الفصل الرابع

استيقظت تالين على صوت هاتفها وكانت المتصله يقين فقامت بالرد دون أن ترى من المتصل.

تالين بنوم :
" الشخص الذي تريد أن تحدثه الآن خارج نطاق
التغطيه. "
يقين بصراخ :
" تااااااااالي. "
تالين بعد أن قفزت من الفراش :
"حرام عليكي يا يقين حد يصحى حد كده؟"
يقين بضحك :
"احسن علشان بعد كده تردي وانتي فايقه."
تالين بعد أن جلست على الفراش مرة أخرى :
"في ايه يا يقين؟ في حد يعمل كده؟ "
يقين :
" اه انا، انا امبارح ماتصلتش بيكي لما روحت قولت
يمكن تكوني نمتي."
تالين :
" ايوه انا فعلًا نمت."
يقين :
"عملوا معاكي حاجه امبارح؟"
تالين :
" ايوه. "

ثم بدأت تقص عليها ما حدث.

يقين :
"معلش يا حبيبتي فترة وهتعدي. "
تالين بتكرار :
" ايوه فترة وهتعدي."
يقين :
" هقفل معاكي دلوقتي علشان انا رايحه
المستشفى."
تالين :
" ماشي، ربنا معاكي، سلام"
يقين :
"سلام."

ثم نهضت من على الفراش واتجهت إلى أحد الأركان في الغرفة والتي يوجد بها مكتب صغير وأخرجت دفتر للرسم وجلست ترسم، نعم تالين ماهرة فالرسم وتحب الرسم كثيرًا وبعد ما يقارب الساعتين او اكثر انتهت من رسمتها وقامت بكتب رسالة بجانبها ثم أغلقت الدفتر ووضعته على المكتب ونهضت وأرسلت إلى جيرارد، ولكنه لم يجيب فظنت انه لديه عمل فعادت مرة أخرى إلى دفتر الرسم وبدأت في رسم شيء آخر او ربما شخصًا أخر، وبعد مرور كثير من الوقت انتهت اخيرًا من رسمتها الثانيه، ثم توجهت إلى خزانة الملابس واخرجت ملابس لها ثم توجهت إلى المرحاض الملحق بغرفتها لكي تستحم، وأثناء استحمامها كان جيرارد يقوم بالاتصال ولكن من قامت بالرد ليست تالين.

جيرارد :
"الو، ايوه يا تالين كنتي عايزة حاجه؟"
تولين بغضب :
"انت مين؟ وتعرف تالين منين؟"
جيرارد :
"انتي اللي مين؟"
تولين :
"انطق انت مين؟"

ولكنها لم تتلقى اجابه حيث قام جيرارد بأغلاق الخط في وجهها فنظرت إلى الهاتف بغضب ثم نظرت إلى باب المرحاض بتوعد وغادرت الغرفة.

تولين وهي تجلس بجانب والدها :
"بابا شوفت تالين عملت ايه؟ "
خالد بملل :
" امم عملت ايه؟ "
تولين بخبث :
"انا كنت معدية من جمب اوضتها عادي وسمعت فونها عمال يرن ومش بيبطل فقولت ادخل اشوف مين علشان هي بتتسحب فلقيت الرقم My love فأنا استغربت مين حبيبها ده، قولت ممكن تكون صاحبتها ومسجلاها كده عادي بتحصل، بس لما رديت لقيته واحد يا بابا بنتك بتحب يااا بابا."
خالد وهو ينهض بغضب ويتجه إلى غرفة تالين :
" والله لاربيها قليلة الربابه. "

وعندما دلف إلى غرفة تالين وجدها تقف وتقوم بتجفيف شعرها فأقترب منها بغضب وقام بجذبها منه.

تالين بصراخ :
" اههه، في ايه ياا بابا؟ انا عملت اييه؟ "
خالد وهو يضربها على وجهها :
" بقى عايزة تحطي رأسي في الطييين؟ ده انتي موتك على إيدي. "
تالين ببكاء وهي تحاول إخفاء وجهها بيدها :
"والله يا بابا ماعملت حاااجه ، والله ماعملت حاااجه. "
خالد بصوت مرتفع لتولين التي تقف عند باب الغرفة لمشاهدة ما يحدث :
"هاااتي الزفت بتاعها. "

فأتجهت تولين إلى فراش تالين بسرعة وتناولت للهاتف ثم ناولته لوالدها الذي وضعه امام وجه تالين التي مازالت خصلاتها بين يديه.

خالد بغضب :
" افتحي الزفت ده. "
تالين ببكاء :
"حاضر."

ثم قامت بفتح الهاتف له وعندما دخل على الاتصالات وجد ان اخر اتصال من My doctor.

خالد وهو يشير إلى الرقم :
"مين دكتورك ده؟"
تالين ببكاء وهي تحاول نزع يده من على خصلاتها:
"ده يا بابا دكتوري النفسي."
خالد وهو يجذبها من خصلاتها بحده ويلقيها على الفراش:
" دكتور ايه يا بت انتي؟ انتي هتضحكي عليا؟"
تالين ببكاء :
"صدقني يا بابا ده دكتوري النفسي."
خالد بصراخ وهو ينهال عليها بضرب عنيف :
"فين امك تيجي تشووووف تربيتها الزباااله، يااا زبااااله. "
تولين ببرود :
"ماما عند جارتنا."

ولكن خالد لم يعطي لها بال.

خالد ومازال مستمر في ضرب تالين :
" اخرتك هتبقى على أيدي ياااا زبااااله. "

وهنا بدأت تصدر الأصوات الغريبة من فم تالين وبدأت يدها ورأسها يتحركان بشكل سريع.

خالد ولم يشعر بالشفقة اتجاهها :
"خطك ده هاخده اكسرهوووولك يااا حقيرة."

ثم تركها وتوجه إلى هاتفها الذي القاه على الأرضية وقام بإزالة الشريحة من هاتفها وكسرها وقذف الهاتف على الأرضية، ثم نظر إلى تالين التي مازالت على حالها باشمئزاز ورحل، وأيضًا ركضت تولين إلى غرفتها وهي تشعر بالسعادة تغمرها بينما كانت تالين تبكي وتصرخ بصوت مرتفع من الألم الجسدي الذي قد تعرضت له، ثم نهضت وقامت بأسناد باب الغرفة بالمقعد واتجهت إلى هاتفها الذي أصبحت شاشته غير صالحة وقامت بمراسلة يقين وأرسلت لها كل ما حدث ولكن يقين لم تجيب لأنها كانت في العمل، ثم أرسلت لجيرارد وقصت عليه ما حدث معها لكن ايضًا لم يكن نشط على الإنترنت، فنهضت وجلست على الفراش وضمت جسدها بيداها وكل دقيقتين تعود لها الحركات اللاإرادية وكانت تبكي على ما يحدث لها، فهي تشعر بالذل والمهانه تشعر بأنها لعبة لكل من يشعر بالملل يتسلى بها قليلًا، ظلت تبكي حتى غلبها النعاس، وفي الخارج عندما عادت وفاء قص عليها خالد ما حدث.

وفاء بغضب :
"اقوووم اموتها الزفته دييي."
خالد وهو يمسكها من ذراعها قبل أن تنهض :
"اتهدي يا ولية، انا علمتها الأدب."
وفاء وهي تضرب على فخادها :
"مقهوووره اوووي يا خالد، بقى الحيوانة دي تعمل كل ده؟"
خالد :
"قولتلك اهدي وبطلي صداع، انا علمتها الأدب وهي هتحرم."
وفاء وهي تضع يدها على رأسها :
" اما نشوف اخرتها معاها."

وبعد مرور ساعتين استيقظت تالين وبدأ الألم يضرب جسدها بشدة، ثم نهضت وامسكت هاتفها وقامت بفتح منصة الرسائل الخاصه بجيرارد فوجدته قد رأى الرسائل لكنه لم يجيب فشعرت بالإستغراب، ولكنها لم ترسل له وأرسلت ليقين التي قد اجابت عليها.

تالين :
" انا عايزاكي تجيلي بعد ما تخلصي شغل."
يقين :
"طب يا حبيبتي انا هخلص واجيلك على طول، وخليكي في الاوضة وماتخرجيش."
تالين :
"انا فعلًا مش هخرج من الأوضة."
يقين :
"طيب يا حبيبتي خلي بالك من نفسك على ما اجيلك."
تالين :
"حاضر، عايزة اقولك قبل ما اقفل ان حطالك كراسة رسم على المكتب عايزاكي تشوفيها وكتبالك فيها حاجه. "
يقين :
" خلاص يا حبيبتي لما اجي ابقي ورينا كل اللي أنتي عايزاه، سلام يا قلبي. "
تالين :
" سلام."

وبعد أن أغلقت مع تالين ذهبت إلى منصة الرسائل التي بينها وبين جيرارد.

تالين :
" انت ليه شوفت الرسايل وماردتش؟ اول مره تتجاهلني. "
جيرارد :
" علشان زهقت. "
تالين بصدمه :
" زهقت مني؟! حتى لو زهقت مني مفيش دكتور بيزهق من مريض عنده"
جيرارد :
"ايه ده هو انا مقولتلكيش؟! مش انا مش دكتور نفسي ولا نيله؟"
تالين :
"يعني ايه؟"
جيرارد :
"يعني انا اصلا واحد نصااب، واحب اقولك ان صورك معايا، واقدر انشرها على النت، بس احب اقولك انها مش هتتنشر عادي تؤ تؤ دي هتتنشر بفضيحة، هتتنشرلك بمنظر غير راقي."
تالين :
"يعني ايييه؟ يعني انت ضحكت عليا؟ وانت ولا دكتور نفسي ولا نيلة."
جيرارد :
" للأسف دوري على حد تحكيله عقدك النفسية. "
تالين :
" انت بتعايرني؟! انا……انا حبيتك، انا اتعلقت بيك، ده انا كنت بحلم بنفسي وانا معاك، حرام عليييك. "
جيرارد :
" اووووه، اسف ماتأثرتش."
تالين :
" انت ايييه يا اخي ماعندكش قلب؟ "
جيرارد :
" لا عندي بس قلبي قلب ناس زبالة. "
تالين :
" حراام عليك، بجد حرام عليك."
جيرارد :
" اقصري شري وعندك حلين علشان صورك ماتتنشرش يا اما تبعتيلي نص مليون جنية، يا اما تجيلي البيت."
تالين :
"هجيب المبلغ ده منين، هجيبه منيييييين؟ "
جيرارد :
"ماليش فيه اتصرفي يااا قطة. "

وبعد أن انتهاء المحادثه بدأت تالين في الصراخ واللطم.

تالين بصراخ :
"يالهووووي يالهووووي، انا روحت في داااهيه، ابويا هيقتلني، يالهووووي اعمل ايييه؟ اعمل ايييه؟"

ثم نهضت وامسكت ورقة وقلم وقامت بكتابة شيء ما ثم وضعت الورقة في دفتر الرسم، ثم توجهت إلى المرحاض ومازالت تبكي فقط، اما عند يقين بمجرد أن انتهت من عملها توجهت إلى منزل تالين لتعلم ماذا تريد، وعندما صعدت إلى المنزل طرقت على الباب فقامت وفاء بالفتح لها.

يقين بأبتسامه عملية :
"تالين موجوده؟"
وفاء بغضب :
"ايوه وش الفقر جوه."
يقين وهي تجاهد في الا تغضب :
"لو سمحتي متقوليش عليها كده."
وفاء بعد أن تركت يقين على باب المنزل ودلفت :
"ايوه ما تلاقيكي انتي اللي بتشجعيها تعمل كدة."
يقين بعدم فهم :
"انا مش فاهمه منك اييي حاااجه."

ثم دلفت إلى غرفة تالين وقامت بأسناد الباب بالمقعد مرة أخرى.

يقين بنداء :
"تالين، تالين…. اممم، شكلها في الحمام."

ثم اقتربت من المكتب لكي ترى هذا الدفتر الذي قد اخبرتها عنه تالين، وبالفعل وجدت دفتر صغير، وقبل أن تفتحه وجدت هاتف تالين ملقى على الأرضية، فوضعت الدفتر في حقيبتها لكي ترى ما أخبرتها به تالين، وقامت بتناول الهاتف من على الأرضية فوجدت ان شاشته أصبحت غير صالحة لكن الهاتف يعمل، فقامت بوضعه ايضًا في حقيبتها ثم ذهبت في اتجاه المرحاض وطرقت على الباب ولكن لا إجابة.

يقين وهي تطرق على الباب بتوتر :
"تالين انا هفتح الباب، تااالين!"

ولكن لا توجد إجابة فقامت بفتح الباب ولكن، ما هذا؟ هل هذه دماء، يا إلهي لا اريد ان اكمل فتح الباب، ولكنها مضطرة لفتحه لكي ترى حال تالين، وبالفعل قامت بفتح الباب الآخرة ورأت ما كانت تتوقع رؤيته، ولكن ما هو الذي رأته؟

بينما في مكان آخر كان يجلس فارس بسعادة كبيرة.

فارس وهو يقفز من السعادة :
"قولتلك يا ابني، دي مش اول مرة اعمل فيها شغلانه زي ديييي، هنكسب من وراها دهب."
علي بتوتر وهو ينظر إلى فارس برعب :
"لا لا انا لسه مش مطمن."
فارس بغضب من خوف علي المبالغ به :
"ولا انت قرفتني في عيشتي، انا زهقت منك يااا جدع، غووووور."

وبالفعل نهض علي وركض من امام فارس بخوف مما سيفعل به اذا لم يرحل من أمامه.

فارس وهو يمسح على رأسه بغضب :
"عيل خوااف، خيخه."

ثم عاد للرقص والاحتفال بنجاحه في عمله.

اما عند يقين فوجدت جسد تالين ملقى على الأرضية بلا روحي والدماء تخرج من يدها بغزاره.

يقين وهي تشعر بأنها لا تتذكر اي شيء عن الطب نتيجة لصدمة ما رأت :
"تالين، ماتهزريش."

ثم اقتربت منها ببطء ووضعت يدها على يد تالين المجروحه وكأنها تحاول إيقاف النزيف ولكن بدون فأئدة.

يقين بصراخ وهي تمسك وجه تالين الشاحب :
"تااالين، لا ماتهزريش، تااااااااالين، انا ما صدقت اني بقى عندي صاااحبة، لا يااا تااالين لاااا، ليييه عملتي كده؟ قولتلك خلي بالك من نفسك على ما اجي، حرااام عليكي، بجد حراااااام عليكي."

وقد حضر والديها وشقيقتها على صوت الصراخ امام باب المرحاض.

يقين وهي تنظر لهم بعيون حمراء من كثرة حبس الدموع بها والغضب والكره بدأ يتملك منها جهتهم :
" انتوا السبب، هي عملت كده بسببكم، صدقوني لو حصلها حاجه مش هسيبكم في حالكم اطلبوووو اسعاااااااف. "

وبالفعل قاموا بطلب الإسعاف وكانت كل ما تفعله يقين انها تحتضن تالين ولا تريد تركها فهي بالفعل اعتبرتها شقيقتها الصغرى وصديقتها، فهي يتيمة وليس لديها أشقاء وعندما اقتربت من تالين كانت تشعر بأن روحها تطير من السعادة ولكن الآن روحها أصبحت معلقة في المنتصف ولا تعلم اتسقط أم تصعد إلى الأعلى بسعادة مرة اخرى؟! وعندما وصلت سيارة الاسعاف وقاموا بأخذ تالين إلى الأسفل وصعدت معها يقين في سيارة الإسعاف وعندما وجدت أسرتها تريد الصعود نظرت لهم بحده.

يقين بصراخ :
"ايييه؟ عايزين ايييه؟ روووحوااا اركبوا اي حاجه ولا اقولكم ماتجوش اصلا."
خالد بغضب :
"انتي اتجنيتي ولا ايه؟ دي بنتنا."
يقين بسخرية :
"اه بنتكم، أقفل يا ابني الباب ده، ومادخلش الناس دي."

وبالفعل نفذ العامل طلبها فهي طبيبة وتعلم مصلحة المريض اكثر منه ولكنه لا يعلم أن يقين أصبحت في هذا الوقت مجرد مواطنة عادية لا تعلم او لا تتذكر أي شيء قد درسته في الطب كل ما تفعله هو النظر إلى وجه تالين والبكاء فقط، وعندما وصلوا إلى المستشفى هبطوا وحملوا تالين وادخلوها إلى المستشفى وكانت يقين تسير بجانبها، حتى وصلوا إلى غرفة بقسم الطوارئ.

يقين وهي تنظر لهم بدموع :
"هاتوا دكتوووورة، انا مش عارفه هعملها ايييه، هاتوا دكتورة بالله عليكم، هاتوا دكتورة تااانيه، انا….. انا مش دكتوووورة."
احد الممرضات :
"اهدي يا دكتور مش كده، حاضر هنجيب دكتورة تانيه بس اهدي متعملش كده."
يقين وهي تهز رأسها بعشوائية سريعة :
"انا هادية، انا بس عايزاه كويسه."
الممرضة وهي تربت على كتفها :
" اطمني ان شاء الله هتبقى كويسه. "
يقين ببكاء وهي تنظر إلى الأعلى :
" يااا رب."

وبالفعل حضرت طبيبة اخرى.

الطبيبة وهي تشير إلى باب الغرفة :
" معلش يا دكتور ممكن تستني بره؟"
يقين بعد أن جلست على احد المقاعد :
" لا الله يخليكي خليني، انا دكتور زيك ومش هضايقك في حاجه. "
احد الممرضات :
" خلاص يا دكتور خليها قاعده."
الطبيبة بعملية :
" تمام."

وبدأت في مباشرة عملها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي