الفصل الرابع

بصمة أمل
الفصل الرابع
بقلم : ريان عبد العزيز محمد إبراهيم

جاء موعد نتيجة رنا و كانت خائفة و متوترة من النتيجة .. جاءت إليها أختها روان و قالت لها أن تعطيها ( رقم الجلوس ) لكى ترسله فى التلفون و تظهر النتيجه و كان ذلك قبل المؤتمر الصحفى الذى يتم من خلاله إعلان المتفوقين فى إمتحانات الشهادة الثانوية .. فكانو جالسين منتظرين إذاعة المتفوقين ..
روان قالت لى رنا : رنا أدينى رقم جلوسك عشان أرسلو لى ناس سودانى و نشوف النتيجه
رنا قالت لي أختها روان : طيب يا روان سجلى 196558 يا رب توفقنى
و فى هذه اللحظة بدأ المؤتمر الصحفى و بدأت وزيرة التربية و التعليم بإعلان نتيجة المتفوقين و بدأت بإذاعة أول الشهادة السودانية و كان معدل نسبته 96.9
و بعدها أذاعت كم شخص من أوائل السودان و عندما توصلت إلى نسبة 94 زاعت رنا حازم الأمين ..
بعدها صرخت روان بصوت عالى و عملت ضجيج و بعدها زغردت والدة رنا بفرح و لفظت كلمة ( أيووووي يووووي )
و قالت بي فرحه عارمه : و الله رفعتى رأسنا يا بتى ( و ذهبت إلى رنا إبنتها و حضنتها )
و قالت لها : ألف مبرووك يا حبيبتى و الله فرحت ليك فرح
و أجاب رنا إلى والدتها و كانت تبكى من الفرح : الله يبارك فيك يا أمى الحمد لله و الشكر لله
و جاءت إليهم أختها روان و قالت لى رنا : ألف مبرووك يا رنوو و الله عجبنى نجاحك و رفعتى رأسنا
و ردت عليها رنا : الله يبارك فيك يا روان
و بعدها جاءو إليهم ( الجيران) ليباركو إلى رنا و عم الفرح و صخبات (الزغاريد ) فى أسرة رنا

و بعدها مرت الأيام و جاء موعد (التقديم إلى الجامعات ) و جاءت رنا إلى أبيها و قالت له : يا أبوى تقديم الجامعه بدأ و أنا عايزه اقدم فى جامعة الخرطوم طب و أحقق حلمى و رغبتى
رد إليها أبيها بصوت عالى و صاخب : ياا بت جامعة شنو ما عندنا بنات بقرو فى جامعة إنتى عارفة الكلام دا من زمان أختك و بنات أعمامك ماف واحده فيهم قرت جامعة
رنا رد على ابيها : يا أبوى أنا ما بقدر أتخلى عن حلمى و أنا إجتهدت عشان أرفع رأسكم و عشان يقبلونى طب بنات أعمامى ما كانت عندهم رغبة فى الجامعة و مقتنعين و ما عندهم طموحات بس أنا عندى طموح و أحلام لازم أحققها
وقف أبيها من جلسته و مد يداهو صافعآ إليها (كفوف بيديه) و قال لها : برا طموح برا كلام فاضى أنا ما عندى بنات ما يسمعو كلام أبوهم و ما عندى بنات بتقرأ جامعة طيرى من وشى
و ذهبت رنا إلى غرفتها و عيناها منهمرتان من الدموع و كانت تبكى بشدة فجاءت إليها والدتها و أختها و قالت لها و الدتها : معليش يابتى إنتى عارفة براك أبوك و أعمامك ما بسمحو ليك بي قراية الجامعة و عارفة إنو ما عندهم بت درست فى الجامعة ما كان تناقشي أبوك
أجاب رنا إلى والدتها : معقوله يا أمى إنتى كمان بتدافعى عن أبوى و موقفه معاي و إنتى أكتر واحده فى نسوان أعمامى متعلمة و مكملة التعليم معقول يا أمى
أجابت والدة رنا و قالت لها : و الله يا بتى أنا خايفة عليك من قراراتهم بعدين إذا إنتى إتناقشتى معاهم و عاندتيهم ما معروف يقررو ليك شنو إحتمال كبير يعرسوك لى أى زول فأنا ما عايزاك تتظلمي من جهة الجامعة و من جهة إنو تعرسي بالغصب
أجابت رنا والدتها : و الله انا حلمي مستحيل أخليو و مستحيل أقنع منو لأنى تعبت شديد عشان أحقق حلمى دا و ما بي السهولة دى برضى و إذا إنتى ما عايزه تقيفى معاي أنا براى البقيف معاهم و من بكره بمش أقدم
أجابت أختها روان و قالت لى رنا : و الله يا رنا أحسن شئ تنسي القراية فى الجامعة دى هسه لأنو أنا خايفة عليك منهم و فيما بعد حققى حلمك
أجابت والدة و قالت إلى رنا : يا رنا أنا موافقة علي قرايتك و أنا معاك فى إنك تحققى حلمك و أنا ما أنانية والله عايزاك تكملي تعليمك و ترفعي رأسنا و تبقى دكتورة كبيرة و من بكرة أنا بمش معاك عشان تقدمي و اليحصل يحصل كفاية تحكم في بناتنا طفح الكيل (لفظ طفح الكيل دا يقال عندما تسوء الأمور و تشدد سوءآ و لا يمكن الصبر أكتر من ذلك )
رنا آتت إلى والدتها و حضنتها و قالت لها : ربنا يخليك لي و ما يحرمني منك
و أجابت والدتها: أنا ما بتمنى فى الدنيا دى غير سعادتكم
و مر يوم على هذا و جاء يوم الغد و ذهبت رنا و والدتها لكى تقدم رنا إلى الجامعة و بعدها قدمت رنا فى كلية الطب جامعة الخرطوم و ستظهر النتيجة بعد عشرة أيام
و ذهبتا إلى المنزل و بدأو بتجهييز أنفسهم بسبب إقتراب زواج روان و أصبحو مشغولين بين تجهيز المنزل و تجهيز انفسهم و ذهابهم إلى السوق و تجهيز العروس لتصبح أجمل عروس
و مرت الأيام سريعآ و جاء يوم زواج روان من منذر وآتوا إليهم أهليهم ( أهل حازم والد رنا و حاجة آمنة والدة حازم و أخوان حازم و زوجات أخوانهم و أولادهم و بناتهم و أهل سارة اخواتها و أخوانها و أولادهم والدتها و والدها كانو متوفيين )
و عم المنزل بي الأهل و الأقارب و الأحباب فرحين بي زواج روان ..
و كحال كل بيت سوداني يتوافدون فيه المعارف و الأهل لى حضور الزواج و تتم فيه كل طقوس الزواج من (حفلات و حفلة الحناء للعروس تتم دعوة صاحبات العروس و أهلها لعمل طقوس حفلة الحناء حيث يتم تخضيب أصابع العروس بي الحناء و يتحنن صاحبات العروس و يغردن ألحنآ و ترانيم بي شئ يسمى (الدلوكة ) و يطلقن الزغاريد و التصفيق فى كل جانب من أرجاء المنزل ) و تكون العروس فى أكمل زينتها و حليها)
و فى اليوم البعده يكون يوم الزواج حيث يتم حضور المعازيم و المدعويين إلى حضور عقد القرآن فى المسجد بعد صلاة الظهر فى يوم الجمعة و بعد لحظة عقد القرآن يتم إطلاق الرصاص الحي فووق السماء تعبيرآ عن الفرح و فى لحظة القرآن يقال أن الملائكة قد تحضر و أن أى دعوة مستجابة ..و بعدها يذهب العريس لآخذ عروسه التى تكون مرتدية الزفاف الأبيض الناصع و تكون فى أكمل زينتها وسط حضور الأهل و المعارف ...
يتبع فى الفصل القادم ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي