الفصل الرابع

سأتخلى يامروة عنك وعن صنفك اجمع... )
رفع نظره بحدة عن السكينه فارتطمت
عيناه بعيناها التي ذبلت وتلئلئت بالدموع أكثر
ليضيف بقسوة أكبر
(ارتدي ملابسك واخرجي لن أقاوم بقائك معي اكثر.. صدقاً رجولتي تطالبني بذبحك.. لذا هيا عودي لأهلك )
حلت اصابعها التي كانت تمسح على جرح رقبتها وتحشرج صوتها مختنقاً بحلقها ... لاترى أي رحمه بكلامه... ولا تستطيع فعل شئ ...كاد يذبحها قبل لحظات ...وليته فعل
اقتربت منه بخطا هادئة متراخيه حتى وصلت الى جلوسه فانحنت بين قدميه تحادثه بتوسل
(أدم... كانت غلطه ..كنت شابه مراهقه في عامي الاول بالدراسه.. كان الوسط بالكليه مختلف ومغاير...كنت مندفعه حمقاء)
قاطعها بحدة وصوتٍ هادر بعد أن قبض على ذراعها بعنف
(إياكي أن تكملي لن أسمح لك.. ..)
لم تكترث لخشونته بل أكملت بجمود
(سأكون جاريتك... خادمه لو شئت .. فقط لا تتركني الأن... جدي سيموت وجدتي لن تحتمل .. ابقني شهر اثنين ..بعدها افعل ماشئت ارجوك اتوسل إليك يا أدم لاتفضحني )
أصابعه حُفِرت بلحم ذراعها اكثر فتأوهت بألم لكنه نتر ذراعها باللحظة الأخيرة ممسكاً نفسه الغاضبه عنها بصعوبه ليهدر بها بجنون
(معك عشر دقائق بعدها لن تري الرحمه... كرماً مني ورحمة بجدك لن أخرجك بفستان الزفاف... )
حاولت الكلام معه لكنه أوقف جميع محاولاتها بقسوة
عادت لتلتصق به اكثر تهمس له بتوتر
(أرجوك يا أدم ... ألايمكنك ان تفعلها لأي سبب فقط )
تعثر صوتها مع الغصه في حلقها وعلى ضوء نظراته القاتمه التي تحاصرها استجمعت قواها تقول مجدداً
(حبيبي ارجوك افعل بي ماتريد الأن لكن لاتبعدني .. اتوسل إليك...)
انحسر الغطاء عن قدميها وهي تحاول ان تستعطفه فاحمرت عيناه غضباً .... بحرقة الذكريات التي مرت أمامه دون رحمه بينهما في الماضي حملها بخشونه فتمسكت به وهي تدعو بسرها ان لاتخسره
رماها على السرير ليعتليها بخشونه وكل ذرة في عقله تنهره على التوقف ... عقله الباطني يناجيه ان يبتعد عنها مهما كلفه الأمر من قوة وعزيمه لكنه كان تحت تأثير الانتقام والحقد الذي تدفق في دمائه
ابعد الغطاء عنها وأنفاسه المزمجرة تخبرها عن مدى غضبه
امسكت يده تثنيه بتوسل بائس
(ادم ...انا لست عاهرة صدقني كنت مندفعه .. ولم أملك رادع تجاه فورة الشباب )
طحن ضروسه بعصبيه ليقول بعدها
(إذاً سأريك كيف تحافظي بعد الأن على نفسك ... وتملكين رادع تنقذي به نفسك ... أعدك ان هذه اللحظات بيننا لن تنسيها مهما طال بك العمر)
ودون أن يعطيها وقت لتفهم انقض على شفتيها بهجوم كاسح عنيف جعلها تأن تألماً ليبدأ بعدها رحلة عذاب بينهما سيتذكرها كلاهما ... لم يكن غرام عاشق ..بل جحيم عاشق....اهداها خلاله كل كرهة وخيبة أمله
نهض عنها أخيراً بحمم مازالت تفور وتشتعل داخله لم يكن راضي عما فعله البته .... لكنها فعلها
التقط انفاسه وقال ببرود
(الى أهلك ... مع السلامه انتهت مهمة الجاريه ...)
ليته نحرها ... ليته فعلها ... ادركت منذ اللحظة الاولى التي سحبها الى الفراش أنه يعاقبها ويعاقب نفسه .. وسمحت له حتى يرضي غروره وكبريائه الذي طعن في الصميم

وأخيراً ...لم تجد بداًمن النهوض لترتدي مايسترها
اخذت ترتدي بنطالها بتعثر ... لكنها انتفضت حين سمعته يتحدث بالهاتف بكل برود يخاطب جدها بكل وقاحه يخبره أن حفيدته بلا نزاهة ... بلا شرف .. وأنها ستعود اليه الأن.... للأسف لن يقبل ببضاعه معطوبه عاينها بنفسه
لقد حصرها دون أن يرف له جبن... قضى على كل محاولاتها بإسترضائه واستمالة عقله وقلبه ....
نظرت إليه مصعوقه وهو مازال يتحدث على الهاتف ببرودة
هل خاب ظنها به .... أم خاب ظنه بها
لايهم الان سوى ان الكارثه وقعت على رأسهاوراس جدها وجدتها سوياً
ماذا ستخبرهم وبما ستبرر ... كيف ستظهر أمامهم بعد أن قدمو لها الكثير واحتضنوها طويلاً
بعد رحيل والدتها تخلى عنها والدها فألقاها إلى والدة أمها لترعاها ... وهذا ماحصل لقد احتضنتها ورعتها لسنوات طويله ... تلك السيدة عظيمه لاتقدر بثمن
وجدها لن يأتي بمثله التاريخ
بعمق أفكارها لم تشعر بدموعها التي هوت.. ولا بقدميها التي تهاوت فوقعت أرضاً لاتستوعب إلى ما أل إليه وضعها بسبب غباءها وطيشها
بقيت على حالها والأفكار السوداء تعصف بها من كل حدب إلى أن صدح صوت أدم يقول لها بلكنه غرببه جداً
(ويل قلبي الذي تحطم بسببك فتناثرت أشلائه....سيعاقبك الله ثقي بهذا... ثقي بهذا يامروة .. )
ثم بكل بساطة فتح باب الغرفه ليشير الى الخارج
مضت لحظات تستوعب بها مايجري قبل أن تنهض بتعثر ...لتخرج دون أن تستدير... هي الأخرى تركت قلبها هاهنا ...
أشلاء قلبها تناثرت مع اشلاء قلبه في مكان ما....
وحينما باتت في الخارج أغلق الباب خلفها بعنف...لتسمع بعدها صوته وهو يحطم كل ماطالته يده بقوة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي