه يا فهد بقول الصراحة بقولك ان ده ابنك

فهد : ابني ازاي ردي عليا انتي عاوزة تدمري حياتي

نادين بسخرية : ايه خايف اوي علي ست الحسن و الجمال السندريلا بتاعتك

فهد : حسك عينك اسمع منك الكلام ده
قاطع حديثهم دخول زينة فابتعد فهد عن نادين

زينة بحزن تحاول اخفائه : فهد

نظر اليها فهد و كأن عقارب الدنيا لقد توقفت من حوله فهو لا يعلم اذا كانت زينة قد سمعت ذلك الكلام الفارغ الذي تقوله نادين له ام انها لم تسمع شئ ظهر عليه علامات التوتر و الخوف

فهد بتوتر : زينة حبيتي نعم يا روحي

زينة : عاوزاك برا

فهد : من عيني حاضر

خرج فهد مع زينة تحت أنظار نادين التي كانت تستشيط غيظا الي الخارج و تركوها بنفسها نظرت زينة الي فهد و كأنها ترجو منه أن يفسر لها ما يحدث الان و لما كان يقف مع هذه الحية و لكن فهد لم يفعل ذلك كل ما كان يفعله هو تجاهل نظرات زينة التي كانت تخترقه اختراقا و عندما علمت زينة انه لت يود التحدث ابدا من خلال نظرات عيونه لها قررت الرحيل عن تلك العزيمة التي كانت لا ترغب في حضورها من الأساس

زينة : انا عاوزة امشي

فهد : ليه بس يا حبيبتي ايه الحصل

زينة : اتخنقت يا اخي عادي عاوزة امشي
قاطع حديثهم صوت ألفت هانم والدة فهد

الفت هانم : فهد انت و مراتك زينة هتباتوا النهاردة هنا و أختك و جوزها و عيالها

فهد : و ده ليه ان شاء الله يا ماما

ألفت هانم : علشان انا اتكلمت مع اختك و جوزها احنا مش بنتجمع كل يوم و بعدين بنت خالتك نادين جات و شوية و جوزها و ابنها هيجوا من النادي و نتجمع سوا

فهد : بس يا ماما

ألفت بمقاطعة لفهد : ما فيش بس يا فهد كلامي هيمشي و ده يوم يعني يا فهد بيه مش هيحصل حاجة و لا زينة هي ال ليها رأي تاني

زينة بتوتر : لا يا طنت انا ما ليش اي رأي تاني

ألفت هانم : تمام هسيبكم شوية مع بعض

غادرت ألفت هانم و تركت زينة تقف مع فهد الذي نظر اليها باستغراب فهو يعلم علم اليقين انها كانت لا تود المجئ من الأساس فماذا حدث الان و لما هذا التغير المافجأ قاطع حديثه مع نفسه و قرر ان يخرج من تلك الدوامه التي تدور في عقله و يسأل زينة بنفسه عن سبب تغيرها لرايها


فهد : غريبة يعني انتي موافقة اننا نبات عند ماما النهاردة

زينة : و ايه الغريب فيها يا فهد

فهد : يعني اصل علاقتك مع ماما مش الهي و انا جبتك هنا بعد ما وعدتك ان ما فيش اي حد هيزعلك بكلمة

زينة : عادي حبيت اني اقرب العيله من بعض واضح انكم واحشين بعض اوي لدرجة انكم تقفوا مع بعض في البلكونات بعيد عن الناس

فهد علم انها تلقي بالكلام علي نادين اي تقصد عندما راتهم معا فقال فهد بتوتر

فهد : قصدك ايه

زينة : مش قصدي حاجة
قاطع حديثهم دخول عمر زوج نادين و ابنها حمزة و هو صديق حمزة منذ طفولته و كانوا سرا لبعضهم البعض


عمر : السلام عليكم

ألفت : و عليكم السلام ازيك يا عمر عامل ايه

عمر : الحمد الله يا ألفت هانم

حمزة : ستو ازيك عامله ايه

زينة باستغراب : ستو انت بتقول ل ألفت هانم يا ستو

نادين بثقة : طبعا مش تعتبر جدته و لا ايه يا فهد
نظر فهد اليها ثم الي زينة التي تنظر اليه بترقب شديد و كان قلبه و عقله بين صاعين هل حقا من الممكن أن يكون حمزة ابنه و ليس ابن صديق طفولته و اخيه الذي لم ينجبه والده و الدته ام تكون هذه خدعة و خطة من خطط نادين التي منذ نعومة اظافرها تحب فهد فاق فهد من أفكاره و عاد الي ارض الواقع و قال

فهد بتوتر : أيوة طبعا مش خالت مامته يبقي جدته

عمر : ايه ده فهد هنا ازيك يا صاحبي عامل ايه

فهد : يا عم انت من اول ما اتجوزت بنت خالتي و انت نسيت صاحبك خالص و العشرة و لا بتسأل عني

عمر : و الله يا فهد زي ما انت شايف مشغول في الشركة بتاعت بابا من بعد ما مسكتها و كل يوم اروح اجيب حمزة من النادي و اروح نتغدا و اريح شوية و بعدين انزل تاني

فهد : ربنا يقويك يا حبيبي هو صحيح عمو لسه تعبان

عمر : اه و الله يا فهد تعبان اوي ادعيلوا الدكاترة بيقولوا ان كل يوم حالته بتتاخر و ما فيش اي تقدم ابدا

فهد : طيب ما نسافره برا و نشوفه يا ابني يمكن الدكاترة هنا مش عارفة تشخصه صح
عمر : و الله يا فهد جبت دكاترة من برا مخصوص علشان الحركة ممنوعة عليه و برضو قالوا نفس الكلام مش عارف ايه الحل

فهد : ان شاء الله هيبقي كويس


نادين : عمر احنا كلنا هنبات هنا عند خالتو

عمر : كلنا مين

نادين: يعني روان بنت خالتي و جوزها و أولادها و كمان فهد و مراته فقولت العيله كلها متجمعه فاحنا كمان هنبات

عمر : طيب انا م عنديش اي مانع علي الاقل استعيد ذكريات زمان مع صاحب عمري

ابتسم فهد و نظر الي زينة وجدها شاردة و في المساء صعد فهد إلي غرفته وجد زينة تنظر من النافذة و هي شاردة اقترب منها و احتضنها من الخلف و قال بحب

فهد : حبيبت قلبي سرحانه في ايه

زينة و هي تبتعد عنه : ما فيش تصبح علي خير

فهد باستغراب : تصبح علي خير دلوقتي ده كلهم تحت متجمعين علشان نقعد مع بعض

زينة : معلش تعبانة و عاوزة انام شوية

فهد : لا يا زينة انتي مش تعبانة انتي في حاجة معاكي و انتي مخبية عليا من اول الصبح و انا حاسس انك مش تمام اتكلمي في ايه

زينة : فهد ممكن اسالك سؤال

فهد : موافق بس علي شرط تقولي ليا مالك فيكي ايه

زينة : ماشي بس جاوبني بكل صراحة

فهد : اسألي يا ستي

زينة : انت ليه ما اتجوزتش نادين بنت خالتك
شعر فهد بالتوتر و بعد و قال : ايه السؤال الغريب ده يا زينة

زينة : سؤالي مش غريب بسألك ليه ما اتجوزتش نادين بنت خالتك

فهد : علشان بحبك انتي

زينة : ما هي كانت قدامك قبلي و من قبل ما تعرفني كمان

فهد : ما حتش اني هكون زوج ليها و بعدين ايه لزمته الكلام ده دلوقتي ... هي متجوزة و ليها حياتها و مخلفة كمان و تبقي مرات اعز صاحب ليا كمان و انا متجوز و سعيد في حياتي و مراتي مريحاني يبقي ايه لزمته الكلام الفارغ ده

زينة : يعني متأكد يا فهد ان ما فيش اي حاحة تانيه

فهد بتوتر يحاول اخفائه : أيوة طبعا متأكد و بلاش الكلام ده علشان انا واحد بيحب مراته جدا

زينة بضحكة باهته : طيب يا فهد

فهد بمشاكسة : بقي انا اكون بقولك الكلام الحلو ده و انتي تردي عليا و تقوليلي طيب يا فهد

زينة : اومال عاوزني اقولك ايه

فهد : عاوز حضن و بوسة تعويض علي النكد ده

زينة بنفاذ صبر : خلاص بقي يا فهد هقولك ايه يلا علشان مستنينا تحت

فهد بمشاكسة : بتهربي مني ماشي

هبطوا الي اسفل وجدوا الجميع بالحديقة جالسين علي شكل دائرة جلس فهد و بجواره زينة التي كانت تنظر اليها نادين نظرات حقد و غل فزينة تعلم ان فهد يحبها و لكن نظرات و تصرفات نادين تقلقها تشعرها انه هناك شئ هذا بالإضافة الي تصرفات فهد التي اصبحت أغرب من الغرابه كل هذا كان مسيطرا علي عقل زينة كان علي وشك ان يدفعها الي مرحله الجنون

عمر : بس فهد و زينة جم اهو يبقي نلعب

فهد : هتلعبوا ايه

نادين : صراحة

شعر فهد بتوتر و قال : صراحة و اشمعنا اللعبة دي يعني ما الألعاب كتير

نظرت اليه زينة و قالت : ايه يا فهد عندك أسرار و لا ايه خايف تقولها

فهد بتوتر : لا طبعا يلا نلعب

بدئت روان اخت فهد بلف الزجاجة فوقفت عند نادين و زينة فقالت الاولي : انا هسالك يا زينة الغطا عندي و سؤالي في حب قبل فهد كان

فهد اتعصب و قال : ايه الأسئلة الرخمة دي

نادين بادعاء البرائة : ايه يا فهد دي صراحة و بعدين احنا خلينا الاولاد يلعبوا بعيد علشان ناخد راحتنا في الأسئلة و المش عاوز يجاوب في عقوبات عموما

زينة و هي تنظر الي فهد بحب ثم الي

نادين : انا هجاوبك يا نادين سؤالك كان في حب غير فهد الإجابة لا فهد أول و آخر راجل يدخل حياتي علشان ما فيش اي راجل يقدر يملا عيني غير فهد سيد الرجاله كلهم

نظرت اليها نادين بتوعد و نظر اليها فهد بكل حب و امسك يدها و قبلها بكل حب و قال : بحبك يا احلي حاجة في حياتي

عمر بتصفير : ايوة بقي الحب ولع في الدورا

روان : انا شايفة اننا نقوم و نسيب القاعدة لفهد و زينة بقي يا جماعة
ضحكوا جميعا و لفت الزجاجة مرة اخري لتقف عند نادين و روان

روان : أيوة بقي الغطا عندي و انا ناوية اخد حق مرات اخويا يا نادين معلش انتي بنت خالتي اه بس زينة غلبانة علشان كده هسالك نفس السؤال هو صعب بس جاوبي كان في حب في حياتك قبل عمر جوزك

نظرت نادين الي عمر ثم نظرت الي فهد الذي شعر بالتوتر و قالت : أيوة كان فيه

شعر عمر بالاحراج و نظر اليها و لكنه حاول ان يخفيه فهذا الكلام يمس رجولته و يجرحها و يحط من نظره امام الجميع و هذا ما كانت تقصده و تنوي نادين فعله و الا ما كان غرضها من إجابة سؤال هكذا امام الجميع و كذلك شعرت زينة بالحزن و تأكدت بأن المقصود هو فهد زوجها و حبيبها و بعد كام لفة قال فهد

فهد : كفايه كده يا جماعة و يلا نطلع ننام يومنا طويل بكرة بدل ما انتوا قررتوا اننا نسافر اسكندرية يوم صد رد يلا ننام علشان بكرة نلحق كل واحد يروح بيته يجهز شنطته تصبحوا علي خير

عمر : انا شايف كده برضو يا جماعة يلا تصبحوا علي خير

ألفت هانم : و انتوا من اهله جميعا

في منزل والدة زينة و بالتحديد في شقة منعم الذي كان يجلس شادر في ردهة الشقة و فاق من شروده علي صوت سناء و هي تجلس بجواره و تمسك يده و تقول بحنان

سناء : مالك بس يا حبيبي بتفكر في ايه

منعم بابتسامة باهته : و لا حاجة يا حبيبتي عمر نام

سناء : أيوة يا حبيبي علي فكرة انا عارفة الشاغل بالك ما تقلقش بكرة هتدبر و الله ربك مش بينسي حد

منعم : و نعم بالله يا حبيبتي ما تفكريش انتي و يلا روحي نامي

سناء بحب : هنام بس خد دول

منعم باستغراب : ايه دول

سناء : الشبكة الانت جبتهالي

منعم : أيوة ما انا شايفها بس بتديها ليا ليه

سناء : بص انا عارفة انك مش هتوافق بس انا قولت احاول محاولة و ان شاء الله هتاخدهم بس يا منعم يا حبيبي التاكسي محتاج تصليح علشان يبقي كويس و انا عارفة ان مصاريف عمر و كده تقيله و دي حاجاتك انت الاشتريتها بيعها فك الزنقة و بعدين اشتري ليا غيرها

منعم : لا استحالة اخد شبكتك لا

سناء : اسمع بس مني انت اخويا و ابويا و جوزي و دي حاجتك انا كلي ليك يا منعم
احتضنها منعم و قال بحب : ربنا يخليكي ليا يا اجمل حاجة في حياتي و لا يحرمني منك ابدا يا ست الستات

سناء و هي تقبل يده : و لا يحرمني منك يا احن و احسن راجل في الدنيا كلها

هناك معادن لا تظهر الا في وقت الشدائد و صدق الكلام القديم خذوهم فقراء يغنيكم الله فعند النظر الي سناء هي فقيرة لا تملك اي شئ و لكنها تملك قلب من ذهب قلب نقي و تملك صفة اي سيدة مصرية و هي الوقوف بجانب زوجها وقت الشدائد


في غرفة عمر و نادين

عمر : انتي ازاي تقولي ان كان في حد قبلي في حياتك

نادين ببرود: اكذب يعني

عمر بغضب : معني كلامك ده انك معترفة انه فعلا كان في حد في حياتك

نادين : أيوة يا عمر بس ده كان زمان عادي يعني

عمر بغضب و هو يجذبها من ذراعها : ايه هو ده العادي يا ست هانم ما تاخدي بالك من كلامك

نادين بتألم : ااااه يا عمر دراعي اوعي و بعدين الولد هيصحي وطي صوتك بقولك ده كان زمان و انا دلوقتي مراتك اهو كان شغل عيال

عمر و هو ياخذ مفاتيحة : انا خارج علشان ما تحصلش جريمة هنا

خرج عمر و ظل يلف بسيارته اما في غرفة فهد كان نائم بجوار زينة التي كانت تدعي النوم و بعد ثواني وصلت رساله علي تلفون فهد مضمونها " تعالي انزل قابلني في المطبخ انا تحت عاوزاك في مصيبة حصلت "
قام فهد و نظر الي زينة وجدها نائمة هبط الي اسفل وجد نادين في انتظاره


نادين : كنت متأكده انك هتنزل

فهد بغضب : و بعدين معاكي عاوزة ايه بقي

نادين : انت عارف انا عاوزة ايه

فهد : انتي مجنونة و الله مجنونة و بعدين ازاي تقولي ان في حب في حياتك قبل عمر جوزك انتي مجنونة ده صاحب عمري و انتي بنت خالتي و نظراتك ليا كل ده غلط في غلط

نادين و هي تقترب منه بدلع و تحاوط رقبته بذراعها : طبعا اومال انت ايه يا فهودي انت الحب القبل عمر و انت الحب ال لا يمكن يتنسي يا روحي و البعد عمر انت الأساس يا روحي

لم تكمل جملتها حتي تفاجأت بصوت عمر بالخارج و وجدت زينة تقف امامها و الدموع في عيونها نظر اليها فهد و لكن ....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي