الفصل الرابع

وعندما كانت تصرخ مريم وخائفه ان تنزل السياره بهم من على قمه الجبل صرخ احمد بها وقال لها: انزلي بسرعه بسرعه
وعندما نزلت مريم واحمد من السياره وجدوا الرجلين الموجودين بالسياره الاخرى نزلوا ايضا وقالوا له: ابتعد انت يا اخي لكي لا نؤذيك
احمد:انا في رزقي يا اخوتي اتركوني وشأني خذوا الفتاه واذهبوا هذا لا يهمني وتصنع احمد انه يمشي من جانبهم ومسك واحدا منهم وضربه ضربا مبرحا ورماه على الأرض
وذهب الاخر بسرعه ناحيه مريم ويمسكها وهي تصرخ وتقول له: ماذا تريدون مني يرد عليها الرجل ويقول لها: اسالي ابيكي في هذا
وتصرخ مريم فجاء احمد مسرعا وضرب الرجل الذي يمسكها ورماه على الأرض هو أيضا ثم قال لها هيا تعالي بسرعه هيا وركبوا سياره هؤلاء الرجال وذهبوا بسرعه بينما كانوا الرجال يقومون من الأرض ويجرون خلفهم
ثم سألها احمد :هل بكي شئ؟ هل انتي بخير؟
من الصدمه مريم لم ترد علي واشارت اليه برقبتها وتقول لا
نظر احمد في المرأه ووجد الرجال ما زالو يطاردونهم فقال :اللعنه دعونا وشأننا ما امر هؤلاء الناس؟ هل تعرفينهم؟
مريم :لا اعرفهم
احمد : اذا ما الذي يسعون اليه هؤلاء ماذا يريدون منكي
مريم :صرخت وقالت لا أعرف والله لا أعرف
احمد : نظره ووجد اللجنه بها شرطه من بعيد فقال لها اربطي حزامك وتمسكي بسرعه
مريم :ماذا تفعل
احمد : سوف انقذ حياتك
واصطدم احمد بسياره الشرطه عن قصد حتى يهرب من هؤلاء الناس
فذهب اليهم رجال الشرطه مسرعيين واخذوهم الى قسم الشرطه
وعندما وصلوا اتصل والد مريم سعيد الصفتي على مركز الشرطه وتكلم مع ابنته وفي نهايه كلامها قال لها :مريم لا تخبري الشرطه عن الناس الذين كانوا يطاردونكي حسنا يا ابنتي
سكتت مريم ولم ترد عليه
سعيد :رجاءا يا مريم رجاءا لا تخبريهم
مريم :حسنا يا أبي
سعيد : حسنا اعطيني المفتش الذي يوجد امامك حتى اتكلم معه
اعطت مريم المفتش الهاتف وتكلم مع سعيد ثم انهى المكالمه
احمد : اذن يا حضره المفتش دعني اخبرك ما حدث بالتحديد
وكان سوف يتكلم فقاطعته مريم وقالت انا من تسببت في الحادث لقد طلبت من السيد احمد باصرار ان يسير بسرعه لكي استطيع الوصول بسرعه الى طائرتي لهذا كل المسؤوليه علي انا سوف اعوض كل الاضرار لا تقلق
استغرب احمد كثيرا مما تقوله مريم ثم قال لللمفتش :هل انتهى الأمر كذلك.
المفتش:نعم انتهى بأمكانكم الخروج
خرجوا ثم وجدوا أمام قسم الشرطه عدد ثلاثه سيارات كبيره مليئه برجال الأمن ويقولون لمريم : نحن سنرافقك الى الطائره يا سيدتي

نظرت مريم الي احمد وهو نظر إليها ولم يصدق انها سوف تذهب وقالت له مريم : لقد اصبحت مدينه لك بروحي
احمد : اذكرك بهذا يوما ما
ضحكت مريم ثم قالت له :اذا حالفك الحظ مره اخرى ضحك لها احمد
ثم مدت يدها لكي تصافحه وقالت له: لقد تشرفت بمعرفتك
مد احمد يده وصافحها وقال لها: الى اللقاء وتركها وذهب وظلت تنظر اليه مريم بينما كان يذهب وكأنها كانت تشعر ان هناك شئ غريب يحدث لها ثم ركبت السياره وذهبت
واثناء ذهاب احمد وجد هاتفه يرن فوحده رقم مجهول
احمد :من يتكلم
المتصل :سعيد الصفتي
عندما سمع احمد الاسم كأنه قد نزل عليه صاعقه
رفعت :ألست انت النمر؟ الو
احمد :نعم انه انا ولكن من أين وجدت رقم هاتفي
سعيد : انت تفكر بشكل صغير ايها الشاب لقد انقذت حياه ابنتي انا لا احب ان ابقى مدينا لاحد الان اطلب مني ما تشاء
احمد :حسنا اريد ان اكون أحدا من رجالك
سعيد :حسنا حدد موعد وسوف انتظرك وأغلق المكالمه

وبعد مده ليست طويله وصلت مريم الي ڨيلا والدها ووجدته يقف أمام الباب لأستقبالها وعندما رأته مريم لم تسلم عليه وأخذت سيارتها وذهبت

وذهب احمد الي مكانه المفضل وهو فوق قمه جبل يفكر ويتذكر كل شئ ويقول : انا لم انسى واتذكر كل شيء كيف هربت وانا صغير وكيف خفت وكم تالمت وكيف حاربت الجوع والوحده والبرد كان الموت سهلا ولكن انا عشت عنادا ليس لدي شئ اخسره وفي صباح اليوم التالي اخذ احمد اول طائره وذهب الى البلده التي كانت مسقط راسه وهي البارده التي توجد بها امه واخوته ومريم وعائلتها واول شيء فعله عندما ذهب الى بلدته ذهب الى عند الشجره الذي كان يذهب إليها هو ومريم وهم صغار وجلس بجانبها في الأرض

كانت تقف مريم أمام سيارتها على شاطئ البحر أمام برج كبير ثم جاء وراءها اباها بسيارته ونزل ووقف بجانبها
مريم :هل تتذكر قصه هذا المكان الذي رويتها لي؟
سعيد : ايمكن ان لا أتذكر؟ طبعا متزكر
مريم :انه برج الحريق كان يستخدم في وقت من الأوقات لمعرفه المكان الذي يقوم فيه حريق في المدينه هنا ولكن حتى ذلك امتحن في قدره لقد قلت لي انه احترق
واكتشفت ان كلا منا يمتحن فيما يخاف منه في هذه الحياه
انت كنت تقول لي انتي شجاعه يا ابنتي يا حبيبتي كوني بلا خوف كان هذا كلامك يا أبي
ولكن انا لم استطيع ان اكون فتاه بلا خوف يا أبي انا خفت كثيرا خفت من ماضي مضى عليه العديد من السنوات ذلك اكبر مشكله بي يا أبي منذ ذلك اليوم يا أبي وانا اخاف منذ أن فقدت احمد
وهذه الإمبراطورية الكبيره الذي لم أسألك يوم ما عن مصدرها وتبكي بشده
سعيد :لا تفعلي هذا بنفسك يا ابنتي ارجوكي
مريم :انا خفت من ذلك طوال حياتي والان جاء ووجدني لا استطيع الهرب يا أبي ثم نظرت الي السماء وقالت له انظر نحن هذا الظلام هل تعرف ما الأسوء يا أبي؟ عندما كنت اهرب اليوم من الرجال الذين كانوا يلاحقونني كان يوجد جانب بي مثل الجليد عندما كذبت على الشرطه لم اتردد لحظه هل تعلم لماذا؟ لأنني ابنتك ابنتك انت يا أبي
سعيد :يبكي ويقول ارجوكي لا تفعلي هكذا ارجوكي وضمها الي صدره وهي أيضا تبكي
مريم : انا لا استطيع ان ابقى هنا يا ابي
سعيد :لا لا انا لا اجعلك تذهبين مره اخرى لا اتركك اطلاقا
مريم :ان لم نتكلم وان لم اواجهه فكرت انني سوف استطيع ان اعيش ظننت ايضا انني اتجاهل اعمالك القذره ولكن انتهى ذلك الاحتمال اليوم
سعيد : حسنا انا سوف ابعدك عن كل شيء لن ادخلك باعمالي اوعدك
مريم : ان بقيت هنا سوف يسحبني هذا الظلام الى داخله لان جذوره هنا ومثلما فعلت لعمي يوسف قبل سنوات شوف تفعل مره اخرى يا أبي كلانا نعرف هذا حق المعرفه لانني ابنتك انا عائده الى لندن ليكن بعلمك يا أبي ثم تركته وذهبت وظل سعيد ينادي عليها وهي لم ترد وتركته وذهبت

وفي صباح اليوم التالي استيقظ احمد من النوم ووجد نفسه نائم تحت الشجره فاخذ حقيبته وذهب الى المقابر لكي يرى قبر والده ووحده وجلس بجانبه وكان هناك يوجد حارس للمقابر كان رفعت صديق والد احمد يقول له عندما ياتي اي شخص غريب الى هذا القبر اتصل بي فورا وبالفعل عندما راه يجلس امام القبر ذهب مسرعا لكي يتكلم مع رفعت وجلس احمد امام قبر والده يحدثه ويقول له :كنت استمع الي نفسك عندما كنت طفل والان استنشق هوائك ابي يوسف كنت اخاف كثيرا من ان تموت لهذا السبب كنت اسمع نفسك وانا صغير لما اقول لك هذا ابدا ولكن انت كنت تفهم كنت اخاف من ان لا استطيع ان انام على صدرك مره اخرى والان اخاف كثيرا يا ابي ويبكي بقيت وحيدا من بعدك يا ابي العيش شيء مؤلم كثيرا انا اتيت الى هنا لكي اعيش من اجلك مره اخرى
ثم وجد طفل اتي الي جانبه واعطاه ورقه وقال له لقد أعطاها الأخ الذي هناك وقال لي اعطيها لك
نظر احمد ولم يجد اي احد ثم مسك الورقه ووجد مكتوب يها :لدي سلام من والدك تعالي لكي تأخذه وفي ظهر الورقه مكتوب الاسم وعنوان هذا الشخص
فخرج احمد مسرعا من المقابر وذهب الي عنوان هذا الرجل ووقف لم يعرف اي شئ ثم وجد شاب يقق أمامه قال له :عمي رفعت ينتظرك واخذه ودخل
وعندما دخل وجده رجلا في سن الستينات ذات شعر ابيض ويعمل خياط فنظر اليه احمد يأستغراب
رفعت :رحلتك في الطائره كانت صعبه اليس كذلك لم تأتي إلى هنا منذ وقت كبير
احمد يعني تعقبتني أيضا؟ ووضع الورقه المكتوب بها على الترابيزه
رفعت :لا
احمد :من اين تعرف ابي
رفعت :لماذا عدت يا احمد
احمد :اسمي النمر اسمي النمر وليس احمد
رفعت :وانا اسمي رفعت الخياط
رفعت :دعنا لا نختلف لماذا عدت يا نمر
احمد :لأسأل انا ايضا من أين تعرف ابي وماذا تعرف عنه لنستمع الي إجابه هذا السؤال اولا
رفعت : لم اكن اعرف اباك كثيرا وهو ايضا كان لا يعرفني كثيرا ولكنني مدين له بمعروف من خلالك
احمد :من خلالي انا؟
اخرج له رفعت ظرف وبه رساله قرأ احمد الرساله ووجد فيها :يوسف كاتب له اريد منكم معروفا واحدا في هذه الحياه أوجد ابني لي انت مدين لي بهذا
رفعت : كان عليك ان تاتي حتى اجدك
وضع له احمد الرساله على المنضده وقال له لقد عشت كثيرا ورأيت انت خياط ماذا سيفعل خياط من أجلي
رفعت :اخيط لك طقم
ضحك احمد وقال له :لا افهمك هل سوف تخيط لي طقم وهكذا ستكون وفيت لأبي بوعدك
رفعت : وماذا يستطيع ان يفعل الخياط غير ذلك؟ عندما كان والدك داخل السجن انا كنت بالخارج وكان لدي معارف من الشرطه والمدراء وكلهم لهم نفوذ في الدوله كانوا كلهم زبائني اعتقدت انني سوف استطيع المساعده ولكن لم أستطع
احمد :اساسا كان هذا صعبا لأنني اختفيت فقدت نفسي
رفعت : وذلك الاصعب اساسا ان يفقد الانسان نفسه مهما كان عمره ولا سيما ان كان طفلا تكون غير مرئي وصعب الايجاد ايضا وانا لم استطع ايجادك ايضا
احمد : حسنا ماذا سوف نفعل الان هل سوف تاخذ مني قياسات
رفعت :لقد اخذتها مع من لقاء عملك؟
احمد :مع سعيد الصفتي
رفعت : حسنا تعال وخذ طقمك غدا
احمد :بهذه السرعه!
رفعت :الوقت شئ نسبي
احمد :حسنا
رفعت : اعطني صوره اليك اذا كان لديك
احمد :لماذا تريدها
رفعت :سوف الصقها في المرآه، بطبيعه الحال انت وعد بالنسبه لي
اخرج احمد من جيبه صوره له ووضعها امام الخياط رفعت وتركه احمد وذهب
ثم اخذ رفعت الصوره ووضعها في الجواب الموجوده به رساله يوسف وقال :لقد عاد ابنك من اجل سعيد الصفتي يا يوسف لو كنت انت مكاني ماذا كنت سوف تفعل

وفي ذلك الوقت كان يجلس اخو مريم في شركه والده وجاء اليه احد العاملين وقال له يا اخي يجب أن ترى هذا الخبر بشكل عاجل فأخذه وقرأه ووجد به :مريم الصفتي التي تتبرع للجمعيات والمؤسسات الخيريه جاءت هذه المره سرعت العوده الى لندن واتضح ذلك بسبب ثروتها العائليه الغير معروف مصدرها
تعصب اخوها ورمى الهاتف من يده وسأل العامل من كتب هذا الخبر اللعين من كتبه
العامل :سوف اعرف واقول لك فورا
وكانت في الحقيقه من كتب هذا الخبر هي ندى اخت أحمد وكانت تعمل في كصحفيه في جريده مبتدئه
وكانت تفعل كل هذا عن قصد لأنها تكره هذه العائله لأنها كانت سبب اساسي في تدمير عائلتها وعندما نشرت ندى الخبر ضحكت وقالت حتى الذي كتبته هذا قليل على هؤلاء

وفي مساء هذا اليوم ذهب احمد الي بيته القديم ينظر له من بعيد وعندما وجد امه تطعم الحمام فوق سطح المنزل اختبأ بجانب المنزل حتى لا تراه ولكنها رأت ظل احد يختبئ فظلت تنظر بتمعن شديد وعندما لم تجد احد نزلت الي الأسفل ودخلت بيتها وذهب احمد مره اخرى

وفي هذا المساء أيضا كانت تجلس الاسره الثريه على افخم سفره يتناولون طعام العشاء وكانت تحتوي هذه السفره على سعيد الصفتي وزوجته جوليا وابنته الصغيره التي تبلغ من العمر سبعه عشر عاما واخو زوجته اسماعيل وهو اكبر تاجر ممنوعات وكل اعماله مع سعيد ويجلس أيضا ابن سعيد علي وزوجته وابنته الصغيره ريماس
جوليا :هيا لكي نتناول الطعام ابنتك مريم لم تأتي ولا سوف تأتي هيا نحن
كان سعيد يجلس حزينا على ابنته مريم فقال لهم كما تشاءون هيا ابدأو
اسماعيل نظر الي علي وقال له :هل انت من اغضبت والدك مره اخرى
على :لا يا عمي اسماعيل لست أنا
دخلت مريم وهو يقول هكذا وقالت :غالبا انا من اغضبت ابي ثم جلست على المائده وقالت لهم بالعافيه لكم جميعا وأخذت بنت أخيها الصغيره ريماس وظلت تلعب معها
ريماس :انا اعرف انكي سوف تذهبين مره اخرى ولكن متى سوف تعودين ألينا؟
اسماعيل :الي اين انتي ذاهبه؟
مريم :سأعود الي لندن مره اخرى
علي :مريم لقد اتيتي حديثا كيف تذهبي وتتركينا
مريم :انا سوف اذهب لانني لا استطيع ان اتاقلم على الوضع الذي يوجد هنا ابدا انتم جيدون جدا واستطعتم ان تتاقلموا على هذا الوضع لكن انا لا وسيكون من المهم ان اعود الى المكان الذي تعودت عليه
هيا هيا لا تغضبوا تناولوا طعامكم بالصحه لكم


وفي الصباح الباكر من اليوم التالي كان يستعد احمد للذهاب الى مقابله سعيد الصفتي فذهب الى رفعت الخياط لكي ياخذ الطقم الذي خيطه له ويذهب به وارتداه احمد
ثم نظر اليه رفعت وقال له لاقت بك كثيرا احيانا الملابس الذي نرتديها لا تتناغم مع الهموم الذي نحملها يا احمد انت محمل بالماضي الان ايا كان لقاء العمل الذي تذهب اليه اليوم سترتدي هذا العمل من الملابس واذا وجدته مناسب بقدر هذا الطقم ومهما كان ما ستفعله سوف تفعله بدون أن تختبئ او تختفي الملابس تغطي الجسد ولكن هناك أماكن لا تغطيها الملابس
احمد :واضح عليك انك متمكن من كل شئ ولكن لما هذا الدرس الان
رفعت :انت ايا كنت لا تختبئ ابدا
واعطاه بطاقه شخصيه
احمد :استغرب كثيرا ثم قال له كيف فعلت هذه
رفعت :الأهم من أن تقف امام الإنسان الذي سوف تطلب منه عملا والملابس الصحيحه هو ان تخرج بالهويه الصحيحه
احمد :من انت؟ ولماذا تفعل هذا معي؟
رفعت : سوف نتكلم يوما ما
احمد :وماذا ان اختبأت من الإنسان الذي اطلب منه عملا؟
رفعت : سوف يجدونك مهما كان ما ستفعله افعله دون ان تختبئ افعله بالوقوف وراء هويتك الحقيقيه وبالوقوف وراء ماضيك هيا اذهب لكي لا تتأخر
احمد : حسنا ولكن سوف اتي مره اخرى
رفعت:اعرف هذا وذهب احمد وتركه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي