الفصل الثاني

بعد مضي الوقت
يلهث فوقها كالمجنون.... عيناه جاحظتين بغضب مشتعل... وعروقه تنبض بالعدائيه.... بينما اسنانه تصطك دون توقف ... بقي صامت فوقها يشتعل ويغلي وهي تحته ترتعش من شدة الخوف أوصالها باردة وعيناها مليئة بالدموع ... حاولت الكلام مرات عديدة لكنه أوقفها بحدة....
الصمت بينهما دام طويلا وكل واحد منهما يشتعل بطريقه مختلفه إلى أن همس ادم أخيراً قائلاً بنبرة حاقدة
( ماهذا......ماللذي يجري ...أألست عذراء ... انطقي يامروة ... نعم أم لا)
مازالت ترتعش وقلبها يضخ الدماء بقوة دون توقف
حتى الكلام غار في حلقها ..لم تسطيع النظر إليه وهو يعتيليها بجنون يحاصرها بقوة ويقيدها دون رحمه حتى التنفس بات مرهقاً معه
لم تجب فصرخ بجنون قائلا بقوة
(انطقي يامروة ... وإلا اقسم أن ادفنك هاهنا في مكانك)
تقسم في هذه اللحظة انه تحول إلى مجنون لاتعرفه ليس حبيبها الرقيق أدم لا ليس هو
هذا الشخص الذي يلهث بعنف فوقها مؤكد لن يرحمها من بطشه احد وهي بكل غباء وقعت معه وبه
همست أخيراً بصوت مبحوح متقطع بعجز
(أنا .. أنا.... )
عاد ليصرخ بها لكنه هذه المرة أمسك شعرها بعنف جعلها تتأوه وهو يقول لها دون هوادة
(أنتي ماذا يافاجرة أنتي ماااتع ااذا)
بلعت ريقها بغصه وعيناها تنظر للبعيد وهي تجيب بهمس لاروح فيه
(أنا لست عذراء يا أدم )
دقت لحظة الحقيقه... دق ناقوص الخطر ورفعت الأقلام وتبعثرت الصحف بينهما....
صعقته بقولها البارد... تجمدت الدماء في عروقه وانفاسه أحترقت اكثر بأتون مشتعل... ليست عذراء ..بكل بساطه نطقتها ودون مناورة...
ليست عذراء .. حبه الكبير الذي دام ثلاث أعوام تحول الأن الى كابوس
الغرفه من حوله ضاقت والهواء انحسر...بينما أفكاره المجنونه لاترحمه أبداً
وبدقة جنون ضربت عقله ومنتصف قلبه... نهض كالملسوع من فوقها حتى كاد يتعثر واتجه إلى الطاوله الصغيرة الموضوعه جانباً والتي تضم طعام العروسين ... نعم سفرة العرسان .. لأي زوجين يقضيان ليلة مثاليه تتوج بعشق يرضي الطرفين.. لكن هذين الزوجين لايشبهان أي أحد الأن .. حين وصل ادم الى الطاوله رماها بعنف مبعثراً محتوياتها على الأرض وهو يزأر بوحشيه وهستيريه دون توقف وفجأه انحنى الى الأرض وأمسك إحدى السكاكين التي كانت موضوعه سابقاً على إحدى الأطباق واندفع كالمجنون على مرأى مروة التي بدت للتو كمن فقدت التركيز والإحساس
عاد ليعتليها بقوة ..وعنف دون أي ذرة تعاطف او حب .. وكأن الحب قد تلاشى أمام المهم وهو نقاء المحبوبه وطهارتها لتتناثر كل قصائد الحب التي وعدها بها بعيداً ....بعيداً جداً
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي