الفصل الثانـي تكـملة البدايه

(جــوريَـات)

بَعد مصادقة تينا لي من الممكن ان نقول انه تغيـر
و
ضعي نوعاً ما،
حيث كانت تُشـاركني كل شيء وكانت حقاً تحمل
عني الكثـير لم اقص لها عن اي شيء أبداً كي لا
اعتاد علي ذلك،
لكنها كانت تقص لي عن اشياء كثيره جدا حتي
ظننت انه لم يعد هناك ما يقال حقاً،
كنت اظن ان الصداقة امر متعب كما قال السيد
قائم لكنني رأيت عكس ذلك نوعاً ما ، ولكني
التزمت بقول السيد قائم،
كنت كلما اريد ان اقص عليها شيء اتذكر كلمات
ذاك الرجل ، فأتراجع فوراً دون تفكير، كانت تحترم
رغبتي بعدم البوح لها عن أي شيء،
وكان هذا يزيد من احترامي لها يوماً بعد يوم،
ذات يوم كنت اريد الجلوس بمفردي حتي جاءت الي
وبكت وكانت تسألني اذا فعلت هي ما يغضبني
ليجعلني ارحل من هذه الغرفة الصغيرة الذي نسكن بها هي بجانب عملنا بمصنع ملابس حيث جعلنا
نسكن فيها صاحب المصنع،

ظلت تبكي وتطالب بأن لا اتركها، اخذت وقتاً كثيرا
لإقناعها بأنني اريد المكوث بمفردي بضع ساعات
فحسب حتي وافقت فقمت انا بالنهوض والخروج
من هذه الغرفة

سِرت وانا اتذكر ما حدث بعد تركي لمطعم السيدة
والفتاتان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تذكرت حينما كنت اسيـر دون وجهه ودون مكان
اقصد الذهاب اليه بعد ترك المطعم،
ذهبت لأبحَـث عن مطعم آخر حيث كان طعامي
وطهي يُضرب بهما الامثال،
كان مبهراً نوعاً ما ان فتاه في الثانية عشـر من
عمرها علي دراية بكل اسرار الطـهي والطعام حتي
ذهبت الي مطعم كبيـر عن مطعم السيدة وابنتيها،
هرولت باتجاه صاحبه اطلب العمل وأحاول اقناعه
بأنني علي علم تام بالطهي،
كان ردة فعله اثارت غضبي غضباً لم اغضبه مِـن ذي
قَـبل حيث كان رده بأنه القـى بشيء مقزز حد التقيؤ
علي وجهي،
كنت اود البكاء وبشده لكنني اقسمت بأن لا افعَل،
ثم غادرت المطعم بهدوء ما قبل العاصفة،

ذهبت حينهــا وانا واضعه وشاح السيد قائم الذي
اهداه الي واقسمت بأن لا انزعه البته وحقاً افادني
كثيراً وضعته علي وجهي لكي لا يعلم احد هويتي
حيث كان اناس كثيرون يقولون انها ابنة المنتحرين حيث كان ابي قبل زواجه من امي زعيم البلدة فكان
البعض يعلم من انا والبعض لا يعلم طلبت شعله من شخص كان يدخن بالجوار وذهبت انا من الباب
الخلفي للمطعم وأشعلت ستائره وغطاء بعض
المنضدات،
رأيت صاحب المطعم هذا في حاله لا يرثى لها حيث كان يصرخ ويبكي بكاء جعلني اندم ولوهلة علي
فعل هذا،
لكنني ازحت هذه الفكرة عن بالي وأزلت الوشاح
من علي وجهي وابتسمت بسخريه وانا انظر باتجاهه واشعلت الشعلة الذي بيدي ونظرت اليها
واعدت نظري اليه لأعلمه بأن العبث مع فتاه مثلي مستحيل ، فتح الرجل فمه من الصدمة ووقع
مغشياً عليه،
رحلت وأكملت سيري حيث لا اهتم بصرخات البعض لإطفاء ذاك الحَـريق،
لم ينتابني القلق نهائياً اذا علم احد بأنني من فعلها، علي العكس تماماً كنت اريد معرفتهم بأن العبث
معي امر مفروغ منه، حدثت امور كثيره مشابهه لهذا، حيث كان يقذف بي بالحجارة حين اتقدم لأي عمل،
اقسم بأنني اعدت الصفعة صفعات ، من القي علي
حجاره واحده حطمت له زجاج مسكنه بأثره وزجاج كل شيء يحيط بِـه، من اساء الي بكلمـة جعلتـه يندم
بقـية حيـاتِـه، من نـَـظر الي نظـره لا اريدهـا كنت أحطم عـظامه، كان الـجميع يهابنـي، لم يقدر أحد علي
العبث معي، حتي عندما حاولوا الانتقام منـي
لفعل فعلته معهم لم يقدروا وجعلتهم يندمون
مره أخـرى ،
لـم يستطيعوا امسـاك دليل واحد ضدي دون خطأ
منهم،
كانوا يخطئون هم اولاً ثم اقوم انا بالرد دون انذار
، وأرد بقـوه،
كنت حقـا لا أهاب انسيـاً، لأنني فقدت الكثيـر لالا
ليس الكثيـر، انا بالأحرى فقدت كل شيء لم يتبقى
لي سواي لست علي استعداد بفقدان نفسي انا الأخرى لـذا كنت ادافع عن نفسي ولو كلفني هذا الأمر
حياتي، فليحدث ما يحـدث الأهم انا اكون علي اقتناع تام بأنني علي صواب،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
توقفت ابتسامتي عن تذكر مشاغبتي علي نداء تينا
بأن صاحب المصنع يريدني ذهبت اليه وكنت علي
يقين بأنه سيفعل كالبقية ويقوم بفصلي من عملي
لكثرة شرودي ولكن حدث مالم يكن بالحسبان.


صاحب المصنع "شاكـــــــــر يتحدث

كنت ارى الغموض في عينيها كانت بارعه في اخفاء حزنها، لم اراها سوى ابنتي،
جاءت تطلب العمل بعد وفاة زوجتـي،
احببت هدوئها وغموضها لأنها تذكرني بها ،
لم يمر سوى عاماً ونصف علي عملها معي،
كانت سعادتي لا توصف حين اتت بفتاه تدعى تينا
للعمل، كنت سعيد فقط لأنها لن تكون بمفردها،
وسيكون هناك من يساعدها بكل شيء،
ترددت كثيرا لـتلك القرار الذي اخذته للتو لكنني علي علم تام بأن لا أحد يستحق هذا سـِواها،
بالرغم من براءتها الا أنها حين تغضب تتحول كلياً
ولم يقدر احد علي ايقافها البته،
اتذكر حين صرخت احدي العاملات بوجهها لأنها لم تبادلها الحديث، قامت ولكمتها لكمه ارعبتني،
كانت اللكمة علي اذن الفتاه ثم بعدها سال دمائها
وقالت من سيمحي هذا الدماء من وجهها والأرض سأمحي اسمه وتاريخ عائلته من الوجود،
ونظرت الي نظره لم انساها قط طوال حياتي كانت
نظره ضعيفة جدا تقول لي من خلالها انا لست
مخطأة سامحني ارجوك، كانت بعد كسر قدم
احدهما وكسر ذراع هذا وتحطيم انف تلك كانت
تأتي لتعتذر مني وتقول بأنها لا تؤذي الا من يؤذيها وأنها حقا في غاية الحنان واللطف مع من يستحق،
اتت الي بعدما ارسلت تينا للإتيان بها وقلت لها
بعد تفكير طويل:
ــ جوريات انا سجلت هذا المصنع باسمك مولاتي
ــ آسفه انا لا اقبل بشيء كهذا
كان هذا رد جوريات ثم اكملت قائله:
ــ انت كأب بالنسبة لي لكن لا يمكنني ان اتحمل
مسؤولية شيء كبير الا هذا الحد

قال:
ــ عذراً تينا ايمكنكِ تركنا لدقائق
ــ حسناً سيد شاكر اوامرك
كان ذاك رد تينا قبل ان تذهب

اخرج زفيره قائلاً :
ــ مولاتي
لم يتبقى من عمري سوى القليل

قالت جوريات بحزن :
ــ لا تقول هذا سيد شاكر ارجوك

قال :
ــ قد فات الاوان لم يعد شيء يصلح سوي الموت

قالت جوريات :
ــ لما تقول هذا سيدي

قال شاكر:
ــ منذ مده اصبت بسرطان في الرئة رفضت العلاج
لأنني اريد اللحاق بزوجتي فهي بانتظاري مولاتي

قالت والدموع في عينيها :
ــ أ، ا اانت تمـ تمزح سيدي اليس كذلك

قال :
ــ لا مولاتي انا لا امزح ابدا لقد تمكن المرض مني بأمر مني أنا

قالت جوريات:
ــ ارجوك قل بأنك تمازحني كي اعمل بجد ارجوك
مَـن اذا سيناديني بمولاتي سيدي قل لي من سيفعل
ثم بكت

قال شاكر:
ــ ارجوكِ جوريات لا تبكِ
انا مدين بالشكر لكِ لأنكِ من عوضني عن زوجتي
والابنة التي كنت احلم بها ارجوكِ اقبلِي المصنع وافعلي به ما شئتِ مولاتي ارجوكِ

قالت جوريات:
ــ حسناً سيدي سأفعل لكن لا تتركني رجاءاً سيدي
لم يعد لي سواك


قال:
ــ صدقيني جوريات لـم اعد احتمل
كانت زوجتي لي كل شيء..
تحمـلت انا الكثيـر وكنت كالعبيد الذي يسير بالسوط ان لم يلتزم بما يقال، كانت الأسابيع تمـر دون تناول
اي شيء يذكر
كنت في العقد الثاني وأتناول من القمامة،
كانت اسوأ ما مررت بـه
حتي وجدت مكان كبير لبيع الملابس
ذهبت وطلبت عمل،
كانت سيده في العقد الخامس، كانت جميله وقويه من يراها يظنها في العقد الثالث من عمرها كانت
تسير وتذهب وتتفحص كل انش في ذاك المَـكان
داومت علي العمل واجتهدت وفعلت كل ما بوسعي لأستمر في عملي هذا،
احبتني كثيراً تلك السيدة،
كنت ادخر اجري معها حتـى مر تقريباً ثلاث اعوام
فطلبت منها المال اعطتني مبلغ كبيـر حقاً، فـقمت
ببنـاء مكان صغيـر لبيع الملابس،
يوم بعد يوم تزداد البضائع ويزداد عدد الزبائن، كنت
بين الحين والآخر اذهب لزيارة هذه السيدة،
رأيت زوجتي التي هي كانت ابنة تلك السيدة للمرة
الاولى،.
كم اعجبنـي حياؤها وحسن اخلاقها،
يوماً بعد يوم ازددت شجاعة وذهبت لطلب الزواج
منها
تزوجتهــا وقامت بتشجيعي علي الاستمرار في عمـلي، كنت حين امرض تذهب هي بدلاً عني في العمل،
كانت هي حقاً كل شيء لي
والآن تركتنـي وذهبت
والي الآن لم أشفـى
انا حقاً اود اللحـاق بهـا

قالت ببكاء شديد:
ــ لا تقول هذا سيدي
لم يعد لي سواكَ، اتترك ابنتك وهي بِـحاجه اليك

قلت:
ــ اعتذر اليكِ جوريات لكنكِ الأقوى والأكثر ثباتاً مني
لم ولن ارى احد بقوتُـك عزيزي، انا حقاً لست بق،
بقوتِـك م، مو مولاتي...........'

قالت بين شهقاتها :
ــ لا سيدي انت اقوي مني، تحملت الكثير في صِـغرك،
ارجوك سيدي ل لا تتـركني انا بحاجه الي شخص
مثلك

ــ.............

سيدي س سيد شاكر اجبني رجاءاً
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي