أرض أقسمت بموتي

وَرد السيد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-21ضع على الرف
  • 24.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول بدايه القصه

جـــــــــــــــــــــــــوريات


أُدعــــى جوريــــَات،

أبلغ من العمـر ثمانية عشر عاماً
أسير الآن في شوارع تلك المدينه التـي رأيت فيها مالا يحكـى ولا يـقال اسيـر وللمرة التي لا حصر لها
بمفردي،
ابكي وللمرة الاولي منذ سنوات
تتلألأ الدموع في مقلتاي وتهبط كشلال وقف
لسنوات عن العمل ثم عاد يضخ مياهه وبقوه كأنه
اقسم بأن يعـوض السنوات الذي توقف فيها ،
لا اعلم لما هذا الكم من البكاء،
فهذه ليست المرة الأولي الذي اشعر فيها بأنني
بمفردي فأنا هكذا منذ وقت طويل ، توفا ابواي
وأنا في الثانية من عمري، وقام برعايتي رجل كريم
الي الآن لا أصدق ما قاله الناس عنهم
لا اصدق بأنهم قتلوا انفسهم وقفزوا من مبني يبلغ طوله اكثر من مائه وثلاثون متـراً،
لماذا نسوني
لماذا تركوني هَـكذا،
لماذا لَم يأخذونني معهم،
كم هائل من الأسئله تدور في رأسي في كل مرة
اتذكرهم فيها

كنت ارى بيت ابواي ولكنني عزمت علي عدم دخوله، لا اريد دخول بيت اناس بتلك الانانيه
كان يكفي بكائي حين أراه ،
لن أسامحهم أبداً علي ما فعلوه بي،


بعد وفاتهم، اخذني رَجل كريم يدعى 'قَـائم' قام
بتربيتي والاعتناء بي كان اكثر من أب بالنسبة لي،
لا اعلم ما هذا الكم من الحب الذي كنت اراه في
عيناه وفي معاملته لي، علمني الكثـير عن الحياه
وجعلني اعاهده بأن لا اتـزوج لأنه قال بأنه دمار لي،
لن انسى كلماته لي قبل وفاتِـه بأيام حيث كنت
حينها في العاشِـرة مِن عُـمري، قال لي لا تستأمني
أحد علي اي شيء لا تقعي في الحب عزيزتي فحتماً سَـتُسحقين اقسم لك بأنك ستسحقين، لا تصادقي
احد لأنك ستتعبين وتخذلين،
لا تتزوجي لأنك ستكسَـرين، لا تبكي لا تضعفي عزيزتي ظلي علي هذا الكم من القوه كوني قويه كعينيك
الذي لا تظهر قوتك الي من خلالها رغم جمالها
ولونها الذي يشبه الذهب الا أن القوه تظهر فيها،
لا مكان للضعفاء هنا انا لا أريدك ان تتحطمين،،

كانت هذه كلماته الأخيرة في هذا اليوم قال لي
اذهبي الى مكان بعيد لن يجدك فيه أحد، كنت حينها في بداية سن العاشرة ،
لم يخبـرني عن السبب ولكنه قال لي هذا وأصر علي
ذلك،
، لا أعلم لماذا اوصاني بمغادرة البلدة ولكني لبيت
طلبه
بعد مغادرتي البلده بشهور ذهبت الي بيته فأخبـرني سكان البيت الذي بجوراه انه توفي منذ شهرين بأزمة قلبيه
حـزنت حينها حزناً شديدا
شعرت ولوهله انني لم يعد لي أهميه وأستحق
الموت

لكننـي اعتدت علي غيـابه واتقنت العيش بمفـردي
ولكنه ترك لي جرحاً عميقاً في قلبي منذ غيابه
لم ولن انسي طيبة قلبه وحنانه واهتمامه بي،
كنت كلما أشعر بأنني سأقع في مكيدة البشر اتذكر
كلمات ذاك الرجل العَـزيز، تركني وانتقل الي رحمة
خالقه، صرت بعده بلا احد سوى خالقي كنت اظل
بالأيام بلا طعام ولا شراب
وحين يضيق بي الحال اذهب واتناول الزهور،
بعد مده قمت بالعمل في مطعم صغير حيث تعلمت الطهي من صاحبته كانت سيده في منتهي الحنان
واللطف علي عكس ابنتيها اللتان كانتا توقعاني
بالمشاكل لأن امهما كانت تفضلني وتحبني عنهما،
غضبت منهما ذات مره فلكمت كلاهما لكماً حطمت للأولي انفها وللثانية اسنانها، ثم رَحلت،
رحلت وانا حزينه علي ما فعلته، تجولت قليلا في شوارع المدينه ثم عدت
غفوت وانا جالسه علي جذع شجره بعيده قليلا عن
هذا المطعم،
بعد استيقاظي ذهبت لأتفقدهما وأري هذه السيدة وأعتذر منها علي ما بدر مني،
سمعت وانا اسير اطفال يتحدثون ويشيرون الي
ثم رأيت فتاه صغيره رأتني ثم بكت وقامت بالركض،
سمعت الفتاتان نفسهما يقولان هذه هي من
حطمت كلانا بلكماتها ليست ببشر هي ليست ببشر
ثم بادروا بالبكـاء،


ما هذا بحق السماء مجرد لكمتان كسرت وجهيهما
الجميل،
هم فقط ضعفاء ليس الا، كنت انا حينها في الثانية عَـشر من عمري حينما توقفت عن العمل في
المطعم ذاك كنت ابيت بهذا المطعم طوال سنتين عملي فيه،
كان جسدي صغـير علي لكمة كهذه اعلم، لكنني
كنت ارى العجوز الذي قام بتربتي حينما يغضب
يلكم
اي شيء حتي وجهه هو،
قال لي يجب انت تكوني قويه، القوه ليست للرجال
فـحسب فجميع النساء اقوياء ولكن بعضهم لم
يعلموا بعد بقوتهم،
فمن ذاق مرار الدنيا، اصبح من اقوى الأقوياء،
وانا علي يقين تام بأنكِ ستكونين قويه عزيزتي لأنك
عندما تنضجين لن تتحملي قسوة ما مررتِ بِه وما
ستعرفينه ،
لم افهم كلماته البته وما هو مقصده بقول ما ستعرفينه هذه، لكن كلماته كانت توقظني وتصفعني بقوه حينما اشعر ولوهلة بالضَـعف كأنه منبه صمم
خصيصا من أجلي لينبهني عند الضعف والوقوع،


كنت اقف بثبات مرعب امام كل الصدمات التي حدثت معي
كنـت اذهب بخـيالي لمستقبل افضل هروباً من هذا
الواقع المؤلِـم،
كنـت اقوى ما خلق، اتحمـل مالا تستطيع فتاه
تحـمُـله، اسير واذهب وأتحدث واعمل حتي تتحطم
عظامي مررت بالكثير والكثيـر اشياء لا تـحكي ولا
تذكر ولا توصف، اقسم بأن لم يستطيع احد الصمود
اكثر
مني، كل ما في الأمر انني حقاً تحمـلت الكثير،
اتذكر كل هذا وابتسم لصمودي الي الآن لا يزال هناك الكثيـر والكثـير لكنني لم اعد استطيع البكاء اكثر من هذا فتوقفت ذاكرتي عن التذكر حينما اتت فتاه
في اوائل العقد الثاني من عمرها وجلسَت بجـواري
وبدأت بالبكاء ثم بدأت بالحديث
وهي تشهق من كثرة بكائها.

"تــــــــــــوقفت جوريات وقامت تينـا بالتحـدث"

كنت اركض ولا اعلم الي اين سأذهب بعد ان انفصلت عن زوجي بعد زواجه من الخادمة حيث القى بي
كالقمامة خارج المنزل،
ركضت ولا اعلم وجهتي،
لم تعد قدماي تحملانني فجلست بجانب فتـاه كانت
تنظف وجهها لتخفي اثر بكائها،
ثم بدأت انا في الحديث قائله ببكَـاء وانا أخفي وجهي بين كفيّ :
ــ كنت اعلم انه سيفعل هذا، اقسم بأنني كنت علي
يقين بأن هذا سيحدث

بعد دقائق قالت جوريات بأسى وحزن :
ــ ما بِـك عزيزتي ومن انتِ
قلت وما زلت ابكِ :
ــ أدعي تينا لقد انفصلت عن زوجي منذ دقائق بعد
زواجه من خادمتي
ــ كان محقاً سيد قائم فجميعهم خائنون وأوغاد حقاً

كان هذا رد جوريات ثم اكملت قائله:
ــ ادعى جوريات وأفضل جوري اختصاراً لطول هذا
الاسم ولأن السيد قائم كان يناديني بجوري دائما،
ثم أكملَت بابتسامه عذبه:
ــ وسعدت بلقائك سيدة تينا لكن كم تبلغين من
العمر مع هذا الجمال
ابتسمت ثم قلت :
ــ واحد وعشرون عزيزتي جوري،

قالت :
ــ تبدين اصغـر من ذلك عزيزتي

قلت وانا اتحسس اسفل عيني لامنع عبراتي من
السقوط :
ــ هل،
هل يمكننا ان نكون اصدقاء رجاءاً

قالت جوريات بأسف :
ــ عذراً لكني عاهدت شخصاً بأن لا اصادق احداً البته
، اعتذر علي كلماتي الجارحة تلك، لكن لا يمكنني
اظهار شيء او القبول به بينما داخلي يرفض.

اجابت قائله بابتسامه تعلو ثَـغرها :
ــ حسناً لا تتخذيني كصديقه وصادقيني كشخص عابر
لكن هل تمانعين بأن تكوني انتِ ملجأي الوحيد
حيث لا اعلم مكان ابواي بعدما قاطعتهما لأتزوج
من هذا الوغد الخائن

جوريات:
ــ حسناً لا أمانع عزيزتي

كنت سعيدة جداً لمصادقتي لجوريات،
احياناً تقودنا الصدفة الي اشخاص رائعون، تظل عمراً بأكمله تبحث عن شخص يشبهك ثم تجده صدفه،
صدفه لم يتم التخطيط لأجلها بل ولا حتي التفكير
بوقوعها.

كانت جوريات جميله نوعاً ما وقويه،
اخبرتني بأن عمرها ثمانية عشـر
لكن هذا لا يبدو علي مظهرها بتاتاً
كانت قوية للحد الذي يجعلك تظن بأنها في العقد
الثالث من عمرها،
هي ليست بالجمال الباهر ولكن كان بوجهها
وببراءتها شيء يجذبك نحوها ويجعلك حتماً تَـقع
بحبها،
كانت ملامحها حقاً كفيله باطمئنانك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي