الفصل الثالث

تالين ببراءة :
"انا، انا مش مصدقة، انت بجد بتحبني؟"
جيرارد :
"ايوه بحبك، هتبعتيلي الصور؟"
تالين بسرعه :
"ايوه ايوه هبعتلك. "

ثم بدأت في إرسال له بعض الصور وهي ترتدي الحجاب.

جيرارد :
"زي القمر يا قلبي، بس…..بس يعني.:
تالين :
"ايه؟ في حاجه؟ "
جيرارد :
" انا عايز اشوف شعرك.:
تالين :
" بس انا مش عارفه هينفع ولا لا"
جيرارد :
" ينفع يا حبيبتي، مين قال انو مينفعش؟ ده انا هبقى جوزك."
تالين :
"انت متأكد؟"
جيرارد :
"ايوه يعني هضحك عليكي؟"
تالين بثقة بلهاء :
" تمام، هبعتلك."

وبالفعل قامت بإرسال له بعض الصور ولكن هذه المرة بدون حجاب.

جيرارد :
" قمر، أنا حبيبتي قمر."
تالين بخجل :
" طب طب انا هروح انام."
جيرارد :
" تمام يا حبيبتي، تصبحي على خير."

ثم أغلقت هاتفها ووضعته بجانبها وظلت تفكر فيما سيحدث وهل جيرارد سيتزوجها؟ وهل ستعيش معه حياة سعيدة؟ يا لكي من بريئة يا تالين.

وفي مكان آخر قد ذهبنا له سابقًا، كان كالعادة يجلس فارس أمام جهاز اللاب توب.

فارس بسعادة :
"فاضل على الحلو خطوة. "
علي برعب :
" انا مش مطمن يا فااارس."
فارس بغضب :
"افضل انت قول مش مطمن، مش مطمن لحد ما الموضوع كله يبوظ من وشك الفقر."
علي وهو ينظر حوله بارتباك :
"انا عارف وانت عارف ان حتى لو الحوار ده خلص على خير اللي جاي مش هيخلص على خير وربنا مش هيسيبنا في حالنا. "
فارس وهو ينهض من على المقعد بغضب :
" سيبها لوقتها وبطل نبر في امهاا. "
علي وهو يضع يده على فمه :
" خلاص اتكتمت اهو بس ربنا يعديها على خير."
فارس بعد أن جلس مرة أخرى :
" هيعديها يا اخويا بس انت اتكتم شوية. "

ثم أعاد فارس نظره إلى اللاب توب مره اخرى لاكمال عمله.

وفي اليوم التالي استيقظت تالين وعندما تذكرت محادثتها مع جيرارد ابتسمت بسعادة، ثم نهضت واتجهت إلى المطبخ لتناول الفطور ثم عادت إلى غرفتها مرة أخرى تحت نظرات والديها المستغربة من خروجها ونظرات تولين التي تشعر بالغضب، وبعد ساعة وجدت احد يقوم بدفع الباب الذي تقوم بإسناده بأحد المقاعد.

تولين بأبتسامه صفراء :
"جايلك ضيوف."
تالين بإستغراب :
"مين؟"

فدلفت يقين بأبتسامة جميلة.

يقين بأبتسامه وهي تحتضن تالين :
"حبيبتي عامله ايه؟"
تالين بتفاجئ :
الحمدلله، انتي….انتي هنا بجد؟
يقين بضحك بعد أن ابتعدت عنها :
"ايوه يا قلبي انا هنا بجد."

ثم وجهت نظرها إلى تولين التي تقف وتكاد أن تُخرج اذنيها نيرًا من الغضب والغيرة.

يقين بأبتسامه صفراء :
"ممكن تسبينا مع بعض شوية؟ "
تولين بغضب مكبوت :
"اه، حااضر."
يقين ببرود وهي تشير لها بيدها :
"و خودي الباب في ايدك."
تولين وهي تضغط على أسنانها :
" حاضر."

ثم غادرت الغرفة وقامت بأسناد الباب بالمقعد مره أخرى.

يقين بحنان وهي تمسك يد تالين :
"وحشتيني يا قلبي، قولت اجي ازورك."
تالين بكلمات متقطعة وقد بدأت تفعل هذه الحركات اللاإرادية :
"طب….طب انتي….عرفتي العنوان ازاي؟ "
يقين بأبتسامه :
"جبته من المستشفى، مش لما حد بيجي المستشفى بناخد بياناته انا بقى اخدت العنوان من بياناتك اللي في المستشفى."
تالين بسعادة :
" انا، انا مش عارفه اقولك انا فرحانه ازااااي، بجد فرحت اوووي بالزيارة دي."
يقين وهي تحتضنها :
" قولتلك اعتبرني اختك الكبيرة، وكل شوية هتلاقيني نطالك. "
تالين بأبتسامه :
" تنوري. "
يقين بأبتسامه :
" تسلميلي يا حبيبتي، قوليلي بقى نفسك تطلعي ايه؟ و بتذاكري كويس ولا لا؟ "
تالين بأبتسامه :
" انا نفسي ابقي دكتورة، واكتشف علاج لمتلازمة توريت علشان كل اللي عندهم المتلازمة دي محدش يتنمر عليهم ويعيشوا حياة طبيعية، وبالنسبة لدراستي فأنا يا ستي في الاجازه بتاعت تانية ثانوي، ركزي شوية."
يقين بضحك :
" اسفة اسفة نسيت خالص اننا في شهر يونيو، وأن شاء الله تحققي حلمك وتبقي اكبر دكتورة وتعالجي مرضى متلازمة توريت."
تالين بتمنى :
" ان شاء الله. "
يقين وهي تقوم بفتح حقيبتها :
" بصي جيبالك ايه. "

وقامت بسحب حقيبة من جانبها كانت قد أحضرتها معها ثم اعطتها لتالين.

تالين بأبتسامه وهي تنظر إلى الحقيبة :
" دي ليا انا؟ "
يقين بأبتسامه وتأكيد :
" ايوه يا قلبي، دي ليكي انتي؟"
تالين بإستغراب :
" بمناسبة ايه؟"
يقين بأبتسامه مشاغبه :
"فكري وانتي تعرفي. "
تالين وهي تنظر إلى السقف بتفكير :
"امممم، عيد الثورة؟"
يقين ببلاهه :
"عيد ثورة؟!"
تالين بتأكيد وهي تهز رأسها بسرعه بالايجاب :
"ايوه.:
يقين وهي تقوم بضرب تالين على رأسها :
"عيد ثورة ايه اللي هجبلك في هديه يا بت انتي؟ فكري تاني."
تالين بتفكير :
"لا، لا معرفش. "
يقين وهي تضم حاجبيها بإستغراب :
"مش عارفه ازاي؟ "
تالين بتوتر وكلمات متقطعه وقد عادت لها الحركات اللاإرادية :
" هي حاجة…….ضرورية اوي…… اوي كده المفروض اعرفها؟"
يقين بهدوء :
" لا يا دوب عيد ميلادك. "
تالين بإستغراب :
" عيد ميلادي؟! طب وانتي عرفتي عيد ميلادي منين؟"
يقين :
"من على الفيس."
تالين بحزن :
" بس ده مش عيد ميلادي، ده تاريخ تاني علشان انا معرفش عيد ميلادي امتى. "
يقين :
" طب وانتي ليه ما تعرفيش امتي عيد ميلادك؟ "
تالين وهي تنظر إلى الأرضية :
"انا كل اللي اعرفة اني مولودة سنة ٢٠٠٤، اصل انا مش مهتمه اصلا باليوم ده، ولا في حد بيحتفل بيه اصلا، فعلشان كده مش مهتمه اني اعرفه ولا حتى بدور على شهادة ميلادي علشان اشوفه."
يقين بابتسامة مشرقة وهي تربط على يد تالين :
" خلاص يا تالي، ولا تزعلي نفسك اعتبري ان النهاردة يوووم ميلادك، وأنا هتحفل معاكي بيه، يلا بقى افتحي الهدية. "
تالين بأبتسامه :
" حاضر هفتحها اهو. "

وعندما قامت بفتح الحقيبة وجدت بداخلها صندوق طويل فأخرجته وبدأت في فتحه فوجدت في داخله جميع انواع الشيكولاتة وخمس علب من النوتيلا وكيس من البطاطس المقرمشة ودبدووووب بني اللون.

تالين بسعادة وهي تحتضن يقين بسعادة بالغه :
" الله دي جميييلة اوووووي، بجد شكرا ليكي."
يقين وهي تربط على ظهر تالين :
"تدوم فرحتك يا قلبي."

وبعد أن ابتعدت تالين عن يقين ودعت الصندوق بجانبها و أمسكت الدبدوب وقامت بأحتضانه بسعادة ولكنه سقط من يدها عندما عادت لها الحركات والأصوات اللاإرادية، فقامت يقين بإعادته لها مرة أخرى بأبتسامه.

يقين بأبتسامه :
"ايه رايك نخرج؟"
تالين بحماس :
" نخرج فين؟."
يقين بتفكير :
"بتحبي الشطه؟"
تالين بسعادة :
"جدا جدا، بموووت في الشطة."
يقين بسرعة :
"طب يلا قوووومي البسي بسرعة علشان ننزل."
تالين بفضول :
"هنروح فين؟"
يقين ببرود وهي تربع يداها على صدرها :
"شوية وتعرفي."
تالين بغيظ وهي تتجه إلى الخزان لإخراج ملابسها :
"مش بحب التشوووووويق. "
يقين بضحك :
"انا هخليكي تحبيه. "

وبالفعل قامت تالين بأخذ ملابسها واتجهت إلى المرحاض الملحق بغرفتها لتبديل ملابسها، وبعد ربع ساعة خرجت إلى يقين بأبتسامه.

تالين بأبتسامه :
" تمام انا جهزت."
يقين بعد أن نهضت من على الفراش :
"طب يلا يا حبيبتي. "

ثم غادروا الغرفة متجهين إلى خارج المنزل ولكن ما أوقفهم هو صوت الحرباء الصغيرة.

تولين وهي جالسة أمام التلفاز وترفع إحدى حاجبيها بأستياء :
"ايه ده؟ انتوا رايحين فين؟"
يقين بأبتسامه صفراء :
" وانتي مالك؟"
تولين برفعة حاجب :
"هو ايه اللي انا مالي؟ هي مش اختي؟"
يقين بسخرية وهي تضغط على يدها في محاولة منها للتحكم في غضبها :
"اختك؟! مش اختك دي اللي انتي مش بطقيها وعلى طول بتعيريها؟! مش اختك دي اللي على طول لوحدها؟! مش اختك دي اللي لما بتجلها متلازمة توريت بتقوليها يا معاقة، اصل انتي بتصعبي عليا، عايزانى اكمل ولا كفايه كده؟"
تولين بسخرية وهي تنظر إلى تالين التي تقف في أحد الأركان وتنظر في الأرضية :
" ايه ده انتي قايلالها كل حاجه اهو، لا برافو عليكي. "

ثم نهضت وكانت ستنقض على تالين ولكنها لم تستطيع بسبب يقين التي وقفت أمامها.

تولين بغضب وهي تحاول أبعاد يقين من امامها :
" وسعيييي كده."
يقين ببرود :
"عايزانى أوسع ليييه؟"
تولين بغضب :
"علشان اعلمها الأدب الزفته اللي محتاجه تربية دي. "

وهنا بدأت الحركات والأصوات اللاإرادية تعود إلى تالين.

يقين بغضب وهي تمسك تولين من ذراعها وتجعلها تجلس مرة أخرى :
"والله ما في حد محتاج تربية غيرك هنا، اتهدي شوية، و مالكيش دعوة بتالين تاني علشان المرة الجاي انا اللي هقفلك وللأسف انتي مشوفتيش مني غريب يقين الطيبة فأتمنى ماتشوفيش يقين الشريرة."

ثم اتجهت إلى تالين وامسكت يدها وغادرت المنزل تحت نظرات تولين المشتعلة.

تالين بخوف :
" خليني ارجع البيت تاني، هي مش هتسكت لما بابا وماما يرجعوا هتقوله حاجات محصلتش. "
يقين وهي تربت على كف تالين :
" متخافيش ان شاء الله مش هيحصل حاجه، عايزاكي تستمتعي باللحظة."
تالين بعد أن اطمئن قليلا :
"تمام، بس انتي مقولتليش، احنا هنروح فين؟"
يقين بأبتسامه :
" شوية وهتعرفي."
تالين بتذمر :
" ماشي."

وظلوا يسيرون قليلًا حتى…..

يقين بأبتسامه :
"خلاص وصلنا."

وعندما التفتت تالين لكي ترى ما الذي تنظر إليه يقين وجدت احد المطاعم الهندية.

تالين وهي تقفز بسعادة :
" الله، انا مش مصدقة نفسي. "
يقين وهي تسحبها إلى الداخل :
" طب يلا ندخل، مش هنفضل نتنطط في الشارع."

وبالفعل دلفوا وجلسوا على احد الطاولات وقاموا بطلب طعام حار وظلوا يتناقشوا ويتحدثوا كثيرا حتى يأتي الطعام ولكن قطع حديثهم صوت رنين هاتف تالين، فنظرت له ثم قامت بأخفاض الصوت، ولكن عاد الرنين مره اخرى.

يقين بإستغراب :
" ماتدري يا بنتي."
تالين بأرتباك :
" لا مش ضروري."
يقين بتساؤل :
"هو مين اللي بيتصل؟"
تالين بتوتر وكلمات متقطعه وبدأت رأس ويدها يتحركان حركات لا إرادية :
"ده….ده جيرارد."
يقين بهدوء :
"اممم، انتي لسه بتكلميه."
تالين :
"ايوه."
يقين بتساؤل :
"ادتيه رقمك ليه؟ مش كنتي قايلالي هو فيس وماسنجر بس؟ "
تالين بأرتباك :
"ما هو بصراح يعني…"
يقين بنفاذ صبر :
"ماتنطقي يا بت هو انتي هتنقتيني؟"
تالين بسرعه :
"انا وجيرارد بنحب بعض."
يقين بصدمه :
"ايه ده حصل امتى وازاي؟ "

فقصت عليها تالين كل ما حدث.

يقين بهدوء وتفكير :
" طب وانتي واثقه فيه؟ "
تالين بأبتسامه :
"جدا، ده هو الوحيد اللي بيسمعني وبيفهمني ومش بيحسسني اني فيا حاجه غلط بجد بحبه اووي."
يقين برفعة حاجب :
" هو الوحيد اللي بيسمعك وبيفهمك؟"
تالين بسرعه :
" بعدك طبعًا."

وقبل أن تجيب يقين وجدت النادل يضع الطعام أمامهم.

يقين بأبتسامه :
"طب يلا كُلي."
تالين :
" حاضر. "

وبدأوا في تناول الطعام وكانت تالين تشعر بسعادة كبيرة من اهتمام يقين بها، وبعد ان انتهوا قامت يقين بإيصال تالين إلى المنزل ثم انطلقت إلى منزلها، وعندما دلفت إلى المنزل ألقت بجسدها على الفراش بأرهاق، بينما تالين بمجرد أن صعدت وجدت والديها وتولين يجلسون على الأريكة التي أمام التلفاز وبمجرد أن دلفت من الباب وجدت والديها ينظرون لها بغضب جحيمي فقررت الإسراع إلى غرفتها ولكن….

خالد بغضب وهو يقف أمامها :
"ايه اللي انتي هببتيه ده؟"
تالين بأرتباك :
"عملت ايه؟"
خالد بصوت مرتفع :
"بقى جااااايبه الدكتووورة الفاشلة بتاااعتك علشان تهزق اختك؟"
تالين بخوف :
"والله ما حصل دي تولين هي اللي قلة ادبها ليقين ردت عليها."
خالد وهو يضرب تالين بالكف :
"اختك مؤدبة غصب عنك انتي وصاااحبتك، ولو عرفت انك قليتي من اختك الصغيرة تاني هيكون في تعامل تاني معاااااكي. "
تالين بصراخ وبكاء :
" واشمعنا انا بيتقل منييي عاادي ولا هي بنتكم وانا جايه من الشارع، دي مبقتش عيييشه. "

ثم ركضت إلى غرفتها والقت بجسدها على الفراش وظلت تبكي وعادت لها الحركات والأصوات اللاإرادية وبعد قليل نهضت وامسكت هاتفها وقامت بالاتصال بجيرارد.

جيرارد :
"كنتي فين؟ ماكنتيش بتردي عليا لييه؟ "
تالين ببكاء :
" انا تبعت اوووووي، مش قادرة اتحمل. "
جيرارد :
"في ايه يا تالي بتعيطي لييه؟"
تالين :
"بعيط من الظلم والتعب والقرف اللي انا فيه."
جيرارد :
"طب اهدي يا حبيبتي."
تالين :
"بجد تعبت يا جيرارد، تعبوني."
جيرارد :
" خلاص يا تالي اهدي يا حبيبتي، انا معاكي."
تالين :
" اللي مصبرني على اللي بيحصل انت ويقين، مش عارفه من غيركم كنت هعمل ايه."
جيرارد :
" مين يقين؟ "
تالين :
" دي الدكتورة اللي كانت بتعالجني لما كنت في المستشفى."
جيرارد :
" طب روحي نامي يا قلبي، وبكره هبقي اكلمك واطمن عليكي. "
تالين :
" تمام تصبح على خير."
جيرارد :
" وانتي من اهلي."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي