نوفيلاهكر

ظلال خفية`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-19ضع على الرف
  • 21.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

كانت تستلقي على الفراش وتدفن وجهها في الوسادة لكي تمنع شهقاتها من الصعود وكل خمس دقائق يصدر منها تشنجات غريبه وبعد مرور ساعة نهضت وازالت دموعها بعنف ولكن مازالت هذه التشنجات متواجده ثم أمسكت هاتفها وظلت تبحث عن حساب أحد الأطباء النفسيين ولكنها فشلت في إيجاد طبيب ذو ثقة وعندما وجدت كان يجب أن تذهب إلى عيادته لذلك نشرت على أحد الجروبات المشهورة أنها تريد طبيبًا نفسيًا وظلت تعبث في هاتفها قليلًا حتى استمعت إلى طرق على باب الغرفه.

تالين بعد أن أغلقت هاتفها ووضعته بجانبها:ايوه؟
تولين وهي تحاول فتح الباب :
"ايه اللي انتي عملاه ده يا تالين؟ افتحي الباب."
تالين وهي تنظر إلى الباب ببرود :
"لا."
تولين وهي تطرق على الباب بعنف :
"يعني ايييه لاا؟ افتحي يا تاالين."
تالين بصراخ وكانت رأسها ويدها يتحركوا حركات غريبه بشكل لا إرادي :
"سبيييينيييي في حاااالي انتي عاااايزه ايييه مني؟ انتي مش مكفيكي اللي حصل؟"
تولين ولم تتوقف عن الطرق :
"وهو انااا عملتلك ايييه؟"
تالين بصراخ وهي تنظر امامها بنظرات زائغه ومازالت هذه الحركات الغير اراديه مستمره :
"لا انتي ملااااك، غووووووري من هناااا، غووووري وسبيني في حاااالي، ده انتي مش بني ادمه."
تولين بعد أن توقفت عن الطرق :
"انتي قد كلامك ده؟"
تالين ومازالت على وضعها ولكن لقد هدئت هذه الحركات الغير اراديه قليلًا :
"ايوه، وماتنسيش تقوليلهم برا ده تالين قالتلي غووووري واوعى تنسى تزودي بهارات بابريكا وشطه، غووووووري."

وبالفعل رحلت تولين من أمام غرفة تالين بينما تالين بدأت في البكاء مرة أخرى ولكن هذه المرة بصوت مرتفع، وغطت في سبات عميق ودموعها على وجهها من التشوه الذي يشوبها ولكن عزيز القارئ هذا ليس تشوه جسدي إنما نفسي، فالتشوه الجسدي يُشفى بعد فترة من العلاج إنما النفسي فلا يُشفى ويترك ندوبا في الشخصية لا تنمحي الا بفترات طويلة من العلاج، وفي اليوم التالي استيقظت تالين وهي تشعر بأن الألم ينهش رأسها نهضت توجهت إلى المرحاض ثم عادت إلى الفراش مرة أخرى و امسكت بهاتفها ووجدت رساله من شخص لا تعرفه فأرسلت له.

تالين :
"مين؟"

ثم بدأت تقرأ في التعليقات التي أتت على منشورها وكان منها "ما كلنا مرضا نفسيين ومحدش بيتكلم"، "انا عارفه شغل السهوكة ده، وهتلاقيكي في الاخر عيله عندها ١٤ ١٥ سنه بالكتير" وقبل ان تقوم بالاجابه عليهم وجدت رساله من هذا الشخص الغريب.

الشخص :
"انا الدكتور جيرارد محمد."
تالين بإستغراب :
"جيرارد ومحمد في جملة واحدة؟"

ثم ظلت تعبث في ايميله ولكنها لم تجد أي شيء يدل على عمله الا بعض الصور له وهو يرتدي البالطو الأبيض فعادت إلى المحادثة مرة أخرى.

تالين :
"خير؟"
جيرارد :
"قريت البوست بتاعك اللي في الجروب وانك عايزه دكتور نفسي، وانا تخصصي نفسي."
تالين كانت لا تعلم ماذا تقول :
" اممم."
جيرارد :
"هو ايه اللي اممم؟انتي بقى محتاجه دكتور نفسي ليه؟ احكيلي."
تالين :
"طب وانا ايه اللي يثبتلي انك دكتور نفسي؟"
جيرارد :
"اكيد انتي دخلتي على ايميلي وشوفتي صوري بالبالطو."
تالين :
" عادي اي حد ينفع يلبس بالطو ويتصور بيه."

فأرسل لها صوره للكارنيه الخاص به.

جيرارد :
" الكارنيه بتاعي اهو."
تالين :
" تمام."
جيرارد :
"مالك بقى."
تالين :
" عارف لما تحس ان مفيش اي حد بيحبك، لا هو مش احساس هو بجد."
جيرارد :
" طب ومين اللي قالك ان مفيش حد بيحبك؟"
تالين :
" هما اللي قالولي، تصرفاتهم قالتلي، كلامهم قالي حتى تكشريتهم في وشي ولو ابتسموا بيبتسمولي ابتسامه صفراء ووقت تحقيقي لحاجه كبيره يقولوا لا مش كويس في احلى من كده."
جيرارد :
" طب ما تحاولي تبعدي. "
تالين وبدأت في البكاء بعدما تذكرت ما حدث ويحدث لها :
"وانت مفكر اني مابعدتش؟ لا انا بعدت وبعدت اوووي كمان بس هما اللي بيجولي عشان يحبطوني او حتى يعيروني، بس الأساس انهم يعيروني."
جيرارد :
" يعيروكي بأيه؟ "

ولكنه لم يتلق إجابة إلا بعد مرور خمس دقائق.

جيرارد :
"انتي روحتي فين؟"
تالين ومازالت تبكي :
"انا عندي متلازمة توريت، وعلشان كده اتأخرت عليك في الرد. "
جيرارد :
" انتي عندك كام سنة؟ "
تالين :
" ١٨."
جيرارد :
" انتي بتدرسي؟"
تالين :
" اه، بس منازل علشان لما بروح بيتنمروا عليا، وبيقولوا اني مزعجه برغم اني بحاول اشرحلهم ان ده مش بأيدي بس للاسف البشر بقت اوحش مما تتخيل. "
جيرارد :
" حاسه بحاجه دلوقتي؟ "
تالين :
"ايوه حسه اني مستريحة اوووي، زي كأني مخنوقه بقيت مستريحه. "
جيرارد :
"علشان انتي كنتي محتاجه تخرجي اللي جواكي، بس اعتقد ان مش ده بس اللي تعبك، انتي عيلتك أخبارها ايه معاكي؟ "
تالين :
" هو ممكن اتكلم في الموضوع ده وقت تاني؟"
جيرارد :
" اكيد انا معنديش مشاكل. "

"(ثواني بقى انا عايزه اعرفكم عن متلازمة توريت علشان لو قابلتك حد يحمل هذه المتلازمه تبقوا عارفين هو بيمرو بأيه، يتم تعريف متلازمة توريت كجزء من مجموعة من اضطرابات التشنجات اللاإرادية، والتي تشمل الحركات المؤقتة، والعابرة، والمستمرة (المزمنة). وفي حين أن سببها الدقيق غير معروف، فيُعتقد أنه ينطوي على مجموعة من العوامل الجينية والبيئية. ولا توجد اختبارات محددة لتشخيص توريت، كما لا يتم تحديدها بشكل صحيح دائمًا؛ لأن معظم الحالات تكون معتدلة، وتقل شدة التشنجات اللاإرادية لدى معظم الأطفال أثناء مرورهم بفترة المراهقة. ونادرا ما تحدث متلازمة تورت في سن البلوغ، وغالبا ما تكون التشنجات اللاإرادية غير ملحوظة من قِبَل مراقبي الحالة.)"

وبعد مرور ثلاث ايام كانت تالين لا تخرج من غرفتها ولم تأكل او تشرب وكل ما كانت تفعله هو أنها تحكي معانتها لجيرارد ولكن في هذا اليوم ظل يبعث لها في رسائل ولكنها لا تُجيب وظل يتصل على الماسنجر ولكنها أيضًا لا تُجيب وكانت والدتها تمر من جانب الغرفه فاستمعت إلى رنين الهاتف المستمر.

وفاء وهي تطرق على الباب :
"ردي علي التليفون يا زفته مش ناقصه صداع هي."

ولكنها لا تتلقى إجابة فظلت تطرق على الباب بعنف ولكن أيضًا لم تتلقى اجابه فركضت إلى زوجها.

وفاء وهي تلهث من الركض :
"الحق يا خالد البت بتك مش سمعالها لا صوت ولا ظهر لها حركة."
خالد بلامبالاه وهو يتابع المباراة على التلفاز:
"تلقيها في الحمام ولا نايمه."
وفاء وهي تسحبه من يده كي ينهض :
"لا ما هي لو نايمه كانت زمانها صحيت على صوت ترزيع الباب ولو في الحمام كانت ردت."
خالد وهو يسير خلفها :
" خلاص يا وليه جااي اهو سبيني."

وعندما وصلوا امام الغرفة حاول خالد فتح الباب ولكنه مغلق من الداخل فظل يصدمه بقدمه حتى استطاع فتحه، وكان جيرارد مازال يتصل بها، وعندما دلفوا وجدوا تالين تستلقي على معدتها وتدفن وجهها في الفراش وعندما اقتربت منها وفاء لايقاظها ولكنها لا تتحرك ولا تصدر أي صوت، فأدارتها لها.

وفاء بخوف وهي تضرب تالين على وجهها :
"يالهوووي البت مالها؟ بص لونها اصفر ازاي، دي....دي مش بتتنفس يا خالد."
خالد وهو يدفعها عن تالين ويحمل تالين :
"اوعي كده يا وليه."

كان وجهه تالين شاحب بدرجة مرعبة، وكان لا يخرج منها أنفاس، وبعد أن حملها خالد خرج بها من المنزل وصعد إلى سيارتها وتوجه إلى أحد المستشفيات ثم هبط من السيارة ودلف إلى المستشفى وقام بنداء بعض الممرضين الذين ركضوا إلى السيارة وحملوا تالين ووضعهوا على الترولي وتوجهوا بها إلى قسم الطوارئ وبعد مرور نصف ساعة خرجت الطبيبة إلى خالد.

الطبيبة بعملية :
"حضرتك هي عندها هبوط وأنيميا حادة من قلة الاكل، هي بقالها قد ايه ما اكلتش؟"
خالد وهو يمسح على شعره بحرج :
"معرفش بصراحه"
الطبيبة بغضب :
"حضرتك ده اسمه تسيب وإهمال"
خالد بصوت مرتفع :
"انتي مالك انتي؟ وظيفتك وقومتي بيها، عايزه ايه تااني؟ غووري. "
الطبيبة :
" لولا البنت اللي نايمة جو دي انا كان زماني طلبت الأمن يجوا يرموك بره"
خالد وبدأ الغضب يتصاعد في داخله أكثر :
"هاتيهم، هاتيهم اما نشوف اخرتها معاكي "

وعندما جاءت الطبيبة لتجيب منعها نداء أحد.

الطبيبة وهي تلتفت لترى من الذي يُريدها فوجدتها احد الممرضات :
" ايوه يا نسرين في ايه؟ "
نسرين وهي تلهث من الركض :
" الحقي يااا دكتورة يقيين في حالة لسه جايه وفي خطر"
يقين وهي تسير خلفها :
" طيب تعالي وريني فين الحاله دي؟"

وتركت خالد وذهبت لكي ترى هذه الحالة الطارئة بينما خالد كان يشتعل من الغضب وجلس على أحد المقاعد في انتظار استيقاظ تالين، وبعد مرور ساعة كانت تمر يقين على المرضى ودلفت إلى تالين التي قد بدأت في الإفاقة وجلست بجانبها.

يقين بابتسامة جميلة :
" عاملة ايه دلوقتي يا قمر؟"
تالين بإرهاق وهي تحاول الجلوس :
"الحمدلله، هو ايه اللي حصل؟"
يقين بعد أن ساعدت تالين في الجلوس :
"ولا حاجه تعبتي شوية من قلة الاكل."
تالين وهي تنظر في أرجاء الغرفة :
"هو في حد جه معايا؟ "
يقين وهي تهز رأسها :
"اه راجل غريب كده بره."
تالين بحروف متقطعة عندما بدأت رأسها ويدها في التحرك بشكل تلقائي :
" ده……ده بابا. "
يقين وهي تربط على يدها :
انتي كويسه؟"
"تالين وهي تهز رأسها :
" انا تمام. "
يقين وهي تمد يدها بأبتسامه إلى تالين :
" أنا دكتور يقين، ممكن تقوليلي يقين عادي، وانتي اسمك ايه؟"
تالين بأبتسامه :
"انا تالين."
يقين وهي تمد يدها إلى تالين :
"تقبلي اني ابقى صاحبتك؟"
تالين بسعادة :
"اكيد اقبل انا ماعنديش صحاب خالص"
يقين بحب :
" خلاص بقى عندك."
تالين بسعادة :
"شكرا ليكي"
يقين وهي تمد يدها بورقة إلى تالين :
" بصي يا قمر الورقة دي فيها رقمي كلميني في اي وقت انتي عايزاه وانا هرد عليكي."
تالين بأبتسامه وهي تهز رأسها بالايجاب :
"حاضر"

وفجأة عادت لها تلك الحركات اللاإرادية، فبدأ يقين بالتمسيد على رأسها بحنان حتى هدأت حركتها.

يقين بأبتسامه :
"انتي كويسه؟ عايزه تباتي هنا؟ "
تالين وهي تهز رأسها باعتراض :
" لا لا هروح سبيني اروح"
يقين باستغراب :
"انتي خايفه من حاجه؟"
تالين وهي تهز رأسها بسرعه بالرفض :
"لا لا مش خايفة، هخاف من ايه؟"
يقين بتوضيح :
"اصلي حساكي متوترة من حاجه"
تالين بحروف متقطعة عندما بدأت رأسها ويدها في التحرك بشكل تلقائي :
"لا……انا ت.. تمام."
يقين بعد أن نهضت من على المقعد :
"طب عايزانى اعملك حاجه؟ "
تالين وهي تهز رأسها بسرعه بالموافقة :
"ايوه"
يقين بحنان شديد :
" عيوني ليكي، انتي تؤمري. "
تالين بدموع :
" عايزه اخف. "
يقين وهي تمسد على رأسها :
"عايزة تخفي من ايه بالضبط؟"
تالين بتقطع وقد بدأت رأسها ويدها في التحرك بعنف مرة أخرى :
"انا…..عايزه اخف من المتلازمة…..انا تعبت"
يقين وهي تحتضنها :
" يا حبيبتي، انتي جميلة اوووي، انتي عارفة ان الناس اللي بيبقى عندهم اي نوع من المتلازمة زي تورت أو داون دول بيبقوا ملايكه، يعني انتي ملاك يا قلبي."
تالين ببكاء :
"يعني انا مش هخف؟"
يقين بعد أن أبعدتها عن أحضانها وتقوم بمسح دموعها :
" مين قال كده بس؟ انتي ادعي لربنا وان شاء الله هيستجيب."
تالين وهي تنظر إلى الأعلى :
" يا رب اخف "
يقين بأبتسامه وهي تتجه إلى باب الغرفة:
" انا هروح اقول لوالدك علشان يأخدك وتروحي، ومتنسيش تتصلي بيا لما تروحي علشان اطمن عليكي"
تالين بأبتسامه سعيده :
"حاضر. "

وبالفعل غادرت يقين الغرفة واتجهت إلى خالد الذي يجلس على أحد المقاعد بجانب الغرفة التي تمكث بها تالين.

يقين بعملة :
"حضرتك تقدر تأخذها وتروح"
خالد بدون نفس :
" تمام"

ثم نهض واتجه إلى غرفة تالين بدون ان يوجه إلى يقين كلمة شكر واحده.

يقين وهي تضرب كف على الآخر :
"ربنا يشفي."

وذهبت لكي ترى اعملها، بينما خالد دلف إلى غرفة تالين.

خالد بغضب :
"مستريحة كده يا كونتيسة؟ ماكلتيش ليه يا بت؟ هو كان حد منع عنك الاكل؟"
تالين بخوف وهي تهز رأسها بالرفض :
"لا لا، انا بس كانت بطني وجعاني وماكنتش قادرة اكل"
خالد بغضب :
"اتنيلي قوومي لما اشوف اخرتها معاكي"

وهنا قد بدأت رأسها ويدها تتحرك مرة أخرى ولكنها لم تستطيع السيطرة على الأصوات التي تخرج من فمها.

خالد بعد أن جلس على احد المقاعد :
" انجزي يا بت."
تالين بكلمات متقطعة :
" حاضر…. حاضر، قايمة اهو.

وبعدما قلة حركت رأسها ويدها نهضت من على الفراش واتجهت إلى والدها الذي نهض من على المقعد لكي يعودوا إلى المنزل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي