الفصل الرابع ارض الموت

جوريـــــــــــــــــات

قبل انا اغمض عيناي لأستسلم للإصابة رأيت رجلان يحملانني ويدخلاني غرفه صغـيره جدا بذلك الفندق فـعرفت حق المعرفة انها الغرفة التي حدثتني عنها تينا،
لم اكن قادره علي فعل اي شيء بسبب تلك الإصابة المتواجده بكتفي،
فـ استسلمت لما سيحدث لِـي،
استيقظت وأخيرا بعد مده لا اعلمها فوجدت نفسي داخل صندوق ضيق للغاية به ثقب صغير جداً وكان يتحرك بي علي عربه يقوم احد بجرها ، فنظرت من خلاله ولم تتوقف صرخاتي وتوسلاتي بالخروج من هنا ،
نظرت من خلال تلك الثقب فرأيت مالم ولن ارى في حياتي مثل ما رأيت وقتها،
وجدت اناس معلقون بالأفق من يديهم وأرجلهم وهم غارقون في دمائهم لا اعلم ما هذا ولكنني للمرة الاولي ارى طريقة تعذيب كهذه، اظن انها طريقة القتل التي وصفتها تينا
ورأيت ايضاً رجال يضعون مستحضرات تجميل ويرتدون ملابس النساء ويضعون سلاسل علي رقبتهم ويسيرون كالنساء،
علمت بأنهم رجال لأن رأسهم محلقه تماماً، هذا بجانب صوتهم الذي يوضح انهم رجال
ورأيت نساء يُسحبون من ارجلهم من خلال حبل معلق في اقدامهم ويصرخون وأناس، يسيرون ولم يأب أحدهم بشيء ولكنني كنت ارى علي وجـوههم خوف،
استمريت علي صراخي وعويلي حتي وجدت الصندوق الذي انا بداخله يوضع ارضاً ،
ثـم فُـتح هذا الصندوق فازداد خوفي وللمرة الاولي، كانت المره الاولى منذ زمن طويل التي اشعر فيها بهذا الكم من الخوف،
كنت ارى كل شيء حين فُـتح الصندوق،حيث كان هناك رجال كثيرون ملتفون حول الصندوق الذي انا متواجدة به ،
وجدت كل منهم يرتدي قرطاً في اذنه بإسم مختلف فعلمت انها اسمائهم، ويرتدون ثياب غريبة المظهر كان الجَـميع هكذا،
تملك الخوف مني،
وظهر علي ملامحي هذا، حتي وجدت رجلاً ملامحه قويه وهادئة وجميله في نفسي ذات الوقت كانت ملامحه ليست جديده بالنسبة لي اظن انني رأيته من قبل لم اكن قادره علي رؤية اسمه جيدا ولكنه كان جدياً وعابثاً، وجدته ينظر خلف صندوقي ويقول لشخص ما:
ــ ها هي يا زَعيـمْ

قال الرجل:
ــ قم بإخراجها لأراها

قام ذلك الرجل الواقف امامي بجذبي من معصمي بقوه حتي وقعت علي وجهي، فاعتذر
فنهضت ولكمته في وجهه من قوة غضبي فلم يتحرك وجهه البته كأنني مجرد هواء قام بلمس وجهه فقط ،
زادت قوته من غضبي فلكمته في انفه عدة لكمات حتي وجدت سيلاً من الدماء يخرج من أنفه ،
كانت كلتا يداه وراء ظهره وهو يحدق بي ويبتسم ابتسامه ساخرة فازداد غضبي اضعاف،
فلكمـته في اسفَـل وجهه من اعلي رقبته لكمه جعلت وجهه للأعلى فتـأوه وقال لي كَفـى ارجوكِ،
فاندهشت وقلت له سدد ضرباتي يا رجل ،
قال لي جملة جعلتني استشيط غضباً قال:
ــ لو سددتها لفارقتي حياتك من الوهلة الاولي هذا بجانب ان زعيمي وصديقي وابن رئيس الأرض هذه ايضاً امرني بالإتيان بكِ دون ان يصيبكِ مكروه

قلت:
ــ انتظر،
اي أرض هذه التي تتحدث عنها انت،
لم انتظر جوابه ولكن علامات الدهشة كانت واضحه علي وجهي
، ثم نظرت امامي فوجدت رَجلاً واقف امامي موليني ظَـهره حـتَـي التف واندهشت ممَا ارى،
كان يشبهني الي حد كبير جدا،
ما هذا بحق السماء،

وجدته هو الآخر مندهشاً للغاية ، فقطعت اندهاشنا بقول:
ــ من انتَ ايها الوَغـد

قال وعلامات الدهشة تحتل معالمه:
ــ ما هذا
ان، ا انتِ تشبهينني الي حد كبيـر فعلاََ ،
انا لا أصدق،
ثم أكمل بَـعد لحظه من الصَمت قائلا:
ــ انا علي يقين تام بأنكِ قويه ولا تهابي شيئاً ولكن أمامي اريدك ضعيفة كي لا تسحقين آنستـي.

قلت:
ــ انت تحلم يا هذا، فلم يخلق بَعد من أضعُف امامِه، افهمت مقصدي ايها..
ايها الأحمق،
اجبني من انت وأين أنا؟

ابتسم ساخرا وقال:
ــ ادعي چبـار
ثم اكمل بعد لحظات قائلاً:
ــ اما اين انتِ هذه فـ سأكتفي بقول، أن ارض المَـوت ترحب بِـگ ابنـة عمـي.

ارض موتِِ ماذا اتسخـر مني ام ماذا ثم اني لا أعرفك ولا عماً لَدي

كانت هذه كلمات جوريات بعد قول چبار
فرد جبار قائلا:
ــ الأن اصبحتِ تعـرفيني اعلم ان ما قلته للتو غريب بعض الشيء، فلتأتي معي وسأقص لكِ كل شيء بعد ان يعالج ذراعك

قلت بنبره تعتليها الغضب :
ــ لن اذهب الي اي مكان، اريد الذهاب الي موطني
، ثم هل هذا كهف ام ماذا اين السَـماء وما هذا العلو

قال بلطف وتفهم:
ــ ارجوكِ آنستي، فلتأتي معي وسأشرح لكِ كل شيء، ارجوكِ

قلت وأنا بالكـاد مندهشة من تلك الجبار:
ــ حسناً، هيا

فقال:
ــ فليرحل الجميع وليلحق بي قُـبور

التفت حولي لأري من هذا قبور فوجدته الرجل ذاته الذي سددت له بضع لكمات منذ قليل ، ذهبت خلف جبار الى ان وقفنا امام قصر كبير غايه في الجَـمال،
كنا ثلاثتنا انا ومن يدعى قبور وجبار
قمنا بالدخول الي القصر وبعدما جاءت طبيبه وازالت تلك الرصاصه وعالجتني تماماً جلسنا ومن ثم بدأ يقص لي كل شيء

قال:
ــ انظري عزيزتي وانصتي اليَّ جيداً، نحن من خططنا لكل شيء حتي تأتي الا هُـنا

قلت:
ــ كيف هذا، انا لا أفهم شيئاً

قال:
ــ قبور هو ذراع ابي الأيمن وأبي يـرسله الي كي يقوم بحراستي وهو ايضاً كأخ بالنسبة لي اصبح ينقل لي كل اخبـار أبي
قبور وسته آخرين من الحراس هم لأبي كل شيء،
فكان يحدثهم السبعة بما فيهم قبور بأنهم يبحثون عن فتاه تدعي چوريات وكان يخبرهم بضرورة البحث عنها والاتيان بِها كنت اعلم ان لي ابنة عم تشبهني حيث قال لي ابي ذلك ذات يوم، وقال لي انها تسمي جوريات، فظننت انه يبحث عنك لأنه اشتاق لكِ وانتي من بقيت من رائحة اخاه ثم علمت من قبور انه يريد شيئاً آخر لا أعلمه، فأخبرت قبور بأن يبحث عنكِ هو بأي طريقه كانت

قلت:
ــ كيف كانت فكرة الاتيان بي وما حدث علي ارضي شيء مقصود، ولماذا سبقت اباك وأتيت بي انت، ولماذا لم يأخذني قبور لأبيك وجاء بي أليك، ثم اني لا أصدق بأن لدي عم وابن عمِِ اساساً

قال:
ــ سأخبرك بكل شيء ولكن شيئاً فشيء

قلت:
ــ حسناً، اريد معرفة كيف اتيتم بي، ولماذا

قال:
ــ لا اعلم ماذا يريد ابي منك ولا اريده ان يعثر عليكِ قبل معرفتي بالأمور التي يخفيها عني، ثم لا احد يعلم مكان باب الخروج للأرض العليا سوي ابي فقط

قلت:
ــ الارض العليا

قال:
ــ نعم فنحن بِـ قاع الارض

شهقت شهقة كادت تميتني حتي اتى بكوب من الماء وقال لي لا تقلقي سنخرج من هنا ولكن علينا التحلي بالصبـر

قلت بصراخ وبكاء :
ــ قاع ال الأرض كيف، كيف لهذا ان يحدث، اأ اريد الخروج من هنا، اخرجوني من هنا اخرجني من هنا ارجوك جبار

قال بحزن جلي:
ــ اهدأي ارجوك اقسم لك بأننا سنخرج اقسم.

قلت ببكاء :
ــ كيف اتيتم بي الي هنا ولا يعلم باب الخروج سوي ابيك

قال:
ــ يفتح هذا الباب كل خمس شهور لمدة خمسة ايام فيذهب حراس ابي الي اعلى ليأخذوا رجال ونساء من الأرض العليا لأرض الموت حيث توضع قطعه من القماش علي اعينهم وتكون كلتا يديهم مكبلتين خلف ظهورهم كي لا ينزعوا ما علي اعينهم حتي حين خروجهم من قصره ثم يسير امامهم ويتحدث ليتبعوه حتي يصلو الي باب الأرض العليا وحين دخولهم يدخل ابي معهم ويقوم بتحرير ما ربط علي اعينهم وأيديهم ليصعدوا للأرض العليا،

وهناك علي الأرض العليا اتباع لأبي كشخص يدعي سمير وهو صديق لقبور ،
قال لي قبور بأن باب الأرض العليا يكون من داخل فندق،
يذهب ابي معهم ولكنه يظل بالأسفل بينما هم بالأعلى ومعهم الصناديق حتي يأتوا بالبشر ثم يضعوهم في تلك الصناديق ثم يهبطوا بهم ليقدموهم لأبي حينما يشعر أبي بنزولهم حيث يستغرق هذا وقتا طويل لطول المسافة بين أرض الموت والأرض العليا يصعد ويعيد تكبيلهم لعدم معرفه مكان هذا الباب،
ثم يأخذ ابي هؤلاء الناس الذين جاءوا بهم حراسه من الأرض العليا واما ان يكونوا احرار في ارض الموت وإما ان يكونوا جواري وعبيد عند ابي
، سَـميـر هو من يقف علي باب الأرض العليا وهو من يأت بالبشر ويتفق معهم علي المجيء في الشهر كذا لدخولهم الغرفة التي تؤدي الي ارض الموت، سمير أصبح صديقاً لقبور وأخبره قبور بالبحث عليكِ لكن سمير كان يعرف شيء ولا يود اخباره، اخبرني قبور ذلك
فعرض قبور عليه مبلغ من المال فأقر سمير بأنكِ صديقة صديقته ولكن صديقته لم تخبره بذلك ولكن كنتِ صاحبة فندق ومعظم سكان المدينة يعلمون ذالك وهو منهم،
لم تكن لدي سمير فكره سوى احراقه لفندقك لتأتي وتنتقمي منه،
فالجميع يعلم بأنك قويه ولا تستسلمين
كان باب غرفة الارض مفتوح لجلب البشر لأرض الموت وقبور كان ينتظرك حتي جئتِ وبدأ العراك بينك وبين عمال الفندق فعلم انه انتِ فأتي بكِ الي هنا عزيزتي،
فحين كنتِ مع بقية الصَـناديق قام بعمل دائرتين علي صندوقك كعلامة لمعرفة انكِ بداخل هذا الصندوق ثم بعد اخذ الصناديق اخذ صندوقك واعطاه لحراسي دون علم احد ولم يعلم اي أحد بقدومك الي هنا سوي حراسي وقبور .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي