الفصل الثاني

الان عمري سته وثلاثون عاما مرت عليا عده ايام وانا انام في الشارع ولا اعرف عن اهلي ولا عن مريم اي شئ ابدا منذ سبعه وعشرون عاما مريم الذي كان والدها سبب اساسيا في كل ما حدث لأبي وكل ما حدث لي ولكنني وصلت بعد عناء وتعب ومشقه كبيره الي منصب جيد وبحثت عن مريم من بعيد وعرفت عنها كل شئ اخر عمل لي كان في صاله غناء ليليه اعمل لدي صاحبها نظمي باشا لكنه يحبني كثيرا ويعتبرني من أولاده وانا رجله المفضل فناداني الي مكتبه ذات يوم وقال لي :سيأتي شخصا مهما من الخارج امرأه مهمه للغايه هي محاميه احمد:هل سنأخذ شئ منها؟نظمي :لا يا ابني انها اتيه الي هنا بحيله تجديد المدرسه سوف تاتي هنا للافتتاح هي من جددتها وعائلتها غنيه جدااحمد :نعم وماذا بعد؟ نظمي : يريدون رجلا موثوقا به لكي يحميها كان يتوجب على حسن صديقك ان يفعل هذا الامر ولكنه ذاهب الى قريته عاجلااحمد : حسنا يا مديري انا سوف احل الامر لا تقلقنظمي :حسنا هي ستاتي اليوم وستذهب غدا لا تبعد عينك عنها واهتم بملابسك وطريقه كلامك معها لا ترتكب خطأ ولا عائلتها يصفون سلالتنا جميعها احمد :ما اسم هذه الفتاه واسم عائلتها؟ نظمي :اسمها مريم وهي من عائله الصفتي سمع احمد الاسم والعائله ونزلوا عليه كالسهم وهو مكانه وتزكر كل ما حدث له لكنه رحب جدا بهذا الأمر وذهب الي المطار ووقف وفي يده لوجه عليها اسم مريم الصفتي ينتظرها بكل شغف يريد أن يراها بعد كل هذه السنوات الطويله خرجت مريم من باب المطار وكانت أجمل ما تكون عليه اي بنت من البنات كانت ذات شعر اشقر قصير وعيونها الملونه شبه السماء وترتدي فستان قصير نظر إليها احمد وتزكرها وهي صغيرها لم يختلف جمالها كثيرا لكنها ذادت في جمالها اظطرب قلبه وبدأت دقاته تزداد لم تتغير لهفته عليها ابدا منذ الصغر حتى كبروا ولكن لم تعرفه مريم ابدا وقف احمد قليلا عندما رأها وتزكر ما حدث له وعائلته ثم عاد لوعيه مره اخرى وذهب إليها لكي يأخذ الحقيبه منها ولكنها قالت له :ليست ثقيله وحملتها هي ووضعتها في سيارتها وقالت له هيا لنذهب وركبت بجانبه ووضعت الحقيبه في الخلف وظل احمد ينظر إليها بجانب عينهثم رن هاتفها وكان ابوها سعيد الصفتي هو من يتصلمريم:ابي لقد وصلت الان سعيد :هل الرجل الذي احضره نظمي بجانبك مريم :نعم يا أبي انه معي سعيد :حسنا لا تخرجي الا عندما يكون هو معكي حسنا؟ مريم :حسنا يا أبي ثم اغلقت المكالمه ونزلت من السياره وقالت لأحمد : سوف اخرج خلال ساعه سوف نذهب الى المدرسه مباشرهاحمد :حسنا دعيني أرافقك الي غرفتك مريم :لا داعي لهذا احمد :التعليمات هكذا واخذ من يدها الحقيبه واخذها الي غرفتها وقال لها احمد :انا انتظرك بالخارج وخرج احمد وكان لديه حركه يفعلها من لما ما كان صغير وانه دائما تكون في يده عمله معدنيه يلعب بها حول اصابعه فأخرجها ولعب بها وهو ينتظر مريم بالخارج ثم نظر الي مكان الحرق الذي ما زال لديه علامه في يده من ذلك النار الذي وقع بيده عليها عندما كانت الشرطه تأخذ والده وهو صغير وتذكر كل ما حدث
ثم خرجت مريم بعد وقتا قليل فأخذها احمد بسيارته وذهب بها إلى المدرسه ثم انتظرها وهي تلقى الخطاب على الأطفال وفجأه قالت لهم :عندما كنت في عمركم هكذا اخترت الذهاب من هنا بسرعه وحتى عدت الي هنا نهائيا قبل خمسه أشهر من يدري ربما تكون هناك أماكن أخرى تودون انتم ان تذهبوا إليها وسواء اخترتم ان تكونوا هنا او تبتعدوا يجب أن يكون لكم طموح فنظرت الي احمد فوجدته يضحك ضحكه ساخره
فقالت للأطفال اتمنى لكم حياه مدرسيه سعيده ونزلت من على المنصه ثم سلمت على مدير المدرسه وذهبت الي احمد ومعها بوكيه من الورد فقالت له هل يوجد مشتل هنا؟
احمد:نعم يوجد
مريم :جيد هيا خذني عليه الآن وركبت السياره وذهبوا واتفقوا على ورود كثيره
احمد :لماذا تأخذين كل هذه الورود هل فكرتي أين سوف تزرعيها
مريم :نعم فكرت في حديقه المدرسه
وذهبوا بالفعل ونادت مريم الى الاطفال في المدرسه لكي يتعاونون ويزرعون معها فاخذ احمد الورد وبدا يزرع مع الاطفال الورد ثم نظر الي أطفال بنت تلعب في التراب ولا تزرع فقال لها :ايتها القرده هيا قليل من اللعب وكثير من العمل وعندما قال ايتها القرده نظرت اليه مريم بأستعجاب كبير لان هذه الكلمه كان دائما حبيبها الصغير احمد يقولها فظلت مريم تنظر اليه وتتزكر كل شئ وشكت في الأمر عندما نظر إليها ووجدها تنظر لانه قال الكلمه هذه
انهت مريم الزرع وشكرت المدير ثم ذهبت إلى السياره وقالت له اكيد سوف تعرفني يوما ما
احمد :هل بهذا العرض الذي قمتي به؟
مريم :عرض!!! انه اليوم زكرى وفاه امي لذلك فعلت هذا وركبت السياره وقالت له اريد ان اذهب الى مطعم فأخذها وعندما نزلت من السياره وجدت شئ اثري مثل كهف ملى بالرسائل على جدرانه في جميع الأماكن وعندما وجدها احمد تنظر اليه قال لها هل تريدي ان تنظرين؟
مريم :نعم
فدخلوا وانبهرت مريم من شكل الرسائل الموجوده على الحوائط وقالت :يا له من مكان غريب كيف بدأ هذا المكان؟
احمد: حصلت مواضيع عاطفيه بين سائحه فرنسيه وبين القائد غالي فحصلت كل هذه هكذا انها طريقه تقليديه ماذا اقول هذه المراه الفرنسيه قصت شعرها واعطته له ليكون كهديه وطبعا تنتشر القصص ونسب مشاهده هذا المكان ترتفع الموضوع كله هو الحب فقط
مريم : وهل كل هذه الاوراق توجد فيها امنيات؟
احمد : انها ليست امنيات كل من ياتون الى هنا يقصون جزء صغير من شعرهم ويكتبون أسمائهم بجانبها فقط
فأخذت مريم المقص بسرعه واعطته له؟
احمد :انتي أيضا سوف تفعلين هكذا؟
مريم :نعم هيا
اقتربت مريم منه ومسك خصله صغيره من شعرها وبدأ ينبض قلبه بقوه فقطع خصله واعطاها لها وابتعد عنها فذهب مريم مسرعه ووضعتها على الورقه وكتبت امنيتها ثم اغمضت عينها لكي تتمنى امنيه
احمد :دعبني لا اقاطعك ولكن لا يوجد هنا اماني تتحقق
مريم :الامنيه امنيتي انا ما شأنك انت وقامت مريم بتعليق الورقه وخرجت انتظر احمد ثم ذهب مسرعا لينظر ما هي الامنيه الموجوده في الورقه ووجدها كاتبه :اتمنى ان يعود احمد والقاه مره اخرى نظر احمد إليها ثم نادت عليه مريم فخرج مسرعا وذهبوا الي المطعم وجلست مريم لتأكل ثم نادت الي احمد ليجلس معها وبعد أن اكلت طلب ان ياتي إليها المشروب وهو شئ مذهب قليلا للعقل
احمد :الإكثار منه لا يفيد
مريم :انا لا اشرب لأول مره
احمد :اذن اشربي
مريم : هل هذا المشروب يحضر هنا حقا؟ انه جميل جدا
احمد :نعم مصدر جمال طعمه هو سره
مريم :وما هو سره؟
احمد :مصدره سري لا يعلمه احد حتى من كان يصنعه بنفسه
سكتت مريم قليلا وشكت اكثر في كلامه ثم قالت هل انتا اسمك النمر حقا جميعهم ينادون عليك هكذا
احمد :نعم اسمي هكذا ولم يقول لها عن اسمه الحقيقي ابدا لان فعل الكل لا يعرفه
نظرت مريم الي الطبيعه حولها
احمد : هل تريدي ان تركبي المنطاد؟
مريم : لا علاقتي مع المرتفعات ليست جيده ابدا
ضحك احمد ثم قال :وكأنه سوء حظ هكذا الانسان دائما لا يحب المكان الذي يتواجد به دائما
نظرت مريم بأستعجاب له ثم سألته :من انت؟
احمد :انا لست اي احد ثم نظرت الي يده وهو يحرك العمله المعدنيه وتزكرت وهما صغار لكنها كانت لا تصدق اي شئ وتقول ان هذه حتما صدفه ليس اكثر من هذا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي